كاتب إسرائيلي: ترامب وكيل الحاخام مئير كاهانا في البيت الأبيض
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
شن الكاتب الإسرائيلي في صحيفة هآرتس روجيل ألفر هجوما لاذعا على الدعم الأميركي المطلق لحكومة بنيامين نتنياهو، معتبرا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس مجرد داعم لليمين الإسرائيلي المتطرف، بل أصبح قائدا أيديولوجيا له، متبنيا رؤى الحاخام المتطرف مئير كاهانا (1932 – 1990) التي تقوم على التهجير القسري والتطهير العرقي للفلسطينيين.
يرى ألفر أن "معظم دول العالم تستطيع أن تضحك على سيرك ترامب الكاهاني"، لكن "هناك دولة واحدة تحولت إلى طائفة تعبده"، وهذه الدولة هي إسرائيل.
ويصف الكاتب تأثير ترامب على اليمين الإسرائيلي بأنه يشبه "ريحا قوية تهب عبر حقل من الأشواك المشتعلة"، مشيرا إلى أن إسرائيل اليوم مسمومة بأيديولوجيا الفاشية، ولم يعد فيها مجال لنمو أي شيء جيد.
واتهم ألفر الحكومة الإسرائيلية بتبني ما سماه "رؤية ترامب الثورية لمستقبل غزة"، والتي تقوم على فكرة التهجير القسري، لكنه يستغرب من وصفه بـ"النقل الطوعي"، حيث يسخر من الترويج لهذه الفكرة وكأنها خيار حر لسكان دُمرت منازلهم لصالح مشاريع استيطانية مثل "الريفييرا" المزعومة.
ويضع الكاتب هذه الرؤية في سياق تاريخي، مقارنا بين طرد الفلسطينيين وما حدث لليهود في أوروبا النازية "عندما تم تحديد اليهود باعتبارهم المشكلة في أوروبا، قرر النازيون أن الحل هو التخلص منهم عن طريق نقلهم شرقا، ثم عن طريق الإبادة المنهجية لاحقا".
إعلانوفي تشبيه جريء، يضيف: "لقد حدد ترامب ونتنياهو أن المشكلة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني هي سكان غزة، وقررا أن الحل هو التخلص منهم عن طريق النقل.. في الوقت الحاضر".
ترمب وكيل لكاهاناويؤكد ألفر أن خطاب "إزالة الإنسانية" عن الفلسطينيين وصل إلى ذروته في المجتمع الإسرائيلي، حيث بات الإسرائيليون، حتى من يعيشون في الكيبوتسات (يتبنون تاريخيا فكرا أقل تشددا ويميل إلى حزب العمل الإسرائيلي الذي ينتمي ليسار الوسط)، يتبنون فكر كاهانا من دون تردد.
وأضاف: "أصبح اعتناق أيديولوجية كاهانا شيئا طبيعيا وضروريا، وكأنه لا خيار آخر".
ويحذر الكاتب من أن إسرائيل، في حال فشل مخطط التهجير، قد تلجأ إلى عمليات قتل جماعي أوسع، حيث أثبتت بالفعل استعدادها وقدرتها على قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين من دون تردد، وفق تعبيره.
وفي القسم الأخير من مقاله، ينتقد ألفر خضوع إسرائيل التام لترامب، مشيرا إلى أن العالم يتعامل مع تصريحاته كرئيس على أنها "عرض خيالي مرتجل"، بينما تتعامل إسرائيل معها على أنها أوامر حقيقية.
ويشير إلى أن ترامب رغم كونه رئيسا مثيرا للجدل في الولايات المتحدة، فإن هناك العديد من القوى داخل أميركا تعارضه، وفي إسرائيل "استسلمت الدولة كلها لانحرافاته، ووضعت نفسها بالكامل تحت تصرفه".
ويختتم الكاتب مقاله قائلا: "من خلال نتنياهو، يسيطر ترامب على إسرائيل. نتنياهو وكيل لرأس ثعبان اليمين الإسرائيلي الذي يجلس في البيت الأبيض، وترامب هو أيضا وكيل لكهانا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
البيت الأبيض يعاقب صحفيا بسبب "خليج المكسيك"
منع البيت الأبيض صحفيا من حضور فعالية في المكتب البيضاوي، الثلاثاء، بعد أن طالب جهته الإعلامية بتغيير أسلوبها التحريري فيما يتعلق بتسمية خليج المكسيك، الذي أمر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بإعادة تسميته ليصبح "خليج أميركا".
وحاول مراسل وكالة "أسوشيتد برس" دخول الفعالية كالمعتاد بعد ظهر الثلاثاء لكنه مُنع من ذلك، وفقا لمسؤولي الوكالة.
ويعد هذا الحظر خطوة غير مألوفة للغاية، إذ كانت إدارة ترامب قد هددت في وقت سابق باتخاذ هذا الإجراء ما لم تعدل "أسوشيتد برس" أسلوبها التحريري بشأن تسمية الخليج، وهو ما قد يحمل تداعيات على حرية التعبير المكفولة دستوريا.
وكانت "غوغل" أضافت اسم "خليج أميركا" إلى جانب خليج المكسيك، بناء على قرار ترامب.
ووصفت النائب الأول لرئيس الوكالة رئيسة التحرير التنفيذية جولي بيس، تصرف الإدارة بغير المقبول.
وقالت في بيان: "من المقلق أن تعاقب إدارة ترامب وكالة أسوشيتد برس بسبب صحافتها المستقلة. تقييد وصولنا إلى المكتب البيضاوي بناء على محتوى تقاريرنا لا يعيق فقط وصول الجمهور إلى الأخبار المستقلة، بل يشكل أيضا انتهاكا واضحا للتعديل الأول من الدستور".
ولم تصدر إدارة ترامب أي إعلانات فورية بشأن هذه الخطوة، ولم يكن هناك أي مؤشر على تأثر صحفيين خرين بالقرار.
ولطالما كانت علاقة ترامب متوترة مع وسائل الإعلام، والجمعة طردت إدارته مجموعة ثانية من المؤسسات الإخبارية من مكاتبها في وزارة الدفاع (بنتاغون).