جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-03@03:08:45 GMT

حرية النفس أم قيود المجتمع؟

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

حرية النفس أم قيود المجتمع؟

 

 

 

محمد بن أنور البلوشي

أحتاج إلى نفس.. أعطني فرصة! هذا ما سمعته من صديق مقرب لي عندما كنا نتحدث عن المجتمع. قال لي بصوت يائس لكنه مليء بالعزيمة: "أريد أن أكون حرًا... حرًا من كل شيء!"

أحيانًا، يشعر الفرد أن المجتمع كله يقف ضده، وكأن العالم يرفض وجوده كما هو. أين الفردية في كل هذا؟ لا زلت أتذكر عندما كنت جالسًا مع صديق في مطعم للعشاء، فجأة قال له أحد الغرباء في المكان: "هل يمكنك الجلوس بطريقة لائقة؟" نظرنا إلى بعضنا بدهشة، وهمسنا: "ماذا يقصد؟ لماذا يتدخل؟".

لم يكن يجلس بطريقة غير مألوفة؛ بل كان مرتاحًا فقط في وضعه، لكن كلمات هذا الشخص كانت بمثابة هجوم غير مبرر، وكأنها محاولة لتقييد حريته في مجرد الجلوس كما يريد.

بعد أيام قليلة، التقيت بصديقة أخرى، كانت غاضبة من شيء مشابه. قالت لي بغضب: "لماذا يظن الجميع أن لديهم الحق في الحكم على مظهري؟ أحب ارتداء الألوان الزاهية، لكن في كل مرة أمشي في الشارع، أجد نظرات وتعليقات تلاحقني!" ثم توقفت لوهلة وأطلقت تنهيدة ثقيلة، "لماذا يحاول المجتمع دائمًا وضعنا في قوالب جاهزة؟".

شعرت بقوة بإحباطها، وجعلني ذلك أتساءل: هل يمكن للفرد أن يوجد حقًا بشكل مستقل عن المجتمع، أم أننا مجرد انعكاس لما يمليه علينا؟ هذه التجارب ليست فردية أو نادرة، بل هي جزء من حياة الكثيرين الذين يشعرون بالاختناق من المعايير الاجتماعية والضغوط المستمرة للامتثال.

نحن دائمًا مطالبون بأن نكون مهذبين، محترفين، نتصرف بطريقة معينة، وكأن المجتمع يملي علينا هويتنا بدلًا من أن نخلقها بأنفسنا.

تناول العديد من المفكرين الاجتماعيين هذا الصراع بين الفرد والمجتمع. إميل دوركهايم رأى أن المجتمع يعمل من خلال القواعد والمؤسسات الاجتماعية، وأن الأفراد يتشكلون وفقًا للوعي الجمعي.

لكن هل يجب علينا الاستسلام من أجل الانتماء؟ ماكس شتيرنر دعا إلى أن يسعى كل إنسان لتحقيق مصالحه الخاصة بعيدًا عن القيود الاجتماعية. جون ستيوارت ميل أكد أن تنوع الأفكار والسلوكيات ضروري لتقدم المجتمع. فإذا كان الجميع متشابهين، كيف يمكن أن تظهر أفكار جديدة؟

هذا الصراع بين الفردية ومتطلبات المجتمع ينعكس في حياتنا اليومية. شاب موهوب في الرسم يريد أن يكون فنانًا، لكن عائلته تصر على أن يتبع مسارًا وظيفيًا تقليديًا.

شخص هادئ يفضل العزلة، لكنه يسمع دائمًا: "لماذا أنت هادئ جدًا؟ عليك أن تكون اجتماعيا أكثر!" التناقض في وسائل التواصل الاجتماعي واضح؛ نشجع على التميز، لكن فقط في حدود ما هو مقبول اجتماعيًا.

ربما المفتاح يكمن في الاحترام المتبادل، يجب أن يمنح المجتمع الأفراد مساحة للتعبير عن أنفسهم دون أحكام. المشكلة تبدأ عندما يتحول المجتمع إلى سجان للفكر والسلوك، متجاهلًا قيمة الاختلاف والتنوع.

صديقي الذي تنهد قائلًا: "أحتاج إلى نفس"، لم يكن يعبر عن مشكلته الشخصية فقط، بل كان صوت الكثيرين. الضغط للامتثال لما يريده المجتمع مرهق، ولكن الفردية هي جوهر التقدم.

لو أن الجميع امتثلوا، فكيف سنشهد الإبداع والابتكار والتغيير؟ في النهاية، سيظل الصراع بين المجتمع والفرد قائمًا، ولكن ربما الحل لا يكمن في مقاومة أحدهما للآخر، بل في إعادة تعريف العلاقة بينهما. فلنخلق مجتمعًا يحتضن أفراده ويدعمهم، عندها فقط لن نحتاج إلى أن نطلب استراحة... لأننا سنعيش ونتنفس بلا قيود!

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

«الشارقة للدفاع عن النفس» يحتفي بعقد من الإنجازات


الشارقة (الاتحاد)
احتفت أسرة نادي الشارقة لرياضات الدفاع عن النفس بمناسبة مرور 10 سنوات على تأسيس النادي، في الحفل الذي أقيم برعاية مجلس الشارقة الرياضي وتحت شعار «عقد من الشغف والإنجازات» بحضور الشيخ محمد بن حميد القاسمي رئيس دائرة الإحصاء والتنمية المجتمعية في الشارقة، وأحمد سعيد الجروان الأمين العام للمجلس الاستشاري في الشارقة، رئيس مجلس إدارة النادي وبحضور نخبة من القيادات المجتمعية والرياضية والشركاء الإستراتيجيين والرعاة ووسائل الإعلام.
وتقدم الجروان بأسمى أيات الشكر والتقدير إلى القيادة الحكيمة، على الرعاية الكريمة التي مهدت للنقلة النوعية المميزة للنادي، مثمناً الدعم اللامحدود لمجلس الشارقة الرياضي ودوره في نجاح النادي بتحقيق خطته الاستراتيجية والوصول للأهداف المرجوة والتعاون المحوري للقيادة العامة لشرطة الشارقة والمجلس الاستشاري لإمارة الشارقة في نجاح مبادراته، وفي واجهتها مبادرة «ثقافتنا الرياضية» التي ينفذها النادي منذ 6 سنوات متتالية.
وعبر الجروان عن سعادته لنجاح مدربي النادي من استكشاف نخبة من اللاعبين المميزين وتطويرهم، وتحديداً المواهب المواطنة والتي بلغت 85% من عدد منتسبي النادي الذي فاق 1500 لاعب في 6 مقرات تدريبية، مشيراً إلى أن هذه الإنجازات لم تكن لتتحقق لولا الجهود الجبارة لجميع منتسبيه.
ويأتي احتفال النادي بالمناسبة تزامنا مع عدد من الأرقام القياسية التي حققها النادي وأبرزها فوز النادي بقرابة 35 جائزة في المراكز الثلاثة الأولى محلياً ودولياً دولية، واستحصال شهادة الأيزو والعمل بها بشكل مستدام منذ السنوات الأولى لتأسيس النادي إضافة إلى نيل لاعبيه أكثر من 7800 ميدالية دولية ومحلية في 6 رياضات وهي الجوجيتسو، والجودو والتايكواندو، والفنون القتالية المختلطة، والمصارعة والكاراتيه، فضلاً عن رفده لعدد 71 لاعباً للمنتخبات الوطنية الإماراتية في مختلف الأعمار.
ووصفت المهندسة هنادي خليفة الكابوري المدير التنفيذي للنادي، الاحتفاء بـ 10 سنوات من النجاح بتحقيق الطموح بأنه يترجم مسيرة بدأت بحلمٍ صغير، وأصبحت حقيقةً مشرقة وتحول لرؤية تفتخر بها أسرة النادي، مؤكدة أنها كانت حافلة بالتحديات، واللحظات التي أكدت أن الإصرار يصنع المعجزات.

أخبار ذات صلة «الفنون القتالية» تقتحم «آسياد 2026» «جوجيتسو الإمارات» يرفع الحصاد إلى 16 ميدالية في «باريس الجائزة الكبرى»

مقالات مشابهة

  • خطة جديدة لفرض قيود إضافية على الهجرة إلى كندا
  • العدوان على اليمن وأكاذيب الدفاع عن النفس (1)
  • ناشطة بأسطول كسر الحصار: قلقون من احتمال حدوث هجوم إسرائيلي آخر علينا
  • الرئيس السوري: إن فرضت علينا الحرب جعلناها كصلاة العصر لا شفع فيها ولا وتر
  • إلى القرآن
  • مدرب مانشستر يونايتد: علينا الاستعداد للمجازفة أمام برينتفورد
  • وزير خارجية الدنمارك يدعو الهند وباكستان إلى ضبط النفس
  • بعثة الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس واستئناف الحوار
  • «الشارقة للدفاع عن النفس» يحتفي بعقد من الإنجازات
  • هيئة الإمداد: العبء الأكبر علينا لاستعواض هذه الخسائر وتوفير الدعم اللوجستي ومعينات العمل