إلى جانب دعمها للجيش اللبناني، على الولايات المتحدة أن تستخدم برنامج القوة الناعمة الشامل عبر قطاعات التعليم والثقافة والصحة والبيئة، بما يلبي احتياجات اللبنانيين ويعزز الديمقراطية والإصلاحات ويحد من نفوذ جماعة "حزب الله" (المدعومة من إيران)، فضلا عن قطاع الطرق على الصين وروسيا.

تلك القراءة قدمها إدوارد جابرييل، رئيس الفريق الأمريكي المعني بلبنان (تجمع غير حكومي)، في مقال بـ"مركز ويلسون" للدراسات بواشنطن (wilsoncenter) ترجمه "الخليج الجديد"، على خلفية حادثة بلدة الكحالة بالقرب من العاصمة اللبنانية بيروت.

وفي 9 أغسطس/ آب الجاري، قُتل شخصان في تبادل لإطلاق النار في الكحالة، وهي قرية ذات أغلبية مسيحية، إثر انقلاب شاحنة محملة بالذخيرة، كان يقودها عناصر من "حزب الله".

واعتبر جابرييل، سفير أمريكي سابق في المغرب (1997-2001)، أن "قتال الكحالة يثير شبح الحرب الأهلية في لبنان (سبق وأن شهد حربا بين 1975-1990) وتذكر بهشاشة لبنان المستمرة".

وأردف: "ولحسن الحظ، سيطر الجيش على الأمور.. لقد كان الجيش استثمارا أمريكيا جديرا بالاهتمام، ولكن الآن هو الوقت المناسب لتنويع الدعم الأمريكي للبنان".

وتابع أن "حزب الله يحتفظ بميليشيا مسلحة خاصة به، وهو أمر غير قانوني بموجب القانون اللبناني والدولي، وقد أصبح يمارس نفوذا سياسيا واسع النطاق في لبنان عبر شبكات الرعاية المالية والاجتماعية التي تعمل كدولة داخل الدولة، ومن المعروف أنه أقوى حتى من الجيش".

وتتهم عواصم إقليمية وغربية وقوى لبنانية "حزب الله" باستخدام ترسانته العسكرية لتهديد خصومه السياسيين داخل لبنان والسيطرة على مؤسسات الدولة، بينما تقول الجماعة إن سلاحها مكرس حصرا لمقاومة إسرائيل التي تحتل أراضٍ لبنانية في الجنوب.

اقرأ أيضاً

بسبب حزب الله.. أمريكا تفرض عقوبات على جامعة أخضر بلا حدود اللبنانية

فرصة لواشنطن

ومشيرا إلى حادثة الكحالة، قال رئيس الكنيسة المارونية الكاثوليكية الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إنه "لا يمكن العيش على أرض واحدة بأكثر من دولة وأكثر من جيش شرعي وأكثر من سلطة وأكثر من سيادة".

فيما اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع  أن "الحادث أظهر أن هناك أغلبية ساحقة من اللبنانيين لديهم الآن حساسية قصوى تجاه حزب الله وممارساته". ودعا البرلماني راجي السعد إلى "منح الجيش صلاحيات موسعة لحماية الدولة.

و"مع تطور حادثة الكحالة، سيواجه الشعب والجيش في لبنان تحديا يتمثل في العمل معا ضد القوى المزعزعة للاستقرار، ويأتي ذلك في وقت تتراجع فيه شعبية حزب الله وسط الظروف الاقتصادية الخانقة (منذ 2019)، مع توجه الغضب والسخط الشعبي ضد الحزب وسياساته، وكان هذا التحول أكثر وضوحا في الانتخابات النيابية لعام 2022، التي وجهت ضربة خطيرة لحزب الله وحلفائه"، كما أضاف جابرييل.

ورأى أن هذا الوضع "يمثل فرصة للولايات المتحدة لمضاعفة دعمها للبنان ديمقراطي وتعددي وذو سيادة، فضلا عن معالجة التهديدات التي تواجه حلفاء واشنطن في المنطقة من قبل إيران ووكلائها".

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: شاحنة حزب الله المنقلبة بالكحالة حوت صواريخ إيرانية مضادة للدبابات

دعم متنوع

و"قد أثبت دور الجيش اللبناني وسجله الحافل في ضمان استقرار لبنان وسيادته ضد أعداء الولايات المتحدة وحدود أكثر أمانا بين إسرائيل ولبنان، فعاليته من حيث التكلفة، ويرجع ذلك أساسا إلى الاستثمارات الأمريكية في بناء جيش قوي وفعال"، بحسب جابرييل.

واستدرك: "لكن يجب أن يذهب دعم الولايات المتحدة إلى ما هو أبعد من تلبية الاحتياجات العسكرية. ونظرا للظروف الاقتصادية والسياسية المتدهورة، فإن برنامج القوة الناعمة الشامل الذي يعمل على تعزيز التعليم الأمريكي سيكون مناسبا للبنان، عبر زيادة المساعدات الأمريكية في قطاعات الصحة والطاقة والبيئة والإنسانية".

واعتبر أنه "لتعزيز القيم الأمريكية في الخارج، ليس هناك ما هو أكثر فعالية من إعطاء الناس فرصة للتعلم من التجربة الأمريكية عبر الزيارات التعليمية والثقافية والتجارية".

جابرييل شدد على أنه "ينبغي على الولايات المتحدة أن تستثمر في مثل هذه البرامج التي من شأنها تعزيز لبنان الديمقراطي والإصلاحي ودعم مؤسسات التعليم العالي الأمريكية والشركات الأمريكية التي توفر المعدات والخدمات اللازمة لتلبية الاحتياجات الملحة للشعب اللبناني".

و"أيضا، لا تستطيع الولايات المتحدة أن تتنازل عن مثل هذه الفرص لصالح قوى خبيثة مثل الصين وروسيا، اللتين تتحركان بسرعة لزيادة مشاركتهما ونفوذهما في لبنان والمنطقة من خلال مثل هذه البرامج"، كما ختم جابرييل.

اقرأ أيضاً

إعلام عبري: شاحنة حزب الله المنقلبة بالكحالة حوت صواريخ إيرانية مضادة للدبابات

المصدر | إدوارد جابرييل/ مركز ويلسون- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: لبنان الكحالة إطلاق نار حزب الله الولايات المتحدة قوة ناعمة الولایات المتحدة حزب الله فی لبنان

إقرأ أيضاً:

واشنطن تنسف مزاعم الحوثيين وتكشف عن المواقع التي يتم من خلالها دك مواقع المليشيا وثكناتها المسلحة

 

أكدت الولايات المتحدة أن قواتها البحرية استمرار ضربات مقاتلات سلاح الجو على جماعة الحوثي في اليمن، وذلك بعد ساعات من إعلان الجماعة قصفها حاملتي الطائرات ترومان وفينسون.

 

وقالت القيادة المركزية الوسطى (سنتكوم) في تغريدة عبر حسابها على "إكس" إن قواتها علي متن حاملة الطائرات يو اس اس هاري اس ترومان (CVN75) وحاملة الطائرات يو اس اس كارل فينسون (CVN70) تواصل تنفيذ العمليات ضد الحوثيين المدعومين من ايران علي مدار الساعة.

 

ونشرت سنتكوم صورا ومقاطع فيديو لمقاتلات الجو تقلع من على متن حاملات الطائرات في مسرح العمليات.

 

وأمس السبت أعلنت جماعة الحوثي تنفيذها عمليتين نوعيتين بطائرات مسيرة وصواريخ مجنة استهدفت حاملتي الطائرات تورمان في البحر الأحمر.

 

وتعلن جماعة الحوثي بين الحين والآخر استهداف حاملات الطائرات الأمريكية منذ إعلان ترامب بدأ عمليته العسكرية ضد الحوثيين منتصف مارس الماضي

 

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تشنّ غارة على ضاحية بيروت ولبنان يطلب "إجبارها"على وقف ضرباتها
  • زلزال شديد بقوة 5 درجات يضرب ولاية ألاسكا الأمريكية
  • دون وقوع أضرار.. زلزال بقوة 5 درجات يضرب ولاية ألاسكا الأمريكية
  • زلزال بقوة 5 درجات يضرب ولاية ألاسكا الأمريكية
  • الحوثيون يعلنون مقتل وإصابة 85 مهاجرا بغارة أمريكية استهدفت مركز إيواء بصعدة
  • غارات أمريكية تستهدف منطقة ثقبان بمديرية بني الحارث في اليمن
  • واشنطن تنسف مزاعم الحوثيين وتكشف عن المواقع التي يتم من خلالها دك مواقع المليشيا وثكناتها المسلحة
  • لمواجهة التهديدات الأمريكية.. تيك توك تستعد لاختراق مجال التسوق الإلكتروني باليابان
  • غارات أمريكية تستهدف السفينة الإسرائيلية المحتجزة لدى الحوثيين
  • “أنصار الله” تحذر من تسرب نفطي هائل بالبحر الأحمر جراء الضربات الأمريكية