علي جمعة: يغفر الله لكل عباده ليلة النصف من شعبان إلا لهذا الشخص
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه لما أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه ﷺ ليُخرج الناس من الظلمات إلى النور، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الآخرة، ومن ضلالة المتاهات إلى نور الحقيقة، بيَّن لنا ﷺ أن بعض الأماكن أفضل من بعض، وبيَّن أن مساجد الله في الأرض إنما هي بيوته، وأن هذه المساجد يُذكر فيها اسم الله وحده جل شأنه، وأنها مكان لتلقي العلم، ومكان للتكافل الاجتماعي بين المسلمين، ومكان للخلوة مع الله سبحانه وتعالى ومناجاته، ومكان للصلاة نسجد فيها لربنا سبحانه وتعالى، ففُضِّلَت على سائر الأماكن.
وأضاف جمعة، فى منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الإجتماعي فيسبوك، أنه كما فضَّل سبحانه وتعالى بعض الأزمان على بعض، ومن هذه الليالي الفضلى ليلة النصف من شعبان ، حيث تقررت فيها الاستجابة لمناجاة سيدنا رسول الله ﷺ . في قوله تعالى : {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144].
فاستجاب الله له ، ووجَّهه إلى محل نظره ، إلى الكعبة المشرفة، إلى المقصودة، إلى البيت الذي أرشد الله إليه الملائكة، وأرشد إليه آدم، وأرشد إليه إبراهيم، حتى ختم أنبياءه بنبينا صلى الله عليه وآله وسلم.
في هذه الليلة، فرَّق الله فيها بين عصر وعصر، وبين مرحلة ومرحلة، فدخل المسلمون مرحلة جديدة في حياتهم، وتراهم بعد ما هداهم رسول الله ﷺ بإذن ربه إلى صراط مستقيم ، يقدِّرون هذه الليلة؛ ولذلك قال علي بن طالب رضي الله تعالى عنه ، فيما يرويه عن سيدنا رسول الله ﷺ: « إِذَا كَانَتْ لَيْلَةُ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ فَقُومُوا لَيْلَهَا وَصُومُوا يَوْمَهَا. فَإِنَّ اللَّهَ يَنْزِلُ فِيهَا لِغُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا فَيَقُولُ : أَلاَ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ ، أَلاَ مُسْتَرْزِقٌ فَأَرْزُقَهُ ، أَلاَ مُبْتَلًى فَأُعَافِيَهُ ، أَلاَ كَذَا أَلاَ كَذَا . حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ» . وهكذا رواية ابن ماجه كلها بالرفع، وهناك رواية أخرى : «فأغفَر له، فأرزقَه، فأعافيه»، والفرق بينهما أن الفاء في حالة الرفع للعطف، وفي حالة النصب للسببية، ومعنى هذا أن الله سبحانه وتعالى سيرزقك، ويغفر لك، ويعافيك، وليس هذا بسبب حولك وقوتك وسؤالك، وإنما هو من فضله وحده، سبحانه وتعالى، فلا حول ولا قوة إلا بالله، كنز من كنوز العرش، كما ورد في البخاري عن سيدنا رسول الله ﷺ.
ويقول سيدنا رسول الله ﷺ: «إن الله يطلع على قلوب العباد ليلة النصف من شعبان، فيغفر للجميع إلا للمشاحن» ؛ أي لمن قطع رحمه، ولمن عقَّ والديه، ولمن خاصم جاره، ولمن ظلم الناس واغتصب أرضهم، ولمن أفسد في الأرض. فعلينا بالتوبة.
وفي رواية أخرى : «أو لمدمن خمر»؛ ولذلك ، من كان يشرب تلك المسكرات -والعياذ بالله تعالى- فعليه أن يقلع ويبدأ التوبة مع الله، حتى لو كان يفعل ذلك استهانةً بالأمر، أو رجاءً في عفو الله، أو غفلةً عن الحكم الشرعي الشريف. فعليه في هذه الليلة أن يخرج من دائرة الشحناء والبغضاء، وأن يبتعد عن الاستهانة بأحكام الله سبحانه وتعالى.
ليلة مباركة، قال تعالى : {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْرًا مِنْ عِنْدِنَا} .
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الكعبة المشرفة ليلة النصف من شعبان النصف من شعبان المزيد الله سبحانه وتعالى سیدنا رسول الله ﷺ
إقرأ أيضاً:
جمعة: ليلة النصف من شعبان تجلٍّ إلهي واستجابة لدعاء النبي
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي تحمل في طياتها معاني عظيمة في العقيدة والتاريخ الإسلامي، فهي محطة فارقة في مسيرة المسلمين، إذ شهدت تحوّل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة المشرفة، وهو الحدث الذي استجاب الله فيه لدعاء النبي ﷺ.
واستشهدا جمعة بما جاء في القرآن الكريم قوله تعالى: {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء} [البقرة: 144]، وهو تعبير عن تشوُّف النبي ﷺ وانتظاره للاستجابة الإلهية في أمر القبلة.
وتابع جمعة أن النبي عندما كان في مكة، كان يصلي متوجهًا إلى بيت المقدس، بحيث يجعل الكعبة بينه وبين بيت المقدس، ولكن بعد الهجرة إلى المدينة، أصبحت قبلته بيت المقدس شمالًا والكعبة جنوبًا، فظل على ذلك نحو ثمانية عشر شهرًا، حتى جاء الأمر الإلهي بتحويل القبلة إلى الكعبة المشرفة، ليجمع الله بين رضاه ورضا رسوله ﷺ، كما قال تعالى: {فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا}.
وفسر جمعة أن "تَرْضَاهَا" مقام دلال وحب، يبرز في هذا التعبير القرآني سرٌّ عظيم، حيث لم يقل الله "نرضاها" بل قال {تَرْضَاهَا}، وهو ما يشير إلى مقام الدلال والمحبة بين الله ورسوله ﷺ، فقد كان مراده ﷺ يوافق مراد الله، ولذلك قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: «إني أرى الله يسارع في هواك»، أي أن الله تعالى يستجيب لدعاء النبي ﷺ لأنه الحبيب المصطفى، والمختار من بين العالمين.
اغتنام ليلة النصف من شعبانتشكل ليلة النصف من شعبان فرصة عظيمة للمؤمنين للتقرب إلى الله تعالى بالدعاء والاستغفار، فهي ليلة تفيض بالنفحات الإلهية، ويُرجى فيها العفو والمغفرة.
وكما أشار الدكتور علي جمعة، فإنها ليلة لا ينبغي للمسلمين أن يدعوها تفلت منهم، بل عليهم اغتنامها بالصلاة، وقراءة القرآن، والاستغفار، والدعاء بأن يتجلى الله عليهم بعفوه ورحمته.
رسالة روحانية من ليلة مباركةإن تحول القبلة لم يكن مجرد تغيير في اتجاه الصلاة، بل كان درسًا في الطاعة، والتسليم لإرادة الله، واستجابة لدعاء النبي ﷺ.
وكذلك ليلة النصف من شعبان، هي فرصة لنجدد نيتنا في الطاعة، ونطلب من الله أن يبدّل أحوالنا للأفضل، وأن يمنّ علينا بالرحمة والمغفرة، لنستقبل رمضان بقلوب نقية عامرة بالإيمان.