جريدة الرؤية العمانية:
2025-02-12@17:08:33 GMT

حرية النفس أم قيود المجتمع؟

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

حرية النفس أم قيود المجتمع؟

 

 

 

محمد بن أنور البلوشي

أحتاج إلى نفس.. أعطني فرصة! هذا ما سمعته من صديق مقرب لي عندما كنا نتحدث عن المجتمع. قال لي بصوت يائس لكنه مليء بالعزيمة: "أريد أن أكون حرًا... حرًا من كل شيء!"

أحيانًا، يشعر الفرد أن المجتمع كله يقف ضده، وكأن العالم يرفض وجوده كما هو. أين الفردية في كل هذا؟ لا زلت أتذكر عندما كنت جالسًا مع صديق في مطعم للعشاء، فجأة قال له أحد الغرباء في المكان: "هل يمكنك الجلوس بطريقة لائقة؟" نظرنا إلى بعضنا بدهشة، وهمسنا: "ماذا يقصد؟ لماذا يتدخل؟".

لم يكن يجلس بطريقة غير مألوفة؛ بل كان مرتاحًا فقط في وضعه، لكن كلمات هذا الشخص كانت بمثابة هجوم غير مبرر، وكأنها محاولة لتقييد حريته في مجرد الجلوس كما يريد.

بعد أيام قليلة، التقيت بصديقة أخرى، كانت غاضبة من شيء مشابه. قالت لي بغضب: "لماذا يظن الجميع أن لديهم الحق في الحكم على مظهري؟ أحب ارتداء الألوان الزاهية، لكن في كل مرة أمشي في الشارع، أجد نظرات وتعليقات تلاحقني!" ثم توقفت لوهلة وأطلقت تنهيدة ثقيلة، "لماذا يحاول المجتمع دائمًا وضعنا في قوالب جاهزة؟".

شعرت بقوة بإحباطها، وجعلني ذلك أتساءل: هل يمكن للفرد أن يوجد حقًا بشكل مستقل عن المجتمع، أم أننا مجرد انعكاس لما يمليه علينا؟ هذه التجارب ليست فردية أو نادرة، بل هي جزء من حياة الكثيرين الذين يشعرون بالاختناق من المعايير الاجتماعية والضغوط المستمرة للامتثال.

نحن دائمًا مطالبون بأن نكون مهذبين، محترفين، نتصرف بطريقة معينة، وكأن المجتمع يملي علينا هويتنا بدلًا من أن نخلقها بأنفسنا.

تناول العديد من المفكرين الاجتماعيين هذا الصراع بين الفرد والمجتمع. إميل دوركهايم رأى أن المجتمع يعمل من خلال القواعد والمؤسسات الاجتماعية، وأن الأفراد يتشكلون وفقًا للوعي الجمعي.

لكن هل يجب علينا الاستسلام من أجل الانتماء؟ ماكس شتيرنر دعا إلى أن يسعى كل إنسان لتحقيق مصالحه الخاصة بعيدًا عن القيود الاجتماعية. جون ستيوارت ميل أكد أن تنوع الأفكار والسلوكيات ضروري لتقدم المجتمع. فإذا كان الجميع متشابهين، كيف يمكن أن تظهر أفكار جديدة؟

هذا الصراع بين الفردية ومتطلبات المجتمع ينعكس في حياتنا اليومية. شاب موهوب في الرسم يريد أن يكون فنانًا، لكن عائلته تصر على أن يتبع مسارًا وظيفيًا تقليديًا.

شخص هادئ يفضل العزلة، لكنه يسمع دائمًا: "لماذا أنت هادئ جدًا؟ عليك أن تكون اجتماعيا أكثر!" التناقض في وسائل التواصل الاجتماعي واضح؛ نشجع على التميز، لكن فقط في حدود ما هو مقبول اجتماعيًا.

ربما المفتاح يكمن في الاحترام المتبادل، يجب أن يمنح المجتمع الأفراد مساحة للتعبير عن أنفسهم دون أحكام. المشكلة تبدأ عندما يتحول المجتمع إلى سجان للفكر والسلوك، متجاهلًا قيمة الاختلاف والتنوع.

صديقي الذي تنهد قائلًا: "أحتاج إلى نفس"، لم يكن يعبر عن مشكلته الشخصية فقط، بل كان صوت الكثيرين. الضغط للامتثال لما يريده المجتمع مرهق، ولكن الفردية هي جوهر التقدم.

لو أن الجميع امتثلوا، فكيف سنشهد الإبداع والابتكار والتغيير؟ في النهاية، سيظل الصراع بين المجتمع والفرد قائمًا، ولكن ربما الحل لا يكمن في مقاومة أحدهما للآخر، بل في إعادة تعريف العلاقة بينهما. فلنخلق مجتمعًا يحتضن أفراده ويدعمهم، عندها فقط لن نحتاج إلى أن نطلب استراحة... لأننا سنعيش ونتنفس بلا قيود!

 

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تصل إلى المنع من استكمال الاختبارات.. قيود "التعليم" لمكافحة الغش

أكدت وزارة التعليم على ضرورة المتابعة الدقيقة لسير الاختبارات، واتخاذ إجراءات صارمة لمنع وضبط أي محاولات للغش، وذلك وفقًا للوائح والأنظمة المعتمدة.
وأوضحت الوزارة أن العقوبات الخاصة بالغش قد تصل إلى حرمان الطالب من دخول الاختبارات المتبقية، في حال تكرار المخالفة ثلاث مرات.

تكرار محاولات الغش

ووفقًا لما ورد في المذكرة التفسيرية والتنفيذية للائحة تقويم الطالب، فإن الطالب الذي يُلاحظ عليه الالتفات المتكرر أثناء أداء الاختبار، أو يُضبط وهو يحاول الغش شفهيًا، يتلقى إنذارًا رسميًا في المرة الأولى، لتنبيهه بضرورة الالتزام بالأنظمة.
وإذا تكررت المحاولة، يتم نقله إلى مكان آخر داخل قاعة الاختبار، بهدف الحد من فرصته في الغش.
أما في حال تكرار المحاولة للمرة الثالثة، فتُسحب ورقة إجابته مباشرة، ويُحرر محضر يوثق الحالة، ويوقع عليه المراقب المسؤول، ليتم اعتماده رسميًا من قِبل رئيس اللجنة المشرفة على الاختبار.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } وزارة التعليم - أرشيفية

أخبار متعلقة "التعليم": انطلاق الاختبارات الشفهية والعملية منتصف الأسبوع المقبل"التعليم": ضوابط جديدة لحماية سرية أسئلة الاختبارات ومنع تسريبها بالمدارسانطلاق الاختبارات الشفهية والعملية لطلاب التعليم العام.. الثلاثاءثبوت حالات الغش

أما إذا ثبت أن الطالب قد غش بالفعل أثناء اختبار نهاية أحد الفصول الدراسية أو في اختبارات الدور الثاني، فيتم اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. حيث يُحرر محضر رسمي بالواقعة، ويُعتمد من مدير المدرسة، مع إرفاق أي أدوات أو وسائل غش تم ضبطها بحوزة الطالب إن أمكن ذلك. ونتيجة لذلك، يتم إلغاء درجة السؤال أو الأسئلة التي ثبت فيها الغش، ويُمنح الطالب صفرًا في تلك الأسئلة، مع أخذ تعهد خطي منه بعدم تكرار هذا التصرف.

وفي حال قيام الطالب بالغش مرة ثانية خلال اختبار نهاية الفصل الدراسي أو في الدور الثاني، يتم تصعيد العقوبة. حيث يُحرر محضر جديد، ويُعتمد من مدير المدرسة، مع توثيق وسائل الغش المستخدمة، وتسحب ورقة إجابته بالكامل، مما يؤدي إلى إلغاء اختباره في المادة التي غش فيها. ورغم ذلك، يُحتفظ له بدرجات أعمال السنة، ويُعد مكملًا في هذه المادة، على أن يُتاح له إعادة الاختبار وفقًا للأنظمة المعمول بها.
وإذا كان الطالب في المرحلة المتوسطة، فإن إلغاء الاختبار لا يعني رسوبه، حيث يُسمح له بإعادة أداء الاختبار في بداية العام الدراسي الجديد، إلى جانب الطلاب الغائبين بعذر.
أما في المرحلة الثانوية، فيتم التعامل معه بطريقة مختلفة، إذ يُعد مكملًا ويُسمح له بإعادة اختبار المادة في موعد اختبار الدور الثاني، أو خلال اختبارات مواد الحمل.
كما يتم توثيق المخالفة في كشوف النتائج، من خلال إضافة ملاحظة في سجل الدرجات تشير إلى وقوع الغش، وذلك لضمان تسجيل الواقعة بشكل رسمي.

أما إذا تكرر الغش للمرة الثالثة خلال اختبار نهاية أحد الفصول الدراسية أو في اختبار الدور الثاني، فإن العقوبة تصبح أكثر صرامة. حيث يُحرر محضر رسمي بالواقعة، ويُعتمد من مدير المدرسة، مع توثيق أي وسائل غش تم ضبطها بحوزة الطالب. ونتيجة لهذا التكرار، يُحرم الطالب من دخول بقية الاختبارات المتبقية في جدول الاختبار، بعد الحصول على موافقة مكتب التعليم المختص. ويتم توثيق هذه العقوبة في السجلات الرسمية، من خلال إضافة ملاحظة في خانة الملاحظات، تفيد بأن الطالب “حُرم من دخول اختبار بقية المواد بسبب تكرار الغش”.

الحفاظ على العملية التعليمية

وتأتي هذه الإجراءات في إطار سعي وزارة التعليم للحفاظ على نزاهة العملية التعليمية، وضمان تحقيق العدالة بين جميع الطلاب، من خلال الحد من أي محاولات تلاعب قد تؤثر على تكافؤ الفرص بينهم. كما تسعى الوزارة إلى تعزيز القيم الأخلاقية بين الطلاب، من خلال التشديد على أهمية الصدق والأمانة في أداء الاختبارات، وتحفيزهم على الاعتماد على جهودهم الذاتية لتحقيق النجاح.

مقالات مشابهة

  • الولاية نوعان.. على المال وعلى النفس تعرف إلى شروطهما وفق القانون
  • في غياب الأمن…جيش من الحراكة يتجولون بكل حرية بميناء طنجة المتوسط (فيديو)
  • تركيا ترفع قيود قيود التجارة والعبور مع سوريا
  • وزير الاتصالات الإسرائيلي: حان الوقت لفتح أبواب الجحيم على حماس دون أي قيود على جنودنا
  • تصل إلى المنع من استكمال الاختبارات.. قيود "التعليم" لمكافحة الغش
  • صابرين تتصدر تريند جوجل بعد تصريحاتها الجريئة عن "مصالحة النفس"
  • أوسكار لوبيز يبدأ مهامه في مارس ويمنح لجنة الحكام حرية استقدام طاقم القمة
  • 100حالة شهرياً في «مختبر فحص النوم» بـ«خليفة الطبية»
  • الكبير: لماذا يصعد اللصوص والأنذال إلى مواقع القيادة؟