خبراء إسرائيليون: حماس تتفنن بشن الحرب النفسية علينا بمشاهد تسليم الأسيرات في غزة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
رغم الانتكاسة العسكرية التي مُني بها الاحتلال أمام المقاومة في غزة، لكن الجبهة الإعلامية والدعائية لم تكن أقل انتكاسة، لاسيما لحظات تسليم الأسيرات في غزة من قبل مقاتلي حماس، وما رافقها من طقوس أثارت غضب الاحتلال، الأمر الذي كشف بدوره عن الثمن الباهظ الذي دفعه لإبرام صفقة التبادل.
وأكد غادي عيزرا، المدير السابق لمركز المعلومات الإسرائيلي، ومؤلف كتاب "11 يومًا في غزة"، أن "هدف حماس من مراسم إعادة المختطفين الإسرائيليين هو التأثير على المجتمع الدولي، والجمهور في غزة، والإسرائيليين، وهذه لحظات أصبحت فيها عملية الوعي خارجة عن السيطرة، حث بدأت الحركة دعايتها كحملة توعية مدروسة، مستهدفة ثلاث فئات رئيسية".
وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أن "الفئة الأولى التي استهدفتها حماس من حربها الدعائية هي الرأي العام الدولي، في محاولة منها لإيجاد شرعية لها استعداداً لما هو آتٍ، من خلال وضعها شعار على المسرح باللغة الإنجليزية نصّه "انتصار المظلومين على النازية الصهيونية"، في تطابق مقصود مع ثقافة WOKE، التي ترى العالم من خلال عدسات ثنائية من الظالمين والمظلومين، رغم أنه لا يزال من المبكر جدا تقييم تأثير الحدث في هذه الفئة".
وأوضح أن "استهداف حماس للجمهور الفلسطيني من دعايتها هذه، وهو الفئة الثانية، هدف لمواصلة ترسيخ الوعي السيادي في غزة، بدءًا بالزي الرسمي الذي يرتديه المقاومون، مرورًا باستخدام العناصر المؤسسية مثل الأختام، وانتهاءً بالحشد المتحمس من المؤيدين الذين حضروا الحدث، والأهم من ذلك تأكيد عودة مئات الآلاف لشمال قطاع غزة بعد ذلك بوقت قصير".
وزعم أن "حماس خاطبت الرأي العام الاسرائيلي، وهو الفئة الثالثة، من خلال إجبارها للمختطفات الإسرائيليات على قول أشياء معينة، وارتداء ملابس بعينها، وعلامات غريبة، والحصول على شهادات إطلاق سراحهن، بهدف تدمير الروح المعنوية للإسرائيليين، من خلال لافتة بارزة تعلن باللغة العبرية أن "الصهيونية لن تنتصر"، بهدف تحدّي مفهوم الصهيونية، والتضامن الاجتماعي للإسرائيليين".
من جانبها زعمت ليلاخ سيغان الخبيرة الاعلامية في صحيفة معاريف، أن "مشاهد تسليم الأسيرات في غزة تكشف الضغط النفسي الذي تمارسه حماس على الإسرائيليين، ووصل مستويات متطورة للغاية، حيث تحظى وسائلها الإعلامية بدعم من العديد من القنوات العربية الكبرى، وعدد لا بأس به من وسائل الإعلام الغربية".
وأضافت في مقال ترجمته "عربي21" أن "المشاهد الإعلامية المرتبطة بتسليم الأسيرات للصليب الأحمر في غزة تحمل دلالات داخلية وخارجية، أولاها أن حماس تُبدي قوتها في استعادة السيطرة على غزة، وثانيها تكشف مقاطع فيديو أن الأسيرات يتلقين معاملة حسنة من خاطفيهن أثناء وداعهن، وهم يشكرونهم باللغة العربية، ويبتسمون، بل يحصلن على شهادة وحقيبة تذكارية، وكل إنتاج هذا الفيديو له جمهور وهدف وغرض".
وأوضحت أن "حماس أرادت من مقاطع الفيديو المصورة لعمليات تسليم الأسيرات ترسيخ روايتها وسرديتها حول الحرب الأخيرة، والتزاما منها بهدفها المتمثل بإلحاق القسوة، الجسدية والنفسية، بالإسرائيليين، الأمر الذي يستدعي منهم ألا يقعوا في هذا الفخ، وعدم التصرف بردود الأفعال المنفعلة، بل التعامل بتفكير بطريقة جديدة، والتحرر من الهواجس، رغم أن المشكلة التي تواجهنا تتمثل بأن سردية حماس تريد إبقاءنا عالقين في كابوس هجومها في السابع من أكتوبر".
وأشارت إلى أن "المشاهد المصورة خلال تسليم الأسيرات تتعلق بالحرب النفسية التي تشنها حماس على الاحتلال، بهدف محاولة تقييد الاسرائيليين من الناحية العاطفية والمعنوية، مما يجعل من الصعب عليهم رؤية الصورة الكبيرة بسبب كثرة المشتّتات من حولهم، لكن الأهم هو أن نتخلص من روايات "النصر الكامل" أو "الضغط العسكري فقط هو الذي سيقضي على حماس، ويطلق سراح المختطفين"، لأنها أثبتت عدم فعاليتها".
وأكدت أن "الاحتلال الذي أعلن أنه لن يتفاوض مع العناصر المعادية، لكن رفضه انهار، وقد حان الوقت للتفكير بمعادلة واستراتيجية جديدة، لا تقوم على ردود الفعل، بل نهج طويل الأمد ومتطور، يعتمد على القضاء على العناصر المعادية بمساعدة تعاونيات جديدة، وبرئيس أمريكي غير تقليدي ومؤثر، لكن الخطوة الأولى هي إنهاء صفقة التبادل، مع كل الصعوبات المنطوية عليها".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال غزة حماس صفقة التبادل حماس غزة الاحتلال صفقة التبادل صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تسلیم الأسیرات من خلال فی غزة
إقرأ أيضاً:
مقترح مصري جديد يتضمن نزع سلاح المقاومة وحماس ترد بالرفض
كشف قيادي في حركة حماس، أن مصر نقلت للحركة مقترحا، يتضمن نصا صريحا، بشأن نزع سلاح المقاومة، وهدنة مؤقتة لمدة 45 يوما.
ونقلت قناة الجزيرة تصريحات خاصة للقيادي الذي لم يكشف عن اسمه، وقال إن المقترح الذي نقلته القاهرة لنا يشمل إطلاق سراح نصف أسرى الاحتلال بالأسبوع الأول من الاتفاق، وتهدئة مؤقتة لـ45 يوما مقابل إدخال الطعام والإيواء
وأضاف: "وفدنا المفاوض فوجئ بأن المقترح الذي نقلته مصر يتضمن نصا صريحا بشأن نزع سلاح المقاومة".
وتابع: "مصر أبلغتنا أنه لا اتفاق لوقف الحرب، دون التفاوض على نزع سلاح المقاومة".
وشدد بالقول: "حماس أبلغت مصر أن المدخل لأي اتفاق هو وقف الحرب والانسحاب، وليس نزع سلاح المقاومة، وأن نقاش مسألة السلاح مرفوض جملة وتفصيلا، وأن السلاح هو حق أساسي من حقوق شعبنا ولا يخضع للنقاش".
ولفت إلى أن المقترح الأخير الذي نقلته مصر، يشترط تسليم الأسرى الأحياء والأموات بنهاية 45 يوما، لتمديد الهدنة وإدخال مساعدات.
من جانبه قال مستشار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، طاهر النونو الإثنين إن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كافة أسرى الاحتلال،في مقابل وقف إطلاق النار والانسحاب من قطاع غزة.
وأجرى وفد حماس المفاوض برئاسة رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، عدة لقاءات الأحد في القاهرة مع مسؤولين مصريين وقطريين الذين يسعون إلى تقريب وجهات النظر بين حماس والاحتلال لإنهاء الأزمة وتثبيت وقف النار.
وقال: "نحن جاهزون لإطلاق سراح كافة الأسرى الإسرائيليين مقابل صفقة تبادل جادة ووقف الحرب والانسحاب الإسرائيلي من قطاع غزة وإدخال المساعدات" وفقا للفرنسية.
واتهم النونو الاحتلال بتعطيل الاتفاق، وقال إن "المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب".
وشدد النونو على أن حماس "أكدت للوسطاء على ضرورة توفر ضمانات لإلزام الاحتلال تنفيذ الاتفاق".
وقال إن "حماس تعاملت بإيجابية ومرونة كبيرة مع الأفكار التي عرضت في المفاوضات، لوقف النار وتبادل الأسرى".
وأضاف أن "الاحتلال يريد إطلاق سراح أسراه من دون الانتقال إلى قضايا المرحلة الثانية المتعلقة بوقف النار الدائم والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة".
ونقلت "الفرنسية" عن مصدر قالت إنه مطلع، إن وفد حماس "أنهى لقاءاته مع المسؤولين المصريين والقطريين، في القاهرة، من دون حصول تقدم حقيقي".
من جهة ثانية قال النونو إن "سلاح المقاومة خط أحمر وليس مطروحا للتفاوض" وتابع أن "بقاء سلاح المقاومة مرتبط بوجود الاحتلال".