موقع النيلين:
2025-03-14@21:29:55 GMT

ليسوا سواءًا ،،، والله

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

سهر الخلقُ جراءَ ما صرّح به الرئيس البرهان واختصموا ، وربما نام هو ملئ أجفانه عن شوارد ما رمى به مما ظنّه نافلة قول أو سقط لسان، ولو يدري أنه إذ يفعل، كمثل من رمى ( *عقب سجارة* ) غير عابئٍ ، فأحدثت حريقًا مدمرًا قضى على كثيرٍ مما جمعه الناس من شتات أنفسهم ، وأوجاع فقدهم، وتباريح معاناتهم وهم يتوكأون على عثرات حظهم، وحتمية قدرهم، وينتظمون في المسار الوطني بقيادة الرئيس البرهان متخففين من كل حِمل يُثقل خطاهم، من ذكريات التنمر ( *القحطي* ) والملاحقات غير القانونية، وحملات التشنئة والتجريم، وإعتقال القيادات الرفيعة ، والتعسف والحرمان المتعمد للحقوق والكرامة .

ومن كِبر ( *ورم حميدتي* ) في عهده ومبضع الجراح في يده فلم يُعمله حتى أفضى الداءُ بآلاف الأنفس، ودنّس عفاف الحرائر، ودمّر الحياة تدميرا.
تناسى الناس تقصير المقصّرين من ذوي السلطان، يوم وقف ( *حميدتي على منصة العلو والتحدي* ) وقال مثلما قالت عاد: ( *من أشد منّا قوة* ) قال: العنده قاعدة ونفير أكثر مننا يرفع يده، فلم يجبه أحد بأن الحق أكثر نفيرًا وأقوى حبلاً وأحكم عروة.

ويوم هدّد الناس وتوعّدهم وهو نائب الرئيس وقال ( *العمارات ديل والله إلا تسكنها الكدايس* ) فلم يؤاخذه أحد، وقد صدق الرجل وعيده للناس ، وأوفى وعده للكدايس وأسكنها فاره الفلل، وأطباق العمائر ، وقد توسع الرجل في إمتلاك السلاح ، وتفسح في مجالس المواقع الإستراتيجية ، حتى لم يترك في العاصمة موطأ قدم الا وله فيه شِركٌ ونصيب ، ولم يوقفه أحد ، وانتظم في حملات تجنيد رفعت أرقام منتسبيه الى أرقام مخيفة ، ومن كان يصدق على مرتباتها من مالية السودان ؟

كل ذلك يهون أمام التحدي الوجودي الذي فرضته حرب الجنجويد، فما كان لعاقلٍ أن تأخذه عزّة إثم ألا يُجيب نداء رب العالمين ، ( *وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن إنتهوا فإن الله بما يعملون بصير* )، وليس عذرًا لمعتذرٍ بأن ما بينه وبين ( *الحاكم* ) ليس عامرًا، لأن الأمر هُنا لا يخصّ الحاكم ومعيّة من معه، ولكنّه يعُم كل الأمة لا يغادر منهم أحدًا ولا يستثنيه.
وقد ذهب الكتّاب والمحدّثون، والمعلّقون، والمتابعون، ذهبوا كل مذهبٍ في تفسير ما تفضّل به الرئيس، قلّبوه على أوجهه كلها، بحثًا عن ( *بصمات لمتهم محلي أو أجنبي* ) كما يفعل المحقّق الجنائي في متعلقات مسرح الجريمة، وتمت عمليات تفسير الأضغاث، وتأويل الكلام والأحلام، بما ستخبئه قوادم الأيام من محدثات وذلك لأن كلام الرئيس ليس ككلام العوام، وحلم الرئيس ليس كـ ( *أحلام الجوعان عيش*)، ولذلك تركت كلمات الرئيس أثرًا بالغًا، وما يزال صداها يتردّد في المدى، وأفئدة السامعين الهواء.

فكيف يستوي المُسارع المُبادر المُجيب لنداء الحاكم في إستنفار شعبه للذود والدفاع عن الوطن تحت إمرة الجيش؟
كيف يستوي هو ومن أشعل هذه الحرب ووفر لها بيئة التوسع والحريق؟
كيف يستوي من توسّدت أجداثهم ثرى تراب الوطن افتداءًا بطوليا، ومن باعوه أرخص من طماطم الشتاء في بوابات السفارات جهرًا؟
كيف يستوي من قاتلوا بين يديك ( *كقائد للجيش* ) حيثُ تؤشّر عصا غُرف العمليات ومن قاتلوك بأيدي الخيانة وعضويتهم تعتمرُ الكدمول في حصار المدرعات والفاشر ، ونعتوك بأقذع الأوصاف، وسخروا منك، وآذوك أيما أذية
نعم لا يستوي الحق والباطل، ولا الظلمات ولا والنور ؟؟ ولا الظل ولا والحرور ؟؟ ولا يستوي الذين يعلمون حق الله والوطن، والذين يعملون على حرب الله وإخصاء الوطن.

لا يسوي الذين رفعهم الشعب درجات الإحترام والتقدير، لحسن مسعاهم، ونبل أخلاقهم، وإخلاص كسبهم لله، والذين يبغضهم الشعب كلّه لخسّة موقفهم، وخيانتهم ووقوفهم مع المؤامرة الدولية لإخضاع الوطن وإرغام أنفه العزيزة ليحلب ( *إبل شيطان العرب* ) ببلاش.
هؤلاء الأشباه المتحولون، المخنثون، السكارى، الذين لم يغضبوا، وجنجويد حميدتي يجوسون خلال ديارهم ويستضعفون أهاليهم، ويستحيون نساءهم، ويتباهون بتوثيق ذلك بأنفسهم.
حتى إذا تنفّس صُبح النصر وإنحسرت سُدفُ الظلام الجنجويدي قسرًا بوضاءة دم شهداء الجيش والقوات المساندة، وحتى إذا حملت الريح ( *عبق يوسف* ، *النصر الموعود* ، *والعود المنتظر* ) وتحرّرت ولايات سنار والجزيرة، وتخوم القضارف والنيل الأزرق، وتنفّست المدرعات والمهندسين والإشارة بصبرٍ وفدائية الجيش العظيم ومن وقفه معه مساندًا، جاء المُعذَّرون الإنتهازيون ، جماعةُ تنسيقية القوى الوطنية، لقسمة السلطة وإلتقاط ( *النبق* ) الذي هزّت جذوع شجره أيدي المجاهدين.

إنتهازيون بلا حياء، لم يقدّموا ( *كبشًا* ) يفتدوا به طفلاً ذبيحًا بسكين الجنجويد، لم يشاركوا في أي ملحمة، ولم يصبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الوطن، أمثال أردول، والشيوعي نبيل أديب ( *الشيطان الأخرس* ) الذي كتم شهادة الحق ( *من فَضَّ الإعتصام* ) لأن في فمه من ( *ماء حميدتي* ) ما منعه الكلام، وحتى الإشارة من طرف خفي للمجرم، الذي يخبئه داخل معطفه، وبين ثنايا ( *ملفاته* ) ويُنكرُ وجوده، وهو رجل القانون المدخر لجلب المجرمين لساحات العدالة.

تنسيقية القوى الديمقراطية الإنتهازية، أرادت جمع وإلتقاط النبق، قبل أن تأخذ ( *فاطنة السمحة* ) نصيبها وإستحقاقها، بل أوضحوا تآمرهم عليها ليأخذها ( *الغول* ) ، أو يرمي بها الريح الأحمر إلى مكان سحيق .
لكن ( *ما تخافوا البطل ما بموت* ) كما قال أحد رواد السينما؛ لأن ( *محمد الشاطر* ) موجود، وحصانه مسروج وسيفه مصقول.
المؤتمر الوطني، والقحاطة، ليسوا سواءًا، والله .
والمهمة الآنية هي هزم وتدمير العدو الجنجويدي
وبعدها لكل حادث حديث.
الله الله غالب.

لـواء ركن ( م ) د. يونس محمود محمد

١٠ فبراير ٢٠٢٥م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..

محمد لطيف

كنت أسأل نفسي دوما إن لم يقرر هو إصطحابي في ذلك العام المبكر من سني حياتي من تلك القرية الواقعة على بعد نحو عشرة كيلومترات الى الشمال الشرقي من مدينة دنقلا على حواف حوض السليم ومن أسرة متواضعة الحال .. الى مدينة عطبرة حيث البيت الكبير والحياة العريضة والآمال الكبيرة ايضا .. كيف كان يكون حالي اليوم ..؟ الشاهد أنني وبفضل والدي الذي لم يلدني الشيخ محمد سعيد محمود عليه رحمة من الله ورضوانه ..وجدت نفسي في البيت الكبير حيث الجد والحبوبة والخالات والأخوال حتى قبل أن ابلغ سن التعليم .. فقضيت شهورا قاربت العام مدللا مرفها حتى حسبت أن الحياة إن هي إلا لعب ولهو !!

ثم حدث الإنقلاب الهائل وتغير كل شيء .. فما أن بدأت اليوم الأول من سلمي التعليمي في مدرسة خليوة الأولية حيث البيت الكبير .. حتى ظننت أن شروط أن تعيش في هذه الدنيا هي الصلاة والمذاكرة ..كان الأمر بالنسبة لوالدي الذي لم يلدني مقدسا لا يقبل المساومة ولا يحتمل التأجيل ..والمصيبة أنني كنت كسولا في الإثنين ..مما جعلني في موضع المراقبة الدئمة والملاحقة المستمرة من جانبه ..وكنت أظن .. وكم من ظنون هي آثام .. أنه يرهقني بما يفعل .. حتى إذا بلغت أشدي واصبحت في موقع المربي من أبنائي .. أدركت أنني كم ارهقت الرجل بل كم عذبته جراء كسلي وغبائي ذاك .. غفر الله لي و أجزل له العطاء.

كان بر والدي الذي لم يلدني بوالديه عجيبا موحيا مثيرا مما تسير به الركبان .. فطوال حياتي في البيت الكبير لآ اذكر أنه ذهب الى فراشه ليلة واحدة قبل أن يمر على فراش والدته .. جدتنا الراحلة مريم فضل حربة عليها الرحمة .. مطمئنا عليها .. ولا اذكر أنه خرج الى صلاة الصبح قبل أن يمر عليها وهي في مصلاتها تستعد للصلاة .. بل لا اذكر قط أنه عاد يوما من خارج البيت إلا وبدأ تحيته بها .. أما بره بوالده .. جدنا الراحل سعيد محمود عليه الرحمة .. الذي كان أحد كبار خلفاء الختمية ..مما حتم أن يكون البيت الكبير محل إنعقاد الليلية الختمية الشهيرة كل أحد وخميس ..وفي كل ذلك كان والدي الذي لم يلدني ..وهو الإسلامي الملتزم تنظيميا وسياسيا .. هو القائم على ترتيبات تلك الجلسات .. وبينما كنا نحن الصغار نؤدي ادوارنا مجبرين ممتعضين .. كان هو يتابع كل صغيرة وكبيرة بمنتهى الحماس والحفاوة بدءا من التنظيم والتمويل والترحيب .. وحتى المشاركة في قراءة المولد والحرص على قراءة بعض المدائح التى كان يحبها جدي عليه الرحمة ..ولم يكن يفعل كل ذلك إلا برا بوالده كما قال لي لاحقا .. !

وعلى ذكر إلتزامه التظيمي أذكر أمرين .. الأول أنني لم اسمعه يوما محتدا في نقاش أو منخرطا في جدال أو مسيئا لأحد أو رافعا صوته بـ (تكبيرة الجهاد) ضد آخر.. والذين عاصروه حتى في مواقع الخلاف يشهدون له بذلك ..ولعل تجربته في قيادة نقابة عمال السكة الحديد قد أثبتت تجرده ومهنيته و حياده تجاه الجميع .. قال لي مرة ( لكل حزبه والنقابة للجميع ) إندهشت حقيقة لإستخدامه العبارة وقلت له مداعبا .. يا حاج والله إنت ما بتشبه الجماعة ديل .. رد ضاحكا ( بطل لولوة يا هم بيشبهوني كويسين زيي أو أنا بشبهم كعب زيهم ابقى على واحد ) ولأنه لم يكن بوسعي أن اظلم نفسي واقول إنهم (كويسين) أو اظلمه وأقول إنه (كعب) انسحبت بهدوء.!!

أما المسألة الأهم علئ ذكر إسلاميته هذه فهي ورغم أنني عشت في كنفه بالمعنى الحرفي لهذه الكلمة من إنفاق و تربية ورعاية وتوجيه وإشراف .. إلا أنني لا اذكر مرة واحدة طلب مني فيها بأي شكل من اشكال الإلتزام بما يؤمن به .. حتى عندما بدأت خوض غمار السياسة .. بوعي مستقل من وجهة نظري .. يساري من وجهة نظره .. لم يزد على أن يقول لي .. بس ما تخلي الصلاة .. له الرحمة والمغفرة .

ولكنه كان يعرف كيف يدير حواراته بما يقنع و يفحم و يضحك ايضا ..نزلنا ضيوفا عليه ذات عام رفقة بعض أصدقائي وقد تزامنت زيارتنا تلك مع احداث رابعة العدوية وكنا سعداء بـ ( بل وجغم) الإسلاميين ..(اليست هذه لغتهم ؟!) وكان هو غاضبا جدا بالطبع يصب جامه على مصر .. فقال له أحد الأصدقاء ياحاج مصر دي مذكورة في القرءان !! فضحكنا و نحن نستبطن أننا قد رددنا عليه بلغته ..ولم ندرك أن صديقنا الذي صفقنا له قد مد له حبلا ليشنقنا به .. إذ جاء رده سريعا ومباغتا على حكاية ذكر مصر في القرءان إذ قال ( أيه يعني هو إنت قايل اي حاجة مذكورة في القرءان كويسة ؟ ما هو قوم لوط مذكورين في القرءان !!) .. فغرقنا في موجة من الضحك لا لطرافة الرد فحسب .. بل لأننا لم نكن نملك ما نرد به عليه ..!

وأخيرا .. إن كانت لهذه الحرب من حسنة واحدة لي ولأسرتي فهي أنها قد منحتنا فرصة أن نقضي معه ثلاثة اشهر متواصلة .. قلت له أنا طلعت منك واحد ورجعت ليك بخمسة ..كان رده (والله أنا مبسوط من الحرب الرجعتكم لي ).. ثم استدرك ضاحكا ( بس اوعى تمشي تكتب محمد سعيد داير الحرب اصلكم بتلفحوا الكلام )..

وأشهد الله وأشهدكم أنني طوال وجودي معه لم اسمعه يوما داعما للحرب أو مؤيدا لها أو مبررا لها ..وكيف يكون كذلك وهو الذي لم يكن يوما متشددا أو عنيفا أو مؤجج فتنة أو مشعل نار ..؟ بل كان هو ما يقابل كل ذلك محضر خير وداعية سلام و منشد وفاق .. رحم الله خالي الشيخ محمد سعيد محمود والدي الذي لم يلدني ورحم الله والداي إذ منحاني فرصة الإنتقال الى كنفه لأكون ما أنا عليه .. فإن أسأت فلي وإن أحسنت فله الأجر .

الوسوممحمد لطيف

مقالات مشابهة

  • رسالة الرئيس السيسي لقادة القوات المسلحة
  • السوداني يعلن قتل الإرهابي عبد الله مكي الذي يشغل منصب والي العراق وسوريا
  • الرئيس السيسي يُهنئ قادة القوات المسلحة بذكرى انتصارات العاشر من رمضان
  • الرئيس السيسى يلتقي قادة القوات المسلحة عقب أداء صلاة الجمعة
  • ما الذي سيفعله الرئيس الشرع لمواجهة إسرائيل؟
  • الشيخ كمال الخطيب يكتب .. أنا السجّان الذي عذّبك
  • ما أبرز بنود الإعلان الدستوري الذي وقعه الرئيس السوري؟
  • حدَّد فترة المرحلة الانتقالية بـ5 سنوات.. أبرز بنود الإعلان الدستوري الذي وقعه الرئيس السوري
  • الجيل: الرئيس السيسي أكد أن مصر لا تنسى تضحيات أبطالها
  • والدي الذي لم يلدني.. او قصة حياتي..