قال الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر، إن البشرية مهما بلغت من مكانة وسطرت من ابتكارات وإبداعات، فإنها لم ولن تنعم بحياة آمنة دون أن تعود إلى أخلاقيات الكون التي تضمن الأمان للجميع، ليعلموا أن القرار الفردي في الحفاظ على البيئة جزء لا ينفكُّ عن القرارات الدولية، وكلاهما رهينة أساسية لقاعدة الاستخلاف في الأرض وإعمارها.

طلاب جامعة الأزهر ينظمون ماراثون بالدراجات من القاهرة إلى جمصة جامعة الأزهر تستعد لحصول مستشفياتها الجامعية على اعتماد هيئة الاعتماد والرقابة الصحية

أضاف "صديق" خلال فعاليات الملتقى البيئي العاشر الذي تنظمه جامعة الأزهر بعنوان: "من أجل المناخ .. إفريقيا في القلب" تحت شعار "بيئتنا حياتنا"، أننا أمام واجب ديني ومسئولية وطنية أحسب الجميع على قدرها، ولا يخفى على أحد منكم أننا أمام أزمة كونية قاسية لم تعد تتحمل أن نقف أمامها موقف المتفرج بعد أن سمع الجميع صيحاتها تدق كل نواقيس الخطر، وتطرق أبواب أصحاب القرار في عالمنا المعاصر لأن يكون مشكاة نجاة لأنفسهم قبل بيئتهم.

نص كلمة الدكتور محمود صديق، نائب رئيس جامعة الأزهر

الأستاذ الدكتور محمد عبد الرحمن الضويني وكيل الأزهر الشريف، نائبًا عن فضيلة الإمام الأكبر، معالي الدكتور أشرف صبحى وزير الشباب والرياضة، معالي الوزيرة الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، سعادة الأستاذ الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، السادة الحضور الكرام من ممثلي وزارات ومؤسسات الدولة، السادة نواب رئيس الجامعة، السادة عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، الضيوف الأفاضل، أبناؤنا الطلاب.

من هنا من مركز الأزهر للمؤتمرات ومع إطلاق فعاليات الملتقى البيئي العاشر لجامعة الأزهر في نسخته الثانية بعنوان: "من أجل المناخ إفريقيا في القلب" تحت شعار "بيئتنا حياتنا"، أبعث إليكم برسالتين أولاهما: أن مصرنا الحبيبة محفوظة بأمر الله أولًا ثم بعطاءه لها أن مَنَّ عليها بهذه المؤسسة العريقة التي شكّلت حضارة مصر وعبق تاريخها لأكثر من ألف عام، فحوت بين جنبات أروقتها علوم الدين والدنيا، حتى قالوا في فضل الأزهر أنه لا يوجد على وجه الأرض بقعة جمعت من علماء الأرض وصلحائها، والجهد في طلب العلم وتعلمه وتعليمه، مثل الأزهر الشريف.

رسالتي الثانية: أن البشرية مهما بلغت من مكانة وسطرت من ابتكارات وإبداعات، فإنها لم ولن تنعم بحياة آمنة دون أن تعود إلى أخلاقيات الكون التي تضمن الأمان للجميع، ليعلموا أن القرار الفردي في الحفاظ على البيئة جزء لا ينفكُّ عن القرارات الدولية، وكلاهما رهينة أساسية لقاعدة الاستخلاف في الأرض وإعمارها.

الحضور الكرام 

نحن هنا اليوم لنلتقي جميعًا على مائدة علمية مهمة، بل وأمام واجب ديني ومسئولية وطنية أحسب الجميع على قدرها،  ولذا أقول بأنه لا يخفى على أحد منكم أننا أمام أزمة كونية قاسية لم تعد تتحمل أن نقف أمامها موقف المتفرج بعد أن سمع الجميع صيحاتها تدق كل نواقيس الخطر، وتطرق أبواب أصحاب القرار في عالمنا المعاصر لأن يكون مشكاة نجاة لأنفسهم قبل بيئتهم.

وإذا كنا بصدد التذكرة بما أكده الفلاسفة على مرّ الأزمنة من  أن المسئول الأول عن هذه الكوارث هو الإنسان، فمن باب أولى أن يكون هو ذاته المسئول على الأقل من تخفيف حدتها.

كما أنه من باب الإفصاح بمنهج شريعتنا الغراء في هذا الجانب، فإننا نؤكد أن ديننا الحنيف كان موقفه من هذه الأزمة شديد الوضوح في التأكيد على وجوب احترام البيئة احترامًا شرعيًا والتحذير من العبث بها، فلم يكن الإسلام يومًا ما حائلًا بين الإنسان ومتاع الدنيا، وإنما منهجه يقوم على الحفاظ علي هذا المتاع ومن هنا كان نهي القرآن صريحًا جليًا يقول ربنا -سبحانه وتعالى- (كُلُوا وَاشْرَبُوا مِن رِّزْقِ اللَّهِ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ).

ضيوف الملتقى الأكارم

حتي لا أطيل على حضراتكم دعوني أذكر لكم بعضًا مما قدمته جامعتنا العريقة من دور علمي ومشاركة فاعلة في مواجهة هذه الأزمة العالمية، بدءًا مما عقدته من ملتقيات ومنتديات بلغت نحو عشر ملتقيات بعد الانتهاء بفضل الله من هذا الملتقى، ثم بتوجيهات من فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر بالاستجابة العاجلة لكل مشاركة محلية ودولية من شأنها أن تسهم في تقديم حلول ناجعة لعبور هذه الأزمة، 

فقد شاركت جامعة الأزهر بمؤتمر التغيرات المناخية الذي نظمته الأمم المتحدة واستضافته مصر في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر ٢٠٢٢ حيث تقدم مكتب الابتكار وريادة الأعمال بجامعة الأزهر بعدد من المشروعات البحثية التطبيقية في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا معالجة وتنقية المياه والتي تم تنفيذها في مناطق حلايب وشلاتين ومحافظات الصعيد والقرى والمحافظات الحدودية، إلى اللجنة التي شكلتها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي للتحكيم من خلال الخبراء المتخصصين لتحديد واختيار المشروعات التي سوف يتم مشاركتها للعرض بجناح الابتكار الأخضر بالمؤتمر بمشاركة نحو ٤٠ جامعة حكومية وخاصة بعدد ٤٦١ مشروع بحثي تطبيقي ليقع الاختيار على عدد ٢٤ مشروع فقط لهم أحقية المشاركة بالمؤتمر كان من مشروع بينها جهاز معالجة مياه الصرف الصناعي باستخدام التكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة والذي تقدمت به جامعة الأزهر.

كما قام وفد من جامعة الأزهر برئاسة الأستاذ الدكتور سلامة داود رئيس الجامعة و أ.د. محمود صديق نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحوث المشرف على مكتب التيكو وعضوية ، بالمشاركة في مؤتمر الأطراف (COP27) والتأكيد على مجموعة من الحلول العلمية والواقعية لتجاوز هذه الأزمة الكونية وتداعياتها على الجيل الحالي والأجيال القادمة. 

ووفقًا لاستراتيجية جامعة الأزهر خلال السنوات الماضية نظمت الجامعة نحو 9 ملتقيات علمية، ففي عام 2017م وتحت رعاية رئيس الوزراء وفضيلة الإمام الأكبر أطلقت الجامعة المؤتمر العلمي الدولي الأول للبيئة والتنمية المستدامة وخدمة المجتمع بعنوان: «الطاقة..حق ومسئولية»، حيث شهد المؤتمر حضورًا واسعًا وجلسات علمية ونقاشية لأبحاث علمية متنوعة فاعلة بمشاركة خبراء ومتخصصين في علوم البيئة والطبيعة.

وفي العام التالي ومع اهتمام الجامعة للتحرك نحو تصنيع مستدام يقوم على نهج شامل وقائم على النظام المتكامل لكيفية الاستخدام الأمثل للموارد، عقدت الجامعة مؤتمرها العلمي الدولي الثاني للبيئة والتنمية المستدامة بعنوان: «مواردنا .. حياتنا».

كما أطلقت الجامعة منتدياتها الدولية التي انعقدت خلال الاعوام السابقة على النحو الآتي:

المنتدى الأول: نقطة مياه تساوي حياه 2019م.

المنتدى الثاني: التنوع البيولوجي 20148م.

المنتدى الثالث: التكيف والتخفيف 2022م.

المنتدى الحواري الأول للقضايا المجتمعية  2022م.

المنتدى الرابع: من أجل المناخ افريقيا في القلب 2022م

المنتدى الخامس: تعزيز قدرات المجتمع المدني تجاه التغيرات المناخية 2022

المنتدى السادس : البصمة الكربونية 2023م

ما سبق يأتي انطلاقًا من الدور الإقليمي لجامعة الأزهر لتعزيز جهود الدولة المصرية في مواجهة القضايا المحلية والعالمية، حيث استهدف المؤتمر تبني سياسات وآليات التنفيذ لمواجهة هذه التغيرات وفقًا لرؤية مصر 2030 في جانب الأمن البيئي.

السادة الحضور 

استمرارًا لأداء هذا الدور المهم أضع بين أيدي حضراتكم مجموعة من المحاور المهمة التي نأمل أن تحظى بمناقشة فاعلة في جلسات هذا الملتقى الذي تستمر فعالياته على مدار ثلاثة أيام متتالية، يشارك فيها خبراء ومتخصصون لوضع روشتة عاجلة فيما يأتي:

1- التنمية الاقتصادية وبناء المرونة للعمل المناخي  .

2- الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية.

3- دور الجامعات في التحول العالمي نحو الاقتصاد الأخضر .

4- حشد التمويل العالمي للتكيف والمرونة. 

5- المساهمات الطلابية في المشروعات الخضراء.

وأخيرًا أشكر لكم كريم إنصاتكم وحسن استماعكم، على أمل أن يثمر هذا الملتقى مجموعة من التوصيات التنفيذية المهمة لتكون شعاع نور جديد، وبريق أمل تطمئن له القلوب وتأنس به النفوس..

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جامعة الأزهر أفريقيا رئیس جامعة الأزهر هذه الأزمة نائب رئیس

إقرأ أيضاً:

جامعة الشارقة تستقبل وفداً من جامعة ليفربول لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي

 

بحضور سعادة الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص وعضو مجلس أمناء جامعة الشارقة، استقبل سعادة الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي مدير جامعة الشارقة، الدكتورة عائشة بوشليبي مديرة جامعة الذيد، والأستاذ الدكتور تيم جونز نائب رئيس جامعة ليفربول البريطانية والوفد المرافق لهما خلال زيارتهم لجامعة الشارقة ومجمع الكليات الطبية، وذلك لبحث وتعزيز فرص التعاون المشتركة بين الجامعتين وتبادل الخبرات في مجال التطوير التقني والتعليمي.
بدأت الزيارة بجلسة ترحيبية أشار خلالها الأستاذ الدكتور حميد مجول النعيمي إلى ما حققته جامعة الشارقة من إنجازات أكاديمية وبحثية متعددة وذلك بدعم وتوجيهات سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي نائب حاكم الشارقة ورئيس الجامعة، مشيرًا إلى تنوع برامجها الأكاديمية التي تصل إلى 133 برنامجًا في مختلف المراحل الدراسية، بالإضافة إلى تفوقها في مجال البحث العلمي من خلال مراكزها ومعاهدها المتخصصة، بما في ذلك مجمع الكليات الطبية الذي يضم كليات الطب، الصيدلة، طب الأسنان، والعلوم الصحية، ومستشفى الأسنان الجامعي، ومركز الشارقة للبحوث الطبية والعلوم الصحية. وأضاف أن جامعة الشارقة هي جامعة شاملة متكاملة في مختلف التخصصات العلمية، ولها دور مهم في خدمة المجتمع المحلي، وكذلك لديها علاقات تعاون وثيقة مع عدد كبير من الجامعات على المستوى الدولي.
من جانبها رحبت الدكتورة محدثة الهاشمي رئيس هيئة الشارقة للتعليم الخاص بهذا اللقاء الذي يُعد فرصة مهمة لناء علاقات علمية وأكاديمية بين جامعة الشارقة وجامعة الذيد وجامعة ليفربول، وبصفة خاصة في مجال علوم البيطرة ورعاية الحيوان، بالإضافة إلى الاستفادة من الإمكانات العلمية التي توفرها كافة الشارقة من مختبرات ومعامل وبنية تحتية متقدمة في البحث العلمي.
وأشارت الدكتورة عايشة بوشليبي مدير جامعة الذيد إلى أن هذا التعاون الأكاديمي سيسهم في تبادل أفضل الممارسات التعليمية والبحثية، ويعزز قدرة الطلبة على مواجهة التحديات العالمية في مختلف المجالات.
كما ناقش الجانبان خلال الزيارة فرص التعاون الأكاديمي والبحثي في مجالات الطب والصحة العامة، الطب البيطري، علوم البيئة، الذكاء الاصطناعي، وتكنولوجيا التعليم. كما تطرقا إلى إمكانية تبادل أعضاء هيئة التدريس والطلبة بين الجامعتين، وتنفيذ مشروعات بحثية مشتركة تعالج التحديات العالمية في مجالات الرعاية الصحية المستدامة والابتكار في العلوم الطبية.
جولة تعريفية لمجمع الكليات الطبية
اصطحب وفد جامعة الشارقة نظيره البريطاني في جولة شملت عددًا من المرافق المتميزة، بما في ذلك المختبرات العلمية، المكتبات، المعامل البحثية، ومرافق مجمع الكليات الطبية. وأتاحت الجولة للوفد فرصة للاطلاع على الإمكانيات المتقدمة التي توفرها الجامعة لتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي.
واختُتمت الزيارة بتأكيد الطرفين على أهمية تعزيز التعاون المشترك بما يحقق تطلعات الجامعتين في الريادة الأكاديمية والبحثية، وفتح آفاق جديدة للتعاون في مشاريع علمية وأكاديمية تلبي تطلعات المجتمع المحلي والدولي.
حضور الاجتماع من الجانبين
حضر الاجتماع من جانب جامعة الشارقة كل من الأستاذ الدكتور يوسف الحايك، نائب مدير الجامعة للشؤون الأكاديمية، والأستاذ الدكتور معمر بالطيب، نائب مدير الجامعة للبحث العلمي والدراسات العليا، والأستاذ الدكتور قتيبة حميد، نائب مدير الجامعة للكليات الطبية والعلوم الصحية وعميد كلية الطب، والأستاذ الدكتور عصام الدين عجمي، نائب مدير الجامعة للفعالية المؤسسية والاعتماد، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والباحثين بكلية الطب.
كما ضم وفد جامعة ليفربول كلاً من الأستاذة الدكتورة لويز كيني، نائب رئيس الجامعة التنفيذية، والأستاذ الدكتور بول لون، عميد كلية العلوم البيطرية. كما حضر الاجتماع أيضاً الأستاذ الدكتور محمد يوسف بنى ياس مستشار التعليم العالي، والدكتورة ربيحة سبوسي مستشار التعليم العالي.
ومن الجدير بالذكر أن جامعة ليفربول، التي تأسست عام 1881، تُعد من الجامعات الرائدة عالميًا، وتشتهر ببرامجها الأكاديمية المتميزة في مجالات الطب، الطب البيطري، الهندسة، والعلوم الاجتماعية. كما تحتل مكانة بارزة في الأبحاث المبتكرة التي تعالج القضايا المعاصرة، ولها علاقات متميزة مع الكثير من جامعات العالم، وتشارك في مشاريع بحثية عالمية حول التغير المناخي والرعاية الصحية، بالإضافة إلى التعاون مع المؤسسات الصناعية المختلفة.


مقالات مشابهة

  • نائب رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
  • نائب رئيس جامعة الزقازيق تفتتح فعاليات المؤتمر الدولى التاسع عشر لعلوم البيئة بكلية العلوم
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العربية وعاء الحضارات ومن أكثر اللغات ثراءً وعمقًا
  • رئيس جامعة الأزهر يشهد تخريج 9 فرق من رواد الأعمال بحاضنة رواق القاهرة
  • جامعة الشارقة تستقبل وفداً من جامعة ليفربول لتعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي
  • أخبار محافظة المنيا.. رئيس الجامعة يفتتح الملتقى السنوي لعمداء كليات الحقوق والقانون العرب..والمحافظ يبحث التجهيزات النهائية لافتتاح السوق الحضاري الجديد بماقوسة
  • رئيس جامعة الأزهر: اللغة العربية لغة حية لأنها لغة كتاب الله الخالد
  • نائب رئيس جامعة الأزهر يحذر من الإسراف في الأدوية دون استشارة الأطباء
  • نقيب الإعلاميين فى زيارة لجامعة 6 أكتوبر
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: الرجال والنساء تحملوا عبء الدعوة مع النبي