حقوق الإنسان: تصريحات ترامب تتعارض مع القوانين والمعاهدات الدولية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد النائب طارق رضوان، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، تعتبر خطوة تتعارض بشكل واضح مع القوانين والمعاهدات الدولية، فالاتفاقيات الدولية، مثل اتفاقيات جنيف، تحظر الترحيل القسري للسكان، وتؤكد على حقوقهم في البقاء في أراضيهم، بالإضافة إلى ذلك، فإن قرارات الأمم المتحدة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم ورفض أي محاولات لتهجيرهم.
وأشار رئيس لجنه حقوق الانسان في بيان له اليوم، أن هذه التصريحات تتجاهل الواقع السياسي والاجتماعي في المنطقة، حيث ترفض الدول المجاورة مثل مصر والأردن أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، لما لذلك من تأثيرات سلبية على الأمن الإقليمي والاستقرار ،مضيفا أن المجتمع الدولي، بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، يؤكد على أهمية احترام حقوق الفلسطينيين ومنع أي سياسات تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، مما يعكس ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة.
و قال "رضوان" إن هذه المطالب والتي تتعلق بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تتعارض ايضاً مع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل لعام 1979، التي تنص على احترام سيادة الدول وعدم تغيير الأوضاع الجغرافية أو الديموغرافية بالقوة، كما أنها تؤكد على أهمية التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية. أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من غزة يمكن أن تشكل خرقًا لهذا الاتفاق، خاصة فيما يتعلق بالأمن والاستقرار في المنطقة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المطالب تتناقض مع اتفاقيات السلام الموقعة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مثل اتفاقية أوسلو 1993، التي تعترف بحق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم على أراضيهم. أي خطوة لترحيل السكان قسرًا ستعتبر انتهاكًا لهذه الاتفاقيات، مما يقوض أي جهود للحل السلمي ويؤدي إلى مزيد من التوتر في المنطقة بالتالي فإن أي مخطط لتهجير الفلسطينيين يتعارض مع القانون الدولي، ويهدد الاستقرار الإقليمي، ويتنافى مع الاتفاقيات القائمة بين الأطراف المعنية.
وشدد أن مطالب الرئيس ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة تنطبق بشكل مباشر على مبدأ تجاري يعتمد على رفع سقف المطالب. مبدأ رفع سقف المطالب في المفاوضات التجارية أو السياسية عادةً ما يتعلق بزيادة التوقعات أو الشروط في سياق التفاوض لتحقيق مكاسب أكبر، سواء في الصفقات التجارية أو في تسويات سياسية ،ومع ذلك، فإن فكرة تهجير الفلسطينيين تتعلق بقضايا حقوق الإنسان والقانون الدولي، وهي مسألة حساسة ومعقدة تتجاوز الأبعاد التجارية أو التفاوضية. تهجير السكان القسري يتعارض مع القوانين الدولية، ويعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان، مما يجعله موضوعًا مختلفًا تمامًا عن المفاوضات التجارية.
بالتالي بينما يمكن استخدام مبدأ رفع سقف المطالب في سياقات تفاوضية معينة، فإن تطبيقه في سياق تهجير الفلسطينيين يتطلب فهمًا عميقًا للأبعاد الإنسانية والسياسية والقانونية، وهو أمر غير مقبول في المجتمع الدولي.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اتفاقيات الدولية اتفاقيات جنيف الاتفاقيات الدولية الرئيس الأميركي دونالد ترامب السلام العادل والشامل الرئيس الأميركي النائب طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الانسان بمجلس النواب حقوق الإنسان بمجلس النواب رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب مصر والأردن تهجیر الفلسطینیین من حقوق الإنسان فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
تقدير إسرائيلي: تصريحات ترامب حول تهجير الفلسطينيين من غزة منسقة مع نتنياهو
ما زالت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غير العادية، التي اقترحت تهجيراً للفلسطينيين من قطاع غزة، تثير الآمال بين حاشية رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بأنها ستساعده في منع حلّها، ويعتقد البعض أن كلمات ترامب كانت منسقة مسبقاً معه، بمعنى أنه إذا اتفقت واشنطن وتل أبيب على تهجير الفلسطينيين، فلن تكون هناك حاجة لتجديد الحرب في غزة، ولن يواجهوا مشكلة مع المرحلة الثانية من الصفقة.
وذكر شالوم يروشالمي الكاتب في موقع زمن إسرائيل، إن "اقتراح ترامب العلني بتهجير طوعي للفلسطينيين من غزة، أثار تطلعات كبيرة ليس فقط في الدوائر اليمينية الإيديولوجية الإسرائيلية، بل وأيضاً بين مقربين من نتنياهو وكبار وزراء الليكود في مجلس الوزراء السياسي الأمني، الذي ذكر أحدهم إن تصريحات ترامب غير العادية تم تنسيقها مع نتنياهو، بهدف مساعدته لمنع حلّ حكومته عقب إبرام صفقة التبادل".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "قضية تشجيع الهجرة الطوعية للفلسطينيين عادت الآن لجدول الأعمال الإسرائيلي، كما أراد ذلك وزراء الصهيونية الدينية والعصبة اليهودية دائمًا، وهو ما طالب به أيضاً رئيس الوزراء نفسه ووزراء في الليكود فور اندلاع حرب غزة، ويبقى التعويل الآن على مدى نجاح ترامب في "تطهير المنطقة، ونقل مليون ونصف فلسطيني إلى مصر والأردن".
وقال يروشالمي إن "هذه الخطوة قد تكون ردّا على تهديدات سموتريتش بالانسحاب من الحكومة، ورغبة بإعادة بن غفير إليها، عقب إبرام صفقة تبادل الأسرى مع حماس".
ونقل عن وزير إسرائيلي مرموق من الليكود قوله، إن "كل من سمع ترامب يفهم أن الأمر منسق وشفاف"، رغم أنها أثارت معارضة في العالم، ومن الواضح أن هذه القضية ستشغل الحلبة السياسية الإسرائيلية الآن، ولذلك فقد تحدث ترامب بنفسه مع الرئيس المصري بشأنها، فيما سيتوجه نتنياهو لواشنطن للقائه خلال أيام، لبحث المرحلتين الثانية والثالثة من الصفقة".
كما قال له وزير الليكود الكبير، إن "نتنياهو أبلغ وزراءه أنه إذا اتفق الجميع على تهجير الفلسطينيين من غزة، فلا حاجة لتجديد الحرب، ولن يكون لدى أحد مشكلة في المرحلة الثانية، حيث سينتقلون من غزة إلى الأردن أو مصر أو إندونيسيا، وسيعيد ترامب بناء غزة، وبعد ثلاث سنوات سنرى ما سيحدث".
وأكد يروشالمي أن "تهجير الفلسطينيين من غزة بدت مسألة مكثفة للغاية بداية الحرب، ونشر رام بن باراك من حزب يوجد مستقبل وداني دانون من حزب الليكود مقالاً مشتركاً بصحيفة وول ستريت جورنال يدعوان فيه للهجرة الطوعية، وشكلت وزارة الخارجية فرقاً برئاسة الوزير إيلي كوهين، وأجرى اتصالات مع الدول الأفريقية كي توافق على استيعاب الفلسطينيين، وعقد مؤتمر ضخم في يناير 2024 في الكنيست بحضور عدد من كبار المسؤولين، الذين بدأوا بالفعل في تشجيع وتخطيط الهجرة الفلسطينية لصالح إقامة المستوطنات في غزة".
وأشار كاتب المقال إلى أن "حدثا مشابها في الكنيست عقد في ديسمبر 2023، ألقت فيه وزيرة المخابرات غيلا غمليئيل خطابًا حول الخطة الاستراتيجية للإخلاء الطوعي لسكان قطاع غزة، ولا تزال تزعم حتى اليوم أن التهجير هو الحل الوحيد، وعقدت مؤتمرات ومناقشات في الكنيست حول موضوع الترحيل، مع العلم أنها اليوم عضو كامل العضوية في المجلس المصغر للشئون السياسية والأمنية".
وأوضح أنه "منذ ذلك الحين، تجنب المسؤولون الحكوميون والحزب الحاكم الحديث عن قضية التهجير، في ضوء تورط دولة الاحتلال في دعاوى المحاكم الدولية في لاهاي، وإصدار مذكرات اعتقال ضد نتنياهو، الذي تجنب الإشارة إليها، رغم إصداره مقطع فيديو يشكر فيه ترامب على تجديد شحنات الأسلحة".
وأكد أن "تصريح ترامب أعطى حياة جديدة للساسة اليمينيين، خاصة زعماء الصهيونية الدينية والعصبة اليهودية، وكتب سموتريتش على تويتر أنه متحمس ومادح لترامب، زاعما أن مساعدة سكان غزة بالعثور على أماكن أخرى فكرة رائعة، بحيث يتمكنون من تأسيس حياة جديدة وأفضل في مكان آخر"، فيما صدرت ردود فعل غاضبة وسلبية في الأردن ومصر على مقترحات ترامب".
وختم بالقول أن "وصول مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لدولة الاحتلال، يعتبر علامة على ان مقترح التهجير وضع للنقاش على الطاولة، مما يمنح نتنياهو فرصة لكسب المزيد من الوقت الثمين، ويعطي سموتريتش سببًا جيدًا للبقاء في الائتلاف حتى نهاية المرحلة الثانية من الصفقة، على الأقل".