في تطور مثير للقلق، أكد باحثون من جامعة فودان في الصين أن الذكاء الاصطناعي (AI) قد تجاوز "خطًا أحمرًا"، حاسمًا من خلال قدرته على استنساخ نفسه دون تدخل بشري، وهو ما قد يشكل إشارة مبكرة لظهور ذكاء اصطناعي متمرد قادر على العمل خارج سيطرة البشر.

دراسة تكشف قدرة الذكاء الاصطناعي على التكاثر الذاتي

في دراسة نُشرت على قاعدة البيانات arXiv في 9 ديسمبر 2024، أجرى الباحثون 10 تجارب باستخدام نماذج لغوية ضخمة (LLMs) تابعة لشركتي ميتا (Meta) وعلي بابا (Alibaba)، وكشفت النتائج أن، نموذج Llama3-70B-Instruct من ميتا تمكن من استنساخ نفسه في 50% من الحالات، و نموذج Qwen2.

5-72B-Instruct من علي بابا أظهر نسبة نجاح 90%.

تشير هذه الأرقام إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يكون بالفعل قادرًا على التكاثر الذاتي، ما يثير مخاوف من احتمالية فقدان السيطرة عليه مستقبلاً.
 

تطبيق ديب سيك للذكاء الاصطناعي يشعل التنافس بين الصين وأمريكا.. ما القصة؟الذكاء الاصطناعي بلمسة إنسانية.. آبل تكشف عن رؤيتها لمستقبل الروبوتات الاستهلاكيةمعركة جديدة في عالم الفن.. جدل حول مزاد كريستيز للأعمال المولدة بالذكاء الاصطناعيسامسونج تعتزم دمج الذكاء الاصطناعي في شبكات الجيل السادس لهذا السببكيف تم تنفيذ الاختبار؟

تمت التجارب في بيئات محكمة باستخدام وحدات معالجة رسومية (GPUs) لمحاكاة بيئات تشغيل واقعية. واعتمد الباحثون على هيكلية "الوكيل الذكي" (Agent Scaffolding)، والتي زودت الذكاء الاصطناعي بمجموعة من الأدوات والإرشادات التي مكنته من التفاعل مع أنظمة التشغيل وتنفيذ عمليات النسخ الذاتي.

سيناريوهات مقلقة: تجنب الإغلاق والتكاثر المستمر

اختبرت الدراسة سيناريوهين رئيسيين، تجنب الإغلاق (Shutdown Avoidance): تم تدريب الذكاء الاصطناعي على اكتشاف متى يكون على وشك الإغلاق ومن ثم إنشاء نسخة منه لضمان استمراريته.

فيما طلب من الذكاء الاصطناعي استنساخ نفسه ثم برمجة نسخته للقيام بالمثل، مما قد يؤدي إلى حلقة استنساخ لا نهائية.

سلوكيات غير متوقعة: هل بدأ الذكاء الاصطناعي في التصرف بشكل مستقل؟

لاحظ الباحثون ظهور تصرفات غير متوقعة عند محاولة الذكاء الاصطناعي التغلب على العقبات التقنية، مثل، إيقاف عمليات أخرى في النظام كانت تعيق استنساخه، إعادة تشغيل النظام تلقائيًا لإصلاح مشكلات في الأجهزة، مسح النظام بحثًا عن معلومات تساعده على حل الأخطاء البرمجية.

كتب الباحثون في الدراسة:"في معظم الحالات، يبدأ الذكاء الاصطناعي بفهم بيئته، ثم يحدد آلية تشغيله، قبل أن يضع خطة واضحة لعملية الاستنساخ. أخيرًا، ينفذ الخطة مع تعديلات ديناميكية حتى ينجح، دون أي تدخل بشري."

تحذيرات ودعوات لتنظيم دولي

حذر الباحثون من أن هذه القدرات قد تستخدم لتعزيز بقاء الذكاء الاصطناعي وتطوره الذاتي، مما يستدعي إجراءات دولية عاجلة لضمان عدم حدوث تكاثر غير منضبط للذكاء الاصطناعي.

قال الفريق في الدراسة:"نأمل أن تكون نتائجنا بمثابة إنذار مبكر للمجتمع البشري، لحثه على بذل المزيد من الجهود لفهم وتقييم مخاطر أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، والعمل على وضع معايير سلامة دولية في أقرب وقت ممكن."

هل نحن على أعتاب ذكاء اصطناعي متمرد؟

يشير مصطلح "الذكاء الاصطناعي المتمرد" (Rogue AI) إلى أنظمة ذكاء اصطناعي تطور وعيًا ذاتيًا أو درجة عالية من الاستقلالية، مما قد يدفعها إلى التصرف ضد مصالح البشر. 

ومع تزايد تطور الذكاء الاصطناعي المتقدم (Frontier AI)، والذي يشمل تقنيات مثل GPT-4 وGemini، تتزايد المخاوف من إمكانية خروج الذكاء الاصطناعي عن السيطرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي ميتا المزيد الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

«الذكاء الاصطناعي» يشكل مستقبل عقارات الإمارات

يوسف العربي (أبوظبي)
فتحت تقنيات الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة تشكل مستقبل القطاع العقاري في الإمارات، بالتزامن مع التوسع في استخدام الصور عالية الدقة في التصميم والتسويق العقاري، من خلال استخدام الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، بحسب مطورين عقاريين في الدولة.
وأكد هؤلاء لـ «الاتحاد»، أن التحليلات التنبئية تمثل حالياً أداة استراتيجية قوية تساعد المطورين في استشراف اتجاهات السوق، وفهم تفضيلات العملاء، وصياغة حملات تسويقية معتمدة على البيانات، فيما يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المشاريع العقارية على المستوى التشغيلي، إلى جانب دوره الفاعل في تعزيز الاستدامة، وترشيد استهلاك الطاقة.
وأضافوا أن المباني الذكية المزودة بأنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي، يمكنها خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى %30، ما يتماشى مع لوائح المباني الخضراء في الإمارات، كما تعمل روبوتات المحادثة على تحسين تجربة العملاء، من خلال تقديم رؤى فورية، وتوصيات استثمارية مخصصة، وتسريع إتمام المعاملات بسلاسة.

عنصر حيوي  
 من جانبه، قال شون ماكولي، الرئيس التنفيذي لشركة «ديفمارك»: إنه بالنسبة للمطورين العقاريين، فإن الذكاء الاصطناعي فتح آفاقاً جديدة من الإمكانات، حيث أصبح بالإمكان تصميم وتسويق المشاريع بشكل أكثر دقة وكفاءة، وتوفر الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي الآن صوراً ثلاثية الأبعاد عالية الواقعية، مما يعزز قدرة المشترين على تصور العقارات بشكل أفضل. 
وأضاف أن ذلك يعد عنصراً حيوياً، خاصة في المشاريع تحت الإنشاء، حيث يتيح للمشترين، بما في ذلك المستثمرون الدوليون، القيام بجولات افتراضية تفاعلية، مما يتجاوز القيود الجغرافية.
ولفت إلى أنه بالنسبة للتحليلات التنبؤية، فهي تمثل أداة استراتيجية قوية تساعد المطورين في استشراف اتجاهات السوق، وفهم تفضيلات العملاء، وصياغة حملات تسويقية معتمدة على البيانات. 
وقال إنه في «ديفمارك» يعتبر الذكاء الاصطناعي أداة محورية تمكن الشركة من تقديم استراتيجيات موجهة وفعالة للمطورين، مع تحسين التجربة العامة للمشترين، حيث إنها ليست مجرد تقنية عابرة، بل تمثل عنصراً رئيساً لتشكيل مستقبل صناعة العقارات.

أخبار ذات صلة 1.5 تريليون دولار الثروة المالية في الإمارات بحلول 2028 90 شركة عالمية تنضم إلى مبادرة «الجيل التالي للاستثمارات»

إدارة المشاريع  
من ناحيته، أكد حسين سالم، الرئيس التنفيذي لشركة أوهانا للتطوير العقاري، أن الذكاء الاصطناعي أحدث تحولاً كبيراً في قطاع العقارات، من خلال تحسين الكفاءة، وتحليل السوق، وتعزيز تجربة العملاء. 
وأضاف أن المطورين العقاريين يعتمدون على التحليلات التنبئية المدعومة بالذكاء الاصطناعي لتقييم مستوى الطلب، وتحديد الأسعار المثلى، والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية، وفي مجال التسويق والمبيعات، تتيح الجولات الافتراضية المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتصورات ثلاثية الأبعاد للمستثمرين من جميع أنحاء العالم استكشاف العقارات عن بُعد.
ولفت إلى أنه على المستوى التشغيلي، يسهم الذكاء الاصطناعي في تحسين إدارة المشاريع، وتعزيز الاستدامة، وترشيد استهلاك الطاقة، فالمباني الذكية المزودة بأنظمة تعمل بالذكاء الاصطناعي يمكنها خفض استهلاك الطاقة بنسبة تصل إلى 30%، ما يتماشى مع لوائح المباني الخضراء في الإمارات، كما تعمل روبوتات المحادثة والخدمات الرقمية على تحسين تجربة العملاء، من خلال تقديم رؤى فورية، وتوصيات استثمارية مخصصة، وتسريع إتمام المعاملات بسلاسة.
 وقال إنه في «أوهانا للتطوير»، يتم دمج الذكاء الاصطناعي بشكل فعال في العمليات لتعزيز الكفاءة والارتقاء بتجربة العملاء ومع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي، سيؤدي دوراً أكبر في تطوير عقارات مستدامة قائمة على البيانات، وتركز على احتياجات العملاء، ما يسهم في إعادة تعريف مفهوم الحياة العصرية.

تحسين الاستثمارات  
من ناحيته، أكد علي مسلم بو منصور، المدير العام في «أوبجكت ون»، أن الأنشطة العقارية ساهمت بنسبة 7.6% في الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات العام الماضي، مما دفع المطورين والمستثمرين ومديري العقارات إلى التوجه بشكل متزايد نحو الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكفاءة، وتحسين الاستثمارات، وتحسين تجارب المستأجرين.
وقال: إن 80% من شاغلي العقارات والمستثمرين والمطورين يخططون لزيادة ميزانياتهم الخاصة بالتكنولوجيا في السنوات الثلاث المقبلة، وهو اتجاه يتماشى مع أجندة الإمارات الرقمية الطموحة. 
 ونوه بأن الذكاء الاصطناعي بدأ بالفعل في إعادة تشكيل عمليات العقارات بعدة طرق، فبالنسبة لمالكي العقارات الذين يديرون محافظ تأجير واسعة، يمكن للأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي استخراج الشروط المالية وشروط الامتثال الرئيسية من العقود المعقدة، مما يوفر رؤى فورية حول هياكل الإيجار والاتجاهات السوقية. 
وأضاف: تعمل المساعدات الذكية على تحسين تفاعلات المستأجرين، والتعامل مع طلبات الصيانة الروتينية، بل ودعم المفاوضات حول العقود من خلال تحليل البيانات التاريخية وظروف السوق في الواقع، ومن المتوقع أن يولد الذكاء الاصطناعي وحده بين 110 مليارات دولار إلى 180 مليار دولار من القيمة لصناعة العقارات العالمية، وتتبنى الشركات الإماراتية هذه التقنيات بسرعة. 
ونوه بأنه من ناحية الاستثمار، يمكن للذكاء الاصطناعي تحسين اتخاذ القرارات من خلال تقييم المعاملات العقارية التي تصل قيمتها إلى مليارات الدراهم بسرعة، بالنظر إلى أن المعاملات التي تم تسجيلها في أبوظبي ودبي والشارقة وعجمان في 2024 بلغت 893 مليار درهم، فإن هذا يعد مفيداً جداً في اتخاذ القرارات السريعة بدلاً من فرز البيانات المبعثرة يدوياً، يمكن للذكاء الاصطناعي تسليط الضوء على الفرص ذات القيمة العالية بناءً على التحليلات التنبئية عن طريق تصنيف البيانات غير المهيكلة، وتقديم قائمة بأهم العقارات المعروضة للبيع.
وأوضح: تعمل أدوات التصور المدعومة بالذكاء الاصطناعي على إعادة تعريف كيفية تفاعل الأشخاص مع المساحات، مما يسمح للمستأجرين المحتملين بتخصيص تصميمات العقارات بشكل افتراضي حتى يتمكنوا من فهم كيف ستبدو إذا انتقلوا إليها، وهذه الابتكارات لا تعزز فقط التفاعل مع العملاء، ولكنها تفتح أيضاً تدفقات إيرادات جديدة للمطورين وشركات العقارات. 
وقال إنه مع استمرار الإمارات في توسعها الحضري السريع، من المتوقع أن يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تشكيل مستقبل العقارات في الدولة، مما يجعل المدن أكثر ذكاءً، والاستثمارات أكثر حدة، وتجارب المستأجرين أكثر سلاسة.

مقالات مشابهة

  • 6 طرق مبتكرة باستخدام الذكاء الاصطناعي للتفاعل مع الأطفال
  • محاكمة أشباح الذكاء الاصطناعي
  • «دبي للمستقبل» تنظم أسبوع «الذكاء الاصطناعي» من 21 إلى 25 إبريل
  • بهدف عكسي ..برشلونة يتجاوز ليغانيس ويعزز تصدره لليغا
  • «الذكاء الاصطناعي» يشكل مستقبل عقارات الإمارات
  • نصب.. حمادة هلال يستغيث بسبب فيديوهات الذكاء الاصطناعي
  • قفزة تركية في الذكاء الاصطناعي
  • قبيل محادثات عُمان.. واشنطن ترسم الخط الأحمر وطهران ترد بالرفض
  • «مجلس محمد بن حمد» يناقش مفاهيم الذكاء الاصطناعي
  • ويتكوف يحدد الخط الأحمر في المفاوضات مع إيران ولا يستبعد اتفاقا