هيئة الأسرى: ارتفاع عدد المعتقلين الإداريين المضربين عن الطعام إلى 8
تاريخ النشر: 22nd, August 2023 GMT
قال حسن عبد ربه المتحدث باسم هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الثلاثاء 22 أغسطس 2023، "إن أن عدد الأسرى الإداريين المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية ارتفع إلى 8 أسير بعد أن كان عددهم 13 أسيراً ولكن تم تقليصهم بسبب تعليق بعض الأسرى إضرابهم عن الطعام.
وأضاف عبد ربه لإذاعة صوت فلسطين تابعته وكالة سوا أن الأسير سلطان خلوف الذي يعد أقدم أسير واصل إضرابه المفتوح لليوم العشرون ، وكما أن المحكمة العسكرية قد جددت اعتقاله الإداري لأربعة أشهر وإلى جانب أسرى أخرين مضربين منهم: الأسير الفسفوس المضرب منذ عشر يوما هو الأخر يحتجز في مزارع في معتقل النقب الصحراوي والأسير أسامة بكروك ومحمد زكارنة وأنس كميل وعبد الرحمن براقة وزبدة عبيدو جميعهم مستمرون في اضرابهم عن الطعام منذ نحو أسبوعين رفضاً لهذه السياسة التي تطال أكثر من ألف ومئتي مواطن وناشط وأسير محرض فلسطيني يحتجزون بشكل غير قانوني داخل معتقلات الاحتلال الإسرائيلي وخاصة في عوفر والنقب وفي ومجدو.
أكد عبد ربه على سياسة الاحتلال التي تتخذها بحق الأسرى المضربين منها : محاولة السيطرة على الاسرى المضربين عن الطعام وكسر ارادتهم، والمساس بمعنوياتهم عبر سلسلة من الإجراءات والتي تتمثل في النقل التعسفي وعزلهم عن العالم الخارجي، عبر التحايل في عدم السماح والتمكين للمحامين من زيارتهم وفرض عزلة تامة اتجاههم في زنازين العزل عن كل المحيط الاعتقالي ،وكذلك اقتحام زنازينهم وتفتيشها بشكل استفزازي على مدار الساعة لتأثير على روحهم المعنوية .
أكد عبد ربه أن زيارة المحامين للأسرى المضربين عن الطعام ليس أمراً سهلاً إذ يتطلب السماح والموافقة من إدارة السجون ومخابرات الاحتلال، وعندما يحصل المحامي على الموافقة عملية الزيارة مؤكدا أن الأمور ليست سهلة بسبب سياسة العزل المتعمد التي تتهرب إدارة السجون من لسماح للمحامين من اجل الإبقاء في هذه السياسة لقمع الإفراد
وأشار عبد ربه أن لجنة المعتقلين أقرت برنامج استكمالي نضالي عبر عن سخط وغضب المعتقلين، يرتكز هذا البرنامج على توسيع دائرة مقاطعة محاكم الاحتلال ،وتوسيع إعادة وجبات الطعام وإعلان العصيان وصولاً إلى الإضراب المفتوح عن الطعام في كافة السجون لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية بحقهم، هذا يرتبط بالإجراءات التي تقوم بها إدارة السجون تجاههم.
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: المضربین عن الطعام
إقرأ أيضاً:
سميح عليوي.. قاوم الاحتلال 4 عقود وارتقى شهيدا في سجونه
نابلس - خاص صفا
قبل نحو 4 عقود من الزمن، انخرط الشاب سميح عليوي في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع انطلاقة الانتفاضة الأولى، لتبدأ مبكرا رحلته مع الاعتقالات التي اختتمها شهيدا في سجون الاحتلال؛ حبيس القيد والإهمال الطبي.
وأعلن صباح الجمعة الماضي عن استشهاد القيادي بحركة "حماس" الأسير سميح عليوي (61 عاماً)، بعد معاناته مع مرض السرطان وما لقيه من إهمال طبي في سجون الاحتلال.
وقبل استشهاده بأسبوع، تدهورت الحالة الصحية للأسير عليوي الذي كان يقبع في سجن النقب، ونقل إلى المستشفى فاقداً الوعي.
ومن خلال أحد الأسرى المفرج عنهم حديثا، علمت عائلة عليوي بوضعه الصحي، إذ سلمهم الأسير المحرر بنطالاً وقميصاً يخصان الأسير عليوي، في إشارة منه أنه يشعر بدنوّ أجله، بعد أن انتشر السرطان في جسده وماطلت إدارة السجون في علاجه.
وأكد الأسير المحرر أن إدارة السجون لم تسمح بنقله إلى المستشفى إلا قبل فترة وجيزة، وقد فقد أكثر من 40 كيلوغراما من وزنه، رغم أنه كان يتمتع بصحة جيدة قبل اعتقاله الأخير في أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وكان وزنه يزيد عن 110 كيلوغرامات.
وكان عليوي قد خضع لعمليات جراحية عدة، منها قص جزء من أمعائه بعدما أصيب بورم حميد، وكان من المفترض أن يجري عملية جراحية أخرى في ديسمبر/كانون الأول 2023 لكن علاجه توقف بعد اعتقاله ما فاقم وضعه الصحي، وصار لا يستطيع تناول الطعام ولو قطعة صغيرة منه.
وقبل استشهاده، أكد عليوي لمحاميه أنه تعرّض للتنكيل واعتداءات متكررة، خاصة أثناء نقله للعيادة التي كان يخرج منها مقيدا، وأنه لم يحصل على أي علاج منذ اعتقاله، ولم يعد يستطيع تناول الطعام، رغم تدخل مؤسسات حقوقية مختصة في الداخل للضغط على إدارة السّجون لتوفير العلاج له.
ويقول معتصم، نجل الشهيد سميح عليوي، "الحمد لله على كل حال، هذه الشهادة هي ما كان يسعى لها أبي، فمن سار في هذا الدرب لا بد وأن ينالها".
سيرة قائد مقاوم
كان الشهيد عليوي عصامياً، فقد توفي والده في صغره، فنشأ وكبر تحت رعاية والدته التي ربته وعلمته ودعمته حتى صار تاجر ذهب كبيرا.
ومع انطلاقة حركة "حماس" عام 1987، كان عليوي من أوائل الملتحقين بها، فقد عُرف بتدينه وارتياده المساجد منذ صغره، وتزامن ذلك مع اندلاع الانتفاضة الأولى، فنشط في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، واشتهر بجرأته وإقدامه، ما جعله هدفاً للملاحقة والاعتقالات.
ومنذ أن خاض معركة الدفاع عن أرضه وشعبه، غيبته السجون سنوات طويلة عن أهله وعائلته، وخسر الكثير من أمواله وممتلكاته، فاعتقل وخضع للتحقيق مرات عدة، وتنقل في سجون الاحتلال وهو ثابت على مبادئه، وشارك إخوانه الوقوف في وجه الاحتلال حتى من داخل السجون.
وبدأت رحلة عليوي مع الاعتقال عام 1988، والتي استنزفت من عمره ما أكثر من 10 أعوام على فترات متفرقة، يضاف إليها قرابة 4 أعوام أمضاها في سجون السلطة الفلسطينية.
كان عليوي خلال اعتقالاته يعتبر نفسه خادما لإخوانه الأسرى دون تكبّر أو تمنن، كما يؤكد من رافقه في أسره.
ويقول الأسير المحرر فؤاد الخفش، إن عليوي كان خادما لإخوانه بشكل كبير، وكان يجد نفسه بخدمة إخوانه لا يتكبر عن فعل كل شيء أو أي شيء.
ويضيف: "كان يمضي ساعات طوال يحضر الطعام وحده لإخوانه، وجبة الإفطار والوجبة الرئيسية دون تعب أو كلل أو ملل، مع كل ذلك لا ينتظر شكر أي أسير، بل يعتبر ذلك واجباً.. يحضر الطعام وهو يرسل النكات والابتسامات والتعليقات التي تخفف عن الأسرى وتدخل السرور عليهم".
في خدمة الشيخ أحمد ياسين
كانت حركة "حماس" تخصص أسيرين في كل فترة لخدمة مؤسسها الشيخ القعيد أحمد ياسين، خلال اعتقاله في سجون الاحتلال قبل الإفراج عنه عام 1997، فوقع الاختيار في إحدى المرات على الشهيد عليوي، الذي أمضى عاماً كاملاً في الغرفة ذاتها.
وفي لقاء صحافي سابق للشهيد عليوي تم تداوله بشكل واسع عقب استشهاده، وصف تلك الفترة بأنها "أجمل أيام حياته"، حيث تعلم من الشهيد ياسين الصبر والحكمة والتواضع.
وقال عليوي في اللقاء الصحفي: "تشرفت بأن أعيش مع الشيخ الشهيد أحمد ياسين، كنت أعد له الطعام الشهي ويحدثني بأجمل الكلام ويخفف عني بدلاً من أن أخفف عنه".
وأضاف: "كنا نشعر أننا نحن بحاجة الشيخ، وليس هو من يحتاج لنا.. كنا بحاجة لعلمه وهو لا يحتاج لنا إلا في تناول الطعام والشراب".
وأشار إلى أنه تعلم من الشيخ ياسين أن الإنسان ليس له عذر للقعود حتى لو كانت لديه إعاقة، فعليه أن يعمل، وأن الإنسان يستطيع أن يقدم لأمته حتى لو بالكلمة، وهذا ما كان عليه الشيخ الشهيد أحمد ياسين.
حكاية جيل فلسطيني قديم
ويقول أحد من عملوا بجانب الشهيد عليوي، إنه "حكاية من فلسطين لجيل قديم تربى على الصدق والعمل دون مقابل".
ويستفيض في ذكر مناقب الشهيد عليوي، مبينا أنه "تقي، ورع، يقوم الليل، وكثير الذكر لله، لا ينسى الشهداء ويتحدث عنهم، يحب أهل بيته ويتحدث عن أولاده وعن صفاتهم".
ويضيف أن عليوي كان يدفع من جيبه لدعم العمل الدعوي والتنظيمي، ودفع ثمن ذلك باهظاً، فقد لاحقه الاحتلال في عمله ولقمة عيشه، وأغلق متجر الذهب الذي يملكه، وصادر كل محتوياته، ما كبّده خسائر فادحة أعادته لنقطة الصفر، لكنه قابل ذلك راضيا محتسبا.
وأشار إلى معاناته من تضييق الأجهزة الأمنية الفلسطينية عليه، والتي اعتقلته عدة مرات، وصادرت مركبته وأمواله، وأغلقت محل الذهب الذي يملكه، وكان ذلك أول مرة عام 2008 ثم في 2012.