يمثل حزب الله على مدار السنوات الأخيرة تهديداً متزايداً لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها، وذلك من خلال تورطه في أنشطة متعددة تهدد الاستقرار الإقليمي.
فمن جهة، يشارك الحزب في دعم وتوجيه الميليشيات المسلحة التي تقاتل في مناطق الصراع مثل العراق وسوريا واليمن، مما يساهم في إشعال الفتن وتأجيج الصراعات الطائفية والإقليمية.ولا يقتصر نشاط الحزب على الدعم العسكري، بل يمتد ليشمل لبنان نفسه، حيث يفرض نفوذه وتأثيره على الساحة السياسية والأمنية. ومن جهة أخرى، يتورط حزب الله بشكل متزايد في أنشطة الجريمة المنظمة، وخاصة في تصنيع وتهريب المخدرات، التي تستهدف بشكل أساسي الدول العربية في منطقة الخليج العربي. وقد أصبحت مادة الكبتاغون المخدرة، التي يتم تصنيعها وتهريبها بكميات كبيرة، مثالاً صارخاً على هذا النشاط الإجرامي الذي يهدد المجتمعات العربية. لقد كان لسقوط نظام بشار الأسد في سوريا تداعيات كبيرة في المنطقة، وشكّل ضربة قاصمة لحزب الله تحديداً. فسوريا كانت تمثل نقطة الوصل الأساسية في هذا المحور الممتد من طهران عبر سوريا والعراق وصولاً إلى جنوب لبنان، وكانت خسارتها ستعني قطع الإمدادات وتقويض النفوذ.
إلا أن الإدارة السورية الجديدة، بعد استقرار الأوضاع نسبياً، بدأت في اتخاذ خطوات جادة لمواجهة هذه التحديات. فبعد انسحاب حزب الله من مناطق مثل حمص والقصير، بالتزامن مع وقف إطلاق النار مع إسرائيل في لبنان، بدأ الحزب في محاولة إعادة تنظيم صفوفه وتقييم أوراقه. لكن الأخطر من ذلك هو معارضة الحزب لسيطرة الدولة السورية الكاملة على الحدود اللبنانية - السورية، حيث قام بمواجهة القوات الأمنية السورية التي اقتربت من الحدود عبر عناصر متعاونة معه. في المقابل، اتخذت الإدارة السورية الجديدة خطوات حاسمة لتفكيك شبكات تجارة المخدرات ومصادرة مخازن الأسلحة، والأهم من ذلك، العمل على بسط سيطرتها على الحدود من الجانب السوري، وهو ما يتطلب تعاوناً من السلطات اللبنانية. إن ما تقوم به الإدارة السورية من جهود لتأمين الحدود يمثل خطوة حيوية ليس فقط لأمن سوريا، بل لأمن المنطقة بأكملها، حيث أصبحت القوات السورية خط الدفاع الأول الذي يساهم في تسهيل مهمة حرس الحدود الأردني وأجهزة تطبيق القانون في دول الخليج العربي. وفي هذا السياق، تبدو محاولات حزب الله لاستدعاء «الحس العشائري» محاولات يائسة لن تجدي نفعاً، وهي تبدو كرقصة الديك المذبوح، وبالتأكيد لن تؤدي إلا إلى تعزيز تصميم الإدارة السورية على الحفاظ على أمن وسلامة الأراضي السورية. لقد استنزف حزب الله مقدرات الشعوب، وباع الوهم لأتباعه تحت شعارات كاذبة تخفي خلفها أطماعاً ظلامية. هذا الحزب، الذي اتخذ من المقاومة غطاءً، لم يكن يوماً إلا خنجراً في خاصرة الأمة، يزرع الخراب ويقتات على معاناة الأبرياء. تاريخه ملطخ بالدم، ومستقبله محكوم بعزلة قاتلة، لأن لا مكان في هذا العالم لعصابات تتستر بالدين لتبرير جرائمها. لقد آن أوان سقوط القناع، وآن للأوطان أن تتحرر من قيوده، فالتاريخ لا يرحم، وساعة الحساب قد دقت.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية إسرائيل وحزب الله حزب الله الإدارة السوریة حزب الله
إقرأ أيضاً:
الداخلية:الحدود العراقية السورية مؤمنة 100%
آخر تحديث: 9 فبراير 2025 - 12:03 م بغداد/ شبكة اخبار العراق- قال مدير الدائرة الإعلامية في الوزارة، اللواء خالد المحنا، اليوم الأحد، إن “ملف الحدود بين العراق وسوريا كان من أهم من الملفات التي عملت عليها وزارة الداخلية”.وبيّن أن “أغلب موارد الوزارة أنفقت على حماية الحدود حيث تم إنشاء مشاريع عملاقة والتي تضم بناء حواجز كونكريتية وشوارع مبلطة، إضافة إلى نصب كاميرات ذكية وموانع صناعية”.وأكد المحنا، أن “تلك الأعمال أدت إلى خفض التهريب والتسلل بنسبة كبيرة خلال الفترة الماضية”.