علي بن سهيل المعشني (أبو زايد)

asa228222@gmail.com

تُعد الأعراف والتقاليد من أبرز السمات التي تُحدد هوية المجتمعات وتُشكّل سلوكيات أفرادها؛ فهي بمثابة البوصلة التي ترشد الأفراد إلى الطرق الصحيحة للتعامل مع بعضهم البعض، وتُحدد ما هو مقبول وما هو مرفوض في إطار المجتمع. ومع مرور الزمن، تتعرض هذه الأعراف والتقاليد لتغيرات وتحديات، خاصةً في ظل التطورات الاجتماعية والاقتصادية والتكنولوجية التي يشهدها العالم.

في هذا المقال، سنتناول الأعراف والتقاليد بين زمنين: زمن الأصالة والثبات، وزمن التغير والتحول. وخطر الاغتراب الثقافي.

في الماضي، كانت الأعراف والتقاليد تُشكّل الإطار الثابت الذي يحكم حياة الأفراد والمجتمعات. كانت هذه التقاليد تنتقل من جيل إلى آخر بشكل شفهي أو من خلال الممارسات اليومية، وكانت تتمتع بقوة كبيرة في توجيه سلوكيات الأفراد. في هذا الزمن، كانت المجتمعات أكثر انغلاقًا وأقل تعرضًا للتأثيرات الخارجية، مما سمح للأعراف والتقاليد بالحفاظ على شكلها الأصلي لفترات طويلة.

في الماضي، كانت الأسرة والمجتمع المحلي هما المصدر الرئيسي لتعليم الأفراد الأعراف والتقاليد. كانت الأسرة تلعب دورًا محوريًا في غرس القيم الأخلاقية والاجتماعية في نفوس الأبناء، بينما كان المجتمع المحلي يُشكّل البيئة التي يتم فيها تطبيق هذه القيم. على سبيل المثال، كانت السنن والأعراف والقيم وكثير من السلوكيات التي تحكمها منظومة الأعراف والتقاليد، تُحدد بشكل دقيق من قبل المجتمع.

في زمن الأصالة، كانت الأعراف والتقاليد تُعتبر الوسيلة الرئيسية للحفاظ على الهوية الثقافية للمجتمع. كانت هذه التقاليد تُشكّل الدرع الذي يحمي المجتمع من التأثيرات الخارجية، مما يُسهم في الحفاظ على تماسكه ووحدته. على سبيل المثال، كانت اللغات المحلية، والفنون الشعبية، والاحتفالات التقليدية تُعتبر جزءًا لا يتجزأ من التراث الثقافي الذي يتم تناقله عبر الأجيال.

ومع التطورات السريعة التي يشهدها العالم اليوم، بدأت الأعراف والتقاليد تواجه تحديات كبيرة. ففي ظل العولمة، والتطور التكنولوجي، والانفتاح الثقافي، أصبحت المجتمعات أكثر تعرضًا للتأثيرات الخارجية، مما أدى إلى تغير بعض التقاليد القديمة وظهور تقاليد جديدة.

وقد أدت العولمة إلى زيادة التفاعل بين الثقافات المختلفة، مما أدى إلى تآكل بعض التقاليد المحلية. فمع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، أصبح الأفراد يتعرضون لتأثيرات ثقافية متنوعة، مما أدى إلى تغير بعض المفاهيم والقيم. على سبيل المثال، بدأت التحديات التي تواجه الأجيال الشابة اليوم صراعًا بين التمسك بالتقاليد القديمة وتبني القيم الحديثة. فمن ناحية، يُريد الشباب الحفاظ على هويتهم الثقافية وتراثهم، ومن ناحية أخرى، يسعون إلى التكيف مع متطلبات العصر الحديث. هذا الصراع قد يؤدي إلى حالة من الاغتراب الثقافي، حيث يشعر الشباب بأنهم لا ينتمون تمامًا إلى الماضي ولا إلى الحاضر.

وفي ظل هذه التحديات، بدأت بعض المجتمعات تعمل على إعادة صياغة تقاليدها لتتلاءم مع متطلبات العصر الحديث. فبدلاً من التخلي الكامل عن التقاليد القديمة، يتم دمجها مع القيم الحديثة لإيجاد توازن بين الأصالة والمعاصرة.

وتسببت التكنولوجيا في تغيير العديد من التقاليد الاجتماعية، خاصة تلك المتعلقة بالتواصل والتفاعل الاجتماعي. فمع انتشار الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، تغيرت طرق التواصل بين الأفراد، مما أدى إلى ظهور تقاليد جديدة تتعلق بالتفاعل عبر الإنترنت.

إنَّ الأعراف والتقاليد تُشكّل جزءًا لا يتجزأ من هوية المجتمعات، وهي تتعرض لتغيرات كبيرة بين زمنين: زمن الأصالة والثبات، وزمن التغير والتحول. في الماضي، كانت التقاليد تُشكّل الإطار الثابت الذي يحكم حياة الأفراد، بينما في العصر الحديث، تواجه هذه التقاليد تحديات كبيرة بسبب العولمة والتطور التكنولوجي. ومع ذلك، فإن المجتمعات تُحاول إيجاد توازن بين الحفاظ على تقاليدها الأصيلة والتكيف مع متطلبات العصر الحديث. بهذه الطريقة، يمكن للأعراف والتقاليد أن تظل عاملاً إيجابيًا في بناء مجتمعات قوية ومتماسكة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

ألغام مزروعة ضد الأفراد في القاع ومطر يحذر: المحافظة ستصبح سورية!

كتبت" النهار": بالغ الخطورة ما يجري في القاع. هكذا يُحذّر رئيس بلدية القاع بشير مطر من التطورات الأخيرة. صحيح أنها ليست المرة الأولى تتأثر البلدات الحدودية بـ"خضّات" دول الجوار، لكنها المرة الأولى يتم العثور على ألغام مضادة للأفراد.

يخبر مطر أنها "المرة الأولى نعثر على هذا النوع من الألغام ضد أفراد، مزروعة في حقل خس، وعملت سرية الهندسة في اللواء التاسع في الجيش على تفكيكها. هذه الألغام لا يملكها إلا الجيوش". وإذ يكشف أن "الجيش يواصل تحقيقاته ومسح الحقول"، يعتبر أن "التهديد باللغم أمر جديد. إنها ألغام ضد الأفراد، ولا أعرف ما إذا كان ثمة ألغام أيضا ضد الآليات. هي تشكل تطورًا خطِرًا للغاية، وتلحق الأذى بشاغل الأرض وتهدّد البلدة. لقد اعتدنا التهديد بالسلاح وحتى بالقنابل اليدوية، لكن استخدام الألغام العسكرية يطرح تساؤلات خطيرة، أولها من يمتلك القدرة على الوصول إلى مثل هذه الألغام؟ ومن لديه الخبرة في التعامل معها؟"

والأهم، وفق مطر، أنه "إذا كانت هذه الألغام وغيرها من الأسلحة متوافرة بكثرة في أيدي السوريين الموجودين على أرضنا، فماذا نعمل عندها؟".

من يمتلك القدرة على الوصول إلى هذه الألغام؟ نناشد الدولة التدخل فورا، وإلا سنصبح مهجرين، والمحافظة اللبنانية ستصبح سورية!

ويتوقف عند مسألة ثانية لا تقل خطورة، هي أن "السوريين يستطيعون دخول سوريا والعودة منها بأريحية كبيرة، وساعة يريدون. هم يقودون سيارات بوكالات تعود إلى أعوام، فيما اللبناني لا يسمح له بقيادة سيارة بالوكالة، إلا لشهرين فقط. بعضهم لا يملكون إقامة، وآخرون غير مسجلين. إنها فوضى عارمة بكل ما للكلمة من معنى".

ويشير إلى أن "البعض إذا حاول استثمار الواقع الجديد نتيجة هذا الكمّ من الوجود السوري، كيف نلجمه؟ بعد الزهوة بالانتصار صارت الأمور مع الجانب السوري أصعب".

وصولا إلى التهريب، لا يقل الأمر إشكالية، وخصوصا تهريب المازوت الذي يشكلّ تهديدا مباشرا. يقول مطر: "كأن الدولة مشرّعة الأمر و"مستحية"، ولا تقوم بأي رادع. الصهاريج تدخل لأسباب عديدة، منها الربح للشركات أو للخزينة أو لأشخاص، إنما البلدة متضررة، ببناها التحتية وتحطيم قنوات المياه فيها وغيرها. طالبنا مرارا بتشريعها والسماح بمرورها على كل المعابر والحواجز، أو ضبطها كلها لأننا لن نستطيع تحمل الأضرار، أو تحمل التبعات التي يدفع ثمنها أناس موجودون في أرضهم. إن هذا التهريب مشرّع، وبسببه لن نتمكن من ضبط التهريب الآخر، تهريب البشر".

أمام كل هذه الخطورة، يطالب مطر بخطوات، منها "رفع السواتر الحدودية ومراقبتها، ونشر الجيش والقوى الأمنية في شكل أكبر لضبط المعابر غير الشرعية، وإبعاد البيوت والمزارع عن الشريط الحدودي، وإنشاء مناطق عازلة تسهلّ تسيير الدوريات الأمنية". ويؤكد أنها "تدابير حدودية ينبغي أن تبدأ فورا، لأننا لسنا أمام جيش نظامي، إنما فصائل متعددة، والحدود يفترض أن تكون مضبوطة. إذا تضاعف عدم الاستقرار في سوريا، فسنبقى نستقبل لاجئين بهذه الفوضى. إلى متى يتحمّل هذا البلد؟ والى متى يستمرون بنقل خلافاتهم إلى الداخل اللبناني وزعزعة الأمن، ولاسيما في البلدت الحدودية؟"هكذا، تتأثر القاع صراحة بسوريا. يناشد مطر الدولة "معالجة الأوضاع وإلا سنبقى متأثرين بأي تطور، ونتخوف من انفلات الأمور لأن أي مشكلة مع مخيم سوري سيكون لها تداعياتها. هذه المحافظة اللبنانية ستصبح سورية، وسنصبح أقلية في أرضنا ومعرّضين للتهجير، ونحن نسمع أخبارا كثيرة في هذا المجال. صحيح أننا باقون، لكننا لن نعيش والخطر دائما بجانبنا". مواضيع ذات صلة وسائل إعلام سورية: تحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة Lebanon 24 وسائل إعلام سورية: تحليق مكثف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي في أجواء محافظة القنيطرة 13/03/2025 05:43:32 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 وسائل إعلام سورية: الرئيس السوري أحمد الشرع يصل محافظة إدلب ويتجول في شوارعها Lebanon 24 وسائل إعلام سورية: الرئيس السوري أحمد الشرع يصل محافظة إدلب ويتجول في شوارعها 13/03/2025 05:43:32 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عشرات المداهمات في "المنطقة العازلة" بسوريا ومصادرة صواريخ ومتفجرات وألغام Lebanon 24 الجيش الإسرائيلي يعلن تنفيذ عشرات المداهمات في "المنطقة العازلة" بسوريا ومصادرة صواريخ ومتفجرات وألغام 13/03/2025 05:43:32 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 أبو زيد يُحذّر من تمدد الخطر إلى لبنان! Lebanon 24 أبو زيد يُحذّر من تمدد الخطر إلى لبنان! 13/03/2025 05:43:32 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً المفاوضات مع الاحتلال تقنية عسكرية ولبنان لم يتبلّغ أي طلب أميركي Lebanon 24 المفاوضات مع الاحتلال تقنية عسكرية ولبنان لم يتبلّغ أي طلب أميركي 23:10 | 2025-03-12 12/03/2025 11:10:45 Lebanon 24 Lebanon 24 ملء الشواغر الأمنية اليوم.. هيكل - شقير - عبدالله - لاوندس Lebanon 24 ملء الشواغر الأمنية اليوم.. هيكل - شقير - عبدالله - لاوندس 23:08 | 2025-03-12 12/03/2025 11:08:06 Lebanon 24 Lebanon 24 إطلاق مفاوضات الإصلاح المالي مع صندوق النقد Lebanon 24 إطلاق مفاوضات الإصلاح المالي مع صندوق النقد 23:13 | 2025-03-12 12/03/2025 11:13:55 Lebanon 24 Lebanon 24 ارتفاع عدد نازحي الساحل السوري إلى الشمال وجهود أمنية لمنع الفتنة Lebanon 24 ارتفاع عدد نازحي الساحل السوري إلى الشمال وجهود أمنية لمنع الفتنة 23:20 | 2025-03-12 12/03/2025 11:20:28 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما تخطط له واشنطن... فهل ينجح مشروعها؟ Lebanon 24 هذا ما تخطط له واشنطن... فهل ينجح مشروعها؟ 23:42 | 2025-03-12 12/03/2025 11:42:10 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة طريق المطار تغيرت.. قرار سياسي "بدّل معالمها" Lebanon 24 طريق المطار تغيرت.. قرار سياسي "بدّل معالمها" 02:45 | 2025-03-12 12/03/2025 02:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 قرار لوزير المالية بتخفيض غرامات.. إطلعوا عليه Lebanon 24 قرار لوزير المالية بتخفيض غرامات.. إطلعوا عليه 06:41 | 2025-03-12 12/03/2025 06:41:21 Lebanon 24 Lebanon 24 بإطلالة مُحتشمة وأنيقة.. ابنة كارين رزق الله وفادي شربل بغاية الجمال شاهدوا كيف بدت (صور) Lebanon 24 بإطلالة مُحتشمة وأنيقة.. ابنة كارين رزق الله وفادي شربل بغاية الجمال شاهدوا كيف بدت (صور) 01:05 | 2025-03-12 12/03/2025 01:05:42 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. شارع يجمع علم "القوات اللبنانية" وصورة قياديّ إيراني! Lebanon 24 بالفيديو.. شارع يجمع علم "القوات اللبنانية" وصورة قياديّ إيراني! 14:49 | 2025-03-12 12/03/2025 02:49:52 Lebanon 24 Lebanon 24 هذا ما لاحظه مواطنون في بيروت اليوم Lebanon 24 هذا ما لاحظه مواطنون في بيروت اليوم 11:35 | 2025-03-12 12/03/2025 11:35:48 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 23:10 | 2025-03-12 المفاوضات مع الاحتلال تقنية عسكرية ولبنان لم يتبلّغ أي طلب أميركي 23:08 | 2025-03-12 ملء الشواغر الأمنية اليوم.. هيكل - شقير - عبدالله - لاوندس 23:13 | 2025-03-12 إطلاق مفاوضات الإصلاح المالي مع صندوق النقد 23:20 | 2025-03-12 ارتفاع عدد نازحي الساحل السوري إلى الشمال وجهود أمنية لمنع الفتنة 23:42 | 2025-03-12 هذا ما تخطط له واشنطن... فهل ينجح مشروعها؟ 23:31 | 2025-03-12 "اليونيفل" في الجنوب: أسئلة حول ما تبقّى من دور فيديو صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية Lebanon 24 صور مذهلة ومثيرة.. اكتشاف كائنات بحرية غير معروفة في حملة استكشافية عالمية 05:00 | 2025-03-12 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو Lebanon 24 "جابتلي المرض".. حسام حبيب يخرج عن صمته ويكشف تفاصيل خلافاته مع شيرين عبد الوهاب شاهدوا الفيديو 00:20 | 2025-03-12 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو) Lebanon 24 دعما لإيلون ماسك.. هذا ما سيشتريه ترامب (فيديو) 16:27 | 2025-03-11 13/03/2025 05:43:32 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24

مقالات مشابهة

  • عاجل . البنك المركزي اليمني يكشف عن نقل مراكز البنوك التي كانت بصنعاء الى إلى عدن. ضربة موجعة للمليشيا الحوثية
  • فعاليات “سوق رمضان” بالمدينة المنورة تجربة متكاملة تجمع بين الثقافة والتقاليد
  • مجلس نسائي: التقاليد الأسرية أساس استقرار المجتمع
  • الصحة النفسية
  • كيف يؤثر الدخل المرتفع على مستويات التوتر والرضا عن الحياة؟
  • هل تدفع قلة النوم لتصديق نظريات المؤامرة؟ دراسة تجيب
  • دعاء اليوم الثالث عشر من رمضان .. ردد هذه الكلمات بقلب خاشع
  • ألغام مزروعة ضد الأفراد في القاع ومطر يحذر: المحافظة ستصبح سورية!
  • رمضان في دبي.. تناغم بين التقاليد العريقة والحياة العصرية
  • الدوافع النفسية والاجتماعية للعنصرية