الجزيرة:
2025-02-12@11:53:23 GMT

الدليل لفهم عقلية ترامب

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

الدليل لفهم عقلية ترامب

عندما يصرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأنه يريد شراء غرينلاند، ويقول إنه سيستولي على قناة بنما، ويبني جدارًا على حدود المكسيك، ويرفع الرسوم الجمركية، ويتمنى أن تصبح كندا ولاية أميركية، وأخيرًا يعلن أنه سيستولي على غزة، ويبني مساكن يبيعها للعالم، كتاجر عقارات، يدرك السامع أو القارئ مباشرةً أننا أمام أزمة سياسية خطيرة، وتقلبات اقتصادية، وإمكانية نشوب حرب.

لكن يجب أن نحلل تصريحاته بعناية، فقد يكون الوضع مختلفًا.

أسلوب مواقع التواصل وليس خطاب رجل دولة

في العلاقات الدبلوماسية بين الدول، هناك مستوى معيّن من الاحترام واللياقة. بغض النظر عن حدّة الخلافات، لا يتخلى القادة عن اللغة الدبلوماسية ولا يتجاوزون حدود اللياقة. حتى في أوقات الحرب، يستخدم الرؤساء والوزراء لغة رسمية.

لكن ترامب دمّر هذه اللغة الدبلوماسية، يتحدث وكأنه وحده في العالم، دون التفكير في عواقب كلماته.

أسلوبه بسيط، ساخر، واستفزازي، يشبه أسلوب وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعود إلى أهمية وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة له.

بهذا الأسلوب، يصيب الطرف المستهدَف من أفراد أو دول بالذهول، مما يسهل عليه تحقيق ما يريد. البعض ينتقد ترامب واصفًا إيه بـ "االمتعجرف وغير المتوازن". لكنني لا أتفق بتاتًا مع هذا الرأي.

إعلان الجنون كإستراتيجية للربح

قبل الانتخابات الأميركية، نشر 200 خبير صحة نفسية تقارير في الصحف تتعلق بتحليل شخصية ونفسية ترامب المثيرة للجدل. قد يكون ترامب أي نوع من الشخصيات، لكن من غير الصائب التشكيك في ذكائه ومكره وتركيزه على المصالح. هل يعقل أن شخصًا من أكبر أثرياء العالم حقق كل هذه النجاحات التجارية وهو "على هذه الحال"؟

ترامب تاجر يركز على الربح، وكل تحركاته تهدف إلى حماية مصالحه. كل تصريحاته وتصرفاته التي تبدو ضربًا من الجنون هي في الحقيقة جزء من خطة مدروسة.

عندما هدد بالاستيلاء على قناة بنما، كان يعلم أن ذلك غير ممكن، لكنه كان يعرف أن اتفاقية المرور بين الصين وبنما كانت على وشك التجديد. بسبب تهديده بضم القناة، لم تمنح بنما الصين امتيازات إضافية.

تصرفاته التي تبدو غير متوازنة هي في الحقيقة خطوات تكتيكية. يضحك الناس من تصريحاته، لكنهم يأخذونها على محمل الجد؛ لأن المتحدث ليس تاجر عقارات، بل رئيس الولايات المتحدة.

عندما تتغير مصالح ترامب، يمكنه بسهولة التراجع عن تصريحاته، أو أن يقول العكس. إذا مدح اليوم شخصًا ما، ثم انتقده في الغد، فهذا ليس بسبب عدم التوازن، بل لأن ذلك الشخص لم يعد يخدم مصالحه.

أعتقد أن أكثر تصريحاته إثارة للصدمة كان حديثه عن غزة. قال إنه سيرسل جميع الفلسطينيين من غزة إلى الأردن ومصر، ثم سيبني فنادق فاخرة ومساكن يبيعها للناس من مختلف أنحاء العالم. حتى إنّ الفلسطينيين يمكنهم شراؤها!

هذه الأفكار "المجنونة" أثارت استغراب الناس وضحكهم، لكنني فوجئت عندما رأيت على التلفزيون تحليلًا يعرض تصاميم الشقق التي يريد ترامب بناءَها في غزة، وعندها استوعبت الأمر.

ما يريده ترامب تحديدًا هو أن يتحدث الناس عن "ترامب تاجر العقارات"، وليس عن ترامب رئيس أميركا التي دمّرت غزة وشاركت في قتل نحو 50 ألف إنسان بالتعاون مع إسرائيل. لسان حاله يقول "ناقشوا هذه الفكرة المجنونة، لكن لا تناقشوا الوحشية الأميركية- الإسرائيلية، واحتفظوا بفكرة ترحيل الفلسطينيين في أذهانكم، واعتادوا على الحديث عنها".
كتبت الصحفية منى حوا على منصة إكس، واصفة الوضع بأنه "السيطرة عن طريق الفوضى".

إعلان

تصريحات ترامب عن غزة يمكن تفسيرها بطريقة أخرى. في تركيا، نقول "أخافه بالموت ليرضى بالحمى". أي إذا كنت لا توافق على ترحيل جميع الفلسطينيين، فقد تقبل بتسليم جزء من غزة أو الضفة الغربية لإسرائيل.
ترامب ونتنياهو يعرفان أن خطة إخلاء غزة لن تُقبل، لكنهما أعدا بالفعل اقتراحًا آخر يخدم مصالحهما، وسنسمع عنه قريبًا.

لا تنخدعوا بسحر الجنون

في مدنكم، هناك بالتأكيد أشخاص يطرحون أفكارًا غريبة. يلفت الناس الانتباه إلى تصرفاتهم لأنها غير عادية، فالاستثنائية سلوك جذاب.
لكن ماذا لو كان أحدهم "يتظاهر بالغرابة" لتحقيق مصلحته أو لجذبكم إلى حيث يريد؟ ترامب يريد أن تنخدعوا ليقودكم إلى حيث يشاء.

يريد منكم أن تناقشوا بناء الأبراج في غزة، أو ما الذي سيحدث إذا أصبحت كندا ولاية أميركية، أو كيف سيتغير العالم إذا أصبحت غرينلاند تابعة للولايات المتحدة. كلما ناقشتم هذه الأفكار، أصبح قبولها أسهل.
سنرى قريبًا كيف يبدأ المعلقون والصحفيون والسياسيون المدعومون من إسرائيل وأميركا بالقول "غزة ستصبح مثل مدينة كان الفرنسية، هذه ليست فكرة سيئة".

لا تنخدعوا بسحر غرابة خطابات ترامب. يجب ألا نناقش هذه الأفكار أصلاً أو نجعلها جزءًا من أجندتنا.
لا تتخلوا عن قناعاتكم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

أبو الغيط : ترامب يريد تجريد الفلسطينيين من كل شيء وغزة ليست للبيع

المناطق_متابعات

قال الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد تجريد الفلسطينيين من كل شيء، مؤكدا أنه لا يمكن لترامب أو أي جهة شراء غزة.

وشدد أبو الغيط على أنه لا تنازل عربيا عن الأراضي الفلسطينية، وأن الدول العربية مجمعة على حل الدولتين، معتبرا أن مقترح ترامب بشأن غزة هدفه وجود طرح عربي مقابل.

أخبار قد تهمك السيسي: لابد من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله الثلاث 11 فبراير 2025 - 2:19 مساءً بين “جحيم” ترامب واستفزاز نتنياهو ومطالب حماس.. اتفاق غزة في مهب الريح 11 فبراير 2025 - 2:16 مساءً

وينص اقتراح ترامب على أن تسلم إسرائيل واشنطن “السيطرة على غزة” وتحويلها إلى “ريفييرا الشرق الأوسط” بعد نقل الفلسطينيين إلى بلاد أخرى منها مصر والأردن، وهو الاقتراح الذي لاقى تنديدا واسعا عربيا ودوليا.

كما اعتبر من قبل العديد من البلدان العربية والغربية أنه خطة مأساوية للتطهير العرقي، وغير قانونية بموجب القانون الدولي.

وفقا للعربية أنه لفت إلى أن “صفقة القرن هي أيضا مرفوضة إذا أعاد ترامب طرحها”.

وأوضح أبو الغيط أن القمة العربية الطارئة ستناقش طرحا عربيا يقابل مقترح أمريكا، لافتا إلى أن الطرح العربي سيقوم على التوافق الفلسطيني والدعم العربي والدولي، مذكرا بأنه لا حل دون التوافق الفلسطيني الفلسطيني.

وفي معرض حديثه، ذكر أبو الغيط أن القيادة السعودية موقفها تاريخي وثابت من القضية الفلسطينية، كما أشار إلى أنه لا تواصل مع حماس، والتواصل محصور مع السلطة الفلسطينية.

واقترح أبو الغيط تنحي حماس إذا اقتضت المصلحة الفلسطينية ذلك.

وصرح الأمين العام للجامعة العربية قائلا “نحن في فترة من المواجهة الخطرة جدا في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي”، وأن “نتنياهو لديه مصلحة في انهيار اتفاق غزة”.

يبدو أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس يواجه عدة تحديات تهدد بانهياره في أي لحظة.

ففي آخر التطورات، توعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حماس بـ”جحيم حقيقي” إذا لم تُفرج عن كل المحتجزين الإسرائيليين.

وقال ترامب إنه إذا لم يتم إعادةُ جميع المحتجزين من غزة بحلول الساعة الثانية عشرة ظهرا من يوم السبت القادم، فإنه سيدعو لإلغاء اتفاق وقف إطلاق النار.

كما أشار ترامب إلى أنه ربما يوقف المساعدات عن مصر والأردن إذا لم يستقبلا لاجئين من غزة.

وكانت حماس قالت في وقت سابق، إنها ستؤجل تسليم المحتجزين الإسرائيليين الذين كان من المقرر الإفراج عنهم السبت القادم “حتى إشعار آخر”.

وأرجعت حماس سبب ذلك لعدم التزام إسرائيل ببنود الاتفاق، ومنها تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، فضلا عن استهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكافة أشكالها كما تم الاتفاق عليه.

في المقابل، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل مصرة على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار في غزة، لكنه حذر من أي انتهاك للاتفاق من جانب حماس.

مقالات مشابهة

  • أبو الغيط : ترامب يريد تجريد الفلسطينيين من كل شيء وغزة ليست للبيع
  • أبو الغيط: ترامب يريد تجريد الفلسطينيين من كل شيء
  • عاجل| ترامب يعيد تصريحاته المستفزة.. الفلسطنيون لن يكون لهم حق العودة إلى غزة
  • لميس الحديدي تنتقد تصريحات ترامب حول غزة: تعكس عقلية سمسار
  • «يا حلاوتك.. يا جمالك.. يا حزنك».. مصطفى بكري ساخرا من «ترامب» بعد تصريحاته عن امتلاك غزة
  • ترامب يشعل النار مجددا.. وقيادات حزبية: تصريحاته تكشف الوجه الحقيقي للسياسة الأمريكية الاستعمارية
  • ممّن يريد شراء غزة؟ ردود فعل الفلسطينيين على تصريحات ترامب
  • ماذا يريد ترامب؟
  • ترامب يصوّب سهام تصريحاته تجاه جنوب أفريقيا.. فماذا قال؟