قمة عربية وأخرى إسلامية.. مصر تقود الجهود الدبلوماسية لحماية الحقوق الفلسطينية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
لطالما كانت مصر داعماً رئيسياً للقضية الفلسطينية، وسعت بكل إمكانياتها للحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ومواجهة أي محاولات لتهجيره من أرضه.
وفي ظل التطورات الأخيرة، كثفت مصر جهودها الدبلوماسية والسياسية لمنع أي مخططات تستهدف تغيير التركيبة السكانية في غزة، مؤكدة على موقفها الثابت في دعم الفلسطينيين ورفض أي تهديد لوجودهم.
في إطار تحركاتها الدبلوماسية المستمرة، أعلنت وزارة الخارجية المصرية عن توافق مبدئي على عقد اجتماع وزاري طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي، وذلك عقب القمة العربية الطارئة المزمع عقدها في القاهرة يوم 27 فبراير الجاري.
ويهدف الاجتماع إلى التأكيد على الثوابت الفلسطينية والعربية والإسلامية في القضية الفلسطينية، وعلى رأسها حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره والبقاء على أرضه.
وأجرت مصر، ممثلة في وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، سلسلة من الاتصالات مع عدد من وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، ومن بينهم السعودية وباكستان وإيران والأردن، لبحث آخر التطورات المتعلقة بالقضية الفلسطينية، والتنسيق لعقد الاجتماع الوزاري الطارئ.
القمة العربية الطارئة في القاهرةتأتي هذه التحركات المصرية بالتزامن مع استضافة القاهرة لقمة عربية طارئة يوم 27 فبراير لمناقشة التطورات الخطيرة للقضية الفلسطينية. ومن المتوقع أن تركز القمة على رفض التهجير القسري للفلسطينيين من غزة، والعمل على اتخاذ موقف عربي موحد لمواجهة هذه المحاولات.
وتسعى القمة لإيجاد آليات قانونية ودولية لوقف مخططات التهجير، بالإضافة إلى بحث سبل إعادة إعمار غزة دون المساس بوجود سكانها أو دفعهم لمغادرة أراضيهم، كما ستؤكد القمة على ضرورة استكمال اتفاق وقف إطلاق النار ومنع أي خروقات من شأنها تأجيج الأوضاع مجدداً.
موقف الجامعة العربية والمجتمع الدوليأكد الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، في تصريحات صحفية، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يسعى لتجريد الفلسطينيين من حقوقهم وأراضيهم، مشدداً على أن الدول العربية لن تتنازل عن أي شبر من الأراضي الفلسطينية، وأن هناك إجماعاً عربياً على حل الدولتين باعتباره الحل العادل والمقبول دولياً.
وشدد أبو الغيط، على أن القضية الفلسطينية ستظل أولوية قصوى للعالم العربي، ولن تسمح الدول العربية بفرض أي حلول غير عادلة، مثل محاولات تهجير الفلسطينيين أو تغيير الوضع الديموغرافي في غزة والضفة الغربية.
جهود مصر المستمرة لدعم الفلسطينيينلم تقتصر جهود مصر على التحركات الدبلوماسية فحسب، بل امتدت لتشمل تقديم الدعم الإنساني والإغاثي للفلسطينيين، حيث تعمل مصر بشكل مستمر على تقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وتسهيل وصول الإمدادات الطبية والغذائية للسكان المتضررين.
كما تلعب القاهرة دوراً محورياً في الوساطة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في محاولة لضمان وقف دائم لإطلاق النار، وتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، بالإضافة إلى جهودها في دعم عمليات إعادة إعمار غزة، مع التأكيد على عدم السماح بأي شكل من أشكال التهجير القسري.
وتمثل التحركات المصرية الأخيرة تأكيداً جديداً على موقفها الثابت في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وبينما تواصل مصر جهودها الدبلوماسية والسياسية والإنسانية في هذا الملف، تظل القضية الفلسطينية في قلب الأولويات المصرية، انطلاقاً من التزامها التاريخي تجاه الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة.
من جانبه، قال الباحث في العلاقات الدولية، عمرو حسين، إن مصر تبذل جهودًا دبلوماسية مكثفة منذ الإعلان عن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بهدف حشد موقف عربي وإسلامي موحد ضد المخطط الذي يسعى إلى تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، موضحًا أن دعوة مصر إلى اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الإسلامي جاءت انطلاقًا من أهمية وجود موقف إسلامي قوي، نظرًا لما تمثله الدول الإسلامية من ثقل سياسي واقتصادي، مما يمكنها من ممارسة ضغوط حقيقية على الإدارة الأمريكية لحملها على العدول عن هذا المخطط المرفوض عالميًا.
وأضاف حسين ، في تصريحات لـ "صدى البلد"، أن الخطة الأمريكية تتعارض مع معايير الشرعية الدولية ومقررات الأمم المتحدة، خاصة القرار 242، الذي ينص صراحةً على انسحاب إسرائيل من الأراضي العربية المحتلة في 5 يونيو 1967، وهو ما يجعل هذه المخططات غير شرعية وغير مقبولة من المجتمع الدولي.
أهمية القدس في الصراع الفلسطينيوأضاف الباحث ، أن القضية الفلسطينية تظل جوهر الصراع في الشرق الأوسط وتحظى باهتمام كبير من دول منظمة التعاون الإسلامي، خصوصًا فيما يتعلق بقضية القدس، لما تمثله من مكانة دينية مقدسة لدى العالم الإسلامي، فهي أولى القبلتين وثالث الحرمين، كما أنها العاصمة الأبدية لفلسطين منذ فجر التاريخ.
وحذر حسين ، من أن القدس تواجه تهديدات خطيرة بسبب المخططات الإسرائيلية الرامية إلى تغيير تركيبتها الديمغرافية من خلال الاستيطان وعمليات التهويد المستمرة، وهو ما يتطلب تحركًا عربيًا وإسلاميًا عاجلًا.
واختتم حديثه، بالتأكيد على أن مصر تقود حاليًا جهودًا واسعة لحشد موقف عربي وإسلامي موحد لإنقاذ القضية الفلسطينية من التصفية، وضمان الحفاظ على حقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات لفرض واقع جديد يخالف القوانين الدولية وقرارات الشرعية الدولية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر السيسي غزة القضية الفلسطينية قمة عربية التعاون الإسلامي المزيد القضیة الفلسطینیة التعاون الإسلامی الشعب الفلسطینی
إقرأ أيضاً:
الحرية: زيارة الرئيس الإندونيسي لمصر دفعة قوية لمساعي دعم القضية الفلسطينية
قال الدكتور عيد عبد الهادي، رئيس لجنة المشروعات الصغيرة والمتوسطة المركزية بحزب الحرية المصري. إن زيارة الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى القاهرة ولقاؤه اليوم مع الرئيس عبد الفتاح السيسي يعكسان ديناميكية العلاقات المصرية الإندونيسية، وإدراك الجانبين لأهمية تعميق التعاون في ظل عالم يموج بالتحولات الجيوسياسية، مشيراً إلى أن هذه الزيارة أيضا تحمل دلالات استراتيجية واضحة، إذ تأتي في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تعزيز أطر التعاون بين الدول ذات الثقل الإقليمي والدولي لمواجهة التحديات المشتركة.
ولفت عبد الهادي، في تصريحات له، أنه على مستوى العلاقات الثنائية، تمثل المباحثات فرصة سانحة لبحث مجالات الشراكة الاقتصادية والاستثمارية، في ظل اهتمام مشترك بتوسيع نطاق التعاون في مجالات البنية التحتية، والطاقة، والسياحة، والتحول الرقمي.
وتابع: مصر، بموقعها الاستراتيجي بين آسيا وإفريقيا، تمثل شريكاً مثالياً لإندونيسيا التي تسعى إلى توسيع حضورها العالمي، كما أن إندونيسيا بدورها تتيح لمصر مدخلاً مهماً إلى منظومة دول جنوب شرق آسيا ذات الأسواق الواسعة.
وأشار عبد الهادي، إلى أنه على المستوى الإقليمي، تأتي أهمية هذه الزيارة مضاعفة، إذ تتيح للطرفين تبادل وجهات النظر حول سبل استعادة الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، خاصة مع استمرار بؤر الصراع وتصاعد التهديدات المرتبطة بالأمن الإقليمي والملاحة الدولية.
وأضاف عبد الهادي، أن الدعم الإندونيسي للمواقف العربية، لا سيما فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، يمثل إضافة مهمة للمساعي المصرية الرامية إلى حشد موقف دولي أكثر توازناً تجاه أزمات المنطقة.