تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة المصري، أن الاقتصاد الإبداعي يعد من أهم محركات النمو العالمي، إذ يسهم بأكثر من 3% من الناتج الإجمالي العالمي، بعائدات تتجاوز 2.25 تريليون دولار سنويًا، ويوفر أكثر من 50 مليون فرصة عمل، نصفها للنساء.

 وأضاف أن “هذا القطاع يمثل فرصة ذهبية لدول العالم الإسلامي لدعم سوق إبداعية مشتركة، تعزز التبادل التجاري للمنتجات الثقافية، وتفتح آفاقًا أوسع أمام المبدعين، بما يضمن تحقيق تنمية مستدامة قائمة على الابتكار والإبداع”.

جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وزراء الثقافة في دول العالم الإسلامي، الذي يُعقد تحت رعاية منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (الإيسيسكو)، في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تحت عنوان “أثر الثقافة على التنمية الاجتماعية والاقتصادية”.

وقال الوزير: “يجمعنا اليوم إيمان مشترك بضرورة الحفاظ على الحق الثقافي لشعوبنا، وضمان وصول المنتج الثقافي للجميع دون إقصاء، وتعزيز المبادرات التي تطور البرامج الثقافية، وتدمج ذوي الاحتياجات الخاصة والأقليات، باعتبار الثقافة حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان. ومن هنا، تتأكد العلاقة الوثيقة بين الثقافة والتنمية المستدامة، حيث تمثل الثقافة قاطرة رئيسية للنمو الاقتصادي والابتكار الاجتماعي”.

سياسات متكاملة تُعزز من دور الثقافة في التنمية المستدامة

أشار  الوزير إلى أن الثقافة ليست مجرد تراث أو تاريخ، بل هي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية الاقتصادية، والمساواة، والابتكار، والتماسك الاجتماعي، والسلام، مشددًا على أهمية تبني سياسات ثقافية متكاملة تُعزز من دور الثقافة في التنمية المستدامة

التحول الرقمي لحماية التراث وتعزيز الإبداع

وأكد الدكتور هَنو أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا، بل أصبح ضرورة حتمية، ليس فقط لنشر الثقافة والفنون عالميًا، ولكن أيضًا لحماية الموروث الثقافي من التحديات الجديدة، مثل القرصنة الرقمية، والتزييف العميق، والاستغلال غير المشروع للمحتوى الثقافي.

وأوضح أن التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والواقع الافتراضي، وتقنيات البلوك-تشين، توفر أدوات قوية لتوثيق التراث وحمايته من الاندثار، داعيًا إلى العمل تحت مظلة “الإيسيسكو” لإنشاء منصة رقمية موحدة تضم الأرشيف الثقافي والفني للدول الأعضاء، مع وضع إجراءات قانونية وتقنية لحماية حقوق الملكية الفكرية.

وأضاف أن هذه المنصة يمكن أن تكون قاعدة لدعم المشاريع الإبداعية الرقمية، وتمكين الفنانين من الوصول إلى أسواق أوسع، مما يعزز دور “الاقتصاد البرتقالي” الذي يجمع بين الإبداع البشري والتكنولوجيا والمعرفة.

الثقافة والاستدامة البيئية

كما تطرق الوزير إلى أهمية ربط الثقافة بالاستدامة البيئية، مشيرًا إلى مبادرة “الاقتصاد الثقافي الأخضر” التي أطلقتها مصر خلال COP27 وتم تفعيلها في COP28 بالإمارات، ثم في باكو بأذربيجان، لتعكس التزام دول العالم الإسلامي بمواجهة التغيرات المناخية وتأثيرها على الممتلكات الثقافية والتراث.

وأشار إلى أن “مجموعة أصدقاء العمل المناخي المتعلق بالثقافة” تمثل خطوة مهمة لتعزيز التعاون بين الدول، عبر دعم الحرف التقليدية المستدامة، والحفاظ على الموارد البيئية، وتكثيف الممارسات الثقافية الخضراء.

حماية الممتلكات الثقافية في أوقات الأزمات

وأكد وزير الثقافة أنه لا يمكن الحديث عن التنمية الثقافية دون التأكيد على ضرورة حماية الممتلكات الثقافية في أوقات الطوارئ والأزمات، داعيًا إلى اتخاذ خطوات عملية للحفاظ على التراث في ظل النزاعات، باعتباره مسؤولية دولية يجب تحملها لحماية ذاكرة الشعوب وإرثها الثقافي للأجيال القادمة.

تعزيز التعاون الثقافي بين دول العالم الإسلامي

وفي ختام كلمته، شدد الوزير على أن هذا المؤتمر يمثل فرصة ذهبية لتوحيد الرؤى، وتعزيز الثقافة كركيزة للتنمية المستدامة، من خلال دعم الاقتصاد الإبداعي، والتحول الرقمي، والاستدامة البيئية، وحماية التراث.

كما توجه بالتهنئة إلى المملكة العربية السعودية لرئاستها المؤتمر، مشيدًا بالحفاوة وحسن الاستقبال، ووجه الشكر إلى الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة السعودي.

كما هنأ وزير الثقافة في دولة قطر، الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، على نجاحه في رئاسة الدورة السابقة، التي شهدت إنجازات مهمة على مستوى التعاون الثقافي الإسلامي، موجهًا الشكر إلى “الإيسيسكو” ومديرها العام الدكتور سالم بن محمد المالك على جهوده في تعزيز التعاون الثقافي بين الدول الأعضاء.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الاحتياجات الخاصة التنمية الاقتصادية التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمملكة العربية السعودية تحقيق التنمية تحقيق التنمية الاقتصادية ذوي الاحتياجات الخاصة العالم الإسلامی وزیر الثقافة الثقافة فی

إقرأ أيضاً:

صندوق التراث والتنمية الثقافية ينظم صباحية شعرية تضامنية مع غزة

الثورة نت../

نظم صندوق التراث والتنمية الثقافية اليوم صباحية شعرية تضامنية مع غزة ضد العدوان الأمريكي، الصهيوني.

أحيا الصباحية الشعراء المبدعين الحارث بن الفضل، خالدة النسيري، بديع الزمان السلطان الذين قدموا مجموعة منتخبة من قصائدهم الإبداعية المعبرة عن التضامن مع أبناء الشعب الفلسطيني والمقدسات الإسلامية والرافضة للإجرام الصهيوني على قطاع غزة والخذلان والصمت العربي المخيب للآمال.

وجسدت القصائد الشعرية، موقف الشعب اليمني المتضامن والمساند للأشقاء في غزة وتأييدهم لعملية “طوفان الأقصى”، وعبرت عن واحدية القضية والدم اليمني والفلسطيني باعتبار القضية الفلسطينية هي قضية الشعب اليمني الأساسية والمركزية.

وبارك الشعراء، موقف اليمن قيادة وحكومة وشعبا إلى جانب الشعب الفلسطيني المتجسد بدخول اليمن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” نصرة لفلسطين.

وفي الفعالية أشاد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي بمضمون القصائد الشعرية التي عكست الروح الجهادية للشعبين اليمني والفلسطيني في مواجهة قوى الطغيان.

ونوه بتجربة الشعراء الإبداعية وبما تتميز به قصائدهم من انتصار وتضامن مع الشعب الفلسطيني ضد العنصرية الامبريالية الصهيونية، الأمريكية، مثمنًا مواقف قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي والشعب اليمني في نصرة الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته.

وأشار الوزير اليافعي، إلى أن الصباحية تأتي ضمن الفعاليات الثقافية المستمرة التي تنظمها الوزارة تضامنا مع غزة والشعب الفلسطيني، منوهًا بجهود قيادة صندوق التراث والتنمية الثقافية والدور الثقافي الريادي لها في التنمية الثقافية وتفعيل مختلف الأنشطة.

وأوضح أن لدى الوزارة خطط وبرامج بالتعاون مع صندوق التراث والتنمية الثقافية لدعم وتعزيز الجوانب الثقافية والأدبية والفعاليات الثقافية، لافتًا إلى موقف اليمن المشرف مع القضية الفلسطينية ونصرة ومساندة غزة في وقت تخلى فيه الأعراب والعرب عن هذه القضية وعن دورهم الاخلاقي والديني والإنساني تجاه الشعب الفلسطيني.

وأعرب وزير الثقافة والسياحة عن الأسف لهرولة بعض الأنظمة العربية نحو المشروع الامريكي الذي لم يقتصر فقط على التطبيع وإنما صحبه التشويه للثوابت المقدسة بهدف زرع التخاذل وعدم الاكتراث لما يرتكبه العدو الصهيوني من حرب إبادة بحق الشعب الفلسطيني.

وقال” بسبب الحملة التي قادها علماء الإخوان المسلمين والوهابية وسوقوها في أوساط الناس بما تتضمنه من مفاهيم خاطئة وأفكار مغلوطة ترويجا منهم بأن إيران أشد خطرا من الكيان الصهيوني الغاصب، وبدأ بعض الشعراء ينسلخون عن القضية الفلسطينية”.

وجدد الوزير اليافعي، التأكيد على أن التطبيع لم يشمل الجوانب السياسية، وإنما تضمن إنهاء القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن التي لم تأتي عبثا لكنها كانت في ذهن وخطط الفكر الصهيوني، ما يستدعي التمسك بالثوابت الوطنية ومنها الشعرية والأدبية وإعادة برمجة الأفكار في أوساط الناس ليكونوا إلى جانب القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أهمية ما جاءت به ثورة 21 من سبتمبر من أهداف، أهمها إحياء مبدأ المقاومة ومساندة القضية الفلسطينية.

حضر الصباحية القائم بأعمال المدير التنفيذي لصندوق التراث والتنمية الثقافية الدكتور عصام السنيني، وعدد من قيادات وزارة الثقافة والسياحة وشعراء وأدباء ومثقفين ومبدعين.

مقالات مشابهة

  • «ثقافة أبوظبي» تُطلق منتدى «النهوض بالمعرفة»
  • «أبوظبي للكتاب».. خبراء يناقشون حماية الذاكرة الثقافية
  • صندوق النقد: تقوية التجارة بالشرق الأوسط أحد حلول انكماش الاقتصاد العالمي
  • صندوق التراث والتنمية الثقافية ينظم صباحية شعرية تضامنية مع غزة
  • «مجموعة الأصول الثقافية» تنطلق ب7 شركات سعودية و 20 علامة تجارية في القطاع الثقافي الإبداعي
  • بمشاركة ممثلين عن 48 دولة.. انطلاق منتدى الحوار المفتوح في موسكو لرسم ملامح الاقتصاد العالمي الجديد
  • عبد الله بن زايد يبحث مع وزير الثقافة اللبناني التعاون الثقافي
  • وزير الثقافة يبحث تنفيذ خطة الطوارئ ويؤكد تكامل الجبهة الثقافية مع معركة غزة
  • “صور من التراث السوري” تبرز غنى الموروث الثقافي السوري في دار الأوبرا بدمشق
  • وزيرة الثقافة الكولومبية: القمة الثقافية أبوظبي تعزز التعاون العالمي