تعرفات ترامب.. هل تعيد رسم خريطة التجارة العالمية؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
يرى محللون أن استخدام الرئيس الأميركي دونالد ترامب للرسوم الجمركية كسلاح غير مباشر لانتزاع التنازلات في كل شيء من التجارة إلى الهجرة والاتجار بالمخدرات، يمكن أن يعيد رسم معايير التجارة العالمية.
منذ تنصيبه في 20 يناير، كشف ترامب عن رسوم جمركية شاملة على السلع الكندية والمكسيكية بسبب الهجرة والفنتانيل غير القانوني، ورفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية في الوقت نفسه، مما دفع بكين إلى الرد بالمثل.
ووقع الرئيس الأميركي الإثنين مرسوما حدد بموجبه بدء تطبيق الرسوم الجمركية بنسبة 25 بالمئة على كل واردات بلاده من الصلب والألمنيوم "بدون استثناءات".
وأثار هذا مقارنات بولايته الأولى عندما فرض رسوما على كلا القطاعين قبل السماح بإعفاءات.
ويعتبر ترامب أن الرسوم الجمركية وسيلة لزيادة الإيرادات ومعالجة اختلالات التجارة والضغط على الدول للتصرف بشأن المخاوف الأميركية.
لكن موريس أوبستفيلد، الزميل البارز في معهد بيترسون للاقتصاد الدولي، قال إن "درجة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية قد انفجرت".
وأكد لوكالة فرانس برس أن المحللين يمكنهم محاولة التنبؤ بالمكان الذي قد تُفرض فيه الرسوم الجمركية بناء على المتغيرات الاقتصادية، لكن بناء السياسة التجارية على أهداف غير اقتصادية قد يدفع الأمور إلى حالة من الفوضى.
وحذر من أن تكتيكات ترامب قد تؤدي إلى "تراجع سلاسل التوريد العالمية"، أو سعي الدول إلى الانفصال عن السوق الأميركية إذا اعتُبرت مستويات المخاطر مرتفعة للغاية.
أداة تفاوضية
أصبح نطاق تهديد ترامب بالرسوم الجمركية أوسع من ذي قبل.
وبينما فرض في السابق رسوما جمركية شاملة على واردات الصلب والألمنيوم، بالإضافة إلى رسوم بمئات المليارات من الدولارات من المنتجات الصينية، فقد هدد الآن جميع شركاء الولايات المتحدة.
وتعهد الرئيس الأميركي أيضا فرض "رسوم جمركية متبادلة" لتتناسب مع الرسوم التي تفرضها الحكومات الأخرى على السلع الأميركية، وأمر بمراجعة العجز التجاري الأميركي بحلول الأول من أبريل.
ومن المقرر أن يوصي المسؤولون الأميركيون بتدابير مثل التعريفة الجمركية التكميلية العالمية لعلاج العجز.
وفي حال فرض الرسوم الجمركية الشاملة ، يمكن أن تؤثر على أكثر من 3 تريليون دولار من السلع المستوردة.
ولكن مبررات ترامب لفرض الرسوم على كندا والمكسيك - وبدرجة أقل على الصين- تتجاوز التجارة.
وكان مرشحه لمنصب وزير التجارة هوارد لوتنيك أكد للمشرعين في جلسة المصادقة على تعيينه الشهر الماضي "أنها ليست رسوما في ذاتها، إنها عمل من أعمال السياسة الداخلية".
وقالت كريستين ماكدانييل، زميلة باحثة بارزة في مركز ميركاتوس "لا أعتقد أن أحداً ينبغي أن يفاجأ بشأن هذه التعرفات الجمركية أو التهديدات بالتعرفات الجمركية".
وأضافت ماكدانييل، وهي مسؤولة سابقة في إدارة جورج دبليو بوش، أن ترامب "كان واضحا للغاية في أنه يراها أداة مهمة في مجموعة أدواته".
وأوضحت أنه "ينظر إليها كأداة تفاوضية، كما يفعل في محاولة تحقيق التوازن التجاري".
"زعزعة الاستقرار"
واوضح ستيفن مور، المستشار الخارجي لترامب منذ فترة طويلة، أن التعرفات الجمركية هي وسيلة "لتحفيز" الدول على التصرف وفقا للمصالح الأميركية، قائلا إن الشركاء مثل كندا والمكسيك والصين يخاطرون بخسائر اقتصادية أكبر من الولايات المتحدة.
وفي حين يعتقد أن نهج ترامب كان فعالا، أقر بأنه قد يكون خطيرا إذا أدى إلى تصعيد التوترات التجارية مع شركاء مثل كندا.
وأضاف مور، وهو زميل زائر كبير في مؤسسة هيريتيج، أن واشنطن سترغب في "اقتصاد قوي ومستقر في المكسيك".
من جانبها، حذرت إينو ماناك، زميلة السياسة التجارية في مجلس العلاقات الخارجية، من أن رسوم ترامب الجمركية قد تأتي بنتائج عكسية.
واوضحت أن الكنديين على سبيل المثال قاموا بما وصفته ب"استجابة ثقافية" اذ أطلق الناس صيحات الاستهجان عند عزف النشيد الوطني الأميركي في الأحداث الرياضية.
واضافت "هذا يضر حقا بسمعة الولايات المتحدة، وأعتقد أن هذا أمر يجب أن نكون قلقين بشأنه على المدى الطويل".
بالنسبة لماكدانييل، فإن خطر فرض رسوم جمركية أحادية الجانب قد يقلب التجارة العالمية رأسا على عقب.
وتساءلت "ما الفائدة من عضوية منظمة التجارة العالمية عندما تستطيع إحدى أكبر الدول في العالم أن تهدد بفرض رسوم جمركية لأسباب تتعلق بالأمن القومي بهذه الطريقة العدوانية؟".
وتابعت "من المؤكد أن هذا يزعزع استقرارنا في ما يتعلق بالطريقة التي كنا نفكر بها في دور مؤسسات التجارة الدولية وقواعد التجارة الدولية واتفاقات التجارة".
ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار التجارة العالمیة الرسوم الجمرکیة رسوم جمرکیة
إقرأ أيضاً:
ما الذي يريده ترامب حقاً من الرسوم الجمركية؟
يؤمن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأن الرسوم الجمركية هي حل شامل، فهي أداة اقتصادية يمكن أن تعيد قوة التصنيع في أمريكا، وتجبر الدول الأجنبية على الخضوع في النزاعات الرئيسية، وتعيد التوازن التجاري، وتدر أموالاً طائلة يمكن أن تساعد في سداد العجز الأمريكي وتقليل الأعباء الضريبية على المواطنين، بحسب تقرير تحليلي لشبكة "سي إن إن".
ويصح قول ترامب إلى حد ما، إذ يمكن أن تساعد الرسوم الجمركية في تحقيق العديد، إن لم يكن جميع، تلك الأهداف. فعند استخدامها بفعالية، يمكن أن تعزز الإنتاج المحلي عبر جعل السلع الأجنبية أكثر تكلفة.وبما أن الولايات المتحدة تملك اقتصاداً ضخماً ومتنوعاً لا يعتمد على التجارة بقدر اعَتماد جيرانها، يمكنها فرض رسوم جمركية لإلحاق ضرر جسيم باقتصادات الدول الأخرى دون أن تغرق نفسها في الركود. كما يمكن أن تساعد الإيرادات المتأتية من الرسوم الجمركية في تقليل العجز. بسبب رسوم ترامب..انخفاض النفط بعد تصاعد المخاوف من تداعياتها - موقع 24انخفضت أسعار النفط 1% الإثنين وسط مخاوف من أن تبطئ الرسوم الجمركية الأمريكية على كندا، والمكسيك، والصين الاقتصاد العالمي، وتقلص الطلب على الطاقة بينما تزيد أوبك+، إمداداتها.
لكن كما يقول المثل "إن كان الشيء يبدو جيداً لدرجة لا تُصدق، فعلى الأرجح أنه ليس كذلك".
تناقضات خطة ترامب وترى الشبكة بأن المشكلة في خطة ترامب هي أن الرسوم الجمركية لا يمكنها تحقيق جميع هذه الأهداف في وقت واحد، لأن أهدافه غالباً ما تكون متناقضة.على سبيل المثال، إذا كانت الرسوم الجمركية مجرد أداة ضغط، فيجب إلغاؤها بمجرد امتثال الدول الأخرى، مما يعني عدم وجود رسوم لإعادة التوازن التجاري. وإذا كانت تهدف إلى تعزيز التصنيع الأمريكي، فلا يمكنها أيضاً تحقيق إيرادات لسد العجز، لأنه إذا بدأ الأمريكيون بشراء السلع المحلية، فمن سيدفع الرسوم على المنتجات الأجنبية؟
وعلاوة على ذلك، قد تلحق خطة ترامب الجمركية ضرراً أكبر بالاقتصاد الأمريكي مما ستجلبه من فوائد. فقد أقرّ أخيراً بأن الرسوم الجمركية ستسبب "اضطرابات"، كما تراجعت أسواق الأسهم يوم الاثنين بعد أن رفض التنبؤ بأن الولايات المتحدة ستتجنب الركود بسبب سياساته التجارية. ترامب والرسوم الجمركية
لكن ترامب يبدو متمسكاً بشدة بفكرة الرسوم الجمركية، بحسب التقرير، فهو كثيراً ما يُشيد بالرئيس السابق ويليام ماكينلي، الذي فرض رسوماً جمركية مرتفعة على الدول الأجنبية قبل أن يكون هناك ضريبة دخل في أمريكا. وغالباً ما يردد ترامب أن "الرسوم الجمركية كلمة جميلة" ستجعل أمريكا غنية مرة أخرى.
انتقاماً من أونتاريو..ترامب يضاعف الرسوم على الصلب والألومنيوم من كندا - موقع 24قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء، إنه سيضاعف الرسوم الجمركية على الواردات من الصلب والألومنيوم الكندية من 25 إلى 50%، مشيراً إلى أن ذلك سيدخل حيز التنفيذ "صباح الغد".وعلى الرغم من التأجيلات والتراجعات المتكررة، يبدو ترامب مصمماً على فرض رسوم جمركية ضخمة على المنتجات الأجنبية بدءاً من 2 أبريل (نيسان) ولأسباب متعددة.
الفنتانيل والهجرةقال ترامب إن الرسوم الجمركية بنسبة 20% التي فرضها على الصين و25% التي فرضها – وأجّلها مراراً – على المكسيك وكندا، تهدف إلى الضغط على تلك الدول لوقف تدفق الفنتانيل والهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
وصرّح وزير التجارة هوارد لوتنيك بأن الرسوم المؤجلة، التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ في 2 أبريل (نيسان)، ستظل قائمة حتى يقتنع ترامب بأن تلك الدول حققت تقدماً كبيراً في الحد من دخول الفنتانيل، بحسب التقرير.
وقال لوتنيك يوم الأحد في برنامج Meet the Press على شبكة NBC: "إذا انتهى تهريب الفنتانيل، أعتقد أن هذه الرسوم ستُلغى. لكن إذا لم يتوقف أو لم يكن متأكداً من ذلك، فستظل قائمة. هذا أمر واضح وبسيط: يجب إنقاذ الأرواح الأمريكية".
وأكد كيفن هاسيت، مدير المجلس الاقتصادي الوطني، على قناة ABC أن "الرسوم الجمركية على المكسيك وكندا ليست حرباً تجارية، بل حرب ضد المخدرات".
تحقيق الإيرادات في الوقت نفسه، قدم ترامب تقديرات فلكية حول حجم الإيرادات التي يمكن أن تولدها الرسوم الجمركية.وقال ترامب في خطابه المشترك أمام الكونغرس الأسبوع الماضي: "سنجني تريليونات وتريليونات الدولارات وسنخلق وظائف لم يسبق لها مثيل".
وأضاف يوم الأحد على متن طائرة Air Force One: "سنصبح أثرياء لدرجة أنك لن تعرف أين تنفق كل هذه الأموال".
وقدّر لجنة الميزانية الفيدرالية المسؤولة أن الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب على الصين والمكسيك وكندا قد تجلب حوالي 120 مليار دولار سنوياً و1.3 تريليون دولار خلال عشر سنوات.
لكن المشكلة تكمن في أن هذه الرسوم لم تُصمم للبقاء طوال تلك المدة. فإذا قالت إدارة ترامب إنها "ستُلغى" إذا تم حل مشكلة الفنتانيل، فمن المفترض ألا تبقى لعقد من الزمن.
الوظائف الصناعية
قال ترامب يوم الأحد على Air Force One: "أخبركم، انتظروا فقط. سنحصل على وظائف، وسنفتح المصانع، وسيكون الأمر رائعاً".
لتحقيق ذلك، دعا ترامب مراراً إلى خفض الضرائب محلياً ورفعها على المنتجات المصنوعة في الخارج.
وقال خلال خطابه أمام الكونغرس: "نريد خفض الضرائب على الإنتاج المحلي وكل الصناعات التحويلية. لكن إذا لم تصنع منتجك في أمريكا، فستدفع رسوماً جمركية، وفي بعض الحالات ستكون مرتفعة جداً".
وترى "سي إن إن" أنها سياسة تجمع بين الحوافز والعقوبات، حيث يعتقد ترامب أن هذا النهج سيعيد إحياء قطاع التصنيع الأمريكي.
وأضاف الأسبوع الماضي: "مع هذه السياسات، سيزدهر قطاع السيارات لدينا. إنه سينتعش تماماً".
ويذكّر ترامب الشركات دائماً: "إذا صنعت منتجاتك في أمريكا، فلن تدفع رسوماً جمركية. لكن إذا امتثلوا لطلبه، فلن تتمكن الحكومة من جمع إيرادات من الرسوم الجمركية عليهم".
وقال لوتنيك على Fox News في فبراير (شباط) الماضي: "أعلن دونالد ترامب عن خدمة الإيرادات الخارجية، وهدفه بسيط للغاية: إلغاء مصلحة الضرائب الداخلية وجعل جميع الأطراف الخارجية تدفع".
بعبارة أخرى، يزعم ترامب أن خطته الجمركية ستجلب أموالاً كافية بحيث لن يضطر الأمريكيون لدفع ضرائب الدخل بعد الآن.
لكن الواقع هو أن الولايات المتحدة تجمع حوالي 3 تريليونات دولار سنوياً من ضرائب الدخل، وتستورد أيضاً سلعاً بقيمة 3 تريليونات دولار سنوياً.
وهذا يعني أنه سيتعين فرض رسوم جمركية بنسبة 100% على جميع السلع المستوردة لتحل محل ضرائب الدخل – وهو معدل غير معقول قد يؤدي إلى صدمة سعرية للمستهلكين الأمريكيين.
وهذا أمر غير مرجح، لكن ارتفاع الأسعار قد يؤدي إلى تراجع الإنفاق الاستهلاكي، مما يضر بالاقتصاد، والصناعات التي تسعى الرسوم الجمركية إلى إنقاذها