سواليف:
2025-05-02@08:37:56 GMT

شتاء السياسة الباردة: حين يغتال الجوع كل كلمة

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

#شتاء_السياسة_الباردة: حين يغتال #الجوع كل كلمة

كتب: #احمد_ايهاب_سلامة

عندما يحل الشتاء، تتعرى بلادنا العربية بأسرارها الموحشة، وتنكشف أزقتها المظلمة، ومناهلها الغارقة في الفقر، وبيوتها المهددة بالسقوط، الشوارع التي تغرق عند أول زخة مطر، وصيحات الجوع المنبعثة من قلوب الآباء الذين لا يجدون مأوى، وعائلات تبحث عن أي مدفأة تأويهم في ليالي البرد القارص.

في الشتاء .. كل كلام السياسة المعسول ومبرراته لا يمنح الدفء لأطفال عجز والدهم الذي أحنى الزمان ظهره عن شراء صفيحة وقود لمدفأة ..وكل التنظير اﻻقتصادي “الخزعبلائي” المطعم ببهارات وطنية ﻻ يسكت رضيعًا عن البكاء ولا يخمدهم التنظير، وهم لا يجدون من يعينهم على بطنٍ خاوي سوى أمهاتهن المنهكات من وطأة الفقر، اللاتي لا يملكن حتى ثمن علبة حليب.

مقالات ذات صلة من كلّ بستان زهرة -95- 2025/02/11

كل المبررات الحكومية، وإعلامها الببغائي، والناطقون باسماء وزرائها ووزاراتهم، المجملون قبحها بزيف كلماتهم، المبررون تجويعنا وجنون أسعارهم، لا تساوي تعريفة واحدة.. وﻻ تُصرف في مخبز لاذت به سيدة عجوز لشراء ربطة خبز ولم تجد في “جزدانها” سوى حبات ضغط وفواتير ماء وكهرباء

عندما تورث الوظائف العليا في بلادنا توريثا ..ويضمن “نجل معاليه” مستقبله مذ يخرج من رحم أمه المقدس وملعقة ذهبية في فمه، سيّان كان فاشلاً أو مختلاً، بحكم مؤهلات جيناته الوراثية ..

حينها ربما تفكر في تعليق علمك، وترك شهاداتك التي نلتها بشقاء وعرق، حيث كانت كل حرف كتب عليها مرسومًا بدم أبيك، وتلك الشهادات قد تجد لها مكانًا في مرحاض بيتك لتستعملها في وقت ضيق لا يسعني وصفه.

وعندما تتفوق أرصدة عشرة من الأثرياء على ما يمتلكه 10 ملايين مواطن، يقف إبليس نفسه على عتبات عقولنا، عاجزًا عن الوسوسة، فقد أصبح الفقر والظلم أكبر من أن نحتمل صمتهما.. عندما يحل الشتاء، تظهر كل عيوب الأثرياء، وتبان كل أوجاع الفقراء.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: الجوع

إقرأ أيضاً:

دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين

محمد الجوهري

تصريحات الرئيس الفلسطيني المزعوم محمود عباس (أبو مازن) عن مجاهدي حماس في غزة، وألفاظه النابية بحقهم، لا تقدم جديداً سوى المزيد من السقوط الأخلاقي للسلطات العميلة التي تستمد شرعيتها من البيت الأبيض، الحليف الرئيسي للكيان الصهيوني. وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، بل هي عُرف سياسي متفشٍّ في أغلب الجمهوريات العربية، حيث تبقى تلك الأنظمة خانعة كماً وكيفاً، مقابل بقائها في السلطة الوهمية، واستفادة أصحابها من بعض الامتيازات الخاصة، كالأرصدة الضخمة وممارسة الفساد بحق الشعوب دون حسيب أو رقيب.

ولم يعد خافياً أن عباس وأفراد عائلته يملكون مصالح مشتركة مع الاحتلال، وبسببها لا يزال في السلطة منذ أكثر من عشرين عاماً، حيث ترتبط هذه المصالح باستمرار خدماته للكيان الصهيوني. وينطبق هذا الوضع على أعضاء حكومته العميلة، المشاركين في قمع الشعب الفلسطيني، وتبرير كل إجرام إسرائيلي بحقه، كما هو الحال في غزة والضفة، حيث ينفذ الجيش الإسرائيلي عمليات قتل وخطف علني، بتواطؤ عباس وأزلامه.

في اليمن، كما في فلسطين، توجد حكومتان: إحداهما مرضيٌّ عنها دولياً وتحظى بدعم أمريكي، وأخرى منبوذة دولياً لكنها تستمد قوتها من الشارع اليمني. ومن البدهي أن تقف الأخيرة مع الشعب الفلسطيني في مظلوميته الكبرى، حيث لا ضغوطات غربية تمنعها من ذلك، بخلاف الأخرى التي يتمنى أعضاؤها أن يكون لهم موقف مشرف من غزة، لكن ذلك يتعارض مع مصدر شرعيتهم في البيت الأبيض، ما يفقدهم إياها بمجرد إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني.

وعلى هذا القياس تتشكل أغلب الحكومات العربية؛ فإذا أراد شعبٌ ما أن يسترد حريته، صُدم بالهيمنة الأمريكية التي بدورها تفرض عليه حكومة شكلية لا شرعية لها سوى من المجتمع الدولي، الذي تهيمن عليه الغطرسة الأمريكية. ولهذا، فإن ظاهرة “الدنابيع” هي الأكثر انتشاراً في عالمنا العربي.

وكلمة “دنبوع” -في الأصل- تشير إلى الفار عبد ربه منصور هادي، فهذا لقبه، وهو ليس أول رئيس شكلي في المنطقة، لكن غباءه الشديد فضح عمالته وتبعيته للسعودية وأسيادها الغربيين في أكثر من موقف، وأهمها تصريحه العفوي بشأن تفاجئه بالعدوان السعودي على بلاده، رغم أن الأخيرة زعمت أن عاصفة الحزم كانت بطلب منه. وله أيضاً تصريح سابق يكشف عبوديته لنظام عفاش، حين أكد أنه لم يستلم أي سلطة من سلفه سوى العلم الجمهوري.

مطلع العام 2022، اضطرت السعودية إلى استبدال الدنبوع بآخر لا يقل عنه عمالة للغرب، وهو المرتزق رشاد العليمي الذي لا يقل عنه ولاءً للخارج، إذ يطالب منذ عام ونصف بتدخل أمريكي لاحتلال بلاده بحجة حماية الملاحة الصهيونية في البحر الأحمر، في سقوطٍ أخلاقي لا نظير له في التاريخ اليمني الحديث أو القديم. فالعليمي لا يبالي بأي معايير أخلاقية، ولا يكترث لأي دوافع سوى عبوديته للمال، كما لا يحرص على تقديم أي صورة مشرفة له أمام المجتمع اليمني، إذ إن الشرف ليس من دوافعه هو وأمثاله في مجلس الثامنة الخونة الموالي للغرب والصهاينة.

وهكذا يتجلى المشهد العربي في صورته القاتمة: زعامات مستوردة، أنظمة مصطنعة، لا شرعية لها إلا بقدر خدمتها لمصالح الاستعمار الغربي، ولا قيمة لها لدى شعوبها إلا بمقدار ما تُمعن في قهرهم ونهبهم. وما محمود عباس سوى حلقة صغيرة في سلسلة طويلة من دنابيع السياسة العربية الذين ما إن تهب عليهم رياح التحرر حتى ينكشف عوارهم، ويسقط قناع الزيف عن وجوههم الباهتة.

ولم يكن عباس حالة شاذة؛ فقد سبقه ولحقه كثيرون، كأنور السادات، الذي رهن القرار المصري لواشنطن، ووقع اتفاقيات الاستسلام مع الصهاينة، ثم سُمّي عهده “عصر الانفتاح على الغرب” ولو على حساب كرامة مصر، وكذلك خلفه حسني مبارك، الذي جعل من مصر مخفراً كبيراً لحماية حدود الكيان الصهيوني في وجه المقاومة الفلسطينية، وبارك حصار غزة لسنوات طويلة.

وكذلك حال ملوك الخليج والأردن، فالشرعية هناك مطلقة للطغاة، وليس للشعب أي حق في الحديث عن حقوقه المصادرة، وأولها حق التعبير والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وكل هؤلاء، وأمثالهم، يثبتون حقيقة أن الاحتلال العسكري ليس الشكل الوحيد للاستعمار، بل إن أخطر أشكاله هو الاحتلال السياسي الداخلي، عبر وكلاء صغار بلباس الزعماء.

مقالات مشابهة

  • الجيش الأمريكي يطلق أكبر عملية تحديث منذ الحرب الباردة.. إليكم التفاصيل
  • خبير اقتصادي: ‎%‎80 من المواطنين الليبيين تحت خط الفقر  
  • لم تحدث منذ الحرب الباردة .. إجراءات عاجلة للجيش الأمريكي || تفاصيل
  • السياسة في زمن الرمادة والعته
  • تفاصيل لقاء اللواء سلطان العرادة مع سفيرة مملكة هولندا وأهم الملفات التي تم عرضها
  • هجرات ضاعفها الفقر والجفاف والحروب... لماذا أصبح اليمن نقطة عبور رئيسية للمهاجرين الأفارقة؟
  • امتعاض في العراق.. تبرع ومساعدات خارجية رغم الفقر والأزمة المالية
  • دنابيع السياسة العربية.. من دنبوع اليمن إلى دنبوع فلسطين
  • قهوة باردة على شاطئ البحر
  • الإنفاق العسكري العالمي يسجل أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة