موقع 24:
2025-03-15@00:15:28 GMT

ترامب يتحدى شي وبوتين في "لعبة السلطة"

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

ترامب يتحدى شي وبوتين في 'لعبة السلطة'

في قاعة الروتوندا المزدحمة بمبنى الكابيتول الأمريكي، حيث اقتحم أنصاره المكان قبل أربع سنوات في محاولة لإعادته إلى السلطة، بدا أن الرئيس دونالد ترامب سيعلن الحرب على كل ما سبق.

ومع ذلك، كان خطابه الناري في حفل تنصيبه الثاني في 20 يناير (كانون الثاني) بعيداً عن كونه خارج السياق التاريخي، بل على العكس، فقد جسَّد الغرائز الأصلية لقوة عظمى معزولة جغرافياً تسعى الآن إلى إعادة التفاوض على هيمنتها العالمية وترسيخ موقعها بالقرب من الوطن، بحسب تقرير تحليلي في مجلة "نيوزويك".



تشمل خطط ترامب الطموحة لبدء حقبة جديدة من السلام والقوة والازدهار تقليل التدخل في الصراعات الخارجية، مع تعزيز النفوذ في نصف الكرة الغربي، حيث يسعى إلى إعادة التفاوض على العلاقات مع كندا والمكسيك، والمطالبة بالسيطرة على غرينلاند وقناة بنما. نهج قديم

من خلال ذلك، يقترح الرئيس العودة إلى نهج السياسة الخارجية الذي كان أكثر شيوعاً عند تأسيس الأمة عقب تمردها ضد الإمبراطورية البريطانية المتوسعة قبل نحو 250 عاماً، وهو نهج لم يتغير إلا خلال القرن الماضي، لا سيما في قرارات التدخل في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
اليوم، وبينما يقف العالم على شفا صراع عالمي جديد، مع احتدام الحرب في أوروبا وتصاعد التوترات في آسيا، من الشرق الأوسط إلى منطقة المحيطين الهندي والهادئ، قد تكون علاقات ترامب مع رجلين يُعتبران أبرز منافسي الهيمنة الأمريكية عالمياً هي الأكثر أهمية. يعتزم ترامب التفاوض مباشرة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة ضبط دور الولايات المتحدة في نظام عالمي متداعٍ، وتحديد مناطق النفوذ، وفرض عقيدته المميزة "السلام من خلال القوة".
وفقاً لألكسندر غراي، الذي شغل سابقاً منصب نائب مساعد ترامب ورئيس هيئة الأركان بمجلس الأمن القومي، فإن هذه العقيدة تقوم على "استخدام أقصى قوة وطنية لخلق الردع، واستغلال قوة أمريكا لتسهيل المفاوضات دائماً من موقع قوة لتعزيز المصالح الأساسية للولايات المتحدة".

"Talking directly to our adversaries from a position of strength" is a way Trump can ensure peace, according to a former official. https://t.co/XBZMHJA2WO

— Newsweek (@Newsweek) February 12, 2025

وأضاف غراي، الذي يشغل الآن منصب زميل أقدم في مجلس السياسة الخارجية الأمريكية بواشنطن، في حديثه لـ"نيوزويك": "دروس الجغرافيا السياسية قبل عام 1914 عديدة، لكنها تشمل أهمية التواصل المفتوح بين القوى العظمى لتجنب سوء الفهم بشأن النوايا، حيث يمكن تفسير القدرات بشكل خاطئ؛ وضرورة تجنب التحالفات المتشابكة التي لم تعد تخدم المصالح الوطنية الأساسية؛ وأهمية تركيز الموارد العسكرية في مسارح الصراع المحتملة لأغراض الردع بدلاً من نشر الموارد النادرة على نطاق واسع كما فعلت المملكة المتحدة".
وأضاف غراي: "كل هذه الدروس تنطبق على الوضع الحالي. يمكن للرئيس أن يضمن السلام، كما فعل في ولايته الأولى، من خلال إعادة بناء القدرات الدفاعية الأمريكية والتحدث مباشرة إلى خصومنا من موقع قوة".

"من الأفضل أن تُخشى على أن تُحب"

كما هو الحال مع العديد من توجهات ترامب غير التقليدية، فإن إعادة هيكلته الجذرية للسياسة الخارجية الأمريكية أثارت انقساماً حاداً. فبينما يرى البعض في واشنطن أن دورها كحارس لقيم الديمقراطية الليبرالية على مستوى العالم أمر ضروري، يعتبر آخرون أن سياسات ترامب، مثل الكشف عن أنشطة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية والتشكيك في الدعم العسكري المفتوح لأوكرانيا، خروجاً عن المسار المألوف.

لكن هذا النهج يحظى بدعم قطاع كبير من الناخبين، بمن فيهم من يسعون إلى إعادة تركيز السياسة الأمريكية على الداخل. يقول ستيوارت باتريك، مدير برنامج النظام العالمي والمؤسسات في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي: "في نواحٍ عديدة، يعيد دونالد ترامب الولايات المتحدة إلى نهج السياسة الخارجية الذي اتبعته لمعظم تاريخها حتى الحرب العالمية الثانية. هذه سياسة قومية سيادية تركز على نصف الكرة الغربي، وتتخلى عن أي ادعاء بالقيادة العالمية أو تحمل مسؤولية دعم النظام الدولي والدفاع عن القانون الدولي".

Trump, Putin, Xi and the new age of empire https://t.co/eo7DUUhBC3 | opinion

— Financial Times (@FT) February 10, 2025

وأضاف باتريك أن هذا التحول "يُثير القلق بين القادة الإقليميين الذين اعتادوا على قوة عظمى قريبة كانت في الغالب تُمارس نفوذها في أماكن أخرى من العالم". في هذه الأثناء، واصلت بكين وموسكو تعزيز نفوذهما في نصف الكرة الغربي، حيث عززت الصين علاقاتها الدبلوماسية والاقتصادية بشكل غير مسبوق، بينما تسعى روسيا إلى إعادة إحياء شراكات حقبة الحرب الباردة كوسيلة لمواجهة توسع الناتو في أوروبا.

"انهيار النظام"

في تخلّيه عن تصدير القيم الأمريكية إلى الخارج، وهو المسعى الذي انتهجته الإدارات السابقة من خلال مبادرات القوة الناعمة والتدخلات العسكرية، يبدو أن إحياء ترامب لمفهوم "القدر المتجلي" يتماشى مع توجهات بكين وموسكو، وكلاهما يسعى إلى استعادة أراضٍ تعتبرها واشنطن تحت حمايتها.
في مقال نُشر عبر السفارة الروسية في الولايات المتحدة، شبّه دميتري ميدفيديف، نائب رئيس مجلس الأمن الروسي والرئيس الروسي السابق، رغبة الصين وروسيا في استعادة أراضيهما بادعاءات اليابان العسكرية في القرن العشرين. وقال ميدفيديف: "إذا استمرت أوكرانيا في مسارها العدواني المعادي لروسيا، فإنها تخاطر بالاختفاء من الخريطة تماماً".

A pact to reshape global security might appeal to Donald Trump, Vladimir Putin and Xi Jinping. It would also strike fear into many of the US’s democratic allies in Europe and Asia https://t.co/7CK54YMtU9

— Bloomberg (@business) February 12, 2025

أما بالنسبة للصين، فإن بكين ترى أن تايوان جزء لا يتجزأ من أراضيها، وترفض أي محاولات مدعومة من الغرب لإنشاء هوية منفصلة لها. وأوضح دا وي، مدير مركز الأمن والاستراتيجية الدولية بجامعة تسينغهوا في بكين: "ما يقوله ترامب وفريقه بشأن السياسة الخارجية يشبه إلى حد كبير سياسة ما قبل 100 عام، وهو أمر يتعارض مع القواعد والمعايير التي قبلتها الدول بعد الحرب العالمية الثانية".
وأضاف: "النظام العالمي القائم ليس مجرد نظام ذو قواعد، بل هو نظام قادته الولايات المتحدة كقوة مهيمنة، وتم ترسيخه من خلال المؤسسات الدولية التي تأسست بعد الحرب العالمية الثانية وتوسعت بعد الحرب الباردة". وحذر من أن تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية على الصين وتايوان قد تؤدي إلى انهيار النظام الدولي.

عالم "أكثر تعددية"

يرى البعض أن قادة مثل شي وبوتين قد يستغلون هذه اللحظة لتحقيق مكاسب تكتيكية من رئيس أمريكي يتبنى نهجاً قائماً على المعاملات. ومع ذلك، كما يوضح علي وين، مستشار الأبحاث والدعوة في مجموعة الأزمات الدولية، فإنهم يدركون أيضاً أن ترامب لديه فقط أربع سنوات لإحداث هذا التحول، وهو ما قد يؤثر على حساباتهم.

وأضاف وين: "في حين أن الرئيس ترامب يتبنى سياسة خارجية أكثر عدوانية في نصف الكرة الغربي، إلا أنه يفعل ذلك ضمن مفهوم يبدو أقرب إلى ما بعد الأحادية القطبية". وأشار إلى أن مسؤولين كباراً في إدارته، مثل نائب الرئيس جي دي فانس ووزير الخارجية ماركو روبيو، يرون أن العالم أصبح أكثر تعددية قطبية.

In a rambling two-hour interview on X that was delayed by glitches, Trump also praised the leaders of China, Russia and North Korea as 'at the top of their game' https://t.co/IKkvt3ksyS pic.twitter.com/QQYPDM6xv9

— Financial Times (@FT) August 13, 2024

بالنسبة لألكسندر غراي، فإن "تركيز ترامب المتزايد على نصف الكرة الغربي أمر طال انتظاره". وأضاف: "منذ عام 1945، لكن بشكل خاص منذ عام 1991، تعاملت الولايات المتحدة مع نصف الكرة الغربي على أنه مجرد فكرة ثانوية".
وقال إن "اهتمام الرئيس بقضايا مثل أمن الحدود والهجرة، وكذلك تعريفه الأوسع للمصالح الإقليمية ليشمل غرينلاند والمنطقة القطبية، يمثل تغييراً مرحباً به بعد عقود من الانشغال الأمريكي بمسارح أخرى".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل القمة العالمية للحكومات غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترامب الصين روسيا السیاسة الخارجیة إلى إعادة من خلال

إقرأ أيضاً:

محلل سياسي: اعتماد أوروبا على التكنولوجيا الأمريكية يضع مصيرها في مهب الريح

واشنطن "د. ب.أ": فوجئت الدول الأوروبية الحليفة للولايات المتحدة بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وحليفه المقرب الملياردير إيلون ماسك مالك شركة إنترنت الأقمار الاصطناعية ستارلينك يستخدمان ما تمتلكه الولايات المتحدة من تكنولوجيا وقدرات استخباراتية ومساعدات عسكرية للضغط على أوكرانيا من أجل التجاوب مع تحركات واشنطن لإنهاء الحرب مع روسيا. وأمام هذا التطور أصبح على أوروبا التحرك بشكل منسق للدفاع عن مصالحها في مواجهة السياسات الأمريكية الجديدة.

وفي خطابه إلى شعبه في 5 مارس الحالي قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "علينا القول إننا ندخل عصرا جديدا.. الولايات المتحدة حليفتنا تغير موقفها من هذه الحرب وتقلص دعمها لأوكرانيا وتثير الشكوك فيما هو قادم".

وخلال الشهر الماضي راقبت أوروبا تخلي الولايات المتحدة عن مواقفها الراسخة في السياسة الخارجية، وتقاربها مع موسكو. وبدأ الرئيس ترامب يردد وجهات النظر الروسية ويتبنى مواقف موسكو التفاوضية دون ضمان الحصول على أي تنازلات منها.

وفي تحليل نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي المستقل ديفيد كريشينكو إنه بدلا من الدبلوماسية يلجأ ترامب إلى ممارسة الإكراه والضغط على أوكرانيا وهي الجانب الأصغر في الصراع من أجل إجبارها على القبول بأي اتفاق سيء مهما كان الثمن. والآن تستخدم الولايات المتحدة تكنولوجياتها ومساعداتها العسكرية ومخابراتها ضد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وخلال الأسابيع الأخيرة، حاول ترامب إجبار أوكرانيا على القبول باتفاق ظالم بشأن استغلال مواردها من المعادن النادرة، وهدد كييف "بالكثير من المشكلات" في حال رفض الاتفاق. ورفض زيلينسكي الاتفاق المقترح قائلا "لا استطيع بيع أوكرانيا".

في الوقت نفسه قدم كيريل دميتريف رئيس صندوق موسكو للاستثمار المباشر والذي يقال إنه حث ترامب على مطالبة أوكرانيا بتعويضات تبلغ 300 مليار دولار، تقديرات خطا لخسائر الولايات المتحدة نتيجة خروجها من السوق الروسية.

كان اتفاق المعادن المطروح من جانب الإدارة الأمريكية يتضمن وضع عائدات بيع هذه المعادن في صندوق تسيطر عليه الولايات المتحدة حتى تصل حصيلته إلى 500 مليار دولار وهو ما يزيد عن ضعف إجمالي الناتج المحلي لأوكرانيا قبل بدء الحرب الروسية في فبراير 2022.ورفض زيلينسكي هذا الاقتراح قائلا لا يتناسب بالمرة مع كل المساعدات التي قدمتها الولايات المتحدة لبلاده وقدرها 120 مليار دولار.

وردا على رفض زيلينسكي بدأ فريق ترامب يتحدث عن ضرورة الإطاحة بالرئيس الأوكراني. وفيما بعد تم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن المعادن، ومن المنتظر أن يعود زيلينسكي إلى البيت الأبيض مجددا لتوقيع الاتفاق رسميا.

ثم جاءت عملية الابتزاز في البيت الأبيض. ووصف موقع أكسيوس الصدام غير العادي في المكتب البيضاوي بين الرئيس ترامب، ونائبه جيه دي فانس، من ناحية والرئيس زيلينسكي بأنه "ربما يكون أكثر خلاف تلفزيوني في السياسة الخارجية في التاريخ".

وقال زعيم الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، فريدريش ميرتس، في 3 مارس، إن البيت الأبيض دبر عمدا المواجهة مع زيلينسكي.

لكن الصدام في المكتب البيضاوي لم يكن سوى جزء من حملة ضغط أوسع. فقبل ذلك ذكرت تقارير إخبارية أن المفاوضين الأمريكيين ضغطوا على كييف لحصول واشنطن على حق استغلال معادن أوكرانيا الحيوية، بل واقترحوا فرض قيود على استخدام أوكرانيا لنظام ستارلينك، وذلك بعد أن رفض زيلينسكي خطة من وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت.

وأثار الموقف الأمريكي استياء بولندا التي أعلنت على لسان نائب رئيس الوزراء كرتسيستوف جافكوفاسكي استعدادها لتحمل تكاليف استخدام أوكرانيا لخدمات ستارلينك. ومنذ بداية الحرب قدمت بولندا 20 ألف جهاز اتصالات يعمل بخدمة ستارلينك مع تحمل تكاليف تشغيلها في أوكرانيا.

ورغم أن إيلون ماسك مالك شركة ستارلينك قال إن هذه التقارير غير صحيحة، فإن تصريحاته لم تبدد المخاوف من استخدام الولايات المتحدة لتكنولوجياتها كسلاح في سياستها الخارجية.

ويثور جدل قوي حول سيطرة ماسك على الوصول إلى خدمات ستارلينك. ففي السابق، رفض تفعيل الخدمة فوق شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي استولت عليها روسيا في 2014، خوفا من التواطؤ فيما وصفه بـ"عمل حربي كبير".

جاءت تعليقاته ردا على مزاعم وردت في سيرة والتر إيزاكسون الذاتية لعام ????، مفادها أنه تعمد قطع ستارلينك لمنع هجوم أوكراني بطائرة مسيرة على أسطول روسيا في البحر الأسود، خوفا من أن يؤدي ذلك إلى رد فعل نووي. تراجع الكاتب لاحقا عن اتهامه، إذ لم تكن خدمة ستارلينك مفعلة فوق شبه جزيرة القرم. كم يتهم المسؤولون الأوكرانيون ماسك بتسهيل الهجمات الروسية، على أساس أنه بعدم تفعيله لخدمة ستارلينك، سمح فعليا للسفن الحربية الروسية بمواصلة شن هجمات صاروخية قاتلة على المدن الأوكرانية.

ويرى ديفيد كريشينكو الباحث الزميل في مركز أبحاث هنري جاكسون بلندن أن رفض ماسك تفعيل خدمة ستارلينك لاستخدامها في هجمات أوكرانيا بالطائرات المسيرة ضد روسيا في البحر الأسود يجب أن يكون جرس إنذار لأوروبا. ففي المستقبل لن تستطيع القارة تحمل خطورة الاعتماد على أي نظام يسيطر عليه شخص واحد.

ويجب أن تكون البنية التحتية الحيوية وبخاصة العسكرية تحت السيطرة الكاملة لأوروبا، وليست تحت رحمة ملياردير على الجانب الآخر للمحيط الأطلسي، حتى لا يكون مصير القارة في مهب الريح وتحت رحمة السياسات الأمريكية المتغيرة.

وإذا تعرضت أوروبا وبخاصة دول بحر البلطيق لغزو روسي، فلا يوجد ما يضمن ألا يفرض ماسك قيودا على استخدام الدول الأوروبية لخدمة ستارلينك. وقد أضر ترامب بأوروبا بالفعل وهدد بفرض رسوم بنسبة 25% على واردات بلاده من دول الاتحاد الأوروبي الذي قال إنه تأسس "لإزعاج" الولايات المتحدة.

وكما رفض ماسك السماح باستخدام ستارلينك فوق شبه جزيرة القرم فقد يكرر أمر مع دولة أوروبية أخرى بدعوى منع نشوب حرب نووية.

وبحسب تقرير لوكالة بلومبرج للأنباء فإن إيطاليا تعيد النظر في عقد قيمته 3ر1 مليار يورو لاستخدام خدمات ستارلينك في أغراض دفاعية وحكومية، بسبب التحولات الأمريكية بشأن الأمن الأوروبي. كما تسعى شركة إيوتليسات الفرنسية البريطانية لتشغيل الأقمار الاصطناعي لتقديم بديل لستارلينك في أوروبا وأوكرانيا.

ويقول كريشينكو إن هذا الوضع الحالي يعكس افتقار أوروبا إلى النظرة المستقبلية، حيث كان من المفترض أن تبدأ استعداداتها لمواجهة هذا الموقف قبل أكثر من ثلاث سنوات عندما شنت روسيا غزوها لأوكرانيا. وبدون الدعم الأمريكي، تظل أوروبا حاليا غير مستعدة للدفاع عن نفسها إذا تقدمت القوات الروسية نحو أوروبا الشرقية بعد سقوط أوكرانيا.

ولا تقتصر المخاوف الأوروبية بشأن التكنولوجيا على قدرات الأقمار الصناعية الخاصة بمشروع ستارلينك. فقد أعرب ياروسلاف تروفيموف، كبير مراسلي الشؤون الخارجية في صحيفة وول ستريت جورنال، عن مخاوفه بشأن احتمال قيام الولايات المتحدة بتعطيل نظام الدفاع الصاروخي الأمريكي هيمارس في أوكرانيا، محذرا من أن مثل هذه الإجراءات سيدفع الدول الأوروبية إلى النظر للتكنولوجيا الأمريكية باعتبارها خطرا أمنيا.

وقد بات واضحا أن إدارة ترامب أبدت استعدادها لتحويل أي شيء إلى سلاح واستخدامه ضد الحلفاء والأصدقاء إذا كان ضروريا لتحقيق أهدافها. وعلى أوروبا الانتباه لهذا السيناريو والاستعداد له، إذ أصبحت الولايات المتحدة حليفا غير موثوق به بشكل متزايد الطريق الوحيد المجدي للمضي قدما هو أن تعزز أوروبا دفاعاتها، إلى جانب أوكرانيا، لمواجهة التهديدات المستقبلية من روسيا. فالنظام العالمي التقليدي يتداعى بسرعة، وأوروبا تحتاج للتحرك أسرع من أي وقت مضى حتى تضمن البقاء.

مقالات مشابهة

  • بوتين : ترامب يبذل قصارى جهده لاستعادة ما دمرته الإدارة الأمريكية السابقة
  • محادثات مثمرة بين ترامب وبوتين ودعوات لقبول الاتفاق بشأن أوكرانيا
  • تفاصيل الخطة (الأمريكية - الإسرائيلية) لتوطين سكان غزة في 3 دول أفريقية
  • علي بلحاج: ثروات الجزائر في سوق النخاسة الأمريكية.. صمت مريب من السلطة
  • الخارجية الأمريكية: وقف إطلاق النار بأوكرانيا قد يتم خلال أيام
  • لماذا علاقة ترامب وبوتين مثيرة للمخاوف بشدة؟
  • محادثات جديدة وانتظار رسالة من «ترامب».. هل تشهد العلاقات الأمريكية-الإيرانية تحولًا؟
  • محلل سياسي: اعتماد أوروبا على التكنولوجيا الأمريكية يضع مصيرها في مهب الريح
  • بريطانيا: الرسوم الجمركية الأمريكية مخيبة للآمال
  • إدارة ترامب.. فشل العقوبات على الحوثيين يحرك القوات الأمريكية