رغم التأخير الإسرائيلي الحاصل في تنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، لكن التقدير الاسرائيلي أن حزب الله لن يرغب بنسفه، لكن الاحتكاك سيستمر طالما ظلّ جيش الاحتلال يماطل في الالتزام بما تم الاتفاق عليه، الأمر الذي قد يحمل إمكانية للمخاطرة بالتصعيد.

وذكر الجنرال كوبي ماروم خبير في الأمن القومي والساحة الشمالية، أن "نهاية الستين يوماً من الاتفاق الموقع بين لبنان والاحتلال برعاية أمريكية من المفترض أن ينسحب خلالها جيش الاحتلال من جنوب لبنان، ويعيد انتشاره على الحدود، على ان ينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان بين الليطاني والحدود مع فلسطين المحتلة، وتدمير البنية التحتية للحزب في المنطقة، خاصة في المناطق التي لم يعمل فيها الاحتلال على الأرض".



وكشف في مقال نشرته القناة 12، وترجمته "عربي21" أنه "جرت في الأيام الأخيرة مناقشات مكثفة مع رئيس آلية التنسيق الجنرال غاسبر ومع إدارة ترامب فيما يتعلق بتمديد فترة بقاء قوات الجيش في نقاط معينة جنوب لبنان حتى اكتمال نشر وتدمير البنية التحتية للحزب، حتى قررت حكومة الاحتلال أن الجيش سيبقى هناك حتى يتم الانتهاء من الاتفاق من قبل لبنان، وهو قرار تم تنسيقه مع إدارة ترامب".



نشر الجيش اللبناني
وزعم أن "الجيش اللبناني يُظهر ضعفاً وبطئاً في الانتشار، فهو جيش صغير، وهذه المهمة معقدة بالنسبة له، وهو بحاجة لتجنيد آلاف المقاتلين الجدد، وهناك مشاكل تتعلق بالتعاون مع الحزب، وبالطبع التحدي المتمثل في الحدود مع سوريا بعد تغيير النظام هناك، وهذا هو التحدي الكبير الأول الذي يواجهه الاحتلال منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ".

وأشار أن "الاحتلال مطالب بأن يصرّ على التنفيذ الكامل للاتفاق، بما فيه التنسيق الوثيق مع إدارة ترامب في هذا الشأن، حتى على حساب المخاطرة بالتصعيد، فيما يشكل انتخاب الجنرال جوزيف عون رئيسًا للبنان، تحت رعاية الإنجازات المهمة التي حققها جيش الاحتلال ضد الحزب، فرصة لأن يفرض على الاحتلال أن يحترم التزاماته".

وأضاف أن "الحزب يعكس تغييرات مهمة في تركيبة القوى على الساحة الداخلية اللبنانية، لكن انتخاب رئيس ورئيس وزراء ليسا من أنصاره أمر مهم، ولكن لا ينبغي لنا أن نتصور أنهما سيطلقان حملة لتفكيكه، أو منعه من محاولة إعادة تأهيل نفسه، فهناك فجوة واضحة بين تصريحات عون بأن جيشه سيكون القوة المسلحة الوحيدة في البلاد، وبين التنفيذ الفعلي للأمور".

وأشار إلى أن "الحزب تعرض بالفعل لضربة شديدة، وأصبح ضعيفاً، ويحاول التعافي، دون قيادة ذات رؤية استراتيجية، مع قطع رابطه الحاسم مع سوريا، مما خلق ضغوطاً كبيرة عليه، وهو يحاول إعادة بناء نفسه في ظل واقع لبناني معقد، ويواجه صعوبة كبيرة في تلقي المساعدة من إيران، ولذلك تتجه قيادته لإصدار تصريحات عدائية، لكني أشك في أنه يريد أو لديه مصلحة في انتهاك الاتفاق، والعودة للقتال، بل سيرغب بدعم الاتفاق الذي يقضي بانسحاب قوات الاحتلال بالكامل، ثم البدء بإعادة الإعمار".

إعادة بناء حزب الله
واستدرك بالقول أننا "قد نشهد إطلاق صواريخ مدروسة على مناطق مفتوحة، أو احتكاكات مخططة بين اللبنانيين العائدين لمنازلهم، وجنود الاحتلال في الجنوب، والحزب بذلك يهدف لإرسال رسالة مفادها أنه غير راض عن قرار الاحتلال بالبقاء في جنوب لبنان، مع العلم أن مستوطني الشمال يشعرون بقلق بالغ إزاء الواقع الأمني، لأن مشكلتهم الرئيسية منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر تمثلت بفقدان الثقة في المنظومة الأمنية والحكومة في مواجهة الواقع على الحدود اللبنانية".

كما تساءل الكاتب كيف أن "الحكومة والجيش سمحا ببناء هذه الترسانة العسكرية الضخمة للحزب قرب المستوطنات الشمالية عشية الحرب، دون أن يفعلا شيئا لمنعها، وكيف سمحا بهذه السياسة المتهورة، مما يجعل من تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وتمديد بقائه، أمرا بالغ الأهمية لإحساس المستوطنين بالأمن، ورغم أنه في نهاية الهدنة المؤقتة التي استمرت 60 يوما، يستطيع سكان جنوب لبنان العودة لمنازلهم، لكن نظرا لتمديد بقاء الاحتلال هناك، فإن الطرفين لا يزالان في حالة تأهب، مما يثير قلقاً كبيراً لدى مستوطني الشمال".

وأكد أن "التطورات الأمنية والسياسية لن تدفع الحكومة لدعوة مستوطني الشمال الذين تم إجلاؤهم للعودة لمنازلهم إلا في الأول من مارس، فيما تستمر بالتلعثم في قضية الخطة الطارئة لإعادة إعمار مستوطنات الشمال، لأن المقارنة مع نموذج التعويض في مستوطنات الجنوب تبدو سخيفة، والأضرار التي لحقت بمستوطنات الشمال بعد عام ونصف هائلة، وعلى الحكومة أن تكون أكثر سخاءً معهم، بما فيها الحوافز الاقتصادية الكبيرة بشكل أكبر".



عدم عودة مستوطني الشمال
وأشار إلى أن "حوارات مستوطني الشمال مع القيادة السياسية والعسكرية ضعيفة، بل غير موجودة تقريبا، رغم ما عاشوه خلال عام ونصف من حرب صعبة ومؤلمة، مما سيصعب للغاية إقناعهم، وإعادتهم لديارهم، ومن أجل جسر الشعور بعدم الثقة في النظام الأمني، يجب أن يكون هناك وجود مكثف لجيش الاحتلال مع عناصر أمنية معززة لفترة طويلة من الزمن، في المستوطنات وعلى الحدود، لإعطاء المستوطنين شعوراً بالأمن، لأننا سنكون أمام اختبار مهم للغاية فيما يتعلق بالمستقبل حول الواقع الأمني الناشئ بعد الحرب".

وختم بالقول إن "الأمريكيين سيضغطون على الجانبين للتوصل لتسوية، حيث سينسحب الاحتلال من معظم الأراضي اللبنانية، على أن يبقى في ثلاث أو أربع نقاط خاضعة للسيطرة في جنوب لبنان لبضعة أسابيع، فيما سيضغط الجنرال غاسبر والإدارة الجديدة على الجيش اللبناني لتسريع انتشاره في مختلف أنحاء الجنوب، بما فيها تدمير البنية التحتية للحزب من أجل مواصلة عملية وقف إطلاق النار الدائم والهدوء، ومنع نقل الأسلحة مع مرور الوقت، ومنع إعادة انتشار الحزب، وإعادة تأهيل قدراته في الجنوب، في محاولة لإقناع مستوطني الشمال بالعودة لمنازلهم".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية لبنان حزب الله الاحتلال الهدنة لبنان حزب الله الاحتلال الهدنة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار الجیش اللبنانی مستوطنی الشمال جیش الاحتلال جنوب لبنان

إقرأ أيضاً:

السفير خليل الذوادي: خطط حوكمة عربية متكاملة لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة

قال السفير خليل إبراهيم الذوادي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون العربية والأمن القومي لجامعة الدول العربية، إن التحديات التي تواجه العالم العربي، بجغرافيته المتنوعة وتاريخه الغني، هو أحد المناطق الأكثر عرضة لتغير المناخ والتدهور البيئي والاضطرابات الاقتصادية الناجمة عن الكوارث والأحداث الجوية المتغيرة والتحضر المتسارع وغيرها من المتغيرات، تتطلب نهجًا استباقيا ومدفوعًا بالعلم ومركزًا على المجتمع.

وتابع السفير خليل إبراهيم الذوادي، من مسؤوليتنا أن نتكاتف وبحزم وتعاون لحماية الأرواح وحماية سبل العيش وضمان التنمية المستدامة للأجيال القادمة وهو ما يؤكد على أهمية موضوع منتدى هذا العام، «بناء مجتمعات مرنة: من الفهم إلى العمل»، الذي يأتي في الوقت المناسب، إذ يذكرنا بأن المرونة ليست مجرد مفهوم، بل هي ضرورة ملحة.

وأضاف أن المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث، يأتي في لحظة حاسمة من جهودنا المشتركة للتخفيف من المخاطر وتعزيز الاستعداد وتعزيز التعاون في مواجهة المخاطر الطبيعية والبشرية المتزايدة.

جاء ذلك خلال افتتاح المنتدى الإقليمي العربي السادس للحد من مخاطر الكوارث «بناء مجتمعات عربية قادرة على الصمود: من الفهم الى العمل»، تحت رعاية النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع وزير الداخلية الشيخ فهد اليوسف، وبالتعاون بين مكتب الأمم المتحدة الإقليمي للدول العربية للحد من مخاطر الكوارث وجامعة الدول العربية، بحضور كمال كيشور الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث.

أوضح أن فهم المخاطر هو الخطوة الأولى نحو تعزيز القدرة على الصمود وبدون فهم واضح للمخاطر التي نواجهها، وأسبابها الكامنة، وتأثيراتها المحتملة، لا يمكننا تطوير وتنفيذ استراتيجيات فعالة للحد من المخاطر وهذا يتطلب الاستثمار في البحث وجمع البيانات وأنظمة الإنذار المبكر، وضمان حصول صناع القرار والمجتمعات على حد سواء على المعرفة التي يحتاجون إليها ومع ذلك، فإن الفهم وحده لا يكفي يجب أن ننتقل من المعرفة إلى العمل.

وأشار الى أن الإرادة السياسية المتوفرة لدى الدول العربية المنعكسة في كافة السياسات والاليات العربية يجب ترجمتها الى عمل آني ملموس على الأرض ويجب التوقف عن الانتظار حتى حدوث الكارثة لمجابهة تداعياتها، بل يجب البدء في التحسب والاستعداد المقرون بنظم انذار مبكر إقليمية تمتد على طول المنطقة العربية وتنفيذ مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة.

وأوضح الذوادى انه خلال الأيام المقبلة، سيعمل هذا المنتدى كمنصة للحوار والابتكار والعمل وستتم مناقشة استراتيجيات تعزيز حوكمة الكوارث بشكل أكبر، وتعزيز التنمية المستنيرة بالمخاطر، ومواصلة العمل نحو دمج المرونة في السياسات الوطنية والإقليمية وسوف نتعلم من الخبرات السابقة، ونشارك أفضل الممارسات، ونعمل على بناء شراكات أقوى بين الحكومات والمجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص، كما سيتم التركيز على ترجمة البحث إلى سياسة، والسياسة إلى ممارسة، والممارسة إلى تأثير دائم وهذا يعني العمل على دمج الحد من المخاطر في التخطيط الحضري وتنمية البنية الأساسية، وضمان دمج المرونة في التعليم والصحة والأنظمة الاقتصادية.

وأشار السفير الذوادى الى أن المنتدى سيكون نقطة تحول تؤدي إلى حلول قابلة للتنفيذ، وشبكات أقوى، وإحساس متجدد والعمل بإخلاص في مهمتنا الجماعية ونلتزم بخطوات ملموسة وقابلة للقياس من شأنها أن تحدث فرقاً حقيقياً حتى يمكننا تحويل الفهم إلى عمل وبناء مستقبل و لا تكون مجتمعاتنا مستعدة للكوارث فحسب، بل ومجهزة للازدهار والنماء والبناء.

اقرأ أيضاًجامعة الدول العربية تدعو إلى تبني إطلاق صندوق عربي لتمويل مشروعات التنمية المستدامة

الرئاسة الفلسطينية تطالب بانعقاد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية

مقالات مشابهة

  • الحوثي: جاهزون عسكريا لأي جولة تصعيد إسرائيلية ضد غزة (شاهد)
  • مخاوف من انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تعلن خرق إسرائيل لـ4 نقاط في اتفاق وقف إطلاق النار
  • مصادر: الوسطاء يخشون انهيار اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • حماس: قررنا تأجيل تسليم المحتجزين بسبب عدم التزام الاحتلال ببنود الاتفاق
  • دبابات إسرائيلية تتوغل في جنوب لبنان
  • السفير خليل الذوادي: خطط حوكمة عربية متكاملة لمواجهة الأخطار التي تهدد المنطقة
  • قرار عاجل من الجيش اللبناني: التصدي للهجمات عبر الحدود السورية
  • الاحتلال يواصل خرق وقف إطلاق النار جنوب لبنان:توتر أمني عند الحدود اللبنانية – السورية وسقوط 3 قتلى و16 جريحا