النفايات العائمة في الهواء تغرق بغداد في بحر من السموم
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
12 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تتعالى في مختلف أنحاء العراق أصوات التحذير من المخاطر البيئية والصحية الناجمة عن طمر النفايات في مواقع غير مطابقة للمعايير البيئية والصحية.
وتنتشر هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، حيث يواجه السكان تحديات متزايدة بسبب ارتفاع مستوى التلوث وتدهور جودة البيئة.
وتعتبر هذه القضية من أبرز القضايا التي تؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين والاقتصاد الوطني في العراق.
وبحسب آخر التقارير الصادرة عن الجهات المعنية في 2023، ينتج العراق حوالي 20 مليون طن من النفايات يومياً، بينما تفرز أمانة بغداد وحدها 9 آلاف طن من النفايات يومياً.
وهذه الأرقام تشير إلى حجم الأزمة البيئية التي يواجهها البلد، حيث تتراكم النفايات في مواقع الطمر غير المناسبة.
و في المناطق القريبة من هذه المواقع، ازدادت بشكل ملحوظ حالات الإصابة بأمراض السرطان بأنواعها المختلفة، بما في ذلك سرطان الجلد والدم والثدي والرحم.
وقال الناشط البيئي محمد سعدون في تصريحاته: “نلاحظ زيادة كبيرة في حالات السرطان بين السكان في المناطق المحاذية لمواقع الطمر، حيث لا توجد مراقبة بيئية حقيقية للحد من تأثير هذه النفايات.” وتُظهر الأبحاث أن الطمر العشوائي للنفايات قد يساهم في رفع مستوى الأمراض المرتبطة بالملوثات السامة مثل غازات الميثان وثاني أكسيد الكربون.
أما في ما يخص البنية التحتية لإدارة النفايات، فقد كشف تقرير صادر عن لجنة الخدمات والإعمار النيابية أن حوالي 80% من مواقع الطمر لا تلتزم بالمعايير البيئية.
ويقول مصدر بلدي في بابل، فضل عدم الكشف عن اسمه: “يتم طمر النفايات في مواقع تفتقر إلى أي نوع من المعالجة أو التخزين السليم، ما يؤدي إلى تأثيرات بيئية وصحية كبيرة على السكان المحليين.” ومعظم مواقع الطمر الصحية في العراق تُدار بأساليب بدائية، حيث تُترك النفايات مكشوفة أو يتم تغطيتها بشكل عشوائي، ما يسمح بانبعاث غازات سامة تلوث الهواء وتزيد من معاناة السكان في تلك المناطق.
وتشير معلومات جديدة إلى أن العراق يفتقر إلى بنية تحتية متكاملة لإدارة النفايات، ما يسبب ضغطاً إضافياً على النظام البيئي والموارد الطبيعية.
وفي تعليق على هذه المسألة، أفادت تغريدة عبر منصة “إكس” من أحد المهتمين بالشأن البيئي: “لا يمكن أن نتجاهل أن تلوث المياه والتربة بسبب النفايات غير المعالجة يؤثر سلباً على إنتاج الزراعة في العراق، ما يؤدي إلى تكاليف اقتصادية كبيرة.” هذه الأضرار تنعكس سلباً على القطاعات الحيوية، مما يضيف أعباء إضافية على الاقتصاد الوطني.
كما تؤثر هذه المخاطر البيئية على فئات معينة من الناس، خاصة أولئك الذين يعانون من أمراض مزمنة.
وقال الباحث الاجتماعي سامي علي: “إن تأثير التلوث على المرضى الذين يعانون من أمراض الجهاز التنفسي والحساسية الجلدية يمكن أن يكون مدمراً. هؤلاء الأشخاص يعانون من مضاعفات صحية خطيرة بسبب استنشاق الغازات السامة.”
الأزمة البيئية التي يعاني منها العراق ليست مجرد أزمة صحية فحسب، بل أزمة اجتماعية واقتصادية تهدد استدامة الحياة في مناطق واسعة من البلاد. في هذا السياق، تقول مواطنة من بغداد: “لا يمكننا العيش في ظل هذه الظروف. أصبحت الحياة غير آمنة في منطقتنا بسبب تزايد التلوث وتعرضنا لأمراض خطيرة.”
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author moh mohSee author's posts
المصدر: المسلة
كلمات دلالية: مواقع الطمر
إقرأ أيضاً: