سودانايل:
2025-05-03@03:49:06 GMT

وداعا الشيخ احمد عبد الرحمن

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

بقلم صلاح محمد احمد

عملت ردحا من الزمان فى مجلس الصداقة الشعبية العالمية تحت قيادة الراحل أحمد عبد الرحمن محمد ، ومسألة انتدابى لذاك المجلس بعد عودتى من إجازة دون مرتب اخذتها هروبا من تخطيات طالتنى، حدث الانتداب عقب لقاء لى عاصف مع أمين عام شؤون السودانيين العاملين بالخارج.
اعتبرت انتدابى للمجلس آنذاك أبعادا لى، وكان فى مقدورى أن احتج.

. واماطل ولكن الأجواء التى كانت سائدة فى الوزارة لم ترق لى البته.. فهرولت لأكون بعيدا.. ولحسن طالعي وجدت رئيسا فى قامة الشيخ احمد، اعجب ايما اعجاب بقدراتى.. ومساهماتى.. رغم انى من المصنفين فى قائمة الضد لسطوة الإسلاميين الاقصائيين على سدة الحكم فى السودان المتنوع ثقافيا واجتماعيا.
اقتربت من الشيخ احمد عبد الرحمن..وعلمت أنه بحكم تجربته الطويلة ومعرفته بطبيعة التكوينات الحزبية والثقافية في. السودان القارة لم يكن اسيرا لتمترس حزبى قابض.. ديدن الكثيرين من أطياف سياسية متنوعة لم يتربوا فى منصات الزعيق وسب الاخريين.
وبعد احالتى للمعاش.. وددت أن ازور مقر المجلس..، وبمجرد وصولى لهناك.. وجدت جمعا من العاملين يهرولون حولى. ويدفعوننى لمكتب الشيخ احمد.. قائلين إنه يبحث عنك.. ويريدك أن تكون من طاقم العاملين معه، وبدخولى إليه أوعز إلى الذهاب الى المسؤول الإدارى لإنهاء إجراءات تعيينى،..وذهبت إلى ذاك المسؤول..الذى أخذ يماطل بحجة أن هناك عوائق فنية.. يجب تذليلها وبعد مرور اسبوع لم أكن فى وضع... يتيح لى الصبر على روتين لا اطيقه وصرفت النظر تماما الانضمام لطاقم المجلس.
اولى الملاحظات التى تراءت لى..عن فكرة إنشاء مجلس الصداقة الشعبية العالمية..بأنها ذات الفكرة التى تبنتها الأحزاب الشيوعية إبان سطوة الاتحاد السوفييتي.. خلال الصراع المحتدم بين المعسكر الاشتراكى والمعسكر الرأسمالى الحر، ولايغيب عن البال بأن التنظيم الاسلامى السياسى تحت قيادة عراب الحركة د. حسن الترابى كان شديد التأثر بتجربة الشيوعيين فى التنظيم والسير على منواله، و هذا المجلس كان فى الاساس لكسر الجمود الروتيني لأى نظام ايدولوجى، ولأعطاء الانطباع بأن فى مشاركة النظام أطراف عدة...وذلك لاستقطاب التأييد الشعبى والنخبوى من عناصر مختلفة سواء على الصعيد السياسى أو الثقافى أو الاجتماعى، بينما اس القرارات. الاساسية فى يد تنظيم يوجه لتثبيت اركانه، اى يمكن لقول بأن مجمل ما يقوم به هذا المجلس يمكن اعتباره من مجاهدات العلاقات العامة،ومن. يتم اختياره ليكون مسؤولا عن مثل هذه المهام لابد أن يكون مستوعبا لمجريات الأمور فى كافة المجالات، فعلى سبيل المثال ر ئيس ذاك المجلس المعلن كان هو الراحل. السياسى عز الدين السيد المنضم لحزب الاتحاديين، والذى لم اتشرف برؤيته طيلة عملى بالمجلس، وشملت الإدارات نفس تلك الموجودة بوزارة الخارجية، وكان على رأس الإدارة الآسيوية. اللواء حمادة عبد العظيم حمادة عضو المجلس. العسكرى بعد انتفاضة أبريل ١٩٨٥، ومدير إدارة الامريكيين الراحل هاشم عثمان. وزير الخارجية الأسبق إبان العهد المايوى، والمسؤولة عن العلاقات العامة الإعلامية الشهيرة ليلى المغربى,,بينما الت الإدارة الأفريقية لأخ من الإقليم الجنوبى..مع تعيين فنانين من امثال الموسيقار عبد القادر سالم..واستضافة. أخريين كالراحل. عبد الكريم الكابلى ..وكان المجلس كثير الاحتفاء بالبروفسير. الطيب زين العابدين الرافض فى الأساس لانقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩ ..الخ
اجاد الشيخ احمد عبد الرحمن إدارة هذا المجلس بحكم أنه جزء أصيل فى السلطة مما يتيح له الحصول على التمويل المالى الازم لإدارة شؤون المجلس وإقامة الندوات المختلفة..عن الصداقة بين الشعوب ..وعلاقات متوازنة مع دول الجوار..الخ
رحم الله الشيخ احمد عبد الرحمن.اذكر أنه أتى متوكأ على عصاه فى تأبين الزميل الراحل عطا الله احمد البشير وحرصت على سؤاله عن مجريات الأحداث. وما هو المتوقع من أنصار النظام السابق فكانت إجابته..عليهم أن يسردبوا...اى يختفوا من الساحة..اى لم يقل عليهم المواجهة والتصدى وهنا تأتى حكمة الشيوخ العالمين بأن العنف يخلق العنف المضاد وبأن السياسة فى تعريفها الجامع فن تحقيق الممكن.
رحم الله الشيخ وربما احكى اكثر عن تجربة بمجلس الصداقة الشعبية العالمية

صلاح محمد احمد  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الشیخ احمد عبد الرحمن

إقرأ أيضاً:

ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر

عبد الرحمن الراشد
هناك القليل حول «مراجعات» الرئيسِ الراحل عبد الناصر للغته وفلسفته وسياسته عربياً، وتحديداً حيال التعامل مع القضية الفلسطينية.

التسجيلُ الصوتي الذي ظهر على موقع عائلتِه على «يوتيوب»، نحو 17 دقيقة، كان صادماً ومهماً للغاية في إعادة رواية التاريخ.

بسببه هناك الكثير يستحق أن نتجادلَ بشأنه وهذا أهم ما فعله التسجيل الجديد، المراجعة. عبد الناصر مات مبكراً، وعاش معظم شبابه وزعامته يقود الشارع العربي بالشعارات التي نجحت في مواجهة العدوان الثلاثي، حيث تدخلت الولايات المتحدة وأجبرت إسرائيل وبريطانيا وفرنسا على الانسحاب من سيناء وقناة السويس. لم يحقّق بعد ذلك انتصارات، واستمر الرئيس الراحل وراء شعاراته حتى صار عملياً رهينة الغول الذي خلقه، الشارع المتطرف الذي كان يطلب المزيد من الخطب والبيانات الحماسيّة. حرب 1967 وقعت لسبب فعلاً تافه، فقد منع السفن الإسرائيلية القادمة من ميناء إيلات. لم يظن أنَّ ذلك سيقود لحرب مدمرة. وفي 6 ساعات خسر كل قواته الجوية وخسر سيناء التي هي أكبر من فلسطين 3 مرات!

أخبار قد تهمك إعلام إسرائيلي: فحص طرد مشبوه في مكتب نتنياهو 29 أبريل 2025 - 9:22 مساءً عون: إسرائيل تعيق انتشار الجيش اللبناني في الجنوب 29 أبريل 2025 - 5:19 مساءً

نسمع حواراً مهماً. عبد الناصر عمره 52 والقذافي 30 عاماً. عبد الناصر كان حريصاً على تثقيف العسكري الثوري المتحمّس، لأنّه مرَّ بنفس التجربة. صدمه بصراحته الكاملة، قال عبد الناصر أخطر ما يمكن أن يقال آنذاك إنه مع الحل السلمي ومع الاعتراف بإسرائيل!

حقيقة هذه هي المرة الأولى التي نسمعها، كانت هناك أقوال تنسب لعبد الناصر في مفاوضاته مع روجرز، مبعوث واشنطن. لكن هذه بصوته وفي نقاش متكامل السياق. سياقه التاريخي ظهور مزايدين على عبد الناصر وهم أحمد حسن البكر، الرئيس العراقي، ونور الدين الأتاسي الرئيس السوري، وهواري بومدين الرئيس الجزائري، وسالم ربيع، حاكم اليمن الجنوبي الماركسي، له 7 أشهر منذ انقلابه على رفيقه قحطان الشعبي. وبالطبع القذافي الذي له سنة واحدة بانقلابه على الملك إدريس السنوسي. كانوا يمثلون جبهة الحرب الكلامية.

كلهم يريدون الحرب إنَّما كما قال عبد الناصر: «إحنا ناس استسلاميين وانهزاميين.. عايزين قتال وتحرير اتفضلوا». عاوزين مجرد كلام، وتحدى القذافي أن يذهب ويعرض عليهم، قال إنه مستعد لأن يفتح لهم الجبهة ويعطيهم خمسين مليون جنيه فوقها، وقال القذافي إنه مستعد للتفاوض ولو كان مكان الأردن كان فاوض واعترف بإسرائيل. عبد الناصر مثل الملك حسين كانا يخشيان الاغتيال. هذا هو الشارع الذي رباه عبد الناصر ولم يعرف كيف يتخلص منه، لهذا لجأ للمفاوضات السرية مع واشنطن بناءً على قناعاته الجديدة. عبد الناصر حكم نحو 14 سنة ولسوء الحظ تُوفي قبل أن يحدث التغيير المطلوب. خلفه السادات وسار على دربه بخلاف ما كنَّا نظن أنَّه انقلب على سياسة رئيسه.

لن يفاجئنا لو ظهر تسجيلٌ لزعيم «حماس» الراحل يحيى السنوار، الذي قاد غزة إلى مأساة اليوم، يعترف فيه بما اعترف به عبد الناصر. أمر لا يستبعد البتة. الهزائم دروس للذين لا يتعظون من قراءة التاريخ.

للحديث بقية عن توقيت التسريب، ومراجعات عبد الناصر الأخرى، ولماذا لم نتعلم رغم كثرة الأخطاء والكوارث؟

*كاتب سعودي
نقلاً عن: aawsat.com

مقالات مشابهة

  • أسامة عرابي: أرفض طريقة مغادرة حسام عاشور للأهلي.. وكان يجب تكريمه
  • غدًا.. فتح باب الترشح لرئاسة جامعات «كفر الشيخ وبني سويف والعريش ومطروح والغردقة»
  • ابوبكر القاضي ينعي الراحل : محمد احمد زيادة /كيوتل/ قطر
  • مباريات السبت: الأخضر – الصداقة | الأهلي بنغازي – التحدي | النصر – الهلال
  • الأستاذ السيد عبدالله حسن وعبير الأمكنة
  • روسيا وكوريا الشمالية تدشنان جسر الصداقة الجديد
  • مصرع شاب بكرداسة في تصادم دراجة نارية وسيارة نقل
  • والدة ضحية واقعة دمنهور: ياسين نام أثناء الجلسة وكان مرعوبًا من الزحام
  • ننتظر تسجيلات السنوار بعد عبد الناصر
  • تخصيص قطعتي أرض لإنشاء محطتي تحلية مياه وصرف صحي بكفر الشيخ | صور