عربي21:
2025-04-15@00:06:29 GMT

غزة: ريفيرا الشرق الأوسط بين أوهام ترامب وواقع الأرض

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

في مؤتمر صحفي مشترك بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أدلى الرئيس الأمريكي بتصريح يكشف عن النوايا الخفية والعدوانية المستمرة للوبي الصهيوني، حيث قال: إن الولايات المتحدة الأمريكية ستسيطر على قطاع غزة وتحوله إلى "ريفيرا الشرق الأوسط"، وطالب مصر والأردن بإخراج الفلسطينيين من القطاع.

وقد جاءت ردود مصر والأردن رافضة لذلك التصريح.

وهذا التصريح يعيد بالذاكرة إلى صفقة القرن، ولكنها الآن صفقة معدلة وفقا لخيال ترامب الواسع وبصورة أكثر بجاحة وإجراما وبلطجة في حق شعب روت دمائه بأرض أبنائه، وتشبث بأرضه تشبث الأرض بنفسها، وأبى إلا أن يرجع إلى دياره المهدمة رغم قسوة الطقس وصعوبة المعيشة ليعمرها بروحه قبل أن تبنيها يده مرات ومرات، وترامب يريد تحويل تلك الأرض الطاهرة إلى منتجع سياحي تنتهك فيها الحرمات وتداس فيه القيم.. تلك الأرض التي ما عرفت ذراتها سوى مقاريء القرآن، والتشبع بدماء الشهداء الأطهار الأخيار.

آن لحكام العرب أن يستفيدوا من دروس التاريخ، فما تمدد ترامب بأطماعه الصهيونية إلا نتيجة للتخاذل والتآمر العربي، وخطة ترامب لا تقف عند غزة بل إنها خطة تمتد إلى ما حولها من بلاد المسلمين لتحقيق الحلم الصهيوني
لقد أوكل الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" مهمة هندسة صفقة القرن في ولايته الأولى لصهره "جاريد كوشنر"، وقد جاءت تلك الصفقة استكمالا لوعد بلفور حيث منح من لا يملك أرضا لمن لا يستحق، وقد أبرزت الولايات المتحدة الأمريكية وقتها الشق الاقتصادي لصفقة القرن، تمهيدا لظهور الشق السياسي لها ببيع ما تبقى من فلسطين وتصفية قضيتها، واليوم تريد تنفيذ الاثنين معا وإنهاء قضية فلسطين دفعة واحدة.

وقد برز الشق الاقتصادي لصفقة القرن من خلال إعلان البيت الأبيض، عن انطلاق المؤتمر أو الورشة الاقتصادية الدولية في العاصمة البحرينية، المنامة، في25 و26 حزيران/ يونيو 2019، تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار" كجزء أول من خطة سلام الشرق الأوسط، والتي كان هدفها تشجيع الاستثمار في الأراضي الفلسطينية، ومنح قادة الحكومات والأعمال والمجتمع المدني فرصة لحشد الدعم لمبادرات اقتصادية، في ظل وجود اتفاق سلام.

وقد كان المخطط من خلال صفقة القرن هو ميلاد دولة فلسطينية منزوعة صفات الدولة، تسمى "فلسطين الجديدة"، في الضفة الغربية وغزة، باستثناء المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الضفة، وأن تكون بلدية القدس (الإسرائيلية) مسؤولة عن جميع مناطق القدس باستثناء التعليم، الذي تتعامل معه الحكومة الفلسطينية الجديدة، وتدفع السلطة الفلسطينية الجديدة لبلدية القدس الضرائب والمياه، وتقوم مصر بتأجير أراض جديدة لفلسطين لغرض إنشاء مطار وتيسير إقامة مصانع وتيسير العمل التجاري والزراعي، وتكون الحدود بين فلسطين الجديدة وإسرائيل مفتوحة أمام مرور المواطنين والبضائع، وتكون حدود قطاع غزة مفتوحة لمرور البضائع والعمال إلى إسرائيل ومصر، وعن طريق البحر. ويتم إقامة "أوتستراد" بارتفاع 30 مترا يربط الضفة الغربية وقطاع غزة تساهم فيه: الصين 50 في المئة، واليابان 10 في المئة، وكوريا الجنوبية 10 في المئة، وأستراليا 10 في المئة، وكندا 10 في المئة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 10 في المئة. ويقع على عاتق الدولة الفلسطينية الدفع لإسرائيل مقابل حماية الدولة الوليدة من كل عدوان خارجي، وفي غضون خمس سنوات، يتم إنشاء ميناء بحري ومطار في فلسطين الجديدة، وحتى ذلك الحين يتم استخدام المطار في إسرائيل والموانئ البحرية في إسرائيل.

أما تمويل صفقة القرن فقد تم التخطيط له ليكون من خلال الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي ودول الخليج المنتجة للنفط، حيث توفر الدول الداعمة ميزانية قدرها 30 مليار دولار على مدى خمس سنوات للمشاريع الوطنية في فلسطين الجديدة، ويتم تقسيم الأموال التي ستدفعها الدول الداعمة: الولايات المتحدة الأمريكية 20 في المئة، والاتحاد الأوروبي 10 في المئة، ويتم تقسيم الباقي (70 في المئة) على دول الخليج المنتجة للنفط حسب إنتاجها من النفط.

ما طرحه ترامب لن يتحقق وصفقة القرن وتبعاتها لن يكتب لها الحياة، وسوف تنكسر على سندان صمود أهل غزة
وقد كان نتاج ما حدث أن انتفخ ترامب في أول ولايته الثانية متبجحا بما قال، بل جاء تصريحه مفاجئا لقادة الكيان الصهيوني أنفسهم. ولم يتوقف عند ذلك، بل أهان رئيس مصر وملك الأردن -بعد رفضهما تصريحاته- بقوله إنهما سيفعلان ما يريد، واستدعاهما لزيارة البيت الأبيض، هذا البيت الذي شهد عيانا بيانا أول ظهور لمصطلح "صفقة القرن" على لسان الرئيس المصري إبان زيارته لترامب في ولايته الأولى.

لقد آن لحكام العرب أن يستفيدوا من دروس التاريخ، فما تمدد ترامب بأطماعه الصهيونية إلا نتيجة للتخاذل والتآمر العربي، وخطة ترامب لا تقف عند غزة بل إنها خطة تمتد إلى ما حولها من بلاد المسلمين لتحقيق الحلم الصهيوني من النيل إلى الفرات، وليس ببعيد عنا قصة حكام المسلمين في بلاد الأندلس وما آل إليه أمرهم، والمثل العربي الذي يقول: أكلت يوم أكل الثور الأبيض.

إن ما طرحه ترامب لن يتحقق وصفقة القرن وتبعاتها لن يكتب لها الحياة، وسوف تنكسر على سندان صمود أهل غزة. وكذب ترامب وصدق رسولنا الكريم الذي وصف أهل تلك الديار بأنهم ظاهرون على الحق لا يضرهم من خذلهم. وما حدث بعد طوفان غزة لن يكون مثل ما قبله، فأمريكا بتصريحات ترامب وتصرفاته الهوجاء تضع بذور انهيار إمبراطورتها، وتلك التصريحات المنحرفة والصفقة المخزية لا مكان لها سوى مزبلة التاريخ.. وإن غدا لناظره قريب.

x.com/drdawaba

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب غزة الفلسطينيين صفقة القرن العرب فلسطين غزة تهجير عرب ترامب مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات رياضة مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة الأمریکیة فلسطین الجدیدة صفقة القرن فی المئة

إقرأ أيضاً:

القوات الأميركية في الشرق الأوسط .. من العراق إلى الخليج

12 أبريل، 2025

بغداد/المسلة: تجري الولايات المتحدة وإيران محادثات في سلطنة عمان، في وقت أكد فيه الرئيس دونالد ترامب هذا الأسبوع تهديداته بتنفيذ عمل عسكري على طهران إذا لم توافق على فرض قيود على برنامجها النووي.

وتشتبه الدول الغربية في أن إيران تسعى لامتلاك أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران.

وقال ترامب إن إيران إذا لم تبرم اتفاقا، “فسيكون هناك قصف.. قصف لم ير مثله من قبل”.

أين توجد القواعد الأميركية في الشرق الأوسط؟

للولايات المتحدة قواعد في أنحاء الشرق الأوسط منذ عقود، وأكبرها، استنادا إلى عدد الأفراد، قاعدة العديد الجوية في قطر التي أنشئت في عام 1996.

وتوجد قواعد أميركية أيضا في البحرين والكويت والسعودية والإمارات.

وهناك نحو 30 ألف جندي أميركي في أنحاء المنطقة، بانخفاض حاد عن السابق حين كانت القوات الأميركية تشارك في عمليات كبيرة. وكان هناك أكثر من 100 ألف جندي أميركي في أفغانستان في عام 2011 وأكثر من 160 ألفا في العراق في عام 2007.

ولدى الولايات المتحدة نحو ألفي جندي في سوريا في قواعد صغيرة معظمها في الشمال الشرقي. وهناك نحو 2500 جندي أميركي في العراق بعضهم في قاعدة يونيون 3 في بغداد.

ما التعزيزات التي أرسلها ترامب؟

قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها أرسلت قوات إضافية إلى الشرق الأوسط في الأسابيع القليلة الماضية.

وأرسلت أيضا نحو ست قاذفات بي-2 في آذار/مارس إلى قاعدة عسكرية أميركية بريطانية في جزيرة دييغو غارسيا في المحيط الهندي يقول خبراء إنها تضع الأميركيين في وضع مثالي للتدخل السريع في الشرق الأوسط.

وقال وزير الدفاع الأميركي بيتر هيغسيث إن الأمر متروك لإيران لتقرر ما إذا كانت ستفسر ذلك على أنه رسالة إلى طهران.

وأرسل البنتاغون طائرات أخرى ومزيدا من معدات الدفاع الجوي منها منظومة دفاع صاروخي من طراز باتريوت.

وتوجد حاملتان أميركيتان للطائرات في الشرق الأوسط، وتحمل كل منهما آلاف الجنود وعشرات الطائرات.

لماذا تتمركز القوات الأميركية في المنطقة؟

تتمركز القوات الأميركية في الشرق الأوسط لأسباب مختلفة.

وفي بعض البلدان مثل العراق، تقاتل القوات الأميركية مسلحي تنظيم “داعش” وتقدم المشورة العسكرية للقوات المحلية، لكنها تعرضت لهجمات من فصائل مدعومة من إيران في السنوات القليلة الماضية وردت على هذه الهجمات.

ولدى الأردن، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، مئات من المدربين الأميركيين الذين يجرون مناورات عسكرية مكثفة على مدار العام.

وفي حالات أخرى، مثلما في قطر والإمارات، تنتشر القوات الأميركية لطمأنة الحلفاء وإجراء التدريبات والاستعانة بها حسب الحاجة في العمليات بالمنطقة.

وتشن الولايات المتحدة حملة قصف لقوات الحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن.

هل تتعرض القواعد الأميركية في المنطقة للهجوم كثيرا؟

القواعد الأميركية هي منشآت تخضع لحراسة مشددة، تتضمن أنظمة دفاع جوي للحماية من الصواريخ أو الطائرات المسيرة. ولا تتعرض هذه المنشآت في دول مثل قطر والبحرين والسعودية والكويت للهجوم عادة.

لكن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة في السنوات القليلة الماضية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • طهران تؤكد: جولة التفاوض المقبلة مع واشنطن خارج الشرق الأوسط
  • صفقة القرن | 5 مشاهد متكررة بين انتقال زيزو للأهلي وصدمة فيجو لبرشلونة
  • خبراء أميركيون يستبعدون قدرة نتنياهو على تخريب الدبلوماسية بين ترامب وإيران
  • ترامب يعفي الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر من الرسوم الجديدة
  • سياسات ترمب تقطع التمويل .. قناة الحرة تودع جمهور الشرق الأوسط
  • خبير أميركي: لهذا سوريا التحدي الأصعب لترامب في الشرق الأوسط
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب؟
  • أين تقع القواعد الأمريكية في الشرق الأوسط وأكبرها في دولة عربية ؟ وما هي التعزيزات التي أرسلها ترامب
  • القوات الأميركية في الشرق الأوسط .. من العراق إلى الخليج
  • جوزيف بيلزمان مهندس خطة ترامب لتهجير غزة