شبكة انباء العراق:
2025-03-15@06:29:22 GMT

صابرون: يتأقلمون ولا يتكلمون

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

نخشى ان نصل إلى اليوم الذي يُمنع فيه الأذكياء من التفكير حتى لا يسيئوا إلى الحمقى. مشكلتنا ان الأغبياء واثقون من انفسهم دائما، وغالبا ما يضطر العقلاء إلى إثبات مهاراتهم امام الحمقى. .
فمن ابسط خطوات الإصلاح القديمة والحديثة، والمعمول بها في كوكب الأرض، وفي كواكب المجموعة الشمسية كلها.

هي: ان تضع الدولة الشخص المناسب في الموقع المناسب. . وهذه البديهية يعرفها الجاهل والمتعلم، وتعرفها قطعان الدواب والماشية، فالحيوانات بشكل عام تتخذ قراراتها الجماعية لاختيار من يقودها ويتحكم بها. فتنتخب الأفضل والأقوى. لأنها تدرك تماما أنها إذا اختارت القائد الخطأ، فسيكون لذلك عواقب وخيمة. فالقرارات الصائبة هي التي تضبط التوازن. . حتى أسراب الطيور والحشرات هي الأخرى لديها قواعدها الخاصة في اختيار الأكفأ لقيادتها. وعلى هذا السياق سارت الشعوب والامم في الاتجاهات الصحيحة. لكن المؤسف له انك لن تجد من يعمل عندنا بهذا النهج القويم. ولا وجود لمن يهتم بالاختصاص المهني، ولا أحد يحترم تراكم الخبرات والمهارات العلمية واللغوية والفنية. .
احيانا تجد سائق رافعة شوكية يرتقي فجأة ليصبح بين ليلة وضحاها من اصحاب الدرجات الوظيفية العليا، وتناط به ادارة اكبر الشركات الحكومية. وكم من ديك صدَّق ان الشمس تشرق بصياحه !؟!. .
خذ على سبيل المثال النظام الدولي لسلامة السفن والموانئ (ISPS)، الذي اختارت له الدولة العراقية عام 2007 فلاحاً من مزارع المشخاب، لا علاقة له بالبحر ولا بالموانئ، ولم يصعد على متن سفينة، وربما لا يجيد السباحة في الشط ولا في الطشت. في الوقت الذي كان العراق يعج بخبراء الملاحة والموانئ، لكن الدولة نفسها كانت تستصغر شأنهم وترى ان التقدم في علوم البحار والمحيطات لن يتحقق إلا على يد فاسكو دي غاما المشخاب، الذي إن حضر لا يُعد، وإن غاب لا يُفتقد. في حين كان المتملقون يفرشون طريقه بالورد، ويعظمون شأنه، ويوهمونه انه الأعلم والأفهم، وانه ماجلان عصره. . (الغريب بالأمر انه لم يكن موظفا في الموانئ ولا في وزارة النقل ولا في أي دائرة حكومية، وانه اختفى فجأة عام 2008، فخرج ولم يعد). .
واحيانا ترى شخصا جمع من الشهادات المزورة ما لا يصدقه العقل، وكل ما يمتلكه من خبرات يقتصر على الكلاوات والفهلوة والتظاهر بالتدين الشكلي والكلام المنمق. مجرد ببغاء بألوان خارجية زاهية، لكنه ظل يتلقى الدعم من قادة الاحزاب حتى يومنا هذا، فيتقافز كما القرود من أدنى إلى أعلى وذلك على الرغم من تباين مهام المواقع التي صار فيها هو الفرعون الأعظم. .
لا نريد استعراض نماذج الشخصيات البليدة التي أنيطت بها المهام الإدارية والوزارية، فقد شهدت معظم مؤسساتنا خروقات واضحة ارتكبها المتحاصصون، الذين كانوا من اقوى الداعمين لمعظم الدمى الكارتونية الغبية، وهذا يعني عدم توفر الحد الادنى من القواعد الإصلاحية، بينما تراهم يتحدثون ليل نهار عن الإصلاح. .
في ديارنا تجري الانتخابات الديمقراطية باسم الشعب، ثم يجد التكنوقراطيون انفسهم خارج التصنيفات الوظيفية العادلة. .
في الختام لدينا خبر جيد وخبر سيء. الجيد اننا لم نمت من القهر. والسيء ان الأغلبية الساحقة ما زالت تتألم لكنها لا تتكلم. .
(وعليمن يا قلب تعتب عليمن هويت وجربت وامنت بيمن). .

د. كمال فتاح حيدر

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

فيلادلفيا.. محور الموت الذي يمنع أهالي رفح من العودة

غزة- منذ نزوحها قسرا قبل 10 شهور، لم تتمكن الفلسطينية هدية أبو عبيد من العودة لمدينتها رفح، حيث لا تزال إسرائيل تسيطر على محور صلاح الدين (فيلادلفيا) الممتد بين قطاع غزة ومصر.

ويفرض جيش الاحتلال بقوة النيران وعمليات التوغل المستمرة حدودا غير ثابتة لما توصف بـ"المناطق الحمراء" في رفح، صغرى مدن القطاع، ويستهدف كل من يحاول الاقتراب منها بعمق يصل لنحو كيلومترين اثنين.

وخلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة الفلسطينية في غزة وإسرائيل، قتل الاحتلال نحو 50 فلسطينيا أثناء محاولتهم العودة لمنازلهم في رفح.

هدية تعيش حياة بائسة في خيمة النزوح بمدينة خان يونس (الجزيرة) أمل العودة

هذه المخاطر تمنع أبو عبيد (55 عاما)، والغالبية من حوالي 300 ألف نسمة من سكان رفح، من العودة إليها، ولا يزال أكثرهم يقيمون في خيام بمنطقة المواصي غرب مدينة خان يونس.

وتقول أبو عبيد، التي تقيم بخيمة مع أسرتها المكونة من 5 أفراد، للجزيرة نت "كل النازحين رجعوا إلى غزة والشمال ولكل المناطق، إلا نحن سكان رفح"، وتتساءل "فهمونا يا ناس، هل رفح خارج الاتفاق؟".

وتنتشر على حسابات سكان المدينة على منصات التواصل الاجتماعي تساؤلات كثيرة حول واقع رفح، وسط غضب كبير لعدم قدرتهم على العودة إليها.

إعلان

وتعلم هدية أن منزلها في "مخيم يبنا" للاجئين الملاصق للحدود مع مصر قد دُمر كليا، وتقول "الاحتلال مسح المنطقة عن الوجود، ولكني أريد العودة لبيتي والعيش فوق أنقاضه، ليس هناك أجمل من رفح ولا أطيب من أهلها".

واحتضنت رفح، بعد الحرب، أكثر من مليون نازح لجؤوا إليها من مدينة خان يونس ومناطق شمال القطاع، ونزحوا عنها جميعا مع أهلها عشية اجتياح المدينة في 6 مايو/أيار الماضي.

وردا على سؤال حول توقعها بالعودة لرفح؟ قالت أبو عبيد "لا عودة دون انسحاب الاحتلال من الحدود، من حاول العودة قتلوه".

كارثة وقتل

بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ينطلق الانسحاب التدريجي من محور "فيلادلفيا" بداية من اليوم الـ42 للمرحلة الأولى منه، وتستكمل إسرائيل انسحابها، على طول المحور الممتد 14 كيلومترا بين الحدود المصرية والفلسطينية، بحلول اليوم الـ50 من الاتفاق.

وكانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قد نددت بخرق الاحتلال للاتفاق، وبعدم التزامه بالجدول الزمني للانسحاب من المحور.

وقالت، في بيان لها الاثنين الماضي، "لم يلتزم الاحتلال بالخفض التدريجي لقواته خلال المرحلة الأولى، وبالانسحاب بالموعد المحدد، وكان المفترض اكتمال الانسحاب في اليوم الـ50 للاتفاق، الذي يصادف التاسع من مارس/آذار الجاري".

وتعاني رفح، حسب وصف المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، من "كارثة إنسانية متجددة، إذ حولت الحرب الإسرائيلية معظم أحيائها إلى ركام، ورغم وقف إطلاق النار لا يزال الاحتلال يواصل هجماته العسكرية، ويسيطر على نحو 60% من المدينة، سواء عبر تمركز الآليات أو السيطرة النارية، ويستهدف المدنيين العزل بالقصف وإطلاق النار، ما يوقع يوميا مزيدا من الشهداء والجرحى".

ومنذ سريان الاتفاق، قتلت إسرائيل -وفق توثيق هيئات محلية ودولية- 150 فلسطينيا، وجرحت زهاء 605 آخرين، على مستوى القطاع، بمعدل 3 شهداء يوميا، ثلثهم من سكان رفح.

فادي يقيم وزوجته الحامل بخيمة في خان يونس ويخشى العودة إلى رفح (الجزيرة)

من جانبه، يقول المواطن فادي داوود للجزيرة نت إن أقارب وأصدقاء له استشهدوا وأصيبوا أثناء محاولتهم الوصول لـ"حي البرازيل" المتاخم للحدود مع مصر جنوب شرقي رفح، لتفقد ما تبقى من منازلهم في الحي المدمر كليا.

إعلان

ورغم قساوة النزوح، يفضل داوود (31 عاما) المتزوج حديثا، والذي يقيم مع زوجته الحامل بخيمة في خان يونس، البقاء مع أسرته على "المغامرة بالعودة إلى رفح".

ومنذ اندلاع الحرب، نزح داوود 5 مرات، ويقول "الحياة قاسية في الخيمة، خاصة وأن زوجتي حامل بابننا الأول، ونفتقد للخصوصية والاحتياجات الأساسية".

رئيس بلدية رفح أحمد الصوفي أعلن أنها مدينة منكوبة (الجزيرة) مدينة منكوبة

وأعلنت بلدية رفح، أمس الخميس، عن التوقف التام لخدمات فتح الشوارع وترحيل الركام، فيما أصبحت مولدات آبار المياه مهددة بالتوقف الكلي بسبب نفاد الوقود واستمرار إغلاق الاحتلال للمعابر منذ الثاني من مارس/آذار الجاري، وهو ما ينذر بكارثة إنسانية وشيكة تهدد حياة السكان.

وحذر أحمد الصوفي رئيس بلدية رفح من أن المدينة تعيش أوضاعا مأساوية غير مسبوقة، حيث يواجه عشرات الآلاف من السكان خطر العطش وانتشار الأوبئة مع تصاعد أزمة المياه، مع شلل تام للخدمات البلدية الأساسية وتدمير البنية التحتية.

وأكد أن البلدية بذلت كل الجهود الممكنة للحفاظ على الحد الأدنى من الخدمات رغم الدمار الكبير، إلا أن نفاد السولار يهدد بتوقف تشغيل آبار المياه بالكامل، مما يفاقم معاناة السكان المحاصرين الذين يعتمدون على هذه "المصادر المحدودة" في ظل الحصار الخانق.

وتحولت رفح لمدينة "منكوبة" حسب صافي، بسبب الحرب والتشريد، وتواجه الآن خطرا مضاعفا بحرمانها من أبسط مقومات الحياة، وأكد أن عدم إيجاد حلول عاجلة قد يؤدي إلى كارثة لا يمكن تداركها.

الاحتلال حوّل رفح إلى مدينة منكوبة مدمرة كليا (الجزيرة)

ويتمركز وجود أعداد محدودة من سكان المدينة حاليا بمناطق وأحياء تقع في الجهة الشمالية منها، بعيدة نسبيا عن الحدود الفلسطينية المصرية، غير أنهم يواجهون مخاطر ويكابدون معاناة يومية شديدة لتحصيل المياه وشؤون الحياة الأساسية.

إعلان

ويقول حذيفة عبد الله، الذي عاد مع أسرته قبل نحو شهر للإقامة بمنزله المدمر جزئيا في حي الجنينة شمال رفح، "للأسف يوميا يصلنا الرصاص، اليوم قذيفة مباشرة أصابت المنزل، ولا أحد يتحدث عن وضع رفح وما تتعرض له".

مقالات مشابهة

  • مصطفى طلاس.. قصة وزير دفاع الأسد الذي أرعب السوريين
  • فيلادلفيا.. محور الموت الذي يمنع أهالي رفح من العودة
  • منصور بن زايد يحضر مأدبة الإفطار التي أقامها محمد بن بطي آل حامد
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا
  • ما هو الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
  • ما الإعلان الدستوري الذي جرى إقراره في سوريا وماذا منح للشرع؟
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • العاشر من رمضان.. النصر الذي هزم المستحيل
  • الإمارات تدين الهجوم الإرهابي الذي استهدف قطارا جنوب غرب باكستان