عربي21:
2025-03-15@04:17:57 GMT

غزة: ريفيرا الشرق الأوسط بين أوهام ترامب وواقع الأرض

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أدلى الرئيس الأمريكي بتصريح يكشف عن النوايا الخفية والعدوانية المستمرة للوبي الصهيوني، حيث قال: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، وطالب مصر والأردن بإخراج الفلسطينيين من القطاع.

وقد جاءت ردود مصر والأردن رافضة لذلك التصريح.

وهذا التصريح يعيد بالذاكرة إلى صفقة القرن، ولكنها الآن صفقة معدلة وفقا لخيال ترامب الواسع وبصورة أكثر بجاحة وإجراما وبلطجة في حق شعب روت دمائه بأرض أبنائه، وتشبث بأرضه تشبث الأرض بنفسها، وأبى إلا أن يرجع إلى دياره المهدمة رغم قسوة الطقس وصعوبة المعيشة ليعمرها بروحه قبل أن تبنيها يده مرات ومرات، وترامب يريد تحويل تلك الأرض الطاهرة إلى منتجع سياحي تنتهك فيها الحرمات وتداس فيه القيم.. تلك الأرض التي ما عرفت ذراتها سوى مقاريء القرآن، والتشبع بدماء الشهداء الأطهار الأخيار.

آن لحكام العرب أن يستفيدوا من دروس التاريخ، فما تمدد ترامب بأطماعه الصهيونية إلا نتيجة للتخاذل والتآمر العربي، وخطة ترامب لا تقف عند غزة بل إنها خطة تمتد إلى ما حولها من بلاد المسلمين لتحقيق الحلم الصهيوني
لقد أوكل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مهمة هندسة صفقة القرن في ولايته الأولى لصهره "جاريد كوشنر"، وقد جاءت تلك الصفقة استكمالا لوعد بلفور حيث منح من لا يملك أرضا لمن لا يستحق، وقد أبرزت الولايات المتحدة الأمريكية وقتها الشق الاقتصادي لصفقة القرن، تمهيدا لظهور الشق السياسي لها ببيع ما تبقى من فلسطين وتصفية قضيتها، واليوم تريد تنفيذ الاثنين معا وإنهاء قضية فلسطين دفعة واحدة.

وقد برز الشق الاقتصادي لصفقة القرن من خلال إعلان البيت الأبيض، عن انطلاق المؤتمر أو الورشة الاقتصادية الدولية في العاصمة البحرينية، المنامة، في25 و26 حزيران/ يونيو 2019، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" كجزء أول من خطة سلام الشرق الأوسط، والتي كان هدفها تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، ومنح قادة الحكومات والأعمال والمجتمع المدني فرصة لحشد الدعم لمبادرات اقتصادية، في ظل وجود اتفاق سلام.

وقد كان المخطط من خلال صفقة القرن هو ميلاد دولة فلسطينية منزوعة صفات الدولة، تسمى "فلسطين الجديدة"، في الضفة الغربية وغزة، باستثناء المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة، وأن تكون بلدية القدس (الإسرائيلية) مسؤولة عن جميع مناطق القدس باستثناء التعليم، الذي تتعامل معه الحكومة الفلسطينية الجديدة، وتدفع السلطة الفلسطينية الجديدة لبلدية القدس الضرائب والمياه، وتقوم مصر بتأجير أراض جديدة لفلسطين لغرض إنشاء مطار وتيسير إقامة مصانع وتيسير العمل التجاري والزراعي، وتكون الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع، وتكون حدود قطاع غزة مفتوحة لمرور البضائع والعمال إلى إسرائيل ومصر، وعن طريق البحر. ويتم إقامة "أوتستراد" بارتفاع 30 مترا يربط الضفة الغربية وقطاع غزة تساهم فيه: الصين 50 في المئة، واليابان 10 في المئة، وكوريا الجنوبية 10 في المئة، وأستراليا 10 في المئة، وكندا 10 في المئة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 10 في المئة. ويقع على عاتق الدولة الفلسطينية الدفع لإسرائيل مقابل حماية الدولة الوليدة من كل عدوان خارجي، وفي غضون خمس سنوات، يتم إنشاء ميناء بحري ومطار في فلسطين الجديدة، وحتى ذلك الحين يتم استخدام المطار في إسرائيل والموانئ البحرية في إسرائيل.

أما تمويل صفقة القرن فقد تم التخطيط له ليكون من خلال الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط، حيث توفر الدول الداعمة ميزانية قدرها 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات للمشاريع الوطنية في فلسطين الجديدة، ويتم تقسيم الأموال التي ستدفعها الدول الداعمة: الولايات المتحدة الأمريكية 20 في المئة، والاتحاد الأوروبي 10 في المئة، ويتم تقسيم الباقي (70 في المئة) على دول الخليج المنتجة للنفط حسب إنتاجها من النفط.

ما طرحه ترامب لن يتحقق وصفقة القرن وتبعاتها لن يكتب لها الحياة، وسوف تنكسر على سندان صمود أهل غزة
وقد كان نتاج ما حدث أن انتفخ ترامب في أول ولايته الثانية متبجحا بما قال، بل جاء تصريحه مفاجئا لقادة الكيان الصهيوني أنفسهم. ولم يتوقف عند ذلك، بل أهان رئيس مصر وملك الأردن -بعد رفضهما تصريحاته- بقوله إنهما سيفعلان ما يريد، واستدعاهما لزيارة البيت الأبيض، هذا البيت الذي شهد عيانا بيانا أول ظهور لمصطلح "صفقة القرن" على لسان الرئيس المصري إبان زيارته لترامب في ولايته الأولى.

لقد آن لحكام العرب أن يستفيدوا من دروس التاريخ، فما تمدد ترامب بأطماعه الصهيونية إلا نتيجة للتخاذل والتآمر العربي، وخطة ترامب لا تقف عند غزة بل إنها خطة تمتد إلى ما حولها من بلاد المسلمين لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل إلى الفرات، وليس ببعيد عنا قصة حكام المسلمين في بلاد الأندلس وما آل إليه أمرهم، والمثل العربي الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

إن ما طرحه ترامب لن يتحقق وصفقة القرن وتبعاتها لن يكتب لها الحياة، وسوف تنكسر على سندان صمود أهل غزة. وكذب ترامب وصدق رسولنا الكريم الذي وصف أهل تلك الديار بأنهم ظاهرون على الحق لا يضرهم من خذلهم. وما حدث بعد طوفان غزة لن يكون مثل ما قبله، فأمريكا بتصريحات ترامب وتصرفاته الهوجاء تضع بذور انهيار إمبراطورتها، وتلك التصريحات المنحرفة والصفقة المخزية لا مكان لها سوى مزبلة التاريخ.. وإن غدا لناظره قريب.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة الفلسطينيين صفقة القرن العرب فلسطين غزة تهجير عرب ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمریکیة فلسطین الجدیدة صفقة القرن فی المئة

إقرأ أيضاً:

تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط

مقالات مشابهة ليست إيران.. البنتاغون الامريكي يعلن العثور على أخطر مصادر تمويل الحوثيين بالترسانة العسكرية

‏5 أيام مضت

قوات صنعاء تنفذ هجوم معاكس وتسيطر على منطقة هامة في مأرب بعملية خاطفة رداً على اغتيال أحد منتسبيها

02/07/2024

الاعلامية المصرية جمانة هاشم تذهل الجميع وتكشف الوضع الخطير الذي وصلت له امريكا وبريطانيا في البحر الاحمر.. فيديو

09/03/2024

عطوان: اليمن قوة عظمى ولولا الجيش اليمني ما قامت أمريكا بهذا الأمر في غزة

08/03/2024

رسميا.. حـــمــــاس تفاجئ الجميع وتكشف معلومات سرية عن علاقتها بالأحداث في البحر الأحمر

07/03/2024

معلومات جديدة عن السفينة الإسرائيلية التي استهدفتها قوات صنعاء في البحر العربي

05/03/2024

كشف مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية، التابع لقيادة الجيش الأمريكي، في دراسة حديثة عن تحول حركة أنصار الله إلى قوة إقليمية مؤثرة، معتبرًا صعودها المفاجئ “تحوّلًا استراتيجيًا” يُعيد رسم خريطة القوى في الشرق الأوسط، ويتجاوز حدود الصراع اليمني إلى تأثيرات دولية واسعة.

من فاعل محلي إلى لاعب إقليمي مؤثر

وبحسب الدراسة، التي حملت عنوان “الميليشيا التي أصبحت لاعبًا قويًا: الصعود المذهل للحوثيين”, فإن الحركة كانت تُعتبر قبل طوفان الأقصى مجرد فاعل محلي في اليمن، لكنها بعد أحداث أكتوبر 2023 عززت تحالفاتها مع محور المقاومة (إيران، حزب الله، فصائل فلسطينية)، وأصبحت لاعبًا رئيسيًا في معادلة الصراع الإقليمي.

وأشارت الدراسة إلى أن العمليات العسكرية التي نفذتها الحركة، مثل استهداف السفن في البحر الأحمر، لم تقتصر على التأثير الإقليمي، بل تسببت في زعزعة الاستقرار العالمي، مما دفع القوى الكبرى إلى إعادة تقييم حساباتها في المنطقة.

تنزيل التقرير الكامل pdf لمركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية

الصعود المذهل للحوثيينتنزيل

المقالة من المصدر الأصلي للتقرير على مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية التابع لقيادة الجيش الأمريكي

تهديد اقتصادي واستراتيجي عالمي

أكد التقرير أن استهداف أنصار الله للممرات البحرية الحيوية، مثل باب المندب، أدى إلى تعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار النفط، وأجبر الشركات الدولية على إعادة حساب المخاطر التجارية في المنطقة. كما أسفر عن انخفاض حركة الملاحة في قناة السويس بنسبة 60%، مما أثر على التجارة الدولية بشكل مباشر.

سياسيًا، فرضت الحركة نفسها كطرف لا يمكن تجاوزه في أي مفاوضات إقليمية أو دولية، كما كشفت عن ضعف الآليات الدولية في احتواء الصراعات الناشئة، مما جعلها “مغيّرًا لقواعد اللعبة”, وفقًا للتقرير.

استراتيجية المواجهة الأمريكية: أربعة مستويات للتصدي لأنصار الله

في ضوء هذا الصعود المتسارع، اقترحت الدراسة الأمريكية استراتيجية للتعامل مع “الخطر الحوثي” عبر أربعة محاور رئيسية:

عسكريًا: استهداف قيادات الحركة عبر عمليات اغتيال تهدف إلى تقويض بنيتها التنظيمية.دبلوماسيًا: العمل على عزلها دوليًا من خلال تشكيل تحالفات إقليمية مضادة.إعلاميًا: مواجهة حملاتها الدعائية التي تعزز شرعيتها محليًا وإقليميًا.اقتصاديًا: فرض عقوبات على الدول والجهات الداعمة لها.

قدرات عسكرية غير مسبوقة وتأثير إقليمي متزايد

وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، نفذت أنصار الله أكثر من 100 هجوم بحري، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية بشكل غير مسبوق. كما شنت أكثر من 220 هجومًا على إسرائيل، بينها ضربات ناجحة على تل أبيب، ما أظهر قدرتها على تنفيذ عمليات بعيدة المدى.

وتشير الدراسة إلى أن تحالفات الحركة مع جهات إقليمية فاعلة ساهمت في توسيع نفوذها على مستوى الشرق الأوسط، في وقت لم تثبت التدابير العسكرية الدولية فعاليتها في احتواء عملياتها، بسبب الطبيعة غير المتكافئة للصراع.

توصيات لمواجهة التغيرات الاستراتيجية

خلص التقرير إلى أن مواجهة هذا الواقع الجديد تتطلب استجابة شاملة تتجاوز الحلول العسكرية، مشيرًا إلى أن التأثيرات المحتملة لهذا التحول قد تمتد إلى الاستقرار الإقليمي والأمن العالمي، مما يستدعي إعادة تقييم السياسات الدولية تجاه الشرق الأوسط.

ذات صلة

الوسومالحوثيين انصار الله تقرير الجيش الامريكي قيادة الجيش الأمريكي مركز الشرق الأدنى وجنوب آسيا للدراسات الاستراتيجية

السابق تصريحات “بن مبارك” تثير موجة سخرية واسعة في اليمناترك تعليقاً إلغاء الرد

يجب أنت تكون مسجل الدخول لتضيف تعليقاً.

آخر الأخبار تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط ‏48 ثانية مضت تصريحات “بن مبارك” تثير موجة سخرية واسعة في اليمن ‏16 دقيقة مضت تقرير أمريكي: الحوثيون يمتلكون “مفاجأة تكنولوجية” قد تغيّر قواعد اللعبة ‏31 دقيقة مضت قرار سعودي جديد يمنع الأجانب من ارتداء الثوب التقليدي ويلزمهم بزي موحد ‏41 دقيقة مضت لأول مرة في المسجد الحرام يحدث هذا الأمر للنساء ‏58 دقيقة مضت “بوتين” يفاجئ “زيلينسكي” بخدعة عسكرية مرعبة ويباغت آلاف الجنود الأوكرانيين بهجوم غير متوقع.. ماذا حدث؟ ‏3 ساعات مضت السعودية تحظر امتلاك وقيادة المقيمين لهذه السيارات وتهدد المخالفين بالترحيل والعقوبات ‏7 ساعات مضت تحركات غامضة تحت الأرض تثير الرعب.. ماذا يحدث في اليمن؟ ‏24 ساعة مضت “الجوازات السعودية” تحذّر: غرامات وسجن لمخالفي تأشيرات الزيارة العائلية ‏يوم واحد مضت انتظره الجميع.. مجلس القضاء بصنعاء يصدر دليل إجراءات قسمة التركات.. تنزيل pdf ‏يوم واحد مضت مصادرة السيارة.. المرور تحذر من مخالفة خطيرة وتتوعد المخالفين بعقوبات مغلظة ‏يوم واحد مضت في أي عام هجري فرض الصيام على المسلمين ؟ ‏يوم واحد مضت © حقوق النشر 2025، جميع الحقوق محفوظة   |   لموقع الميدان اليمني

مقالات مشابهة

  • تقرير للجيش الأمريكي: صعود أنصار الله يُعيد تشكيل خريطة القوى في الشرق الأوسط
  • "لا أرض أخرى" يحصل على توزيع سينمائي في منطقة الشرق الأوسط
  • الهادي إدريس لـ«الشرق الأوسط»: حكومتنا لإبعاد «شبح الانقسام» في السودان
  • لغز بلا أدلة.. رصاصة فى الظلام تنهى حياة صحفى بريطانى فى القاهرة 1977
  • «مجموعة السبع» تصدر بياناً بخصوص الأوضاع في الشرق الأوسط
  • الصراع بين الكنيسة المصرية ومخطط الشرق الأوسط الجديد
  • رغم سقوط الأسد.. مصانع الكبتاغون تتجذر في الشرق الأوسط
  • وزير الخارجية يلتقي المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط
  • مطارا مسقط وصلالة يتوّجان بجوائز جودة خدمة المطارات
  • تمارا حداد: إسرائيل قد لا تكون قادرة على الدخول فى حرب ثانية