قصة الأنبا بشاي صاحب الدير الأحمر تزامنا مع احتفالات الكنيسة بذكرى نياحته
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ، اليوم الأربعاء، الموافق الخامس من شهر أمشير القبطي، بذكري نياحة القديس الأنبا بشاي صاحب الدير الأحمر.
وقال كتاب السنكسار الكنسي الذي يدون سير الآباء الشهداء والقديسين، إنه في مثل هذا اليوم تنيح القديس الأنبا بشاي صاحب الدير الأحمر بغرب سوهاج.
واضاف السنكسار: وُلِدَ هذا القديس في قرية أبصونة ( أبصونة:قرية قديمة ما زالت بنفس الاسم تابعة لمركز المراغة بمحافظة سوهاج).
وتابع السنكسار: كان في شبابه يعمل أعمالاً لا تليق، ولمحبة الرب له جلب عليه مرضاً ورأى رؤيا نظر فيها مواضع العذاب، فتنهَّد وبكى، ورفع عينيه إلى السماء وقال: " يا سيدي وإلهي إذا شفيتني فأنا أتوب وأعبدك من كل قلبي ".
وواصل السنكسار: فلما شفي تحرك في قلبه الفكر الصالح وبدأ يزهد في هذا العالم، وترك كل شيء حتى الغنم التي كان يرعاها وصعد إلى الجبل، فصادف القديس الأنبا بيجول خال القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين، وسكن معه في جبل أدريبة. وكانا يقومان بعبادات ونسك بلا مَلل، وأصوام وسهر. وقد تحمَّلا من العدو تجارب كثيرة والرب خلصهما منها.
واستطرد السنكسار: وشاع خبر الأنبا بشاي في كل أرض مصر ووضع مقالات كثيرة وتعاليم نافعة للرهبان والعلمانيين. ودفعة صام شهراً كاملاً. وكانت أعمال الناس مكشوفة لديه، وفي تلك الأيام صعد أنبا شنوده إلى خاله الأنبا بيجول، وأن ملاك الرب أشار عليه أن يلبسه الإسكيم. فألبسه الإسكيم بحضور أنبا بشاي، وظَلَّ الثلاثة متفقين في العبادة والنسك، وصنعوا لهم مساكن في الجبل، وبنوا كنيسة على اسم القديسة العذراء مريم.
واختتم السنكسار: ولما أكمل أنبا بشاي سعيه الصالح تنيَّح بسلام، فكفَّنه القديس الأنبا شنوده، ودفنه في الدير الذي سُمي باسمه " وهو الشهير بالدير الأحمر غربي سوهاج ". وقد كتب القديس الأنبا شنوده سيرته ونسكياته ودعاه " بطرس " لما رآه من قوة احتماله الأتعاب مثل الصخر.
جدير بالذكر أن كتاب السنكسار يحوي سير القديسين والشهداء وتذكارات الأعياد، وأيام الصوم، مرتبة حسب أيام السنة، ويُقرأ منه في الصلوات اليومية.
ويستخدم السنكسار ثلاثة عشر شهرًا، وكل شهر فيها 30 يومًا، والشهر الأخير المكمل هو نسيء يُطلق عليه الشهر الصغير، والتقويم القبطي هو تقويم نجمي يتبع دورة نجم الشعري اليمانية التي تبدأ من يوم 12 سبتمبر.
والسنكسار بحسب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مثله مثل الكتاب المقدس لا يخفي عيوب البعض، ويذكر ضعفات أو خطايا البعض الآخر، وذلك بهدف معرفة حروب الشيطان، وكيفية الانتصار عليها، ولأخذ العبرة والمثل من الحوادث السابقة على مدى التاريخ.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكنيسة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية المزيد القدیس الأنبا الدیر الأحمر
إقرأ أيضاً:
قداس وصلبان وتيجان من سعف النخيل.. كنيسة الأنبا بيشوي ببورسعيد تحتفل بأحد الشعانين في أجواء روحانية مبهجة
في مشهد مبهج غمره الإيمان والفرحة، احتفلت كنيسة الأنبا بيشوي بميدان المنشية في محافظة بورسعيد، صباح اليوم، بعيد أحد الشعانين (أحد السعف)، والذي يعد أول أيام أسبوع الآلام في التقويم القبطي، وسط مشاركة كبيرة من شعب الكنيسة والكهنة والشمامسة.
وشهدت الكنيسة قداسًا إلهيًا مهيبًا بدأ في تمام الثامنة صباحًا، وترأسه القمص بولا سعد، والقس بيمن صابر، والقس بيشوي مجدي، وسط حضور حاشد من الأخوة المسيحيين، الذين توافدوا حاملين سعف النخيل المضفر، والذي يعد من أبرز رموز هذا العيد.
إبداع في تشكيل سعف النخيل
وأبدع الأطفال والشباب داخل الكنيسة في تصميمات متنوعة وجذابة من سعف النخيل، حيث صنعوا تيجانًا وصلبانًا وأساور وقلوبًا ورموزًا دينية قبطية، عبّروا من خلالها عن فرحتهم بالمناسبة، وأظهروا مواهبهم الفنية في تشكيل السعف بطريقة دقيقة تعكس التراث والهوية القبطية.
وامتلأت محيط الكنائس ببورسعيد ببائعي السعف، حيث أقبل المواطنون على شراء الأشكال المختلفة للاحتفال بالمناسبة وتقديمها كهدايا رمزية.
معنى الشعانين ودلالاته الروحية
وأوضح القس أرميا فهمي، المتحدث الإعلامي باسم مطرانية الأقباط الأرثوذكس ببورسعيد، أن العيد يُعرف بـ"أحد الشعانين" أو "أحد السعف"، وهو ذكرى دخول السيد المسيح إلى أورشاليم (القدس)، حيث استُقبل بالخوص الأخضر وسعف النخيل وأغصان الزيتون رمزًا للسلام، مضيفًا أن كلمة "شعانين" مشتقة من "هوشعنا" وتعني "خلصنا" باللغة القبطية.
الزي الملوكي ودورة السعف
وأضاف أن الكهنة والشمامسة يرتدون في هذا اليوم الزي الملوكي المخصص للأعياد الكبرى، وتُقام دورة السعف داخل الكنيسة، ويحمل المصلون خلالها السعف المضفر والمزين على هيئة رموز قبطية مثل الصليب وسنابل القمح والقلوب المورّدة، وسط ترانيم مبهجة.
نهاية العيد وبداية أسبوع الآلام
وعقب انتهاء القداس، تُقام صلاة الجناز العام إيذانًا ببدء أسبوع الآلام، حيث تتشح الكنائس بالسواد وتتحول الترانيم إلى النغمات الحزينة، استعدادًا لختام الأسبوع بعيد القيامة المجيد.