سمير دغفوس.. معماري تونسي يعيد حرفة البلاط الأندلسي إلى الحياة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
الشغف بالحرف اليدوية والرغبة في إحياء صناعة البلاط الأندلسي دفع المهندس المعماري التونسي سمير دغفوس إلى ترك مهنة التدريس كأستاذ جامعي عام 2009 لممارسة تلك الحرفة القديمة، حسبما جاء في قناة «القاهرة الإخبارية»، عبر عرض تقرير تلفزيوني بعنوان «سمير دغفوس.. معماري تونسي يعيد حرفة البلاط الأندلسي للحياة».
وأشار التقرير إلى أن سمير دغفوس تخرج في كلية الهندسة المعمارية في ميلانو عام 1991، وركز على تنمية معرفته بالتراث والحرف التقليدية أثناء دراسته الأكاديمية، وذكر المهندس: «كنت بحاجة لصناعة البلاط هذا لأنه كان مفقود في تونس ومنقرض من السبعينيات، وجاءتني فكرة استرجاعه، بالتالي وجدت آلات قديمة جدا اقتنيتها لبدء العمل».
احتاج سمير دغفوس في البداية إلى نوع من البلاط معروف محليا باسم بلاط الجليز لمشروعاته المعمارية، وعندما لم يتمكن من العثور عليه في تونس قرر صنعه بنفسه بدعم من زوجته التي تشاركه نفس الشغف.
وصف المهندس المعماري مدى تفانيه بشغف في الحرفة والتحديات التي واجهها من عدم القدرة على الوصول إلى العمالة الماهرة محليا والعقبات المالية، لأنه لم يبع أي بلاط في العام الأول الذي بدأ فيه إنتاج، إذ يعمل في الورشة مع عامل لديه وهو حرفي مغربي شغوف بالمهنة، ومعا يستخدمان الأساليب التقليدية وآلات الضغط القديمة لإنتاج البلاط الأندلسي والمعروف بنقوشاته الهندسية المتداخلة والألوان النابضة بالحياة.
يصدر دغفوس الآن البلاط الأندلسي المصنوع يدويا إلى دول في أوروبا وشمال أفريقيا بما في ذلك فرنسا وإيطاليا وألمانيا والسويد، إذ يستخدم في الكثير من الأماكن، ليضفي لمسة تراثية جمالية مثل المطاعم والمقاهي وحتى المنازل.
اقرأ أيضاًطلاب عمارة كفر الشيخ يجسدون القيم الإنسانية والروحانية في تصاميم معمارية مبتكرة
«الهندسة المعمارية» بجامعة كفر الشيخ يستعرض «الإبداع والتراث» في اليوم العلمي للقسم
قرية الصيادلة السياحية بكفرالشيخ.. تحفة معمارية تعزز التنمية السياحية بالمحافظة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: البلاط الأندلسي الثقافة التونسية تونس حرفة البلاط الأندلسي
إقرأ أيضاً:
الدينار التونسي يشهد تحسنًا مقابل الدولار الأمريكي
شهدت الأسواق المالية التونسية مؤخرًا تطورًا لافتًا، حيث تراجع سعر صرف الدولار الأمريكي أمام الدينار التونسي إلى ما دون حاجز 3 دنانير، وهو مستوى لم نشهده منذ عام 2021. هذا التحول يثير تساؤلات حول الأسباب الكامنة وراءه، وما إذا كان يشكل مؤشرًا على تحسن الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
الواضح أن هناك عدة عوامل متداخلة ساهمت في هذا التطور، وبعض المحللين يشيرون إلى بوادر تحسن في بعض القطاعات الاقتصادية، وعلى رأسها السياحة، التي تعتبر مصدرًا حيويًا للعملة الصعبة في تونس. هذا التحسن، وإن كان طفيفًا، قد يكون ساهم في تعزيز الثقة بالدينار.
بالتوازي مع ذلك، تثار تكهنات حول دور محتمل للبنك المركزي التونسي في إدارة سعر الصرف. فالسياسات النقدية، بما في ذلك تحديد أسعار الفائدة والتدخلات في سوق الصرف، يمكن أن تلعب دورًا حاسمًا في استقرار العملة الوطنية. ولا يمكن إغفال تأثير العوامل الخارجية، حيث أن تقلبات الدولار في الأسواق العالمية تؤثر بشكل مباشر على العملات الأخرى.
الآثار المترتبة على هذا التطور قد تكون إيجابية على عدة مستويات، انخفاض تكلفة الواردات يمكن أن يخفف الضغط على الأسعار المحلية، ويقلل من حدة التضخم. كما أن السياحة التونسية قد تصبح أكثر جاذبية للسياح الأجانب. وعلى المدى الأبعد، قد يساهم ذلك في تخفيف أعباء الدين العام المقوم بالدولار.
لكن، دعونا لا ننسى أن الاقتصاد التونسي لا يزال يواجه تحديات جمة. فالدين العام يتصاعد، ومعدلات البطالة والتضخم لا تزال مرتفعة. وقدرة تونس على جذب الاستثمارات الأجنبية والمحلية ستكون حاسمة في تحديد مسار الاقتصاد في المستقبل.
يبقى السؤال المطروح: هل هذا التحسن في سعر صرف الدينار هو مجرد تقلب مؤقت، أم أنه مؤشر على تحول أعمق؟ الإجابة على هذا السؤال تتوقف على قدرة تونس على تنفيذ إصلاحات اقتصادية هيكلية، وتحسين مناخ الاستثمار، وتعزيز النمو المستدام. وفي ظل تقلبات الأسواق العالمية، يبقى الحذر واجبًا.