«سكر استوديو» .. مشروع يحوّل الشموع الطبيعية إلى فنّ يعانق الإبداع
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
كانت فكرة الشموع تشغل تفكيررائدة العمل زهرة الزدجالية مؤسسة "سكر استوديو" كونها من عشاق الشموع وتجربة صناعة الشموع بنفسها كانت أحد أحلامها وطموحها ورغبتها الشديدة فبدأت في التعلم والمعرفة من خلال حضور ورش تدريبية متعددة في مجال صناعة الشموع مع متابعة الخبراء والمختصين في المجال والأخذ بنصائحهم.
بدأت زهرة الزدجالية في المشروع في عام 2022 وتتمحور فكرة مشروع "سُكر استوديو" في تحويل المواد الخام الطبيعية إلى شموع طبيعية متعددة الأشكال وبروائح وألوان مختلفة ومتنوعة حسب طلب العملاء، بالإضافة الى صناعة المعطرات مثل الفواحات العطرية والمرشات، بحيث تكون مناسبة للاستخدام الشخصي أو تجهيزها كهدايا للأفراد والشركات والمؤسسات.
وتحدثت زهرة الزدجالية عن التحديات التي واجهتها في المشروع والتي تمثلت في تغيير نظرة أفراد المجتمع والمستهلكين للشموع لأن أغلب الشموع المتوفرة في الأسواق المحلية والعالمية هي شموع مصنوعة من مواد بترولية غير طبيعية وتؤثر على البيئة والجهاز التنفسي للإنسان، إضافة إلى الصعوبة في نشر الوعي عن أهمية تغير اتجاه الناس لاختيار شموع طبيعية إلى جانب تحديات تتعلق بعدم توفر جميع المواد الخام في سلطنة عمان، وارتفاع أسعار بعض المواد الخام في سلطنة عمان لكنها تغلب على تلك التحديات من خلال البحث عن بدائل أخرى ومورديين ذوي ثقة.
وتطرقت زهرة للحديث عن المنتجات وقالت: هي عبارة عن شموع طبيعية مجسمة للديكور وشموع معطرة تستخدم لتعطير الجو والاسترخاء. مثل الفواحات والمرشات وكذلك منتجات الشموع للهدايا والتوزيعات في مختلف المناسبات إضافة إلى تقديم مجموعات مخصصة للمؤسسات والشركات التي ترغب بتقدم هدايا مميزة للموظفين والعملاء.
وحول الدعم المادي والمعنوي أشادت زهرة الزدجالية بالدعم الذي حظيت عليه من هيئة تنمية المؤسسات المتوسطة والصغيرة في إتاحة الفرصة لها للمشاركة في فعاليات ليالي مسقط بـ"مهرجان الزهور واستطردت بقولها: "كانت تجربة استثنائية كونها التجربة الأولى في ليالي مسقط حيث حققت مبيعات جيدة جدا وحصلت على قاعدة عملاء جديدة وخبرة جديدة في مجالات مختلفة مثل التواصل المباشر مع العملاء ومهارة التسويق والترويج وطريقة عرض المنتجات في الركن والتي كان لها دور كبير في جذب العملاء للتعرف على المنتجات".
وأضافت: "شاركت أيضا في هبطة العيد في البنك الوطني العماني وهبطة العيد التي أقيمت في شركة الوطنية للتمويل بالاضافة إلى مشاركتها في السوق الليلي لفندق بارسيلو المصنعة وتابعت بقولها: "كل تجربة كسبت منها خبرة ومعرفة مختلفة".
وأشارت زهرة الزدجالية إلى أن الدعمين لها في مشروعها هم عائلتها والصديقات والزميلات والزملاء في مختلف المجالات التي جمعتها بهم.
وتطرقت زهرة للحديث عن الخطة المستقبلية للمشروع قائلة: "الخطة الأولية التي سوف أبدأ بها قريبا تقديم ورش في مجال صناعة الشموع الطبيعية ونشر الوعي بين أفراد المجتمع حول الشموع الطبيعية بشكل أكبر، وأما بالنسبة للخطة المستقبلية بعيدة المدى فهي توسعة المشروع ليكون علامة تجارية محلية ودولية".
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
مصطفى بيومي.. عمود الإبداع والنقد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
من يكتب لا يموت.. حقيقة ساطعة سطرها الأديب الكبير مصطفى بيومى الذى نسج كتابات فريدة فى تاريخنا الثقافى بفضل اعتناقه ثلاثية عملية صارت مفاتيح شخصيته النبيلة وتضم "الجدية" و"الدقة" و"النظام".. وهى الثلاثية التى كان لها الفضل فى سطوع إنتاجه الغزير على الرغم من حالة الإحباط العامة والتى كان لها أثر مدمر على توقف عدد كبير من المشروعات الفكرية لمحاربين آخرين، لكن مصطفى بيومى بما يملكه من أبعاد فلسفية ومباديء صارت نادرة قاوم حالة التردى بالاستمرار وقاوم الإحباط بالعمل الجاد، وقاوم روح الغش الأدبى بمزيد من الإبداع الفارق وقاوم التجاهل بالتواجد المنحوت على مسلة التاريخ المصرى.. كنت أتالم دائمًا وأنا أراقب إعلان جوائز الدولة فأجد أسماء تتباهى بالفوز بها فى حين أن ما قدمته لا يساوى نقطة فى بحر مما سطره مصطفى بيومى ببراعة وصبر واتقان وتفانٍ عجيب.. فهل هذا هو الوعد المكتوب على كل من يعمل بإخلاص بدون شلة ثقافية تحمى ظهره ولا نفاق يحجز له مكان فى الصفوف الاولى ولا معارف يطرحون اسمه؟. إنه واقع غريب نعانى منه لكن مصطفى بيومى لا يشكو ولا يبكى ولا يتراجع وظل مؤمنًا بالقارئ.. القارئ فقط هو من يستحق أن تخلص له وتقدم أفضل ما عندك فهو صاحب الفضل الوحيد.. لذلك لابد أن يعمل لأجله لينير له الطريق بقوة الكلمة التى تتشابك مع عقله ومجتمعه فتتحدى أقسى عدو للبشر أجمعين "الموت".
تفرد أديبنا الكبير فى كتاباته وخاض طرقًا مجهولة منها كتاباته التحليلية لأعمال كبار الأدباء الإبداعية وهى التى تدخل تحت مجال علم الانثربولوجيا الثقافية فنتيجةً للتطور الكبير فى العلوم الإنسانية فى بدايات القرن العشرين، اتسعت مجالات الدراسة فى الأنثروبولوجيا الثقافية، فأصبحت تشمل ثقافة الإنسان الحديث، والإنسان المعاصر، الذى يعيش حياته بطريقة متمدنة وصناعية، تسودها التعقيدات الاجتماعية والثقافية، والذى لا يكتفى بما هو ضرورى للحياة، بل يسعى إلى تحقيق الكماليات. ومن مجالاتها الدراسات الأفقية والمتزامنة وهذه الدراسات تتميز بالمقارنة، فهى دراسات أنثروبولوجيا تستنتج الفروقات بين الثقافات المتباينة. والدراسات التتبعية وهى دراسات رأسية تهدف إلى تتبع نمو الثقافات والطريقة التى أدت إلى النتاج النهائى لهذه الثقافات. وتجد فى كتابات مصطفى بيومى التى تجاوزت مفهوم النقد الأدبى صدى واسع لهذه الدراسات ومنها على سبيل المثال كتب "عصير الشخصية المصرية.. قراءة فى رباعيات صلاح جاهين" و"الفلاح والسلطة فى أدب يوسف القعيد" وشخصيات "الملك فاروق وجمال عبد الناصر والسادات وسعد زغلول وأم كلثوم فى الأدب" وكتابه "ظاهرة الحجاب.. قراءة فى الرواية المصرية" وكتاب "وطنيون.. وطائفيون شخصيات مسيحية فى الأدب المصري"، وغيرها الكثير فقد امتلك قدرة هائلة على التحليل المعرفى والمقارنة الاجتماعية والنقد السياقى وبرزت أعماله المنحوته رأسيًا وأفقيًا وأنت تقف أمام هذه المؤلفات الضخمة التى تعجز عن إنتاجها مؤسسات كاملة وتندهش بالفعل من قدرة شخص على تقديم كل هذا الكم والكيف فمؤلفاته عن نجيب محفوظ وحدها لم تنتجها أقسام كليات الآداب فتصرخ وأنت تقرأ "ياللعظمة".
والأن وبعد رحيل مصطفى بيومى عنا بالجسد فقط.. هل تشعر المؤسسات الثقافية والهيئات التى قصرت فى حقه فلا تكتفى بالرثاء والعزاء وتعمل على تكريمه بعمل حقيقى؟ فالفرص مازالت سانحة ومن ذلك اختيار اسمه ليكون شخصية معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته القادمة وإقامة المحاور والندوات للتعريف به وبانتاجه الضخم وإصدار مؤلفاته فى سلسلة الأعمال الكاملة أو فى طبعات شعبية عن الهيئة العامة للكتاب أو عن هئية قصور الثقافة وإطلاق اسمه على أحد شوارع المنيا أو بنى مزار.. الرجل يستحق الكثير لأنه بالفعل قدم الكثير.