سلطت صحيفة "التايمز" البريطانية، الضوء على فكرة تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، مؤكدة أنها جاءت على ما يبدو من تقرير أعده أكاديمي أمريكي- إسرائيلي.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قدم خلال زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لواشنطن الأسبوع الماضي، خطة لقطاع غزة، لم يكن نتنياهو ليتجرأ على طرحها، وهي ترحيل جماعي لسكان غزة، واستيلاء الولايات المتحدة على المنطقة، وبناء ما قال إنه "أروع مشروع تطوير عقاري في العالم".



وحاول المسؤولون في إدارة الرئيس التراجع ولأيام عن بعض تصريحات ترامب، إلا أن الرئيس تمسك بموقفه، وأكد أنه مشروع عقاري للمستقبل.

وفي حين رفض كثيرون تعليقاته باعتبارها غير مدروسة، علمت صحيفة "التايمز" أن فريق حملة ترامب تلقى قبل أشهر خطة مماثلة لإعادة إعمار غزة من أستاذ اقتصاد في جامعة جورج واشنطن. ويبدو أن ترامب وحلفاءه قد استفادوا واستلهموا نقاطا عدة لتصريحاتهم، واردة في الخطة، ما يشير إلى أنه بدلا من الخداع والتهديد، قد يكون الجمهوريون يعملون بناء على مخطط مدروس جدا.

وقد أرسل جوزيف بيلزمان، مدير مركز جامعة جورج واشنطن للتميز الاقتصادي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، الدراسة المكونة من 49 صفحة وبعنوان "خطة اقتصادية لإعادة بناء غزة: مدخل عملياتي تحويلي" إلى مستشاري ترامب في تموز/ يوليو.


وأخبر بيلزمان بعد شهر المؤرخ الإسرائيلي كوبي باردا على البودكاست الخاص به: "فكرت لماذا لا أكتب منظورا خارج التفكير العادي حول كيفية إصلاح غزة بعد نهاية الحرب"، مضيفا: "أرسلت الورقة إلى جماعة ترامب لأنهم هو الذين اهتموا بها، وليس جماعة بايدن، وطلبوا مني [جماعة ترامب] التفكير خارج الصندوق وحول ما يجب فعله فيما بعد [الحرب] وبخاصة ألا أحد كان يتحدث عنه".

وطرح بيلزمان في دراسته اقتراحا شاملا لإعادة إعمار غزة بالكامل، والتي دمر القصف الإسرائيلي الكثير منها، مدعيا أن الحرب قدمت "فرصة لنهج جديد وجديد لمشكلة قديمة".

ويستخدم التقرير عبارات مثل "التفكير خارج الصندوق" و"الجنون هو القيام بنفس الشيء مرارا وتكرارا وتوقع نتائج مختلفة"، والتي رددها الأسبوع الماضي أعضاء إدارة ترامب، بمن فيهم كارولين ليفيت، السكرتيرة الإعلامية للبيت الأبيض.

وبيلزمان هو أمريكي- إسرائيلي عمل سابقا مع وكالة التنمية الأمريكية الدولية في مجال التطوير الاقتصادي في الصين، حيث وضح أن خطة غزة "تحتاج لإفراغ المكان من سكانه، وأقول إفراغا حقيقا، وحفره من الأساس".

حفر المنطقة بأكملها
واقترح البرفسور حفر المنطقة بكاملها ومساحتها 365 كيلومترا مربعا (141 ميلا مربعا) وبناء منطقة عازلة مع إسرائيل والجارة مصر مثل المنطقة المنزوعة السلاح بين جنوب وشمال كوريا.

 وعلى الجانب الشرقي من القطاع، تخيل بيلزمان ناطحات سحاب على الطريقة الصينية، وفي الجانب الغربي المواجه للبحر الأبيض المتوسط، تخيل عقارات مثل مشروع البحر الأحمر في السعودية وبقيمة مليارات الدولارات. وما بين مشاريع التطوير العقارية بين الشرق والغرب ستخصص للمشاريع الزراعية والدفئيات.

وتشير الصحيفة إلى أن غزة ظلت منطقة ساخنة في الصراع العربي- الإسرائيلي، وبالنسبة لسكان غزة الذي يستمعون لتصريحات ترامب، فإن كلامه يردد أصداء النكبة في عام 1948.

وفي مكالمة هاتفية مع نتنياهو بعد تلقي تقرير بيلزمان، قيل إن ترامب أخبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بأن غزة "قطعة أرض مهمة" وأنها قد تكون موقعا مثاليا لبناء الفنادق. وأعرب نتنياهو وأعضاء اليمين المتطرف في ائتلافه عن دعمهم للفكرة.


وقال ترامب في المؤتمر الصحفي المشترك إن "الولايات المتحدة ستستولي على الأرض وتنفذ المشروع. لكن الرئيس قال لاحقا إن أمريكا لن تستثمر أي أموال في المشروع ولن ترسل جنودها إلى غزة. وفي آخر تعليقاته، قال إن الفلسطينيين لن يكون لهم الحق في العودة إلى غزة إذا استولت عليها الولايات المتحدة وطورتها".

ضغوط على مصر
ويكتب بيلزمان أنه لا ينبغي فرض أي قيود على "السكان البالغ عددهم نحو مليوني نسمة للخروج من غزة" أثناء إعادة إعمارها، لكنه لا يتناول بشكل كامل حقهم في العودة. واقترح أن "تضغط الولايات المتحدة على مصر" لقبول النازحين الفلسطينيين، لأن "مصر دولة مفلسة" وعليها ديون كبيرة للولايات المتحدة. وقد رفضت مصر ذلك بشكل قاطع.

ويزعم تقرير بيلزمان إلى أن "تجربة حماس فشلت" وأن أمن غزة، في الأمد القريب، لابد أن يعهد به إلى "شركاء محايدين يتقاسمون المصلحة المشتركة في إنهاء الجماعة المسلحة". ويكتب بيلزمان من أن المدخل العملياتي التحويلي قد استخدم لتطوير دول.

وأوصى بأن بدخول القطاع الخاص والمنظمات- بدون تحديد جنسيتها-  في شراكة استثمارية مع كيانات حكومية، وحصولها على عقد تلك عقارات لمدة تتراوح ما بين 50 – 100 عاما.

ويتابع التقرير: "في ظل هذا النظام، يقوم كيان خاص ببناء المشروع وتشغيله لعدة عقود، وبعد ذلك تنتقل الملكية إلى سلطة عامة. وخلال فترة التشغيل، يسمح للجهة الخاصة بتحصيل رسوم مقابل استخدام البنية الأساسية".

وبموجب خطة بيلزمان، سيتم تشغيل قطاع غزة بالكامل بالطاقة الشمسية، وسيمر عبره نظام سكك حديدية خفيفة، وستتم خدمته عن طريق الجو والموانئ البحرية.

ويقدر بيلزمان أن التكلفة ستتراوح بين تريليون إلى تريليوني دولار، وسيستغرق المشروع من خمس إلى عشر سنوات حتى يكتمل.



وعلى المدى الأبعد، يتصور بيلزمان اقتصادا من "ثلاثة قطاعات" في غزة، يعتمد على السياحة والزراعة والتكنولوجيا.

وفيما يتعلق بمسألة الحكم، اقترح بيلزمان استقدام "مسؤولين مدنيين" إلى غزة لإرساء "سيادة القانون كما يتم تطبيقه على الملكية والعقود والقانون الجنائي وقانون المسؤولية التقصيرية في ظل نظام السوق".

وكتب: "لن تتم معالجة مسألة السيادة للسكان إلا بعد اكتمال ترتيبات الإيجار لمدة 50 عاما، إلى جانب تشكيل إدارة مدنية قوية".

وقدم عددا من الأمثلة على هياكل الحكم المدني "المدعومة من قبل المستثمرين": "من الولايات المتحدة لدينا بنما وبورتوريكو، ومن بريطانيا العظمى لدينا هونغ كونغ".

لكن خطة ترامب، أو أي خطة تتضمن إبعاد الفلسطينيين دون ضمان حقهم في العودة، ستكون انتهاكا للقانون الدولي فضلا عن كونها غير قابلة للتنفيذ عمليا.

وقالت مروة مزيد، الأستاذة في معهد غيلدنهورن للدراسات الإسرائيلية بجامعة ميريلاند: "يعود ترامب إلى نموذج التنمية الاقتصادية ويستبعد المظالم السياسية الفلسطينية".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية غزة ترامب مصر مصر غزة الاحتلال التهجير ترامب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة إلى أن

إقرأ أيضاً:

الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل محتجز إسرائيلي مسن في الأسر

أكدت وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، أن المحتجز الإسرائيلي شلومو منصور، البالغ من العمر 86 عاما، قُتل في الأسر لدى حركة حماس، بحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت".

ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي القول، إن المحتجز السالف ذكره قُتل على يد حماس، وأن الحركة تحتجز جثته الآن.

وقال الجيش الإسرائيلي "إن قرار الإعلان عن وفاته يأتي بناء على معلومات استخباراتية تم جمعها في الأشهر الأخيرة وأكدتها لجنة خبراء من وزارة الصحة والشرطة الإسرائيلية".

وكان كيبوتس إسرائيلي أعلن في بيان في وقت سابق الثلاثاء وفاة منصور، الذي ولد في العراق.

وبحسب بيان الكيبوتس فإن "إقرار وفاته تم استنادا إلى معلومات استخباراتية جُمعت في الأشهر الأخيرة".

 ويأتي ذلك بعد إعلان المتحدث باسم حماس، أمس الإثنين، أن الحركة ستؤجل عملية الإفراج القادمة عن المحتجزين بعد اتهام إسرائيل بمخالفة اتفاق الهدنة.

وقال الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، في بيان صحفي، إن "قيادة المقاومة راقبت خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق".

وأشار أبو عبيدة إلى "تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف المناطق، إضافة إلى عدم إدخال المواد الإغاثية كما تم الاتفاق عليه".

وأضاف البيان أن "المقاومة نفذت كافة التزاماتها، في حين لم يلتزم الاحتلال"، مؤكدا أن تأجيل الإفراج عن الأسرى سيستمر "حتى إشعار خر، ولحين التزام إسرائيل بالاتفاق وتعويض استحقاقات الأسابيع الماضية بأثر رجعي".

مقالات مشابهة

  • خبراء أميركيون: سيطرة ترامب على قطاع غزة لن تحدث
  • رئيس الهيئة الدولية لدعم الشعب الفلسطيني: دعوة ترامب جريمة تطهير عرقي وإبادة
  • مصر ترفض تخصيص أراض لإسكان المهجرين من غزة
  • الأمم المتحدة: إعمار غزة يتطلب أكثر من 53 مليار دولار
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد مقتل محتجز إسرائيلي مسن في الأسر
  • ترامب يتمسك بضم كندا إلى الولايات المتحدة.. رغبة جادة
  • شولتس يرفض المقترح الأمريكي الإسرائيلي بشأن غزة: فضيحة والتهجير غير مقبول
  • شولتس يهاجم ترامب بشدة.. مقترحه بشأن غزة فضيحة
  • كاتب إسرائيلي: لماذا لا يستقبل ترامب سكان غزة في أميركا؟