اشتباكات عنيفة ممتدة على الحدود اللبنانية السورية.. ما دلالاتها؟
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تثير الاشتباكات الحدودية بين قوات تابعة للإدارة السورية وعشائر لبنانية متهمة بتهريب المخدرات، تساؤلات عن مآلاتها وما إن كانت تُنذر بالتوسع لتتحول إلى مواجهة عسكرية بين البلدين.
ومع مرور نحو أسبوع على بدء الاشتباكات، بدأ الجيش اللبناني تعزيز تواجده في المناطق القريبة من مسرح الاقتتال، تحسباً لخروج الوضع عن السيطرة.
ما مآل الاشتباكات؟
لكن الكاتب والمحلل السياسي اللبناني يوسف دياب يستبعد في حديث خاص لـ"عربي21" أن تتطور الاشتباكات الحدودية إلى حرب لبنانية – سورية، ويقول: "من الواضح أن الجانب السوري يتعقب تجارة المخدرات، وأصحاب المصانع المنتشرة على الحدود، وذلك في إطار توجه دمشق نحو الانتهاء من ظاهرة المخدرات وتهريبها نحو الدول المجاورة".
وأضاف دياب، أن المتهمين في هذه التجارة من مخلفات النظام وفلوله وتحديداً "الفرقة الرابعة" التي كان يقودها ماهر شقيق الرئيس الهارب بشار الأسد.
وبحسب الكاتب اللبناني، تريد دمشق ضبط الحدود بهدف إيقاف تهريب المخدرات وعمليات التهريب غير الشرعية، مؤكداً أن "دمشق طلبت من الجيش اللبناني ضبط الحدود من الجهة اللبنانية".
بذلك يؤكد دياب أن "الدولة اللبنانية متفهمة للتحركات السورية"، مستدركاً: "لكن هناك حالة استياء لبنانية جراء تعرض بعض المناطق الداخلية اللبنانية للقصف من الجانب السوري، وفي اعتقادي فإن الاتصالات الأخيرة عالجت ذلك، والدولة السورية ليست بوارد خلق إشكال مع لبنان".
من جهتها، قالت إدارة أمن الحدود السورية، إن عملياتها الأخيرة غربي البلاد لم تستهدف لبنان، وإنما عصابات تهريب السلاح والمخدرات التابعة للنظام البائد و"حزب الله".
وقال قائد المنطقة الغربية في إدارة أمن الحدود السورية، المقدم مؤيد السلامة، إن الإدارة أطلقت حملة تمشيط واسعة لضبط الحدود السورية-اللبنانية، ما أدى إلى اشتباكات مع عصابات التهريب المسلحة في قرى حاويك، وجرماش، ووادي الحوراني، وأكوم.
وتابع بأن معظم عصابات التهريب في تلك المناطق تعمل تحت إشراف "حزب الله"، وقال بحسب وكالة الأنباء السورية (سانا): "لقد أصبحت العصابات تشكل تهديداً أمنياً من خلال رعايتها تجارة المخدرات وتهريب الأسلحة عبر الحدود.
تحركات تلبي رغبات دولية
الصحفي السوري المقيم في لبنان محمد الشيخ، أشار إلى عمليات التهريب التي تشهدها الحدود السورية- اللبنانية، وقال: "لذلك التحركات السورية جاءت متناغمة مع مصالح إقليمية ودولية، بهدف الانتهاء من تهريب المخدرات، وقطع طرق إمداد "حزب الله"، نحو العمق اللبناني".
وأوضح لـ"عربي21": "الأردن ودول الخليج متضررة من تجارة المخدرات، ومنبع هذه المواد الحدود السورية اللبنانية، أما دولياً يعني ضبط الحدود عرقلة تسليح "حزب الله"، ما يعني أن الاشتباكات لن تتطور إلى حرب بين سوريا ولبنان".
وحول رد الجيش اللبناني على النيران من الجانب السوري، قال الشيخ إن "الجيش اللبناني مطالب بالرد، بسبب الاستياء الداخلي اللبناني وتحديداً من المتضررين من الاشتباكات".
ضعف "حزب الله"
في السياق ذاته، قلل الكاتب والمحلل السياسي باسل المعراوي، من فرص تطور الاشتباكات إلى مواجهة سورية لبنانية، مفسراً ذلك بـ"ضعف "حزب الله" وامتداداته العشائرية، وبسبب خبرة وتمرس الجيش السوري الجديد في تلك العمليات".
وقال لـ"عربي21": "بعد تحرير سوريا من نظام الأسد وسيطرة قوة معادية لـ"حزب الله" على الحدود من الجهة السورية أصبح الحزب يعاني حالة جديدة لم يعتدها".
ولفت المعراوي إلى أن الإدارة السورية تسعى من خلال ضبط الحدود لتقديم نفسها "قوة نظامية قادرة على ضبط الحدود السورية، مما يعزز اعتماد القوى الدولية والاقليمية على القوات النظامية السورية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية لبنانية حزب الله سوريا سوريا لبنان حزب الله المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الجیش اللبنانی الحدود السوریة ضبط الحدود حزب الله
إقرأ أيضاً:
رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام يزور دمشق حاملا ملفات شائكة .. تفاصيل
علق خليل هملو مراسل قناة "القاهرة الإخبارية"، على زيارة وفد لبناني رفيع يضم رئيس الوزراء ووزيري الدفاع والداخلية العاصمة السورية دمشق، في زيارة رسمية تهدف إلى مناقشة عدد من الملفات الأمنية والحدودية الشائكة بين البلدين، وذلك في أول زيارة بهذا المستوى منذ سنوات.
وأضاف هملو، في مداخلة مع الإعلامية هاجر جلال، مقدمة برنامج "في منتصف النهار"، عبر قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ هذه الزيارة تأتي بالتزامن مع مؤتمر صحفي عقده نواف سلام في دمشق، هو الأول له منذ توليه رئاسة الحكومة اللبنانية، ويتصدر ملف ضبط الحدود البرية والبحرية جدول أعمال اللقاءات، في ظل التحديات المشتركة التي تواجهها بيروت ودمشق، لا سيما فيما يتعلق بحركة التهريب غير الشرعي عبر الحدود الممتدة لأكثر من 330 كيلومتراً.
وتابع: "وسبق أن التقى وزيرا الدفاع السوري واللبناني في جدة قبل نحو 20 يوماً لبحث هذا الملف، في ظل تصاعد القلق من تهريب السلاح والمخدرات، والاتهامات الموجهة لعناصر من "حزب الله" اللبناني بالتورط في هذه الأنشطة من الجانبين".
وواصل: "وتعتبر منطقة القلمون وريف دمشق الشمالي الغربي، وخاصة القصير، من أبرز النقاط الساخنة المرتبطة بالتهريب، في ظل وجود جماعات مسلحة وشبكات تنشط في تلك المناطق، وتدرك الحكومتان أن ضبط الحدود يتطلب تعاوناً وثيقاً مبنياً على الثقة، إلى جانب قدرات أمنية وميدانية كبيرة".
وأكد: "وتناقش المحادثات أيضاً ملف المختطفين أو المغيبين في السجون السورية منذ عقود، والذي ظل عالقاً لسنوات طويلة، وتشير التقديرات إلى وجود أكثر من 600 شخص، بين مفقود ومحتجز منذ عهد الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد، وسط مطالبات لبنانية بكشف مصيرهم".
وأردف: "وتأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه المنطقة تغيرات كبيرة، فيما تحاول سوريا ولبنان إعادة بناء العلاقات بين مؤسسات الدولة والتعامل مع الملفات الأمنية والإنسانية العالقة، بما يسهم في استقرار الحدود ويعزز التنسيق الرسمي بين الجانبين".