مأزق سياسي في جنوب أفريقيا بسبب الكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
في ظل تصاعد التوترات الإقليمية في منطقة البحيرات العظمى، تواجه جنوب أفريقيا تحديات متزايدة نتيجة انخراطها في مهام حفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وأكد وزير الخارجية الجنوب أفريقي رونالد لامولا مسؤولية بلاده في دعم الدول المجاورة لتحقيق السلام، مشيرًا إلى أن "جنوب أفريقيا لن تنعم بالاستقرار إذا ما استمرت الاضطرابات في محيطها الإقليمي".
تأتي هذه التصريحات في أعقاب مقتل 14 جنديًّا جنوب أفريقيًّا خلال اشتباكات مع متمردي حركة "إم 23" في شرق الكونغو الديمقراطية.
وقد أثارت هذه الخسائر دعوات من بعض القادة السياسيين في جنوب أفريقيا، مثل جوليوس ماليما من حزب "مقاتلو الحرية الاقتصادية"، وموسي مايمان زعيم حزب "بناء جنوب أفريقيا واحدة"، لسحب القوات الجنوب أفريقية من الكونغو الديمقراطية.
في المقابل، رفض لامولا هذه الدعوات، مشددًا على أهمية استمرار مشاركة جنوب أفريقيا في الجهود الإقليمية للحفاظ على الأمن والاستقرار.
وقال "إذا كنا جادين في المساعدة على إسكات البنادق، فلا خيار أمامنا سوى المشاركة في الجهود الإقليمية لتحقيق ذلك، سواء تحت رعاية مجموعة التنمية للجنوب الأفريقي (سادك)، أو الاتحاد الأفريقي، أو حتى مجلس الأمن الدولي".
وفي هذا السياق، دعت منظمات حقوقية وأطراف سياسية إلى إجراء تحقيق قضائي في ملابسات مقتل هؤلاء الجنود في شرق الكونغو الديمقراطية، بهدف تحديد الأسباب والمسؤوليات واتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
إعلانكما طالب بعض أعضاء برلمان جنوب أفريقيا بإجراء مراجعة شاملة لإستراتيجية البلاد في المهام الدولية، خاصة مع تزايد المخاطر التي تواجه القوات على الأرض.
تجدر الإشارة إلى أن جنوب أفريقيا تشارك بأكثر من 2900 جندي في بعثات حفظ السلام في الكونغو الديمقراطية، في إطار التزامها بدعم الاستقرار والأمن في المنطقة.
وتشمل هذه المشاركة توفير الدعم اللوجستي، وتدريب القوات المحلية، والمساهمة في عمليات مكافحة التمرد.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الکونغو الدیمقراطیة جنوب أفریقیا
إقرأ أيضاً:
محلل سياسي: حديث إسرائيل عن تقسيم جنوب سوريا لمناطق أمنية احتلال رسمي
وصف الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى حديث تل أبيب عن تقسيم الجنوب السوري إلى 3 مناطق أمنية رئيسية بأنه إعلان احتلال رسمي، وقال إن الهدف منه هو خلق معضلة سياسية لنظام دمشق الجديد.
وكانت القناة 12 الإسرائيلية قد ذكرت -في وقت سابق فجر اليوم- أن الجيش الإسرائيلي قسم الجنوب السوري إلى 3 مناطق رئيسية لمنع ترسيخ سيطرة النظام الجديد، وضمان القدرة على التحكم في عدة مستويات من الحدود وحتى العاصمة دمشق.
ونقلت القناة عن مسؤولين أن التقسيم يمثل أحد الدروس المستفادة من السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأن الجيش يعمل في ظروف معقدة ضد النظام السوري الذي بدأ ببناء جيش جديد. وأضافت أن "كل بيت سوري يحتوي على أسلحة وأن الجيش يتوقع التعرض لعمليات أمنية مفاجئة".
احتلال رسميلكن مصطفى قال إن هذه المزاعم الأمنية غير حقيقية وإن الهدف الرئيسي لهذا القرار هو السيطرة على نحو 65 كيلومترا في العمق السوري والوقوف على مسافة قريبة من دمشق.
كما أشار إلى حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن بقاء قواته في سوريا لأجل غير مسمى، وحديثه عن أن الرئيس السوري أحمد الشرع سيرى القوات الإسرائيلية أمامه عندما يفتح عينيه كل صباح وهو موجود في القصر الرئاسي في دمشق.
إعلانووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي، فقد كانت تل أبيب تتوقع انزلاق سوريا إلى الانقسام والحرب الأهلية بعد سقوط بشار الأسد، وذلك اعتمادا على عدد من الألغام السياسية التي تمكن النظام السوري الجديد من تفكيكها.
وقد بدأ هذا الاحتلال الإسرائيلي للجنوب السوري كما يصفه مصطفى بإلغاء اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974 ثم احتلال المنطقة العازلة وصولا إلى دخول القرى المحيطة بهذه المنطقة والسيطرة على جنوب سوريا وخصوصا الطريق الرابط بين دمشق والسويداء.
وتحاول إسرائيل جعل هذه المنطقة منزوعة السلاح تماما وتسعى لمنع النظام السوري الجديد من دخولها تماما بما يضعه في معضلة سياسية كبيرة، برأي مصطفى.
وتمتد هذه المنطقة -حسب المتحدث- من جبل الشيخ والقنيطرة باتجاه السويداء، وهي مساحة تسيطر عليها إسرائيل إما بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر من خلال حرية دخولها وخروجها منها على غرار ما تقوم به في الضفة الغربية.
لجنة للتواصل مع الدروز
وقالت صحيفة هآرتس إن جيش الاحتلال قرر تشكيل هيئة مشتركة مع منسق أعمال الحكومة بالضفة الغربية للتواصل مع الدروز في جنوب سوريا، وإنه قرر البدء بترميم البنى التحتية في المدن الدرزية القريبة من الحدود.
وأضافت القناة أنه تم السماح للدروز السوريين بالعمل في الجولان المحتل بدءا من يوم الأحد المقبل.
وجاءت الخطوة الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان التوصل لاتفاق بين الحكومة السورية الجديدة وحركة رجال الكرامة الدرزية في السويداء، الذي سيكون من شأنه انضواء المدينة تحت مظلة الدولة السورية ومؤسساتها.
ويمثل الاتفاق ضربة لخطط إسرائيل لخلق نفوذ لها في السويداء والتي بدأها مسؤولون إسرائيليون خلال الأسابيع الماضية بإعلانهم بأن تل أبيب ستوفر الحماية للدروز في سوريا إن جرى تعرضهم لأي أذى.
وكان كاتس قد أكد في كلمة مصورة من جنوب سوريا أمس الثلاثاء أن إسرائيل ستبدأ التواصل مع السكان السوريين الدروز على الحدود، وأنها ستسمح لهم بالعمل في الجولان قريبا.
إعلان