مثّلت اتفاقية الجلاء الموقعة عام 1953 بين مصر وبريطانيا محطة تاريخية مهمة في مسار استقلال السودان، حيث وضعت الأسس لإنهاء الحكم الثنائي (المصري-البريطاني) وفتحت الباب أمام السودانيين لتقرير مصيرهم. جاءت هذه الاتفاقية نتيجة سنوات من النضال السياسي والوطني، وأثرت بشكل مباشر على مستقبل العلاقات بين الدول الثلاث: مصر، بريطانيا، والسودان.

خلفية الاتفاقية

كانت السودان تحت الحكم الثنائي منذ عام 1899، وهو ترتيب فرضته بريطانيا بعد قمع الثورة المهدية، ما جعلها تتحكم فعليًا في شؤون السودان رغم أن مصر كانت شريكة نظريًا. لكن مع تصاعد الحركات الوطنية في مصر والسودان، أصبحت مسألة إنهاء الاستعمار البريطاني على رأس الأولويات، خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952 في مصر.

قادت الحكومة المصرية الجديدة، بقيادة اللواء محمد نجيب، مفاوضات مع بريطانيا لإنهاء وجودها العسكري، خاصة بعد إصرار السودانيين على تقرير مصيرهم.

تفاصيل الاتفاقية

تم توقيع اتفاقية الجلاء في 12 فبراير 1953 بين مصر وبريطانيا، والتي نصت على منح السودان حق تقرير المصيربعد فترة انتقالية مدتها ثلاث سنوات، يتمكن خلالها السودانيون من اختيار بين الاستقلال أو الاتحاد مع مصر.

وإنهاء الإدارة الثنائية(المصرية-البريطانية) تدريجيًا، مع تشكيل حكومة سودانية تدير شؤون البلاد بشكل مستقل.

ثم انسحاب القوات البريطانية والمصرية من السودانوفق جدول زمني محدد، بالاضافة إلى إجراء انتخابات حرةتحت إشراف لجنة دولية لضمان نزاهتها، مما أدى إلى تشكيل أول حكومة سودانية منتخبة عام 1954.

نتائج الاتفاقية وتداعياتها

إعلان استقلال السودان: بعد الانتخابات، قرر البرلمان السوداني بالإجماع الاستقلال عن مصر وبريطانيا، وأُعلن رسمياً في 1 يناير 1956.

نهاية الحكم البريطاني: الاتفاقية مهّدت الطريق لخروج بريطانيا من السودان، مما عزز حركة تصفية الاستعمار في القارة الأفريقية.

تغيير العلاقات المصرية السودانية: رغم أن الاتفاقية كانت خطوة مهمة، إلا أنها خلّفت توترًا في العلاقات المصرية السودانية، خاصة بعد اختيار السودان الاستقلال بدلاً من الوحدة مع مصر.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: بريطانيا السودان استقلال السودان إتفاقية الجلاء الإدارة الثنائية المزيد

إقرأ أيضاً:

الاتفاقية السورية لحل الأزمة

بقلم : نورا المرشدي ..

ما يحدث في الساحل السوري ليس حدثا عابرا، بل محطة مفصلية في مسار سوريا الجديدة.. رغم الهدوء النسبي الذي عاشته سوريا لعده شهور بعد الاطاحةِ بنظام بشار الاسد وتصاعد أعمال العنف في مناطق متفرقة من سوريا وخاصة اللاذقية وطرطوس المطلة على البحر فنرى مشاهد مبكية لأناس قتلوا بدم بارد وأخرى تصرخ وتبكي في البث المباشر لأنهم لهم صله بالنظام السابق أيادي خفية تتحرك داخل سوريا من اجل تصفية جهات معنية لاتباع طائفة معينة( القاتل الخفي).
من جانبها عبرت جامعة الدول العربية، عن قلقها إزاء تطورات الأوضاع الامنية في منطقة الساحل بسوريا، ونشرت الرئاسة السورية بياناً وقعه الطرفان، وجاء فيه أنه تم الاتفاق على “دمج كافة المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن إدارة الدولة السورية المستقلة بما فيها المعابر الحدودية والمطار وحقول النفط والغاز .
ويتضمن الاتفاق ضمان حقوق جميع السوريين في التمثيل والمشاركة في العملية السياسية وكافة مؤسسات الدولة،وقف إطلاق النار على كافة الأراضي السورية.كذلك رفض دعوات التقسيم وخطاب الكراهية ومحاولات بث الفتنة بين مكونات المجتمع السوري ، المواطنين السوريين يآملون أن يؤدي هذا الاتفاق إلى إعادة الأمن والأمان إلى سوريا، وأن يساهم في وقف القتل ونبذ العنف فالتدخل الخارجي من جميع الجهات يسلط الضوء على زعزعة الأمن والاستقرار داخل الأراضي السورية .
فالقاتل والمخرب الخفي الذي يقف وراء الستار بقناع المصالح وليس المبادىء الثابتة بحسب مقتضيات الحاجة والترتيب الاستراتيجي.

user

مقالات مشابهة

  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (11 – 20)
  • حرب السودان على طاولة مجلس الأمن الدولي بطلب من بريطانيا
  • خبير: قوة الخطة المصرية والموقف العربي أضعفا خطة ترامب لتهجير سكان غزة
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (10 – 20)
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية «9 – 20»
  • الوعي: اتفاقية حماية وتشجيع الاستثمارات خطوة هامة لتعزيز العلاقات الاقتصادية
  • على طريق الانعتاق من الهيمنة المصرية (9 – 20)
  • اتفاقية سلام جوبا: التمادي في بذل العهود المستحيلة (2)
  • الاتفاقية السورية لحل الأزمة
  • مجلس النواب المصري يقر اتفاقية لحماية الاستثمارات السعودية