مباشرة عقب الهزّة الأرضية التي شهدها المغرب، في الساعة الأخيرة من يوم الاثنين، أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، أنّ: "بؤرة الزلزال هذه المرة كانت على عمق 20 كيلومترا في قرية "بريكشة" بإقليم وزان، بقوة بلغت 5.2 درجة على سلم ريختر".

وروى عدد من المواطنين لـ"عربي21" من مناطق شمال المغرب، القريبة من بؤرة الزلزال، اللّحظات الأولى من شعورهم باهتزاز الأرض، بين من أكّد: "عرفت أنه زلزال، فيما هربت خارج المنزل رفقة أسرتي لحين إحساسي بالهدوء"؛ وبين من قال: "شعرت لوهلة بخوف مضاعف.

." فيما ارتفعت مشاعر الخوف من تكرار فاجعة زلزال الحوز بين المواطنين.

ولتقريب المواطنين ممّا جرى، ولدحض جُملة من الأنباء الزائفة التي يتم تداولها بشكل متسارع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص مواعيد لتردّدات الهزّة الأرضية، تواصلت "عربي21" مع مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء التّابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ناصر جبور، للإجابة على أهم الأسئلة.


تاليا نص الحوار:
بداية، كيف يمكن طمأنة الناس التي تتداول أنباء عن هزات ارتدادية اليوم وغدا؟ 
بما أنه لم يتم تسجيل أي هزّات أرضية ارتدادية ملموسة على شكل تسلسل، منذ توقيت وقوع الهزّة، مساء أمس الاثنين، فإن هذه الهزة هي: معزولة، وليس لها أي توابع، على عكس الزلازل الأخرى التي كانت لها مئات الهزات الارتدادية التي شعر بها المواطنون.

لهذا يجب على المواطنين، الانتباه ممّن يحصلون على المعلومة، والحرص على أخذ الأخبار من أهل الاختصاص فقط، والابتعاد عن المواقع التي تقدّم شروحات غير منطقية وغير علمية.

هل هناك فعلا أي توقعات مستقبلية لنشاط زلزالي في المنطقة؟
الآن، هناك احتمال ضعيف في أن تكون زلازل في نفس المنطقة التي شهدت الهزّة العنيفة يوم أمس، فيما يمكن أن تحصل في أماكن أخرى؛ لكن في الحالتين هناك احتمالات ضعيفة جدا. 

وما يمكن التأكيد عليه مرّة أخرى هو أنّ: توقيت الهزّة الارتدادية قد انتهى، إذن هي غير موجودة.

هل هناك أنظمة إنذار مبكّر للزلازل في المغرب؟ 
لدينا بعض الأجهزة التي تعمل على الإنذار المبكّر، لكنّها قليلة؛ مستقبلا ممكن أن تكون لدينا أجهزة أكثر لإعلام الناس، قبل وصول الموجات الزلزالية، يعني تحسيس الناس من البؤرة، وإعلامهم كذلك قبل وصولها إلى أماكن تواجدهم. 

هذا هو مفهوم الإنذار المبكر، يعني يتم ما بعد وقوع الزلزال مباشرة، فيتم إنذار الساكنة حول وصول الموجات الزلزالية، التي تحتاج لبعض الدقائق قبل وصولها، والنظر في كيفية التعامل. وهذا الأمر يحتاج لتحضير مُسبق وتوعية.



ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للمواطنين للتعامل مع الزلازل في المستقبل؟
يجب التعامل مع الزلزال بعدد من الطرق، انطلاقا من اتّخاذ جُملة من التدابير الاحترازية، بشكل مباشر خلال الموجات الأولى من الهزّات الأرضية: انطلاقا من اللجوء إلى أسفل المكاتب أو الطاولات الخشبية المتواجدة في المنازل، أو أسفل  إطارات الأبواب الخشبية، هي كذلك أماكن آمنة، ثم أركان المنزل. 

هل للزلزال تأثيرات بيئية أخرى غير الأضرار المباشرة؟ من قبيل: التغيرات في التربة أو المياه؟
نعم، لاحظنا أن الزلازل أحيانا يكون لها تأثير على منسوب المياه في الآبار سواء بالزيادة أو النقصان؛ أيضا تؤثّر على البيوت المتواجدة تحت الصخور حيث يمكن أن تنهار جرّاء الانهيارات الصخرية، وهو ما شاهدناه عقب زلزال الأطلس الكبير (زلزال الحوز)، قبل عام ونصف تقريبا.

 أيضا، أحيانا يمكن أن يسبّب الزلزال موجات تسونامي، إذا ما كانت البؤرة في البحر، وهو ما يستلزم الابتعاد عن شواطئ البحر، عقب الشعور بالهزّة الأرضية، إلى حين التعرّف على مكان البؤرة بالضبط. 


في الختام، هل يمكن أن تشاركنا بتجارب سابقة للتعامل مع الزلازل في المغرب؟ وما هي الدروس المستفادة؟
الدرس الأول المستفاد منذ زلزال أكادير خلال عام 1960 إلى زلزال الأطلس الكبير قبل عام ونصف، هو أنّ: البناء هو الذي يسبّب الضحايا إثر الزلزال، لأن الزلزال لا يقتل وإنّما البناء الذي شيّده الإنسان، لهذا نوصي ونكرر باختيار الأماكن الجيدة في البناء واعتماد البناء المضاد للزلازل، مع الابتعاد أيضا عن وسائل البناء غير الجيدة. 

الدرس الثاني: اللجوء إلى المواقع التقنية والمؤكدة التي تبتعد عن الأخبار الزائفة، وتقدّم أيضا جُملة من النصائح الجيدة والمفيدة والمضبوطة. لهذا فإن التوعية المستمرة شيء هام وملحّ.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات المغرب شمال المغرب زلزال الحوز ناصر جبور المغرب شمال المغرب زلزال الحوز الاطلس الكبير ناصر جبور المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة یمکن أن الهز ة

إقرأ أيضاً:

زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب المغرب والسكان يفرون إلى الشوارع (فيديو)

ضرب زلزال بقوة 5.1 درجة على مقياس ريختر مدينة قصر الكبير شمال المغرب اليوم، حسبما ذكرت قناة «القاهرة الإخبارية».

زلزال المغرب يدفع المواطنين إلى الشوارع

وقال ناصر جبور رئيس المعهد الوطني للجيوفيزياء، إن الهزة سجلت في إحدى المناطق المجاورة لمنطقة قصر الكبير، داخل محافظة طنجة تطوان الحسيمة.

وأضاف أن السكان شعروا بالزلزال في مدن رئيسية مختلفة مثل الرباط والدار البيضاء وفاس ومراكش، من بين مدن أخرى مثل القنيطرة ووزان ومكناس.

ولم تبلغ السلطات المحلية عن وقوع إصابات حتى الآن.

وأظهر صحيفة «موروكو وورلد نيوز» أن الكثير من السكان تركوا منازلهم بدافع الخوف.

زلزال المغرب

وفي 8 سبتمبر 2023، ضرب زلزال بقوة 7.0 درجات ولاية الحوز المغربية، ما تسبب في خسائر بشرية فادحة، وأضرار مادية واسعة النطاق.

وأسفر الزلزال عن مقتل ما لا يقل عن 3000 شخص، وتشريد 5000 آخرين.

وفي أعقاب الزلزال، أطلق الملك محمد السادس خطة إنعاش بميزانية قدرها 120 مليار جنيه ما يعادل 11.6 مليار دولار على مدى خمس سنوات.

بالإضافة إلى ذلك، وافقت الحكومة على عدة مراسيم تسعى إلى تعزيز مقاومة الزلازل في البناء، خاصة في المناطق المتضررة من الأحداث الزلزالية الأخيرة.

كما انضم المغاربة إلى حملة التضامن من خلال تقديم التبرعات والمساعدات؛ للأشخاص المتضررين من الزلزال المميت.

مقالات مشابهة

  • حوار خاص لـعربي21 مع مدير معهد الجيوفيزياء: هذه تفاصيل الهزة الأرضية الأخيرة
  • زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب شمالي المغرب ويثير هلع السكان
  • لم ترد أنباء عن سقوط ضحايا.. تفاصيل زلزال المغرب
  • زلزال يهز المغرب
  • زلزال بقوة 5.1 درجة يهز شمال المغرب
  • زلزال بقوة 5.2 درجات شمالي المغرب
  • فيديو.. زلزال في المغرب بقوة 5.2 درجة
  • زلزال بقوة 5.1 ريختر يضرب المغرب والسكان يفرون إلى الشوارع (فيديو)
  • زلزال بقوة 5.1 درجة يهز المغرب