برسالة هامّة.. إيران ترد على تهديدات «ترامب» بقصفها وتحذّره من «عواقب وخيمة»
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
رداً على التهديدات التي أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي هدد علنا باستخدام القوة ضد طهران، أرسلت إيران رسالة إلى مجلس الأمن، أكدت فيها أن “هذه التصريحات المتهورة والاستفزازية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي”.
وقال ممثل إيران الدائم لدى الأمم المتحدة أمير سعيد إيرواني، في الرسالة “إنه لا ينبغي لمجلس الأمن أن يظل صامتا أمام مثل هذه التصريحات الصريحة التي تهدد باستخدام القوة”.
وأضاف إيرواني: “تم التأكيد في هذه الرسالة أنها أتت لجذب انتباه مجلس الأمن إلى التصريحات المقلقة وغير المسؤولة التي أدلى بها رئيس الولايات المتحدة”.
وأشار إلى ما أوردته صحيفة “نيويورك بوست”، عن الرئيس الأمريكي الذي قال: “أفضل الوصول إلى اتفاق مع إيران حول قضايا غير نووية بدلا من قصفها. هم لا يريدون الموت، لا أحد يريد الموت”، كما أضاف في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” يوم الاثنين الموافق 10 فبراير 2025: “أفضل الوصول إلى اتفاق دون قصفهم.” وتابع قائلا: “هناك طريقتان لمنع طهران من الحصول على أسلحة نووية: القصف أو ورقة موقعة”.
وشددت الرسالة الإيرانية على أن “هذه التصريحات المتهورة والاستفزازية تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وخاصة المادة 2 (4)، التي تحظر بوضوح التهديد باستخدام القوة أو استخدامها ضد الدول المستقلة”.
وجاء في الرسالة أن “إيران تحذر من أن أي عمل عدواني سيكون له عواقب وخيمة، وستتحمل الولايات المتحدة المسؤولية الكاملة عنه”.
وبحسب وكالة تسنيم، ذكّرت الرسالة أن “إيران كعضو مسؤول في الأمم المتحدة، تلتزم بالحفاظ على السلام والأمن والتعاون الدولي، وستدافع بحزم عن سيادتها وسلامتها الإقليمية ومصالحها الوطنية ضد أي عمل عدائي”.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: أمريكا وإيران إيران وأمريكا دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
كيف يتفاعل الكنديون مع تهديدات ترامب لبلادهم؟
أوتاوا- أثارت تهديدات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مطلع العام الجاري، بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية، والتلويح بضم الجارة الشمالية لتكون الولاية الأميركية الـ51، غضبا رسميا وشعبيا في كندا.
واتخذ رفض الكنديين تهديدات ترامب أشكالا عدة، منها:
خفض السفر إلى الولايات المتحدة في الإجازات. الترويج للمنتجات المحلية وإحلالها محل نظيراتها الأميركية. تنظيم الاحتجاجات في أكثر من مدينة.ووفق هيئة الإحصاء الكندية، تراجع عدد الرحلات البرية من كندا إلى الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي بنسبة 23% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. وأشارت الهيئة إلى أن انخفاض السفر خلال يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط الماضيين يُعد الأول منذ مارس/آذار 2021.
وعزا مراقبون انخفاض السفر إلى الولايات المتحدة إلى تبني العديد من الكنديين مقاطعة للعطلات والمنتجات الأميركية بعد أن هدد ترامب بفرض رسوم جمركية على صادرات بلادهم.
من "أمريكانو" إلى "كنديانو"
وفي إطار حملة سمّاها الكنديون "شمّروا عن سواعدكم"، غيّر عدد من المقاهي مسمى القهوة الأميركية "أميركانو" إلى "كنديانو" ضمن المساعي لترويج المنتجات الوطنية.
وتقول آشلي مردوخ، وهي شريكة في ملكية أحد المقاهي في بويست آيلاند، إن مقهاها يقوم بدوره في مواجهة الولايات المتحدة بتغيير اسم هذه القهوة الشهيرة، مشيرة إلى أن الهدف إظهار الدعم لكندا والمجتمع الكندي. ورصدت وسائل الإعلام المحلية وشبكات التواصل الاجتماعي انتشار الفكرة ذاتها في أكثر من مدينة ومقاطعة كندية.
إعلانولم تتوقف فقرات وبرامج الاحتفال باليوم العالمي للمرأة، في الثامن من الشهر الجاري، عند الهتافات والمطالبات المتعارف عليها، بل تضمنت شعارات منددة بسياسات ترامب، ولافتات كُتب عليها "استيقظوا أيها الأميركيون فالديمقراطية مهددة"، و"معا ندافع عن كندا". وشددت المتحدثات في الاحتفال الذي أقيم بمدينة مونتريال، على أن بلادهن لن تصبح الولاية الأميركية الـ51.
وتحت شعار "شمّروا عن سواعدكم"، تظاهر محتجون أمام مقر البرلمان في أوتاوا للتعبير عن الاستياء تجاه الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي. وجاء ذلك بعد 5 أيام من احتجاجات مماثلة أمام مقر السفارة الأميركية في أوتاوا، على تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية تُقدر بـ25% على الصادرات الكندية، وإيقاف الدعم العسكري لأوكرانيا.
ولكن ثمة من يفرق بين الولايات المتحدة والرئيس الأميركي دونالد ترامب، ويشير إلى أن الأخير وراء الأزمة الحالية، وأن الشعب الأميركي لا علاقة له بها.
وفي حديث للجزيرة نت، عبّر ستيف مكلان، من مدينة كينغستون بمقاطعة أونتاريو، عن "سخطه الشديد" على ترامب بسبب ما سماه الحرب التجارية والتهديدات بفرض رسوم جمركية على الصادرات الكندية، مبديا قلقه من التأثيرات السلبية لهذه التهديدات على الاقتصاد وسعر الدولار الكندي.
وأشار ماكلان إلى أن غضبه موجه نحو ترامب وليس إلى الشعب الأميركي، وتوقّع أن يتراجع الأخير عن تهديداته قبل حلول الثاني من أبريل/نيسان المقبل، معللا ذلك بأن "ترامب ممن يقولون ما لا يفعلون".
واتفقت معه في الرأي، زوجته هولي ماكلان، التي كانت ترافقه أثناء التسوق بأحد المراكز التجارية في أوتاوا، مبينة أن الكنديين لا يكنون عداء لجيرانهم الأميركيين، وأن الشعب الأميركي لا يتحمل أوزار ترامب، ولكن ينبغي أن يكون لهم دور في منعه عن التهور والإقدام على إشعال حرب تجارية ضد كندا، حسب تعبيرها.
إعلانوردا على سؤال عما إذا كانت تنوي التوقف عن السفر إلى الولايات المتحدة في الإجازات على غرار العديد من الكنديين، أجابت بالنفي، وقالت "هنالك أماكن معينة في الولايات المتحدة أحب زيارتها ولن أتخلى عنها من أجل ترامب".
كان رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو، كثف جهوده خلال الشهرين الماضيين لمواجهة ما وصفه بتهديدات ترامب من خلال اتباع دبلوماسية التفاوض مع الخصم والتلويح بالرد المماثل في الوقت نفسه، وعبر جولته الأوروبية التي التقى فيها بملك إنجلترا وقادة آخرين من أجل حشد الدعم للموقف الكندي، إلى جانب خطابه الذي استهدف الشعب الأميركي لإقناعهم بأن "سبب توتر العلاقات بين البلدين والشعبين الصديقين هو ترامب".
وأما الزعيم الجديد للحزب الليبرالي، مارك كارني، فقد ركز أثناء حملته الانتخابية التي سبقت فوزه بزعامة الحزب، على التنديد بما وصفها بـ"التعريفات الجمركية غير المبررة"، وقال في أكثر من مناسبة إن "ترامب لا يعرف الكنديين".
كما طالب في خطابه بحفل إعلان فوزه، الرئيس الأميركي باحترام كندا، محذرا من استمرار "السياسات الأميركية التي تهدد المصالح الكندية"، ومشيرا إلى أن "ترامب يستهدف العمال والأسر والتجارة الكندية، ولا يمكننا أن نسمح له بالانتصار".
درس تاريخيوبدوره، اتهم رئيس الوزراء الكندي الأسبق جان كريتيان، في كلمته بالحفل، الرئيس الأميركي بضرب النظام العالمي والقانون الدولي عرض الحائط، معربا عن ثقته بأن رئيس الوزراء الكندي الجديد سيعمل مع حكام المقاطعات وقادة جميع الأحزاب السياسية في البلاد والحلفاء في أنحاء العالم للوقوف في وجه التحديات التي يتسبب بها ترامب.
وعن تمسك الكنديين باستقلال بلادهم، استذكر كريتيان محاولات أحد مؤسسي الولايات المتحدة، بنيامين فرانكلين، إقناع أهل كيبيك (إحدى أكبر المقاطعات الكندية) بالانضمام إلى الثورة الأميركية، وأنه قضى نحو عام كامل في مونتريال في 1776 لهذا الغرض، لكنه قوبل بالرفض، موضحا أن ذلك "درس تاريخي" يجب على ترامب أن يعيد قراءته.
إعلانرغم ذلك، ظلت العلاقات بين البلدين متينة منذ نشوء الفدرالية الكندية في 1867، ولم تشهد توترات كهذه، كما يؤكد أستاذ التاريخ سابقا بجامعة كارلتون في أوتاوا الدكتور محمد علي في حديث للجزيرة نت.
ويرى علي أن الأزمة الحالية ظهرت بعودة ترامب إلى الحكم في الولايات المتحدة والأرجح أنها لن تتعدى فترته الرئاسية الحالية، آملا التوصل إلى حلول في أقرب الآجال، وأضاف أن العلاقات بين الجانبين تعززها روابط كثيرة منها القرب الجغرافي والتداخل الإنساني، إضافة إلى الشراكة والتعاون في مختلف المجالات.