صدى البلد:
2025-02-12@08:40:59 GMT

مي حمدي تكتب: الدراما والعنف... وأولادنا!

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

في حوار مع إحدى السيدات الفضليات من كوادر وزارة التربية والتعليم شكت لي مر الشكوى من العنف الذي يتجرعه الأطفال والمراهقين من خلال الأعمال الدرامية، مما أثر سلبيا على سلوكهم، بل وأدى إلى قيامهم بتقليد حركات عنيفة بعينها قام بها بعض الممثلون، مما قد يؤدي إلى إصابة زملائهم إصابات خطيرة وبالغة. ولا شك أن التعرض الدائم لمشاهد عنيفة ودموية، سواء من خلال الأعمال الفنية والدرامية أو الإنترنت أو  الألعاب الإلكترونية أو حتى المواد الإخبارية أو غير ذلك، يؤدي إلى اعتياد الأمر واستسهاله وتهيئة المخ له، واعتباره أسلوب حل النزاع، بل والشعور بلامبالاة تجاهه، ويزيد من خطورة الأمر ميل الأطفال والمراهقين بشكل عام إلى التقليد.

فمشاهدة العنف وإن كانت تؤثر علينا جميعا، فهي تؤثر عليهم بشكل أكبر، لذا ينصح دائما الأطباء والخبراء النفسيون بابتعاد الأطفال عن مشاهدة العنف.

وحيث أن الأعمال الدرامية تنفذ بسهولة إلى بيوتنا وعقولنا وقلوبنا، وتعد أكثرتأثيرا من أي قوالب جامدة أو توجيهات مباشرة، وقد رأينا جميعا تأثيرها على المجتمع سواء في تعديل قوانين أو تشكيل نظرة مجتمعية، فلابد أن يتسم كل صناعها سواء منتجين أو مخرجين أو مؤلفين أو ممثلين بالوعي بآثار ما يقدمونه. أما عن التنويه المكتوب في بداية بعض المسلسلات عن كونها غير مناسبة للأطفال وأنها قد تحتوي على مشاهد عنيفة أو غير لائقة، فلا أجده يسمن أو يغني من جوع. وعلى الأسر منع الأطفال من مشاهدة الأعمال العنيفة،  والتي أجد نفسي ساذجة إذ أتمنى أن تمتنع القنوات عن عرضها بعيدا عن حسابات المكسب والخسارة وللأسف "الترند".

ومع تصاعد وتيرة العنف في المدارس مؤخرا بشكل لا يمكن التغاضي عنه، أصبح لزاما على كل منا في موقعه العمل على مواجهة هذه النزعة.  فلابد من كل مربي – سواء من الآباء أو الأمهات أو المدرسين أو الأخصائيين الاجتماعيين -  أن يتنبه بشكل مبكر إلى بوادر حدوث نزاع، والعمل على معالجته مبكرا قبل أن يصل الأمر إلى حد العنف، بل وتثقيف الأطفال والمراهقين وتوعيتهم بالعنف وآثاره ، وتعليمهم أساليب حل النزاع بشكل سلمي وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات مسبقا، عن طريق الاعتراف بوجودها وتجنب التقليل من شأنها، وتذكير الأطفال والمراهقين بأن وجود النزاع أمر طبيعي، ولكن حلها بالعنف ليس مقبولا. يجب أيضا تشـــجيع الأطفـــال علـــى التعبير عن مشـــاعرهم، وتذكيرهم بأن الشعور بالغضب أحيانا والرغبة في التعبير عنه أمر طبيعي، ولكن لابد من الالتزام بضوابط محددة وعدم اللجوء للعنف. ويتحتم على المربي التدخل الفوري عند وقوع حدث عنيف جسديا أو لفظيا، وأيضا أن يكون نموذجا يحتذى به في استخدام الأسلوب السلمي لحل أي نزاع قد ينشأ، وأن يمتنع نهائيًا عن ممارسة أي فعل عنيف تجاه الأولاد.  

كما يمكن بمشاركة الأطفال إعداد خطوات حل النزاع وتعليقها في مكان واضح وتذكيرهم بالعودة إليها، وإدماجها في مدونة السلوك، حتى ان كان تحقيقها صعبًا في بعض الاوقات! وهذه الخطوات هي كما يلي؛ أولا:  التزام الهدوء، ثانيا: مناقشة الأمر مع أطراف النزاع واستكشاف الحلول الممكنة، ثالثا: الموافقة على حل يقبله الجميع، وأخيرا: وضع الحل موضع التطبيق.

لا شك أن هذه القواعد النظرية قد تكون مفيدة أحيانا، ولكنها لن تكون مجدية إذا استمر أولادنا في التعرض لمشاهد العنف بهذا الإصرار، والتي تتفنن للأسف الأعمال السينمائية والدرامية في عرض تفاصيلها بشكل بشع، وكأنها أسلوب توضيحي تعليمي! لذلك أوجه نداء إلى كل مسؤول، وكل مبدع وفنان بالتنبه إلى مسؤوليتهم أمام الله والمجتمع عن عقول أطفالنا وشبابنا، والعمل على إرساء ثقافة السلام، وتقديس حرمة النفس الإنسانية، ونبذ العنف وعدم الترويج له ولو بدون قصد، وحتى إن استلزم السياق الدرامي!     .
 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: وزارة التربية والتعليم الأعمال الدرامية الأعمال الفنية المزيد الأطفال والمراهقین

إقرأ أيضاً:

وزير العمل: نوفر طلبات للعمل في الخارج بشكل دوري ونبني جدار ثقة مع المؤسسات

أكد محمد جبران، وزير العمل، أن هناك طلبات للعمل في الخارج بقطاع التمريض، مشددًا على أنه تم استقبال الطلب منذ 4 سنوات والوزارة بصدد عمل اتفاقية مع أصحاب الأعمال وبصدد وضع الضوابط الخاصة بطلبات العمالة للخارج.

وأضاف "جبران"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن هناك طلبات للعمالة المصرية للعمل في ألمانيا، مؤكدًا أن أصحاب الأعمال في ألمانيا طالبوا بتوفير مراكز تدريب العمال في جمهورية مصر العربية قبل السفر إلى ألمانيا، والفترة الحالية بصدد توقيع بروتوكول بين أصحاب الأعمال في ألمانيا ووزارة العمل.

ونوه بأنه يتم توفير طلبات العمل في الخارج بشكل دوري ويتم وضع أسس ليكون هناك استدامة بهذا الأمر ويكون هناك جدار ثقة بين وزارة العمل والمؤسسات والشركات في الخارج، متابعًا: "وزارة العمل لا تحصل على أي مبالغ.. وغير هادفة للربح والهدف إخراج عمالة للخارج بكفاءة عالية وومميزة"، مؤكدًا     أن وزارة العمل لديها فكر في المشاركة مع القطاع الخاص لإدارة مراكز التدريب بالوزارة بطريقة تواكب العقل ويكون هناك مرونة، مشددًا على أن مبادرة "ابدأ" تبدأ في إدارة 5 مراكز تدريب بالوزارة والتوسع في هذا الأمر.

مقالات مشابهة

  • تماسك الأسرة.. المرأة حصن أمان لحماية النشء من الانجراف وراء العنف
  • 3 أسباب تجعل عقبال عندكوا من المسلسلات المنتظرة في رمضان.. عودة بعد غياب
  • مكي وأحمد العوضي يتألقان في رمضان 2025.. الدراما الشعبية تكتسح الموسم الجديد!"
  • «عشان متخسرش».. طريقة الاستثمار في الذهب بشكل مربح حاليا
  • الفن.. ونشر البلطجة
  • وزير العمل: نوفر طلبات للعمل في الخارج بشكل دوري ونبني جدار ثقة مع المؤسسات
  • العقل والمزاج| أضرار الكافيين على الأطفال والمراهقين.. عليهم تناول هذه المشروبات
  • الصليب الأحمر: تنسيق مع جميع الأطراف لضمان تنفيذ المهام الإنسانية
  • متحدث الصليب الأحمر بغزة: ننسق مع جميع الأطراف لضمان تنفيذ مهامنا الإنسانية