الأسبوع:
2025-02-12@08:03:07 GMT

إبراهيم نصر يكتب: تحويل القبلة والمؤامرة على الأقصى

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

إبراهيم نصر يكتب: تحويل القبلة والمؤامرة على الأقصى

تحويل القبلة من المسجد الأقصى فى فلسطين، إلى بيت الله الحرام فى مكة المكرمة، من الأحداث العظيمة التى وقعت فى النصف من شهر شعبان، وهذه الذكرى تجعلنا دائما وأبدا نتذكر المؤامرة على هذه الأراضي المقدسة وعلى المسجد الأقصى الأسير، هذا المسجد الذي حكم عليه بالأسر على أيدي أعداء الله على مر التاريخ.

وفى يقينى أن الله تعالى حين أمر رسوله بالتوجه إلى بيت المقدس، فإنما أراد سبحانه وتعالى أن يلفت المسلمين جميعا إلى أهمية هذا البيت، باعتباره أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، ومن يفرط فيه، فهو يوشك أن يفرط فى الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، ومن هنا فإن قضية تحرير القدس ليست مسؤولية الفلسطينيين، ولا المصريين، ولا الأردنيين وحدهم، بل هى قضية المسلمين أجمعين فى مشارق الأرض ومغاربها، وهذا ما ظهر جليا فى الموقف العربى والإسلامى الموحد، الذى تقوده مصر، الرافض لتصفية القضية الفلسطينية بتهجير الفلسطينيين من أرضهم، والتمسك بضرورة إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧وعاصمتها القدس الشرقية.

ولعله من المناسب أن نتذكر الآن احتلال القدس من قبل الصليبيين الذين انطلقوا من جميع دول أوروبا في أشرس حملة ضد الإسلام والمسلمين، فاستولى الصليبيون عليه سنة 1099م، وقتلوا في جوار البيت المقدس أكثر من سبعين ألفا من المسلمين، ثم قيض الله المجاهد صلاح الدين الأيوبي الذي حرره من أيدي الصليبيين في السابع والعشرين من رجب سنة 583هـ، يوم الجمعة من شهر أكتوبر 1187م بعد 88 عامًا من الاحتلال، فكان يومًا مشهودًا.

إن قبلتنا الأولى تذكرنا بحقيقة الصراع، وأن اليهود قوم بُهت: قال تعالى في معرض حديث الآيات عن القبلة: "وَلَئِنْ أَتَيْتَ الذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُل آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ"، ومن هنا ندرك مدى عداوة هؤلاء للإسلام والمسلمين، فقد شنوا حربا إعلامية ضارية في أمر القبلة، قبل وبعد التحويل، ولقد فُتن ضعاف الإيمان بقولهم: "يجحد ديننا ويتبع قبلتنا"، وقول المشركين: "يدعي ملة إبراهيم ويخالف قبلته"، وقولهم: "رجع إلى قبلتكم فيوشك أن يرجع إلى دينكم".

وكان مما انطلقت به أبواق أعداء الله قولهم: "إن كان التوجه أولًا إلى المسجد الأقصى باطلًا، فقد ضاعت صلاتكم إليه طوال هذه الفترة، وإن كان حقًّا فالتوجه الجديد إلى البيت الحرام باطل وضائعة صلاتكم إليه".

وفي سيرة ابن هشام عن ابن عباس، قال: ولما استقبل النبي صلى الله عليه وسلم الكعبة أتى رفاعة بن قيس، وكعب بن الأشرف، وابن أبي الحقيق، وهم زعماء اليهود، فقالوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ما ولاك عن قبلتك التي كنت عليها وأنت تزعم أنك على ملة إبراهيم، عليه السلام، ودينه، ارجع إلى قبلتك التي كنت عليها نتبعك ونصدقك، وإنما يريدون فتنته عن دينه، فأنزل الله تعالى: "سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" [البقرة: 142]، ثم قال المسلمون: يا رسول الله، كيف بمن مات من إخواننا قبل استقبال الكعبة. فأنزل الله تعالى: ".. وما كان الله ليضيع إيمانكم.. "، يعني: صلاتكم إلى بيت المقدس.

وإن المتأمل لآيات تحويل القبلة - وهي ترد شبهات اليهود - يتبين له مدى ضراوة الحرب الإعلامية والفكرية التي شنها اليهود، وما زالوا، وكل همهم هو تشويه صورة المسلمين وتشتيت شملهم، وحالهم كما قال الله تعالى: "وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا" [المائدة: 33].

اللهم فى هذا الشهر الفضيل، وببركة ليلة النصف منه التى ترفع فيها الأعمال، نسألك سبحانك أن ترفع عنا الغمة، وتجمع شتات الأمة، وتنصرنا على القوم الظالمين الكافرين، أعدائك أعداء الدين.

[email protected]

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الله تعالى

إقرأ أيضاً:

إبراهيم الشاذلي يكتب: مصر بين الأفخاخ والتحديات.. رؤية استراتيجية لصمود الدولة

على مدار أحد عشر عامًا، واجهت مصر اختبارات مصيرية كادت تعصف بمقدراتها، لولا وعي قيادتها وإرادة شعبها. كانت الأفخاخ منصوبة بعناية، أهدافها واضحة: نزع أنياب الدولة وإلهاء القيادة بصراعات داخلية تحجب عنها الرؤية الاستراتيجية. ورغم كثافة الضغوط وتعدد الجبهات، اختارت مصر طريق البناء بالتوازي مع المواجهة، لتثبت للعالم أن الإرادة الحقيقية لا تُكسر.

رهان على البقاء وسط العواصف
لم يكن الطريق مفروشًا بالورود، بل كان مملوءًا بالتحديات، فمن إرهاب غادر أراد تقويض استقرار البلاد، إلى محاولات استدراج الجيش المصري في مستنقعات حدودية مشتعلة، وصولًا إلى الضغوط الاقتصادية التي سعت لإضعاف الجبهة الداخلية. هذه التحديات كانت كفيلة بإرباك المشهد وإعاقة مسيرة التنمية، غير أن الرؤية الاستراتيجية للقيادة المصرية اختارت المواجهة الشاملة، فلم يكن الحل في تأجيل البناء انتظارًا لنهاية الأزمات، بل كان في البناء رغم العواصف.

معادلة القيادة.. بين الأمن والتنمية
الرئيس عبد الفتاح السيسي اتخذ قرارًا استثنائيًا في لحظة استثنائية. كان بإمكانه الانشغال حصريًا بالقضاء على الإرهاب وتأجيل مشروعات البنية التحتية والتنمية الاقتصادية، لكنه اختار الأصعب: مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية في وقت واحد. لم يكن ذلك الخيار سهلًا، فالأفخاخ زادت ضراوتها، والضغوط تضاعفت، لكن الرهان كان على المصريين، وعلى قدرة الدولة على تحقيق معادلة الصمود والتنمية معًا.

مرحلة فارقة في تاريخ مصر
ما مرت به مصر خلال السنوات الماضية ليس مجرد تحديات سياسية أو اقتصادية عابرة، بل لحظة تاريخية فارقة، تكتب فيها الدولة فصلًا جديدًا من صمودها. فالذي يحدث ليس مجرد إصلاحات أو مشاريع، بل إعادة بناء وطن على أسس قوية، رغم كل المحاولات لعرقلته. ومن المؤكد أن التاريخ سيتوقف طويلًا أمام هذه المرحلة، التي ربما لن تتكرر في المائة عام القادمة، حيث تحددت فيها ملامح مصر الجديدة، دولة قوية بمؤسساتها، متماسكة بجبهتها الداخلية، قادرة على مواجهة التحديات، ومتطلعة إلى المستقبل بثبات وثقة.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم عثمان يكتب : غسيل الانحياز أو ممسحة رباح!
  • مرصد الأزهر: تحويل القبلة تأكيد للوسطية ودحض شبهات التطرف
  • قصة تحويل القبلة وهل حدثت فى ليلة النصف من شعبان ؟
  • تفسير قوله تعالى قد نرى تقلب وجهك فى السماء.. علي جمعة يوضح
  • إبراهيم الشاذلي يكتب: مصر بين الأفخاخ والتحديات.. رؤية استراتيجية لصمود الدولة
  • ما الحكمة الشرعية  من تحويل القبلة من المسجد الاقصى إلى الكعبة المشرّفة؟
  • القصة والحكمة من تحويل القبلة في منتصف شعبان
  • ✒️غاندي إبراهيم يكتب: المعركة القادمة
  • عشرات اليهود يدنسون الأقصى المبارك