ماكرون لترمب: غزة بحاجة لحل سياسي وليس صفقة عقارية
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى احترام حقوق الفلسطينيين، منتقدًا اقتراح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب حول “الاستحواذ” على غزة وتهجير سكانها. وقال في مقابلة مع شبكة CNN: “لا يمكنك أن تقول لمليوني شخص: ’حسنًا، عليكم المغادرة‘. الحل ليس عملية عقارية، بل هو حل سياسي”.
ورغم دعم فرنسا لما تعتبره “حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها” عقب هجوم 7 أكتوبر 2023، إلا أن ماكرون لم يتردد في انتقاد سياسات الحكومة الإسرائيلية، مشيرًا إلى رفضه للعمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين.
ورفض ماكرون فكرة ترحيل الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، مشيرًا إلى أن أي خطة لإعادة إعمار غزة يجب أن تحترم حقوق السكان.
وكان ترمب قد أثار موجة من الانتقادات بإشارته إلى إمكانية تحويل غزة إلى “ريفييرا الشرق الأوسط”، في حين دعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفكرة، وسط دعوات من مستوطنين متطرفين لإعادة توطين اليهود في القطاع.
وأدانت الأمم المتحدة هذه الخطة، محذرة من عمليات “تطهير عرقي”، كما رفضت عدة دول أوروبية، من بينها ألمانيا وإسبانيا، الاقتراح، معتبرة أنه غير قانوني بموجب القانون الدولي.
وفي المقابل، حاول بعض الحلفاء التوفيق بين مواقفهم، حيث أيد وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تقييم ترمب للوضع في غزة، لكنه شدد على ضرورة تحقيق حل الدولتين وضمان عودة الفلسطينيين إلى ديارهم.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ترمب غزة حل سياسي صفقة عقارية
إقرأ أيضاً:
ماكرون يستعيد القيادة الأوروبية في مواجهة ترامب
في الأسابيع التي أعقبت دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى انتخابات مبكرة، والتي انتهت إلى برلمان منقسم، تراجع الحديث عن ماكرون إلا في سياق المطالبات باستقالته، لكن وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض غيّر المشهد.
لرئيس الأمريكي دونالد ترامب غيّر هذا المشهد
وكتبت كاترين بورتر في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، أن ماكرون الذي كان يبدو رئيساً ضعيفاً وعديم الشعبية ويقود حكومة غير مستقرة، وجد فرصة لإعادة فرض نفسه بعدما تخلى الرئيس الأمريكي ترامب عن دعم أوكرانيا ومال نحو روسيا، وهي الخطوة أدخلت القادة الأوروبيين في حالة من الذعر، لكنها في المقابل منحت ماكرون لحظة استثنائية للعب دور محوري.
وأصبح الرئيس الفرنسي يحتل اليوم العناوين اليومية في وسائل الإعلام، بعد أن جمع القادة الأوروبيين أكثر من مرة في باريس، وهرع إلى واشنطن ولاحقاً إلى لندن، وتحول فجأة إلى الركيزة الأساسية في جهود تعزيز وحدة القارة، وبعدما كان يحذّر منذ سنوات من "الموت الوشيك" لحلف الناتو، بدت رؤيته أكثر واقعية مع تغير موقف ترامب من التحالفات التقليدية.
In a Europe Adrift, Macron Seizes the Moment https://t.co/8uD1c1uWge
— Tarık Oğuzlu (@TarikOguzlu) March 14, 2025 تعزيز الاستقلالية الأوروبيةكان حديث ماكرون عن إرسال قوات أوروبية لحفظ السلام في أوكرانيا مرفوضاً سابقاً، لكنه بات اليوم قيد الدراسة كخيار عملي.
كذلك، تحوّل طرحه حول "الاستقلال الاستراتيجي" لأوروبا من فكرة بعيدة المنال إلى مشروع جاد تدعمه عدة دول.
وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة نيس فنسنت مارتيني: "الأزمات مفيدة جداً لمكارون، فهي تعيده إلى مركزية السلطة"، مضيفاً "الرئيس الفرنسي هو الوحيد الذي يستطيع أن يكون القائد، فالمستشار الألماني المحتمل فريدريتش مريتس لا يزال في مرحلة تأسيس الحكومة، كما انفصلت بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي، ، ومن غير الواضح ما إذا كانت جهود رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجي ميلوني لتخفيف التوترات مع الحلفاء، تعجب ترامب".
تحركات دبلوماسية مكثفةعقب خطاب نائب الرئيس الأمريكي جي. دي. فانس في مؤتمر ميونيخ، الذي أكد فيه تحولات سياسة ترامب الخارجية، بادر ماكرون إلى تنظيم اجتماعات طارئة للقادة الأوروبيين في باريس، ثم كان أول من زار واشنطن لبحث المسألة مباشرة مع ترامب.
كما شارك مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في توجيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لإصلاح العلاقات مع الإدارة الأمريكية.
وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن ماكرون يتواصل مع ترامب كل يومين تقريباً، ومع زيلينسكي وستارمر بوتيرة أعلى، ما يعكس دوره المتزايد في رسم مسار أوروبا.
نحو موقف دفاعي أوروبي أقوىوفي خطوة لافتة، بدأ ماكرون طرح فكرة إشراك الأوروبيين في حماية الترسانة النووية الفرنسية، معتبراً أن ضمان الردع النووي ضروري لمواجهة أي توسع روسي محتمل.
وبينما انضمت بريطانيا والدنمارك إلى خطته لنشر قوات أوروبية في أوكرانيا، يواصل ماكرون الضغط لحشد مزيد من الدعم العسكري.
مستقبل غير محسومرغم هذه التحركات، يبقى النجاح غير مضمون. فقد أعلنت أوكرانيا انفتاحها على وقف إطلاق النار، لكن روسيا لم تُظهر استعداداً لذلك. كما أن موقف ترامب قد يتغير في أي لحظة. ومع ذلك، يبدو أن مستقبل أوروبا الدفاعي بات يسير وفق رؤية ماكرون، الذي نجح في تحويل الأزمة إلى فرصة لاستعادة قيادته على الساحة الدولية.