ولاية صور تحتفل بـ«الشعبانية» إحياء للعادات الأصيلة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تحتفل ولاية صور غدا الخميس بعادة «الشعبانية» التي تُقام في الرابع عشر من شهر شعبان، وهي من العادات العمانية القديمة التي توارثتها الأجيال المتعاقبة، وعلى الرغم من مرور الزمن، إلا أن هذه العادة لا تزال تحتفظ بجاذبيتها في الذاكرة الشعبية وتستمر في تجديد طقوسها وتطوير أساليب احتفالاتها بما يتماشى مع العصر.
تتميز احتفالات الشعبانية في ولاية صور بتوزيع الهدايا على الأطفال، بما في ذلك النقود والحلوى، حيث تبدأ صباحا مع استقبال الأطفال الذين يزورون منازل الأقارب والجيران وهم يرتدون الملابس الزاهية، ويعبرون عن فرحتهم عبر عبارات شعبية مثل «أعطونا شعبانية» و«أعطونا حق الوقفة»، ليتم استقبالهم بترحيب حار وتقديم الهدايا لهم.
وفي هذا السياق تقول رحيمة بنت مبارك الصلتي مشرفة توعية بدائرة بلدية صور: إن هذه العادة تقام في منتصف شهر شعبان كجزء من إحياء ذكرى الصدقة التي تقدم لأرواح الأموات قبل حلول شهر رمضان المبارك. وتضيف: إن هذه الاحتفالات تزرع الفرحة في قلوب الأطفال، الذين يقضون ساعات طويلة في التجوال بين المنازل حتى الساعة الرابعة مساءً، حيث يُختتم غدا بتوزيع الطعام «ثوابا».
وقد شهدت طرق الاحتفال تطوراً ملحوظا على مر السنين إذ كانت التوزيعات في الماضي تقتصر على مواد بسيطة مثل الفشار والكاكاو، بينما أصبحت حاليا تشمل مبالغ نقدية متفاوتة، بدءًا من «خمسة بيسات» وصولا إلى «نصف ريال» أو أكثر، وفقا لإمكانيات كل أسرة.
من جانبها أكدت فاطمة العلوية من أبناء ولاية صور أن الشعبانية تعتبر من العادات المتأصلة في الولاية، حيث تستعد الأسر للاحتفال من خلال تزيين المنازل وشراء الحلويات وتوزيع النقود، بالإضافة إلى تجهيز الملابس التقليدية للأطفال، مثل الملابس الصورية للبنات والدشاديش للأولاد، وكذلك تزيين أيدي وأرجل البنات بالحناء، كجزء من الطقوس التي تضفي بهجة كبيرة على المناسبة.
وأوضحت العلوية أن إحياء هذه العادة يعزز الروابط الاجتماعية بين أهالي الولاية، ويسهم في تعزيز التواصل بين الأجيال، مع الحفاظ على التراث الثقافي العماني العريق. وأشارت إلى أن الأطفال يستمتعون بالاحتفال في جو من الفرح، مما يجعل هذه المناسبة تحمل طابعا خاصا في قلوبهم.
وفي تعليقها أكدت نور بنت سعيد المشرفية، ممرضة قانونية في قسم غسيل الكلى بمستشفى صور المرجعي أن «الشعبانية» تعد من أبرز الفعاليات التي تميز شهر شعبان في ولاية صور، حيث يحتفل بها الجميع من الكبار والصغار. وأضافت أن بعض المنازل تتنوع في توزيع الهدايا والنقود وفقا لقدرتها المالية، مما يضفي تنوعا على الاحتفال ويعكس الواقع الاجتماعي المتنوع داخل الولاية.
وقد شهدت الاحتفالات بـ«الشعبانية» في السنوات الأخيرة تغييرات ملحوظة، حيث أصبحت الشركات والجمعيات ومؤسسات القطاع الخاص والخيرية تحتفل بهذه المناسبة جنبا إلى جنب مع العائلات، مما يعزز شعور الفرح والتواصل بين أفراد المجتمع، ويعكس إيمانهم بضرورة الحفاظ على الموروث التقليدي وتوريثه للأجيال القادمة.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: ولایة صور
إقرأ أيضاً:
وزارة الشباب والرياضة تنظم فعالية إحياءً لذكرى الشهيد القائد والرئيس الشهيد
الثورة / صنعاء
نظَّمت وزارة الشباب والرياضة والجهات التابعة لها يوم أمس، فعاليةً لإحياء ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، والرئيس الشهيد صالح الصماد.
وخلال الفعالية، أكد وزير الشباب والرياضة الدكتور محمد علي المولَّد أن هذه الفعالية تأتي في إطار تعزيز وترسيخ القيم الإيمانية واستلهام العبر من رموز الأمة الذين قدَّموا أرواحهم دفاعًا عن الحق والكرامة.
وأشار المولَّد، بحضور نائبه نبيه أبو شوصاء ووكيلي قطاعي الشباب عبدالله الرازحي والرياضة علي هضبان والمدير التنفيذي لصندوق رعاية النشء عبدالحميد المغربي إلى عظمة مناسبتي ذكرى الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وذكرى الرئيس الشهيد صالح الصماد، موضحاً أهمية إحياء هاتين المناسبتين، لاستحضار أعظم صور التضحية في سبيل الله، واستلهام أنبل الدروس والعبر من تضحيات الشهيدين في سبيل نيل الحرية والاستقلال، وترسيخ القيم الإيمانية، وإعادة اليمن إلى مسار العزة والكرامة، التي تليق بشعبنا اليمني الأصيل الذي كان حاضرًا وفاعلًا ومؤثٍرًا على مرِّ التاريخ الإسلامي.
وتطرق إلى عظمة المشروع الذي حمله الشهيد القائد لتغيير واقع الأمة والمنطلِق من جوهر القرآن الكريم، من أجل تصحيح الكثير من المفاهيم وإعادة ضبط بوصلة المسار والنهج الذي يجب أن تكون عليه الأمة في رفع راية الإسلام والدفاع عن المقدسات ومواجهة قوى الاستكبار ونصرة المستضعفين، منوهاً بأن روح الشهيد القائد الطاهرة ودماءه الزكية تشع اليوم نورًا بمبادئه وأفكاره وقيمه ونهجه القرآني الذي غيَّر من واقع اليمن والمنطقة، وأصبحت لبلادنا، بفضل هذا المشروع القرآني، مكانةٌ إقليميةٌ خاصة، وحضورٌ فاعلٌ، ومواقفُ مشرِّفةٌ، في الدفاع عن قضايا الأمة ونصرة أبناء الشعب الفلسطيني.
وأوضح المولَّد أن الرئيس الشهيد صالح الصماد سار على نهج وفكر الشهيد القائد، تاركًا كرسي الرئاسة خلفه، وهبَّ إلى ميادين الجهاد والشرف، والعمل والبناء، فكان بحق مدرسةً في القيادة والاقتصاد والتنمية، مشيراً إلى أن الشهيد الصماد كان في ميادين الجهاد محاربًا شجاعًا، وفي ساحات العمل مفكرًا ورجل دولة أرسى مداميك بنائها، من خلال مشروعه النهضوي «يدٌ تحمي.. ويدٌ تبني».
بدوره أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله ضيف الله الشامي، أن إحياء ذكرى الشهيد القائد، محطة لتجديد السير على دربه في مقارعة الطغاة ومواجهة قوى الاستكبار، والانتصار لمسيرة الحق التي لا تنتهي وإن فقدت عظماءها، بل تبدأ مسارًا جديدًا ومرحلةً جديدةً، يتحرك الناس فيها لإحياء المبادئ والقيم، لافتًا إلى أهمية تعزيز الصمود والتحرك وفقًا للمسار الذي رسمه الشهيد القائد وسار على دربه الرئيس الشهيد صالح الصماد، مستعرضاً جانبًا من مسيرة الشهيد القائد والرئيس الصماد.
وشهدت الفعالية فقرات إنشادية وفلكلوراً شعبياً من قِبِل فرقتي الشهيد طه المداني و21 سبتمبر وقصيدة شعرية للشاعر أحمد الديلمي.
وعقب ذلك، زار وزير الشباب ومعه قيادات وكوادر الوزارة والجهات التابعة ضريح الرئيس الشهيد الصماد ورفاقه ووضعوا إكليلًا من الزهور عليه وقرأوا الفاتحة على أرواحهم الطاهرة، كما قاموا بزيارة معرض وروضة الرئيس الشهيد الصماد.
تصوير/يحيى العوامي