سواليف:
2025-02-12@06:47:01 GMT

هل هناك مفاوضات سرية؟

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

هل هناك #مفاوضات_سرية؟ –  #ماهر_أبو طير

هناك انقسام في الرأي العام الدولي والعربي حول مستقبل إيران، ولا شك أن أغلب القراءات تتلون بميول أصحابها السياسية، ونادرا ما نجد رأيا حياديا إزاء طهران.

يتبدى السؤال بشكل كبير هذه الأيام حول مصير إيران، في ضوء عدة محددات، أولها نتائج طوفان الأقصى في غزة، والحرب بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي، وثانيها تقييمات الجبهة اللبنانية، وما تعرض له حزب الله، عسكريا، ثم سياسيا على صعيد تركيبة الحكومة اللبنانية الجديدة، والواقع الميداني، وربط هذه التقييمات بنفوذ إيران، وقوتها وضعفها، وثالثها ما يرتبط بسقوط النظام السوري، ونشوء نظام جديد مفصول علنا عن المحور الإيراني، بل ويتخذ اتجاها معاديا برغم حديث دمشق إنها لا تريد معاداة أحد، ورابعها ما يرتبط بالعراق واليمن، من حيث كونهما محطتين للنفوذ الإيراني، وأخيرا الوضع الإيراني الداخلي وعلاقته بالإدارة الأميركية الجديدة، وخصوصا، مع وجود عقوبات ورسائل متناقضة من واشنطن.

نشتق من السؤال السابق، فكرة اساسية تتمحور حول سيناريو الحرب مع إيران، واذا ما كانت إيران ستميل الى تسوية سياسية في المنطقة، ام انها ستعيد التموضع، من أجل تجديد مشروعها في المنطقة، ومحاولة استعادة جبهات محسوبة عليها خصوصا في سورية ولبنان، واذا ما كانت محاولة الاستعادة ستتم من أجل هدف براغماتي أي ترقية شروط التسوية السياسية، ام دفاعا عن مشروعية المشروع الإيراني، وعدم التراجع عن كل التوجه السياسي والعسكري.

مقالات ذات صلة قراءة أمنية أميركية للأردن 2025/02/11

علينا أن نقر أولا أن هناك إشارات متواصلة من إيران تحاول اعادة تعريف وجودها الاقليمي، وليس أدل على ذلك من تنصل نائب الرئيس الإيراني للشؤون الإستراتيجية، محمد جواد ظريف من هجوم السابع من اكتوبر حيث قال إن بلاده لم تكن على علم بعملية السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس في إسرائيل، وأن إيران تفاجأت أيضاً وصُدمت، مضيفا في منتدى دافوس أن إيران تأمل في أن يختار الرئيس الأميركي دونالد ترامب العقلانية في تعامله مع طهران، مشيرا الى أن طهران لم تسعَ قط إلى امتلاك أسلحة نووية، ويمكن الحاق اشارات كثيرة وردت على لسان المرشد الاعلى والرئيس الإيراني، ووزير الخارجية الإيراني كلها تتحدث عن مسارين متوازيين، الأول شرعية المقاومة الفلسطينية، والثاني أن إيران لا تريد حربا، وتريد التفاوض، وهذا يصب في اطار ما يسميه المعسكر الإيراني اسناد الفلسطينيين بانماط مختلفة، لا شن حرب لأجلهم نهاية المطاف.

طهران لن تخوض الحرب من اجل اي قضية عربية، وهذا الكلام واضح، لكنها توظف بذكاء كل أوراق المنطقة لترقية وضعها الاقليمي، وليس أدل على ذلك من تحديها لواشنطن واستقبالها قبل أيام لوفد حركة حماس، كما أنها أيضا ما تزال تمتلك نفوذا اقليميا في دول مهمة مثل العراق واليمن، وعودتها لتقويض المشروع السوري الجديد تبقى واردة ومحتملة بطرق مختلفة، اضافة الى ان ملف لبنان يخضع للتجاذبات، وهذا يعني ضمنيا أن إيران التي تعيد تعريف مركزها الاقليمي، لن تتخلى حاليا عن كل أوراقها، وستواصل توظيفها بهدف تجنب حرب كبرى، والوصول إلى تسوية حول الطاقة النووية، والصواريخ البالستية، والنفوذ الإقليمي.

واشنطن ذاتها تحاول تجنب الحرب، لأنها تدرك أنها قد تكون شرارة لحرب إقليمية-دولية، لكنها أيضا لا تتراجع وتشدد العقوبات، والأخطر هنا أن زيارة رئيس حكومة الاحتلال إلى واشنطن ستعيد جدولة الأولويات الأميركية والإسرائيلية في المنطقة، وهذا ما سنكتشفه بعد عودته من حيث قياسات التصعيد أو التهدئة.

تستفيد إيران هنا من عدة محاور، أولها أن واشنطن تشتبك في صراعات علنية مع أغلب دول العالم، فيما تل أبيب قد لا تكون متأكدة تماما من كلفة ضرب إيران، وبين المحورين السابقين، تتشدد كل الأطراف في شعاراتها، فيما المؤكد أن الوسطاء السريين يقومون بمفاوضات غير علنية هذه الأيام، في محاولة لإطفاء جمر الملف الإيراني، بشروط ميسرة، لا تبدو تنفيذا لشروط إسرائيلية.

يبقى السؤال: هل تستطيع طهران وواشنطن وعواصم وسيطة كشف تفاصيل الاتصالات والمفاوضات السرية هذه الأيام التي تستهدف تبريد سطح المنطقة؟.

الغد

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: مفاوضات سرية ماهر أبو أن إیران

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: أمريكا فرضت عقوبات وغير صادقة في المفاوضات

طهران - الوكالات

شكك الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الاثنين في صدق الولايات المتحدة في السعي إلى إجراء مفاوضات مع طهران في ظل فرض عقوبات عليها، وذلك بعد أسبوع من إعادة تطبيق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سياسة "أقصى الضغوط" على الجمهورية الإسلامية.

وقال بزشكيان "إذا كانت الولايات المتحدة صادقة بشأن المفاوضات، فلماذا فرضت علينا عقوبات؟"، مضيفا أن إسرائيل، لا إيران، هي التي تزعزع استقرار الشرق الأوسط.

وجاءت تصريحات بزشكيان خلال إحياء الذكرى السادسة والأربعين للثورة الإسلامية عام 1979.

مقالات مشابهة

  • إستراتيجية إيران القادمة بين الضغوط الأمريكية والتشبث بالحياة
  • ترامب: إيران مرعوبة بعد فقدان دفاعاتها الجوية وتفضل صفقة مع واشنطن
  • ترامب يتوقع إبرام صفقة مع إيران "الخائفة" بعد تراجع قدرتها الدفاعية
  • وصفها بـ«الخائفة».. رسائل طمأنة من «ترامب» إلى طهران وهذا ردّها!
  • الرئيس الإيراني يشكّك باستعداد واشنطن للمفاوضات ويؤكّد: تحمي «القتلة»
  • الرئيس الإيراني: ترامب يخطط للمؤامرات ضد إيران ولن نقع في فخ العدو
  • الرئيس الإيراني: أمريكا فرضت عقوبات وغير صادقة في المفاوضات
  • الرئيس الإيراني: إسرائيل فرضت حالة من عدم الاستقرار الإقليمي بدعم أمريكي
  • الرئيس الإيراني: طهران لن تستسلم للضغوط الأجنبية ولا تسعى للحرب