يشهد العالم في السنوات الأخيرة قلقًا متصاعدًا نتيجة انتشار الفيروسات ومتحوراتها، الأمر الذي بدوره يثير حالة من الخوف من أن يشهد العالم جائحة جديدة تشبه «كوفيد 19»، والتي كان آخرها تأكيد أول إصابة بجدري القرود في الولايات المتحدة الأمريكية، ما جعل العلماء في سباق مع الزمن من أجل إيجاد اللقاحات القادرة على السيطرة الفيروسات ومتحوراتها.

. فماذا حدث وكيف تشخص الإصابة بجدري القرود؟

سلالة جديدة من جدري القردة تثير الذعر حول العالم

كان آخر هذه التهديدات ظهور سلالة جديدة من جدري القردة، ما زاد المخاوف من إمكانية انتشارها بسرعة كبيرة، لتسجل أمريكا أول إصابة بالسلالة الجديدة من جدري القردة في نيويورك، وفقًا لبيانات وزارة الصحة بولاية نيويورك، وذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف العالمية بشأن انتشار هذا المتحور الذي لا تزال طبيعته غير واضحة بشكل كاف، لكنه يملك بعض الخصائص التي تجعل تشخيصه يسيرًا إلى حد ما، بحسب «نيويورك تايمز».

كيفية تشخيص الإصابة بجدري القرود؟

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة، تم تأكيد ثلاث حالات أخرى لهذه السلالة الفرعية في كل من كاليفورنيا، جورجيا، ونيوهامبشير، ففي ضوء تزايد عدد الإصابات، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن جدري القرود يشكل حالة طوارئ صحية عامة عالمية، وذلك للمرة الثانية خلال عامين، ما يعكس خطورة الوضع الصحي الذي يطارد العالم في الوقت الحالي.

يشخص جدري القردة بشكل أساسي من خلال الكشف عن الحمض النووي للفيروس، وذلك من خلال الحصول على عينات أو مسحة من الشخص المصاب، ففي حال عدم وجود آفات جلدية، يمكن أخذ مسحات من الفم، البلعوم، الشرج، أو المستقيم، إذ لا ينصح الحصول عليها من عينات الدم باعتبارها تكون غير دقيقة.  

أما عن الأعراض التي إذا ظهرت يجب إجراء مسحات، أبرزها طفح جلدي غير مبرر وليس له أسباب جينية أو مرضية أخرى إلى جانب ذلك أعراض تشبه الإنفلونزا، الحمى، القشعريرة، الصداع، آلام الظهر، آلام العضلات، التعب العام وتضخم الغدد الليمفاوية.

ويمكن إجراء بعض الإجراءات من أجل الحماية المسبقة من الإصابة، من خلال دعم جهاز المناعة وتقويته، بالعديد من الوصفات الطبيعية أو الأدوية وفقًا لاستشارة الأطباء، إذ يقول أمجد الحداد، أخصائي الحساسية والمناعة في حديثه لـ«الوطن»، إنّ جهاز المناعة يمكن تقويته وتعزيزه من خلال تناول بعض الفيتامينات والمشروبات التي تحتوي على نسب عالية من فيتامين سي، إلى جانب ذلك يجب الحذر بشكل كبير من التعامل مع الأشخاص المصابين بأي فيروس، والحفاظ على النظافة العامة واستخدام الكمامات في الأماكن المغلقة خاصة التي يوجد بها أشخاص يعانون من أي أمراض تنتقل عن طريق النفس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: جدري القردة أمريكا انتشار الفيروسات جدری القرود جدری القردة من خلال

إقرأ أيضاً:

ترامب إذ يهدم معبد العولمة على أمريكا

عبر اتباعه استراتيجية الصدمات ووضع الآخرين في مناخ مرتبك، يعتقد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومستشاروه أنهم يستطيعون تعظيم قدرة أمريكا التساومية وبالتالي تحقيق عوائد كبيرة، دون الاضطرار لخوض مفاوضات تفصيلية مع الفاعلين الدوليين، يجد الآخرون أنفسهم خلالها أنهم ند لواشنطن وتكون التنازلات على قدر هذا الإحساس، وذلك ما اتبعه بالضبط في ما سماه "يوم التحرير" عبر استخدامه، وبشكل غير مفهوم، سياسة رفع الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية من العالم.

ينطلق ترامب من فرضية يؤمن بها بشكل مطلق، بل يمكن القول إنها تشكل رؤيته لأمريكا والعالم، مفادها أن العالم ينهش لحم أمريكا الحي، وأن المؤسسات والأعراف الدولية، التي ساهمت أمريكا بصناعة أغلبها، باتت تشكل قيودا خطيرة تعيق الولايات المتحدة، التي من المفترض أن تحقّق قيم مضافة لكونها السوق الأكبر الذي يحتاجه العالم كله، والقوة الأكبر في الميزان العالمي الضابطة للسلم والأمن والصراعات الدولية في المجمل، وهذه مزايا تستحق أمريكا عليها مكافأة جزلة دون أي منّة من أي طرف دولي، صغيرا كان أم كبيرا، ما دامت أفضال أمريكا تشمل الجميع، ويستفيد منها الجميع بدون استثناء.

يمثل هذا التوجه الترامبي ارتكاسا عن قيم العولمة والعودة إلى نمط الصراعات القومية، التي أسست لأكبر وأكثر الحروب العالمية شراسة؛ فالسياسات الحمائية كانت دائما مؤشرا على الانغلاق القومي، الذي ينطوي بدوره على مبالغة في مركزية العرقيات في صوغ السياسات الخارجية للدول
يعتقد ترامب وفريقه، أن الفوائض التي تحققها أطراف عديدة وكثيرة ليست فقط على حساب أمريكا، بل هي من حقها، فتراتبية القوى العالمية الاقتصادية والعسكرية تبرر ذلك وتبيحه، والمساهمة الأمريكية في صناعة التكنولوجيا وتوطينها في العالم يجب ألا تكون بدون ثمن، ويجب أن يتم التعامل مع هذه الحقائق على أنها استثمارات وليست منحة.

بالطبع، يمثل هذا التوجه الترامبي ارتكاسا عن قيم العولمة والعودة إلى نمط الصراعات القومية، التي أسست لأكبر وأكثر الحروب العالمية شراسة؛ فالسياسات الحمائية كانت دائما مؤشرا على الانغلاق القومي، الذي ينطوي بدوره على مبالغة في مركزية العرقيات في صوغ السياسات الخارجية للدول، وليس غريبا أن تنتج مثل هذه الديناميكيات شعارات من نوع " أمريكا أولا" أو "استعادة العظمة الأمريكية".

لكن هذه السياسات تتجاهل حقيقة، أو ركيزة انبنت على أساسها قوّة أمريكا وتمدّد نفوذها العالمي وما راكمته من ثروات وما أنجزته من نجاحات غير مسبوقة على المستوى العالمي، وهي الانفتاح على العالم والقدرة على الوصول الى الأسواق المختلفة، والسياسات الناعمة التي كان لها دور أساسي في قبول نمط الحياة الأمريكي بما يتضمنه من تقليد في استهلاك المنتج الأمريكي في العالم، من ماكدونالدز إلى سينما هوليوود إلى جميع المنتجات التكنولوجية، التي تعفّفت أمريكا عنها لانشغالها بمنتجات أكثر ربحية بما تحققه من قيم مضافة ومضاعفة.

لقد قامت سياسة فرض الرسوم الجمركية المرتفعة، على معيار الميزان التجاري ومحاولة إصلاح الخلل التجاري مع الأطراف الخارجية. ومن المعلوم أن هذا المعيار لم يعد صالحا لقياس الربح والخسارة في العلاقات التجارية الدولية، طالما أن الدول تبحث عن مصادر توريد تناسبها تقنيا وماليا، والمثال على ذلك علاقة بوتسوانا، الدولة الأفريقية الصغيرة، بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي ضرب ترامب بها مثالا لخلل ميزان التجارة، ترامب وفريقه قرأوا التجربة البريطانية، بوصفها أقرب تجارب صعود وانهيار الإمبراطوريات العالمية، ووجدوا تقاطعات كبيرة بين مرحلة أواخر أيام الإمبراطورية البريطانية والحالة الأمريكية الراهنة، والمخرج من هذا الانزلاق الخطير يجده ترامب في هدم معبد العولمة وإعادة صياغة العلاقات التجارية العالمية وفق معادلة جديدة تهيمن من خلالها الولايات المتحدة على الاقتصاد العالميفهذا البلد يصدر لأمريكا الألماس وملابس الجينز بأسعار مثالية بالنسبة للمستهلك الأمريكي، لكنه لا يحتاج للمنتجات الأمريكية غالية التكلفة ولا تتناسب مع نمط استهلاك هذا البلد الفقير.

وهذا ما يدفع الى البحث عن الدوافع العميقة لسياسات ترامب التجارية، إذ ثمّة خوف دفين يشكل المحرك الأكبر لسياساته الراهنة؛ فمؤشرات الاقتصاد الأمريكي تبدو مرعبة ولا سيما على صعيد الغرق في الديون، وهجرة الصناعات الأمريكية للخارج، وبروز منافس دولي يمتلك رؤية وبرنامجا لتصدّر المشهد العالمي. وترامب وفريقه قرأوا التجربة البريطانية، بوصفها أقرب تجارب صعود وانهيار الإمبراطوريات العالمية، ووجدوا تقاطعات كبيرة بين مرحلة أواخر أيام الإمبراطورية البريطانية والحالة الأمريكية الراهنة، والمخرج من هذا الانزلاق الخطير يجده ترامب في هدم معبد العولمة وإعادة صياغة العلاقات التجارية العالمية وفق معادلة جديدة تهيمن من خلالها الولايات المتحدة على الاقتصاد العالمي حتى لو كان عبر البلطجة والقوّة العارية، كما يمارسها ترامب تجاه أوكرانيا التي يرغب بالسيطرة على ثرواتها، أو احتلال جزيرة غرينلاند، أو دعوته لضم كندا.

المؤكد أن أمريكا إذا كانت في مآزق حقيقي فلن يكون الحل بهدم معبد العولمة على الجميع، لأن من شأن ذلك تعميق مأزق أمريكا، نتيجة العزلة التي ستفرضها على نفسها، وضياع استثمارات هائلة راكمتها عبر سنوات عديدة، وإذا كان ممكنا لهذه السياسات التأثير بالفعل على الخصوم والمنافسين، وهي ستؤثر بالفعل، لكن هذه الأطراف، وبالدرجة الأساسية الصين، ستجد مسارات جديدة لمتابعة تطورها المذهل في العقود القادمة، في الوقت الذي ستضمر قوّة أمريكا المنعزلة خلف المحيطات وتضمحل قوتها التأثيرية في صناعة المعادلات العالمية.

x.com/ghazidahman1

مقالات مشابهة

  • دراسة تحذر من إضافة مكون شهير إلى الطعام.. قد يسبب القلق والاكتئاب
  • أطفال أمريكا مهددين بإصابة (التوحد)
  • لماذا تنتهك أمريكا حقوق العالم؟!
  • رابطة العالم الإسلامي تُدين الهجمات التي تعرّضت لها مخيمات النازحين حول مدينة الفاشر بالسودان
  • أمريكا.. خطوات متسارعة نحو الانهيار
  • الولايات المتحدة.. تسجيل 700 إصابة بالحصبة في 6 ولايات
  • تصريح صادم.. هل يتم منع محمد رمضان من دخول أمريكا؟
  • إليك الفوائد والأضرار .. ماذا يحدث عند تناول الثوم يوميا؟
  • ترامب إذ يهدم معبد العولمة على أمريكا
  • وزير الخارجية التركي: مجلس الأمن صامت أمام كل الانتهاكات التي تقع في غزة