مفتي الجمهورية يستقبل وفدًا إندونيسيًّا رفيع المستوى لبحث سُبل التعاون
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
استقبل الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في مقرِّ دار الإفتاء المصرية، وفدًا إندونيسيًّا رفيع المستوى، بحضور الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.
واستهلَّ المفتي اللقاء بالترحيب بالوفد الإندونيسي، فضيلة الدكتور آدي هدايات رئيس مجلس إدارة جمعية الأخيار بإندونيسيا، والدكتور أحمد الصاوي منسق اللقاء، والدكتور محمد الحسيني فرج، والدكتور ميسرة جلال، والدكتور خلاد، والدكتور فتح الرحمن، والوفد المرافق.
وفي كلمته أعرب الدكتور محمد المحرصاوي عن عميق شكره وتقديره لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية الذي فرَّغ من وقته لهذا اللقاء رغم انشغاله الشديد، وأكد فضيلته في ترحيبه بالوفد عمق العلاقة بين مصر وإندونيسيا على المستويين الرسمي والشعبي، معربًا عن تقديره ومحبَّته للطلبة الإندونيسيين الذين يدرسون بالأزهر الشريف مُثنيًا على أدبهم وحُسن أخلاقهم.
وقد استهلَّ الدكتور آدي هدايات كلمته بتقديم الشكر والعرفان لفضيلة المفتي والثناء على حُسن الاستقبال والترحاب به والوفد المرافق، معربًا عن تقديره لتواضع وكرم فضيلة المفتي، ومُبلغًا إياه رسالة التحية والتقدير من أهل إندونيسيا حكومةً وقادةً وشعبًا.
ثم انتقل الدكتور آدي هدايات إلى التعريف بجمعية الأخيار بإندونيسيا وأنها جمعية معتمَدة من وزارة القانون وحقوق الإنسان الإندونيسية، تعمل لتحقيق رسالة واحدة وهي إحياء التعاليم الإسلامية الوسطية السامية المنبثقة من القرآن والسنة، موضِّحًا أنها في سبيل تحقيق هذا الهدف تقوم بمشروعات تغطي ثلاثة محاور أساسية، وهي: الجانب الدعَوِي، والجانب الإنساني، والجانب التربوي، مشيرًا إلى أن مشروعات الجمعية من المساجد والمدارس وما يشمله ذلك من دراسات وندوات ومحاضرات تغطي مناطق إندونيسيا بالكامل، كما تمتد خارج إندونيسيا لتشمل أربعة وعشرين دولة حول العالم.
وأشار د.هدايات إلى عدد من المتغيرات والتحديات التي تواجهها بلاده على مستوى الأفكار الوافدة والاتجاهات المعيَّنة التي تغذي التشدد، والتي تتسبَّب في مشكلات اجتماعية وثقافية، نظرًا لمخالفتها مذهب العامة في إندونيسيا، ملتمسًا من فضيلة المفتي التعاون أولًا في إمدادهم بالفتاوى اللازمة لمواجهة هذه الأفكار، وثانيًا بالتعاون في الفتاوى التي تقوي موقف الحكومة خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي نظرًا لأهمية هذا الأمر، وأشار أخيرًا إلى تعاون جمعية الأخيار مع غيرها من الجمعيات المعتمَدة في إندونيسيا.
وعقَّب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي بأنه خلال أيام سيصل عشرة من الأئمة الإندونيسيين للتدريب في الأكاديمية.
من جانبه جدَّد فضيلة المفتي ترحيبه بالوفد الإندونيسي مؤكدًا أن التعاون بين مصر وإندونيسيا تمتد جذوره تاريخيًّا، ويشمل مجالات عديدة، يأتي في مقدمتها المؤسسة الدينية بشكل خاص ممثلةً في الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية.
وأعرب فضيلته عن سعادته أن مثل هذه المؤسسات لا يقتصر دورها على الجانب الدعوي أو التعليمي فقط، بل أحسنت صنعًا عندما جعلت من الخدمة الإنسانية بابًا من أبواب المحافظة على الدين والدعوة إليه والتعريف به بصورة سلسة وبسيطة.
وتطرَّق فضيلته إلى أن التعاون في المجالات المذكورة يتلاقَى مع كثير مما تقوم به دار الإفتاء في كثير من المجالات، مشيرًا إلى إدارات الدار ومراكزها المختلفة، مثل مركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا الذي يمكن تقديم الكثير من التعاون من خلال هذا المركز حيث يقوم على التصدي ومواجهة التيارات والأفكار المنحرفة، والمؤشر العالمي للفتوى الذي يمكن أن يكون خيطًا أو نقطةَ تلاقٍ بين الجانبين، كما أشار فضيلته إلى إدارة الحوار وإدارات الفتوى المختلفة (الشفوية، والهاتفية، والإلكترونية، والمكتوبة)، مؤكدًا بشكل خاص دور إدارة التدريب فيما يتعلق بإعداد المفتي وصناعة الفتوى الصحيحة، وأنه لدينا الآن بالفعل عدد من الطلاب الإندونيسيين الذين يتدربون في دار الإفتاء المصرية.
كما أشار فضيلته إلى أهمية دور الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم كمظلَّة تجمع تحتها 111 عضوًا من 108 دول، ونسعى لتعزيز وتفعيل دورها وإنشاء مقار تمثيلية لها في عدد من الدول.
وفيما يتعلق بإمكانية التعاون ومجالاته أكَّد فضيلة المفتي الاستعدادَ التام للتعاون في مجالات الفتوى، والتدريب المباشر نظريًّا وعمليًّا، والتعليم عن بُعد، وإرسال بعض علماء دار الإفتاء، وفي مجال الإصدارات المتنوعة لدار الإفتاء المصرية وترجمة بعضها إلى لغات المنطقة، ونبَّه على أن يكون هذا التعاون في صورة مذكرة تعاون ومن خلال القنوات الرسمية وبمراعاة الضوابط والإجراءات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي ختام اللقاء قدَّم الوفد الإندونيسي درع الجمعية إلى فضيلة المفتي تقديرًا لدوره في خدمة القضايا الفكرية وبيان ونشر الفتوى المستنيرة وصحيح الدين.
اقرأ أيضاًمفتي الجمهورية يحاضر في ندوة جامعة أسيوط حول "العلم وأثره في بناء الوعي"
بحضور مفتي الجمهورية.. «حرب الشائعات وأثرها على المجتمع والأمن القومي» ندوة بجامعة سوهاج
لبحث تعزيز التعاون.. مفتي الجمهورية يستقبل وفد الاتحاد العام لشباب العمال
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: مفتي الجمهورية الدكتور محمد المحرصاوي بحث سبل التعاون الدكتور نظير محمد عياد مفتي الجمهورية يستقبل وفد ا إندونيسي ا وفد ا إندونيسي ا دار الإفتاء المصریة مفتی الجمهوریة الدکتور محمد فضیلة المفتی
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية عن خطورة الشائعات: تدفع إلى إيذاء الآخرين
ألقى الدكتور نظير محمد عيَّاد، مفتي الجمهورية، ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء، كلمةً في ندوة بعنوان "حرب الشائعات" لطلاب مدارس سوهاج باستضافة كريمة من مدرسة جيل المستقبل بمحافظة سوهاج، في إطار جهود دار الإفتاء في تنمية الوعي بين الطلاب، ومدِّ جسور التعاون والتواصل بين دار الإفتاء المصرية ووزارة التربية والتعليم.
واستهلَّ المفتي، كلمتَه بتقديم الشكر لوزير التربية والتعليم الدكتور محمد عبداللطيف، ولجميع قيادات التربية والتعليم بسوهاج، مشيدًا بالجهود المبذولة لتعزيز الوعي لدى الطلاب.
وأعرب عن سعادته بالمشاركة في هذا اللقاء الذي وصفه بأنه من أحب اللقاءات إلى قلبه، لا سيما مع طلاب التعليم قبل الجامعي الذين وصفهم بالأزهار المثمرة.
وتحدث المفتي، عن ضرورة تعزيز المعرفة والنضج الفكري في ظل انتشار المنصَّات الرقمية ووسائل التواصُل الاجتماعي، مشيرًا إلى أن هذه الوسائل ليست شرًّا مطلقًا، بل هناك صفحات تعمل على تعزيز الانتماء الوطني ونشر قيم الخير، في مقابل أخرى تسعى لنشر الفتن والأكاذيب.
وأوضح أن الطلاب في هذه المرحلة العمرية يُستهدَفون بالشائعات ومحاولات الإحباط من قِبَل أعداء يَسعَون لتدمير الأوطان لتحقيق مصالحهم.
وأكد أهمية امتلاك الوعي الكافي لتمييز الحقائق من الأكاذيب، وأهمية الوعي باعتباره خطَّ الدفاع الأول لتحصين الأفراد والمجتمع ضد الشائعات وأثرها السلبي.
وفي لَفتةٍ أبوية، قال للطلاب: "أتحدث إليكم حديثَ الوالد لأبنائه والأستاذ لتلاميذه"، مشددًا على أهمية العلم والمعرفة لمواجهة الأفكار المنحرفة والسلوكيات السلبية التي تتنافَى مع الدين والقِيَم الاجتماعية.
وحذَّر فضيلته من خطورة الشائعات، مشيرًا إلى أنها قد تدفع الإنسان إلى إيذاء نفسه أو الاعتداء على الآخرين.
وأكد أن الإنسان مؤتمَن على جسده، وعليه الحفاظ عليه ليكون صالحًا للخِلافة في الأرض وإنتاج الخير للمجتمع.
واستدل بقوله تعالى: {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}، موضِّحًا أن العلم هو السبيل لفهم رسالة الإنسان في الحياة.
وأشار إلى أن النجاح لا يتحقق إلا بالاجتهاد والتفوُّق، محذرًا من الغِشّ الذي نهى عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا».
وأكَّد أن الله أراد للإنسان أن يتعلم لمواجهة التحديات والمشكلات، مستشهدًا بآية { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}. كما أشار إلى أهمية القدوة الحسنة، مستدلًّا بإطلاق النبي صلى الله عليه وسلم سراح أسرى غزوة بدر بفضل تعليمهم للصحابة.
ودعا إلى عرض المعلومات على العقل، ورَبطِ المُقدِّمات بالنتائج؛ للتأكد من صحَّتها، موضحًا أن كل حدث في الحياة هو نتيجة طبيعية لمقدمات سابقة.
وقال: إن الوعي الصحيح يتطلب من الإنسان تحليل المعطيات بشكل منطقي وتفكير نقدي للوصول إلى الحقيقة، مشيرًا إلى أن فهم العلاقة بين الأسباب والنتائج يُحصِّن العقل من الوقوع في فخ الأكاذيب والشائعات.
كما حذَّر من الأفكار الإلحادية التي تسعَى إلى التشكيك في وجود الله. وقدَّم مثالًا مبسطًا للطلاب: "عندما تتركون فراشكم مبعثرًا وتعودون لتجدوه مرتَّبًا، فهذا يدل على أن هناك مَن قام بذلك"، مؤكدًا أن الكون دليلٌ واضح على وجود خالق حكيم.
كما نبَّه إلى خطورة بعض الألعاب الرقمية التي تُروِّج لأفكار هدَّامة تدمِّر الفطرة وتدفع إلى ارتكاب المحرمات، مشيرًا إلى أن هذه الأفكار تؤدي إلى انعدام المروءة والكرامة.
وتناول أيضًا خطورة مشاركة البيانات والمعلومات الشخصية عبر الإنترنت، محذرًا من الوقوع في فخ الابتزاز المالي أو الجنسي الذي قد يدفع الضحيةَ إلى الرضوخ خشية إبلاغ والديه.
واستشهد بحادثة الإفك التي كادت أن تُفرِّق بين النبي صلى الله عليه وسلم وزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها بسبب الإشاعة، مشيرًا إلى قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا}، مؤكدًا أهمية التثبُّت من الأخبار لتجنُّب الفتنة.
كما شدَّد على ضرورة التصدي للتنمُّر ونشر الأخبار الكاذبة، مشيرًا إلى أن هذه السلوكيات تقتل المجتمعات وتنشر الفوضى. ودعا إلى التحلِّي بالأخلاق الحميدة، والاقتداء بالصالحين من المشايخ والأساتذة، والحرص على حضور مجالس العلم.
من جهته أشاد الدكتور محمد السيد، وكيل وزارة التربية والتعليم بسوهاج، بدَور فضيلة المفتي وجهوده في نشر الوعي بين الطلاب، مؤكدًا أهمية هذه الندوات في تنمية عقول الأجيال القادمة.
وبدوره، هنَّأ أمين الدسوقي الحضور بقُرب حلول شهر رمضان المبارك، موجهًا الشكر للمفتي على كلمته المؤثرة. كما أكد أن مديرية التربية والتعليم بسوهاج تعمل كخلية نحل لتحقيق أهدافها التربوية والتعليمية.
وفي لَفتةِ تقديرٍ وعرفان أهدَى الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة سوهاج دِرع َالمديرية لفضيلته، كما قام الأستاذ أحمد حلمي الشريف مدير مدرسة جيل المستقبل بتقديم دِرع المدرسة لفضيلته.
حضر الندوة الدكتور محمد السيد وكيل وزارة التربية والتعليم، والأستاذ أمين الدسوقي مدير عام الأنشطة الثقافية والفنية والاجتماعية بوزارة التربية والتعليم، والأستاذ أحمد حلمي الشريف مدير مدرسة جيل المستقبل، إلى جانب عدد من قيادات وزارة التربية والتعليم بالمحافظة، وعدد كبير من المدرسين والأخصائيين والطلاب من مدارس مديرية التربية والتعليم بمحافظة سوهاج.