لجريدة عمان:
2025-03-14@18:52:19 GMT

نحو فهمٍ أعمق لقضايا التداول ببورصة مسقط

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

هناك 4 قضايا رئيسية نود الحديث عنها في هذا المقال في محاولةٍ لفهمٍ أعمق لقضايا التداولات في بورصة مسقط؛ لعل في مقدمتها المؤشرات وعلاقاتها بالتداولات التي تشهدها البورصة وكيف يمكن أن تتحرك المؤشرات صعودا وهبوطا بناء على حركة الأسهم، ولعل الجميع لاحظ أن المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط هبط في تداولات 26 ديسمبر إلى أدنى مستوياته خلال العام عند 4468 نقطة غير أنه استطاع في الأيام الثلاثة اللاحقة تحقيق صعود بـ108 نقاط ليختتم تداولات عام 2024 على 4576 نقطة مسجلا ارتفاعا سنويا بـ62 نقطة.

والسؤال الذي يفرض نفسه هو: ما الذي يجعل المؤشر يحقق هذا الصعود في 3 أيام فقط؟، وقبل الإجابة على هذا التساؤل أود أن أشير إلى أن المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط سجل في 28 مايو 2024 أعلى مستوياته خلال العام عند 4865 نقطة مسجلا صعودا بـ351 نقطة عن مستواه في نهاية عام 2023 والبالغ 4514 نقطة، غير أنه اتجه في الربع الأخير من العام إلى الهبوط ليسجل في 26 ديسمبر أدنى مستوياته خلال العام، وهذا يعني أن هناك العديد من العوامل التي أثرت على المؤشر ودفعته إلى التراجع غير أنه استطاع كسر هذا الاتجاه والعودة إلى الصعود في آخر 3 أيام تداول من عام 2024 لينهي العام على صعود.

ولعل أحد أبرز الأسباب -من وجهة نظري- لهذا الصعود هو أنه ليس من المنطقي لدى الصناديق الاستثمارية أن يُنهي المؤشر الرئيسي لبورصة مسقط تداولات 2024 على تراجع بعد تراجعه 343 نقطة في عام 2023، أي أنه ليس منطقيا أن يتراجع المؤشر لعامين متتاليين في الوقت الذي تسجل فيه شركات المساهمة العامة أداء ماليا جيدا وفي الوقت الذي يشهد فيه الاقتصاد الوطني نموا ملحوظا وفي الوقت الذي تعزز فيه الحكومة حجم إنفاقها الجاري والاستثماري، وعلى هذا الأساس تحركت الصناديق الاستثمارية للشراء لدعم المؤشر من جهة وللاستفادة -من جهة أخرى- من الأسعار المتدنية التي هبطت إليها أسهم العديد من الشركات القيادية المدرجة في عينة المؤشر الرئيسي.

وفي حقيقة الأمر ينظر الكثير من المحللين والمستثمرين إلى تحركات المؤشرات باعتبارها دلالة على قوة البورصة ومستوى الإقبال عليها وقدرتها على تنمية مدخرات المستثمرين وزيادة مكاسبهم من الاستثمار، وبالنسبة لبورصة مسقط يضم المؤشر الرئيسي عينة تتألف من 30 شركة من القطاعات الرئيسية بناء على عدد من المعايير التي تحدد الشركات التي يمكن ضمها للعينة والشركات التي فقدت أسباب إدراجها في العينة، وبالإضافة إلى المؤشر الرئيسي توجد 3 مؤشرات قطاعية تشمل القطاع المالي وقطاع الصناعة وقطاع الخدمات بالإضافة إلى المؤشر الشرعي الذي يقيس تحركات أسهم الشركات التي تتوافق أعمالها مع الشريعة الإسلامية.

وتكمن أهمية هذه المؤشرات في أنها تتابع من جهة تحركات الأسهم المدرجة في العينة، ومن جهة أخرى تشير إلى التطورات التي تحدث في البورصة، ارتفاعا أو هبوطا، وهناك أهمية أخرى للمؤشرات، إذ إن العديد من الصناديق الاستثمارية تستهدف الأسهم المدرجة في المؤشرات، فعلى سبيل المثال سنجد صندوقا يستثمر في الشركات المدرجة في عينة المؤشر الرئيسي فقط وربما يختار 10 شركات منها للاستثمار في أسهمها، والمجال متاح لوجود صناديق أخرى متخصصة بالاستثمار في القطاع الصناعي أو قطاع الخدمات أو الشركات التي تتوافق أنشطتها مع الشريعة الإسلامية، وعلى هذا الأساس فإن الشركات المدرجة في عينات المؤشرات تحظى باهتمام أكبر من قبل المستثمرين خاصة الشركات التي تحقق نتائج إيجابية وذات توزيعات منتظمة، ولعلنا نلاحظ أن معظم الشركات التي تستهدفها الصناديق الاستثمارية تتميز باستقرار أسعارها بشكل عام.

القضية الثانية التي نود الحديث عنها هي قيمة التداول، فخلال العام الماضي صعدت قيمة التداول ببورصة مسقط إلى مليار و257.3 مليون ريال عماني مسجلة صعودا بنسبة 11% عن تداولات عام 2023 والبالغة مليارا و132.7 مليون ريال عماني، غير أنه من المهم أن نشير إلى أن أوكيو للاستكشاف والإنتاج التي تم إدراجها بالبورصة في 28 أكتوبر 2024 شهدت تداولات بنحو 253 مليون ريال عماني تمثل 20.1% من إجمالي قيمة التداول، فيما شهدت أبراج لخدمات الطاقة التي تم إدراجها في مارس 2023 تداولات بقيمة 139.7 مليون ريال عماني تمثل 11.1% من إجمالي قيمة التداول، وشهدت أوكيو لشبكات الغاز التي تم إدراجها في أكتوبر 2023 تداولات بقيمة 96.7 مليون ريال عماني تمثل 7.6% من إجمالي قيمة التداول، وشهدت أوكيو للصناعات الأساسية التي تم إدراجها ببورصة مسقط في ديسمبر 2024 تداولات بقيمة 31.7 مليون ريال عماني؛ أي أن الشركات الجديدة التي تم إدراجها في البورصة في عامي 2023 و2024 شهدت تداولات بقيمة 521.1 مليون ريال عماني مستحوذة على 41.1% من إجمالي قيمة التداول التي شهدتها البورصة وهو ما يعني أن كثيرا من السيولة المتوفرة لدى الصناديق والشركات الاستثمارية الكبرى اتجهت نحو هذه الشركات، وهو ما أثر فعليا على أسعار أسهم معظم الشركات المتداولة في بورصة مسقط خلال عام 2024 بعد أن اتجه جزء مهم من السيولة إلى الشركات الجديدة.

وهنا نجد أنفسنا أمام تحديات السيولة التي نعتبرها إحدى القضايا المهمة التي ينبغي أن تركز عليها بورصة مسقط خلال العام الجاري؛ إذ لا يمكن تحقيق الاستقرار للبورصة ومؤشراتها إلا من خلال تدفق السيولة على البورصة بشكل مستمر بحيث تشمل معظم الشركات القيادية المدرجة في المؤشرات والشركات الأخرى ذات العائد الجيد للمستثمرين سواء من حيث توزيعات الأرباح أو من حيث النمو المستمر في سعر السهم.

والقضية الرابعة هي تعزيز ثقة المستثمرين في البورصة وهذا لا يمكن أن يتم إلا من خلال دراسة العوامل التي أثرت على بورصة مسقط في الربع الأخير من العام الماضي والتي دفعت المؤشر في ديسمبر لتسجيل أدنى مستوياته خلال عام 2024 ولعل أبرز هذه العوامل هي: طرح اكتتابات ضخمة خلال فترة وجيزة مع عدم وجود صناديق قادرة على التعامل مع الكمّ الهائل من الأسهم في الوقت الذي ترى فيه الصناديق من خلال سلوكها الذي لاحظناه أن سعر الطرح كان مبالغا فيه، وهذا يعني أن تحقيق الاستقرار للبورصة يبدأ في مرحلة السوق الأولية وقبل إدراج الأسهم في البورصة، إذ إن تقييم الشركات وتحديد أسعار طرح الأسهم الجديدة ينبغي أن يراعي قدرة الطرح على تحقيق مكاسب للصناديق والأفراد والشركات الاستثمارية بحيث تكون الأسهم الجديدة جذابة للمستثمرين بشكل دائم وليس فقط خلال الاكتتابات.

إن تعزيز مكانة بورصة مسقط في الاقتصاد الوطني وتمكينها من تحقيق أهداف المستثمرين والمكتتبين جزء أساسي من مهمة الجهات المشرفة على قطاع سوق رأس المال وبورصة مسقط والشركات المدرجة والشركات العاملة في القطاع، ومع تعاون الجميع تستطيع البورصة أن تحقق أهدافها في أن تكون وعاء استثماريا مجديا للمستثمرين وأداة من أدوات التنويع الاقتصادي وهو ما نتطلع أن يحظى باهتمام أكبر من قبل الجميع خلال هذا العام والأعوام المقبلة وبما يعكس الأداء الحقيقي لشركات المساهمة العامة المدرجة في البورصة وتعكسه أيضا مؤشرات البورصة بشكل يثري تداولاتها ويستقطب مزيدا من المستثمرين، ومزيدا من السيولة كلَّ عام.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الصنادیق الاستثماریة ملیون ریال عمانی المؤشر الرئیسی مستویاته خلال تداولات بقیمة فی الوقت الذی الشرکات التی لبورصة مسقط بورصة مسقط فی البورصة خلال العام إدراجها فی المدرجة فی غیر أنه من جهة عام 2024

إقرأ أيضاً:

بنك مسقط يساهم في الإفراج عن 346 حالة إنسانية ضمن مبادرة "فك كربة"

 

 

 

 

مسقط- الرؤية

أعلن بنك مسقط- المؤسسة المالية الرائدة في سلطنة عُمان- عن مُساهمته في الإفراج عن 346 حالة إنسانية في إطار مُبادرة "فك كربة"، التي تنظمها جمعية المحامين العمانية بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية والمجلس الأعلى للقضاء.

ويحرص البنك سنويًا على دعم هذه المبادرة التي تهدف إلى جمع التبرعات المالية للإفراج عن المعسرين في السجون أو أولئك الذين صدرت ضدهم أحكام حبس بسبب مُطالبات مالية ناشئة عن قضايا مدنية وتجارية وشرعية وعمالية، وبذلك  بلغ إجمالي الحالات التي ساهم البنك في الإفراج عنها منذ مشاركته الأولى في المبادرة حتى هذا العام 1903 حالات، علمًا بأنَّ هذه الحالات لا تشمل القضايا المُتعلقة بالمؤسّسات المصرفيّة أو المالية.

وتعد مبادرة "فك كربة" إحدى المبادرات التطوعية الهامة التي تُنفّذ بجهود تطوعية من المحامين، ويعمل القائمون عليها على تعزيز الوعي المجتمعي حول أهمية التكاتف الاجتماعي منذ انطلاق المبادرة في عام 2012، ومن بين الأنشطة التي تنظمها الجمعية لتحقيق هذا الهدف إقامة فعاليات توعوية في مختلف أنحاء السلطنة، بهدف تحويل المبادرة إلى مشروع مستدام على مدار العام.

وبهذه المناسبة، أوضح الدكتور المحامي حمد بن حمدان الربيعي رئيس جمعية المحامين العُمانية، بأن نجاح النسخة الحالية من مبادرة "فك كربة" يعكس استمرارية التأثير الإيجابي الذي أفضى إليه هذا العمل الإنسانيّ منذ إطلاقه، مشيراً إلى أن المبادرة ساهمت في الإفراج عن أكثر من 7300 حالة تقريبا خلال السنوات الماضية، وهو ما يعكس عمق الأثر الإنساني الذي تتركه هذه الجهود.

كما عبّر عن فخره وسعادته بتزايد الدعم الذي تتلقاه المبادرة سنويًا من الأفراد والمؤسّسات، بما يعكس تكاتف المجتمع العماني في تعزيز قيم التعاون والتضامن، مقدّما الربيعي الشكر لجميع المساهمين على شراكتهم مع الجمعيّة لإطلاق هذا العمل الإنساني ولبنك مسقط على دعمه الكبير والمستمر والمثمر للمبادرة الذي ساهم في نجاحها وتوسيع نطاقها.

من جانبها، أعربت زوينة بنت عبدالله الشرجية مساعد مدير عام العمليات المركزيّة وإدارة التغيير في بنك مسقط، عن سعادتها بمواصلة البنك المشاركة في إنجاح هذه المبادرة الإنسانية الهامة والتي يعود نفعها على مجموعة من أفراد المجتمع، مؤكّدة أن الشراكة بين البنك وجمعية المحامين العمانية هي شراكة استراتيجية ومثمرة.

وأشارت الشرجية إلى أن  بنك مسقط يولي أهمية كبيرة لبرامج المسؤولية الاجتماعية، والتي تسهم في تحقيق نتائج إيجابية تعود بالنفع على المجتمع في عدة مجالات، حيث إن هذه المبادرة تمثل مثالاً واقعياً على التكافل المجتمعي، مضيفة: "نحن ممتنون لجمعية المحامين العمانية على دورها الكبير في منح الأمل والفرحة لأسر المعسرين، والإفراج عن هؤلاء الأشخاص يعد أكثر من مجرد خطوة قانونية؛ إنه يساهم في إعادتهم إلى حياة جديدة ويمنحهم فرصة للبدء من جديد، وهو ما يعزز التماسك الاجتماعي والتعايش السلمي في المجتمع، داعية الجميع إلى المشاركة في مثل هذه المبادرات التي تعكس القيم الإنسانية السامية".

وتعتبر الشراكة المجتمعية أحد المحاور الأساسية التي يعمل بنك مسقط على تعزيزها في إطار مساعيه لبناء ثقافة المسؤولية الاجتماعية وترك أثر إيجابي في المجتمع، إذ تتركز برامج المسؤولية الاجتماعية للبنك على مجالات الاقتصاد والتعليم والتنمية الاجتماعية والبيئة والرياضة، ويسعى البنك إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجمعيات والمؤسسات لتحقيق أهداف إنسانية رفيعة من خلال المبادرات المجتمعية والإنسانية المتنوعة.

وترجمة لهذه الجهود في هذا المجال توج بنك مسقط خلال الفترة الماضية بعدد من الجوائز التقديرية من بينها جائزة أفضل بنك في مجال المسؤولية الاجتماعية للشركات من  Euromoney، وجائزة الاستدامة في المجالات البيئيّة والاجتماعية والحوكمة خلال حفل توزيع جوائز أسبوع عُمان للاستدامة، وجائزة شمال الباطنة للاستثمار الاجتماعي التي نظّمتها غرفة تجارة وصناعة عُمان إذ فاز البنك بالجائزة من خلال برنامج الملاعب الخضراء كأفضل مبادرة في مجال الاستدامة والمسؤوليّة الاجتماعيّة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • الاسمر: لدمج الرواتب التي تعطى كمساعدات في القطاع العام ضمن أساس الراتب
  • مسعود يطلق في هيوستن جولة العطاء العام للاستكشاف أمام كبرى الشركات العالمية
  • وزارة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية في البصرة لرفع كفاءة عملها
  • النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية العاملة في البصرة
  • إدراج "أسياد للنقل البحري" ببورصة مسقط.. و22.3 مليون ريال عُماني أرباحًا متوقعة
  • بنك مسقط يساهم في الإفراج عن 346 حالة إنسانية ضمن مبادرة "فك كربة"
  • نجاح إتمام الخدمات الاستشارية لصفقة الطرح العام الأولي بقيمة 333 مليون دولار لشركة «أسياد للنقل البحري» في بورصة مسقط
  • هيرميس تنجح فى إتمام صفقة الطرح العام الأولي بقيمة 333 مليون دولار لأسياد للنقل البحري ببورصة مسقط
  • إي إف چي هيرميس تتمم الطرح الأولي لأسياد للنقل البحري في بورصة مسقط
  • “هيئة النقل”: غرامة مالية لا تقل عن 5 آلاف ريال على الشركات التي لا تلتزم بتوصيل الشحنات البريدية للمستفيدين في المواقع المتفق عليها مسبقًا