عربي21:
2025-02-12@17:07:20 GMT

غزة: ريفيرا الشرق الأوسط بين أوهام ترامب وواقع الأرض

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أدلى الرئيس الأمريكي بتصريح يكشف عن النوايا الخفية والعدوانية المستمرة للوبي الصهيوني، حيث قال: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، وطالب مصر والأردن بإخراج الفلسطينيين من القطاع.

وقد جاءت ردود مصر والأردن رافضة لذلك التصريح.

وهذا التصريح يعيد بالذاكرة إلى صفقة القرن، ولكنها الآن صفقة معدلة وفقا لخيال ترامب الواسع وبصورة أكثر بجاحة وإجراما وبلطجة في حق شعب روت دمائه بأرض أبنائه، وتشبث بأرضه تشبث الأرض بنفسها، وأبى إلا أن يرجع إلى دياره المهدمة رغم قسوة الطقس وصعوبة المعيشة ليعمرها بروحه قبل أن تبنيها يده مرات ومرات، وترامب يريد تحويل تلك الأرض الطاهرة إلى منتجع سياحي تنتهك فيها الحرمات وتداس فيه القيم.. تلك الأرض التي ما عرفت ذراتها سوى مقاريء القرآن، والتشبع بدماء الشهداء الأطهار الأخيار.

آن لحكام العرب أن يستفيدوا من دروس التاريخ، فما تمدد ترامب بأطماعه الصهيونية إلا نتيجة للتخاذل والتآمر العربي، وخطة ترامب لا تقف عند غزة بل إنها خطة تمتد إلى ما حولها من بلاد المسلمين لتحقيق الحلم الصهيوني
لقد أوكل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مهمة هندسة صفقة القرن في ولايته الأولى لصهره "جاريد كوشنر"، وقد جاءت تلك الصفقة استكمالا لوعد بلفور حيث منح من لا يملك أرضا لمن لا يستحق، وقد أبرزت الولايات المتحدة الأمريكية وقتها الشق الاقتصادي لصفقة القرن، تمهيدا لظهور الشق السياسي لها ببيع ما تبقى من فلسطين وتصفية قضيتها، واليوم تريد تنفيذ الاثنين معا وإنهاء قضية فلسطين دفعة واحدة.

وقد برز الشق الاقتصادي لصفقة القرن من خلال إعلان البيت الأبيض، عن انطلاق المؤتمر أو الورشة الاقتصادية الدولية في العاصمة البحرينية، المنامة، في25 و26 حزيران/ يونيو 2019، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" كجزء أول من خطة سلام الشرق الأوسط، والتي كان هدفها تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، ومنح قادة الحكومات والأعمال والمجتمع المدني فرصة لحشد الدعم لمبادرات اقتصادية، في ظل وجود اتفاق سلام.

وقد كان المخطط من خلال صفقة القرن هو ميلاد دولة فلسطينية منزوعة صفات الدولة، تسمى "فلسطين الجديدة"، في الضفة الغربية وغزة، باستثناء المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة، وأن تكون بلدية القدس (الإسرائيلية) مسؤولة عن جميع مناطق القدس باستثناء التعليم، الذي تتعامل معه الحكومة الفلسطينية الجديدة، وتدفع السلطة الفلسطينية الجديدة لبلدية القدس الضرائب والمياه، وتقوم مصر بتأجير أراض جديدة لفلسطين لغرض إنشاء مطار وتيسير إقامة مصانع وتيسير العمل التجاري والزراعي، وتكون الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع، وتكون حدود قطاع غزة مفتوحة لمرور البضائع والعمال إلى إسرائيل ومصر، وعن طريق البحر. ويتم إقامة "أوتستراد" بارتفاع 30 مترا يربط الضفة الغربية وقطاع غزة تساهم فيه: الصين 50 في المئة، واليابان 10 في المئة، وكوريا الجنوبية 10 في المئة، وأستراليا 10 في المئة، وكندا 10 في المئة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 10 في المئة. ويقع على عاتق الدولة الفلسطينية الدفع لإسرائيل مقابل حماية الدولة الوليدة من كل عدوان خارجي، وفي غضون خمس سنوات، يتم إنشاء ميناء بحري ومطار في فلسطين الجديدة، وحتى ذلك الحين يتم استخدام المطار في إسرائيل والموانئ البحرية في إسرائيل.

أما تمويل صفقة القرن فقد تم التخطيط له ليكون من خلال الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط، حيث توفر الدول الداعمة ميزانية قدرها 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات للمشاريع الوطنية في فلسطين الجديدة، ويتم تقسيم الأموال التي ستدفعها الدول الداعمة: الولايات المتحدة الأمريكية 20 في المئة، والاتحاد الأوروبي 10 في المئة، ويتم تقسيم الباقي (70 في المئة) على دول الخليج المنتجة للنفط حسب إنتاجها من النفط.

ما طرحه ترامب لن يتحقق وصفقة القرن وتبعاتها لن يكتب لها الحياة، وسوف تنكسر على سندان صمود أهل غزة
وقد كان نتاج ما حدث أن انتفخ ترامب في أول ولايته الثانية متبجحا بما قال، بل جاء تصريحه مفاجئا لقادة الكيان الصهيوني أنفسهم. ولم يتوقف عند ذلك، بل أهان رئيس مصر وملك الأردن -بعد رفضهما تصريحاته- بقوله إنهما سيفعلان ما يريد، واستدعاهما لزيارة البيت الأبيض، هذا البيت الذي شهد عيانا بيانا أول ظهور لمصطلح "صفقة القرن" على لسان الرئيس المصري إبان زيارته لترامب في ولايته الأولى.

لقد آن لحكام العرب أن يستفيدوا من دروس التاريخ، فما تمدد ترامب بأطماعه الصهيونية إلا نتيجة للتخاذل والتآمر العربي، وخطة ترامب لا تقف عند غزة بل إنها خطة تمتد إلى ما حولها من بلاد المسلمين لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل إلى الفرات، وليس ببعيد عنا قصة حكام المسلمين في بلاد الأندلس وما آل إليه أمرهم، والمثل العربي الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

إن ما طرحه ترامب لن يتحقق وصفقة القرن وتبعاتها لن يكتب لها الحياة، وسوف تنكسر على سندان صمود أهل غزة. وكذب ترامب وصدق رسولنا الكريم الذي وصف أهل تلك الديار بأنهم ظاهرون على الحق لا يضرهم من خذلهم. وما حدث بعد طوفان غزة لن يكون مثل ما قبله، فأمريكا بتصريحات ترامب وتصرفاته الهوجاء تضع بذور انهيار إمبراطورتها، وتلك التصريحات المنحرفة والصفقة المخزية لا مكان لها سوى مزبلة التاريخ.. وإن غدا لناظره قريب.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة الفلسطينيين صفقة القرن العرب فلسطين غزة تهجير عرب ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمریکیة فلسطین الجدیدة صفقة القرن فی المئة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل اليوم: مبعوث ترامب يشارك في محادثات إنقاذ صفقة التبادل

أفاد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى، اليوم الأربعاء، بأن ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للشرق الأوسط يشارك في المحادثات الجارية مع الوسطاء بشأن جهود إنقاذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس. 

وفي وقت سابق، تلقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات اتصالاً هاتفياً من ماركو روبيو وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، بحثا خلاله تعزيز التعاون والعمل المشترك في مختلف الجوانب في إطار العلاقات الإستراتيجية التي تجمع البلدين.

كما تطرق الاتصال إلى التطورات الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المستجدات التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتبادلا وجهات النظر بشأنها.

وأكد رئيس الإمارات أهمية العمل من أجل السلام العادل والشامل في المنطقة الذي يضمن تحقيق الأمن والاستقرار للجميع على أساس "حل الدولتين".

مقالات مشابهة

  • كواليس زيارة مبعوث ترامب لإسرائيل لمناقشة عوائق إتمام صفقة التبادل
  • إسرائيل اليوم: مبعوث ترامب يشارك في محادثات إنقاذ صفقة التبادل
  • اليابان تطلب من واشنطن إعفاءها من الرسوم الجديدة على الصلب والألمنيوم
  • مصر تبلغ الولايات المتحدة برفض العرب خطة ترامب بشأن غزة
  • WP: خطة ترامب العقارية في غزة هي آخر محاولة لإعادة رسم الشرق الأوسط
  • المستشار الألماني: مقترح ترامب بشأن غزة "فضيحة"
  • ترامب جاد في تغيير الشرق الأوسط
  • ستيف ويتكوف.. رجل ترامب في الشرق الأوسط
  • ترامب: دول في الشرق الأوسط ستستقبل الفلسطينيين