ماذا تفعل 3200 طائرة دفاعية في صحراء أريزونا؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
صنعت الولايات المتحدة حوالي 294 ألف طائرة لصالح جهود الحرب العالمية الثانية، وبمجرد ضمان السلام، أصبح لدى الجيش الأميركي فائض ضخم من تلك الطائرات كان لزاما عليه أن يجد لها مكانا تُركن فيه.
يتم تخزين الطائرات العسكرية الأمريكية الفائضة في أكبر مقبرة طائرات في العالم، والتي تديرها مجموعة الصيانة والتجديد الفضائية رقم 309 (AMARG) في قاعدة ديفيس مونثان الجوية في توسون.
وحول هذا الموضوع طرحت مجلة إيكونوميست السؤال التالي: "ما ذا تفعل 3200 طائرة دفاعية في صحراء نفادا؟"
وقبل الرد على هذا السؤال ارتأت المجلة البريطانية في البداية أن تبرز ما تواجهه قوات الدفاع الجوي حال التدريب، فإذا استثنيا، تقول المجلة، بالون التجسس الصيني العرضي، فإن السماء لا توفر كثيرا من الأشياء التي يمكن إطلاق النار عليها، وهذا على عكس من يخدمون في المشاة أو المدرعات إذ يكون تدربهم على التصويب أمر بسيط نسبيا.
وللتغلب على مثل هذه المعضلة تستخدم القوات المسلحة طائراتها المقاتلة، فمنذ عام 2010 قامت شركة بوينغ بتحويل طائرات إف-16 المقاتلة المتقاعدة إلى طائرات كيو إف-16 بدون طيار، والتي يمكن تمييزها بسهولة من خلال ذيولها البرتقالية.
إعلانوتستخدمها القوات الجوية كطائرات مطاردة أو تطلق الصواريخ بجانبها لكن ليس عليها مباشرة، وبعد نحو 300 ساعة من المطاردة وإطلاق النار عليها، تنتهي مدة خدمتها كأهداف فوق خليج المكسيك، حيث يتم إسقاطها بالذخائر الحية، وينتهي المطاف بحطامها في قاع البحر.
وتعتبر مجموعة الصيانة والتجديد الفضائية مصدرا للدهشة في المنتديات على شبكة الإنترنت التي يرتادها المهووسون بالطيران، والذين يطالعون صور الأقمار الصناعية لطائرات يبلغ عددها 3200 طائرة من 75 نوعًا مختلفًا متناثرة على مساحة 2600 فدان في الصحراء.
وبالنسبة لعامة الناس تُعَد مقابر الطائرات مكاناً لتحللها، لكن الواقع أن المكان هو موقع تخزين مؤقت، ومصدر لقطع الغيار ومنشأة "تجديد"، حيث يتم إعادة تجهيز الطائرات المخزنة للطيران مرة أخرى.
وتنقل المجلة عن روبرت راين، المتحدث باسم مجموعة الصيانة توضيحه أن "لا شيء تراه هنا يعتبر خردة". وحتى ما هو خردة بشكل واضح – مجموعة من قاذفات B-52 المتحللة التي تم قطع أجنحتها وذيولها – موجود هناك لسبب ما، ويتم الاحتفاظ بها في تلك الحالة حتى تتمكن أقمار التجسس الروسية من التحقق من امتثال أمريكا لمعاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية.
وبعدما تجرد الطائرة من أجزائها القابلة للاستخدام، يطلب مالكها ـ القوات الجوية وخدمات الغابات وغيرها ـ من AMARG عادة التخلص منها، وتتلخص الخطوة الأولى في إزالة أي شيء مصنف على أنه سري و"نزع الصفة العسكرية" عن الطائرة، ثم تتم إزالة كل الأجزاء الخطرة مثل السوائل الهيدروليكية، والمواد الأخرى مثل الأسبستوس، والمتفجرات مثل تلك الموجودة في نظام مقعد القذف.
وبعد ذلك، يتولى المقاولون المهمة، فيقومون بتمرير ما تبقى من الطائرة عبر آلة التقطيع مرتين، لتخرج الطائرة من الجانب الآخر على شكل قطع يبلغ طولها نصف سنتيمتر تقريباً.
إعلانويقول السيد راين: "هذه الأشياء مصنوعة من الألمنيوم عالي الجودة، وهي تتحول على الأقل إلى أجزاء سيارات". كما يتم إعادة استخدام معادن أخرى، مثل التيتانيوم.
وعن سبب اختيار هذه المنطقة بالذات يقول موقع www.airplaneboneyards.com إنها تتميز بانخفاض نسبة الرطوبة إلى ما بين 10% و20%، وهطول أمطار هزيل يبلغ 11 بوصة سنويًا، وتربة قلوية صلبة، وارتفاع شاهق يبلغ 2550 قدمًا مما يسمح بحفظ الطائرات بشكل طبيعي لاستخدامها أو إعادة استخدامها، كما أن جيولوجيا الصحراء تسمح بنقل الطائرات من مكان إلى آخر دون الحاجة إلى رصف مناطق التخزين.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
قط يتسبب في إيقاف طائرة لمدة يومين .. فيديو
خاص
اضطرت شركة طيران راين إير لـ إيقاف إحدى طائراتها من طراز B737-800، وإخراجها من الخدمة لمدة يومين، وذلك بعد تسلل قط لداخلها.
ويُشار إلى الطائرة التي تحمل التسجيل EI-DPI والبالغة من العمر 18 عامًا، كانت تستعد لتصعيد الركاب في روما FCO، قبل أن يلاحظ الطاقم وجود ضيف متسلل داخل الطائرة.
وحاول الطاقم إمساك القط، إلا أنه تسلل داخل حجرة إلكترونيات الطائرة، ولم تتمكن طواقم الصيانة من إخراجه بالرغم من فك بعض الأجزاء.
والجدير بالذكر أن الشركة فقدت الأمل وأبقت الطائرة متوقفة ومفتوحة، حتى خرج القط بإرادته من الطائرة.
https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/فيديو-طولي-231.mp4