د.الغذامي : تناولت في كتابي “الثقافة التلفزيونية .. سقوط النخبة وبروز الشعبي” التحول الثقافي بفعل وسائل الإعلام الحديثة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
الثقافية – الكويت
احتفى مهرجان القرين الثقافي مساء اليوم الأحد بشخصية دورته الـ30 أستاذ النقد والنظرية الدكتور عبدالله الغذامي لإسهاماته الفكرية والثقافية المميزة التي أثرت الحقل الثقافي العربي لعقود.
وتحدث الغذامي في جلسة حوارية أقيمت بالتعاون مع مركز منار الثقافي وأدارتها ألطاف المطيري في فندق سانت ريجيس عن مسيرته في عالم النقد والأدب وبداياته في التعمق والبحث العلمي والأدبي.
وقال الغذامي في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن اختياره شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ30 من قبل المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب “شرف جاء في توقيت مميز” إذ تزامن مع مرور نحو 40 عاما منذ بداية علاقته الثقافية مع (المجلس الوطني) وذلك في عام 1985.
وأضاف أنه حضر مع الكثير من النقاد العرب جلسات وندوات ومحاضرات نظمها (المجلس الوطني) شكلت ذاكرة لهم مع المجلس ودولة الكويت.
وتطرق الغذامي خلال الجلسة إلى عدد من كتبه مبينا أنه قدم في كتابه (الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية) رؤيته النقدية التي جمعت بين البنيوية والتفكيك وركز على تحليل النصوص الأدبية العربية وفق آليات منهجية جديدة مشيرًا إلى كتابه (النقد الثقافي.. قراءة في الأنساق الثقافية العربية) الذي ناقش فيه الأنساق المالية في الثقافة العربية وكيف تؤثر على تشكيل النصوص والقيم المجتمعية.
وأفاد بأنه تناول في كتاب (الثقافة التلفزيونية.. سقوط النخبة وبروز الشعبي) التحول الثقافي الذي أحدثته وسائل الإعلام الحديثة خصوصا التلفزيون مستعرضا كيفية إسهام الثقافة التلفزيونية في بروز الثقافة الشعبية على حساب الثقافة النخبوية.
وتحدث عن كتابه (المرأة واللغة) الذي تناول فيه قضايا المرأة العربية من منظور نقدي محللا الصور النمطية التي رسختها الثقافة الذكورية في الأدب العربي منتقدا الأنماط اللغوية التي ترسخ الهيمنة الذكورية قائلا إن اللغة ذاتها تستخدم كوسيلة لإقصاء المرأة أو حصرها في أدوار تقليدية.
ودعا إلى كسر هذه الصور النمطية وإعادة قراءة النصوص من منظور نسوي يبرز دور المرأة كفرد مستقل ومؤثر مبينا أن النقد النسوي لا يمكن عزله عن النقد الثقافي لأن القضايا النسوية مرتبطة بالأنساق الثقافية التي تشكل بنية المجتمع.
وقال الغذامي إن المرأة ليست مجرد موضوع للنقاش أو التحليل إنما هي جزء أساسي من الثقافة سواء ككاتبة أو قارئة مشجعا على الاعتراف بدورها الفاعل في تشكيل الفكر والأدب بعيدا عن الصور النمطية التقليدية.
ويبعث مهرجان القرين الثقافي في دورته الـ30 برسالة واضحة مفادها أن الثقافة هي عماد التنمية والتقدم ويأتي تكريم الدكتور عبد الله الغذامي تجسيدا لجهود المهرجان في الاحتفاء بالمفكرين والنقاد الذين أثروا الفكر العربي وأسهموا في تعزيز القيم الثقافية وتسليط الضوء على شخصيات بارزة كان لها أثر كبير في تعزيز الوعي الثقافي والفكري.
ولد الغذامي في المملكة العربية السعودية عام 1946 ويعتبر أحد أبرز النقاد والمفكرين في العالم العربي وحصل على درجة الدكتوراه في الأدب من جامعة إكستر في المملكة المتحدة ومنذ ذلك الحين قدم إسهامات كبيرة في مجالات النقد الأدبي والفكر الثقافي والتحليل السيميائي.
وتميز الغذامي بتبنيه منهجيات نقدية حديثة من بينها النقد الثقافي حيث قدم أطروحات عميقة حول العلاقة بين النصوص والأنساق الثقافية ومن أشهر أعماله كتاب (النقد الثقافي.. قراءة في الأنساق الثقافية العربية) الذي شكل نقلة نوعية في فهم التقاليد الثقافية والاجتماعية في العالم العربي كما كان له دور ريادي في تقديم النقد النسوي حيث ناقش قضايا المرأة في الأدب العربي وأثر التقاليد على تشكيل صور المرأة في النصوص الأدبية.
وأصدر الغذامي العديد من المؤلفات التي أصبحت مرجعا في الدراسات النقدية من بينها (الخطيئة والتكفير من البنيوية إلى التشريحية) و(الثقافة التلفزيونية) و(سقوط النخبة وبروز الشعبي) و(الكتابة ضد الكتابة). وإلى جانب مؤلفاته شارك الغذامي في مئات الندوات والمؤتمرات الثقافية على المستويين المحلي والدولي مما جعله رمزا للحوار الثقافي وقدم إنتاجا علميا غنيا ومتنوعا أثرى به الساحة النقدية والفكرية العربية ويشمل كتبا وأبحاثا تناولت مختلف قضايا الأدب النقد الثقافي والفكر المعاصر وقضايا النسق الثقافي.
وتناول موضوع الحداثة بشكل واسع وعميق واعتبر من أبرز المفكرين العرب الذين ساهموا في تفكيك هذا المفهوم وتحليل تطوراته في السياق العربي خاصة في المملكة العربية السعودية وقدم رؤية نقدية تربط بين الحداثة كظاهرة فكرية وثقافية وبين التحولات الاجتماعية والسياسية التي أثرت في تبنيها أو مقاومتها.
ومن أبرز أعماله التي تناولت هذا الموضوع كتاب (حكاية الحداثة في السعودية) الذي يعد وثيقة نقدية وتحليلية فريدة حول صراع الحداثة في المجتمعات المحافظة.
وعمل الدكتور الغذامي أستاذا في الأدب والنقد الحديث بجامعة الملك سعود في الرياض وأشرف على العديد من رسائل الماجستير والدكتوراه التي تناولت موضوعات النقد الحديث وقدم محاضرات ومداخلات في مؤتمرات أدبية وثقافية حول العالم.
ومن مساهماته الإعلامية كتابة مقالات دورية في صحف عربية بارزة تناولت قضايا ثقافية وفكرية معاصرة وكان لإنتاجه العلمي أثر كبير في تطور النقد الأدبي والثقافي العربي ولقد ساهم في نقل النقد من التحليل الأدبي البحث إلى دراسة الثقافة ما أطلق عليه (النقد الثقافي).
ويعتبر الدكتور الغذامي من أوائل المفكرين العرب الذين أولوا اهتماما عميقا بالنقد النسوي حيث قدم أطروحات متميزة ساهمت في إعادة النظر في علاقة المرأة بالخطاب الأدبي والثقافي في العالم العربي. ولا يقتصر نقده النسوي على الدفاع عن حقوق المرأة بل يتعدى ذلك إلى تحليل جذور التحيزات الثقافية واللغوية التي تكرس الصورة النمطية للمرأة في الأدب والمجتمع.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية النقد الثقافی فی الأدب
إقرأ أيضاً:
ختام فعاليات الأسبوع الثقافي الـ37 لأطفال المحافظات الحدودية.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
اختتمت الأحد فعاليات الأسبوع الثقافي 37 لأطفال المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"، الذي أقيم برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وشهد اللواء دكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، حفل ختام فعالياته بسينما هيبس بمدينة الخارجة، الذي نظمته الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ونفذ بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، خلال الفترة من 7 حتى 13 أبريل الحالي.
أقيم الحفل بحضور حنان مجدي نائب محافظ الوادي الجديد، د. حنان موسى، رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث ورئيس اللجنة التنفيذية للمشروع، لاميس الشرنوبي، رئيس إقليم القاهرة وشمال الصعيد الثقافي والمدير التنفيذي لمشروع "أهل مصر – أطفال"، جمال عبد الناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، ابتسام عبد المريد مدير عام ثقافة الوادي الجديد، وعدد من القيادات التنفيذية والشعبية بالمحافظة.
وأعرب الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، عن سعادته بإقامة الأسبوع الثقافي بمحافظة الوادي الجديد، باعتبارها أكبر محافظات مصر من حيث المساحة، وواحدة من أقدمها، لما تمتلكه من موارد طبيعية عديدة.
مشروع أهل مصر يهدف إلى بناء الوعي بين أبناء الوطنوأكد وزير الثقافة، أن مشروع أهل مصر أحد أهم مشاريع وزارة الثقافة التي تهدف إلى بناء الوعي بين أبناء الوطن وخاصة من أبناء المحافظات الحدودية، تنفيذا لاستراتيجية الدولة لبناء الإنسان المصري.
وتمنى وزير الثقافة، التوفيق والنجاح للأطفال المشاركين، وأن ينقلوا ما تعلموه خلال فترة انعقاد الملتقى لذويهم وأصدقائهم بعد عودتهم محافظاتهم.
من جهته، رحب اللواء محمد الزملوط بالحضور، موجها الشكر لأهالي الأطفال المشاركين على إرسالهم للمشاركة في الفعاليات، ووجه حديثه للأطفال قائلا: "أنتم مستقبل مصر، ويجب أن تضعوا أحلاما وتسعوا لتحقيقها، على خطى الأديب نجيب محفوظ، والعالم أحمد زويل، واللاعب محمد صلاح، فالدولة دائما تدعم النوابغ والمواهب".
كما أشاد المحافظ بمنتجات الورش الفنية وإبداع الأطفال في تنفيذها وإتقانهم لها، مؤكدا دعمه لعدد من المشاريع المنفذة وتمويلها، واختتم كلمته مطالبا الأطفال بنشر الثقافة الإيجابية بين الأهل والأصدقاء، والإسهام في الارتقاء بمستقبل مصر، متمنيًا لهم العودة إلى محافظاتهم بكل الخير.
وفي كلمتها، قدمت الدكتورة حنان موسى، الشكر لمحافظ الوادي الجديد على دعمه الدائم للثقافة، مؤكدة أن هذه ليست المرة الأولى لتواجد المشروع بالمحافظة، معربة عن فخرها بالمنتج الثقافي المُقدَّم من الأطفال خلال الأسبوع، قائلة: "أنتم خط الدفاع الأول للبلاد، وسفراء لمحافظاتكم، ويجب أن تعرفوا حقوقكم وواجباتكم، وأن تستعدوا للدور الذي ينتظركم في المستقبل"، كما تمنت لهم التمسك بأحلامهم والسير بخطى ثابتة لتحقيقها ليكونوا بحق من "أهل مصر".
وقدمت لاميس الشرنوبي الشكر للمحافظ على دعمه واستقباله للفعاليات، معربة عن سعادتها بزيارة الأطفال للعاصمة الإدارية بالمحافظة، إلى جانب عدد من الزيارات الميدانية.
وأشادت بتفوق الأطفال وإنتاجهم خلال فعاليات الأسبوع، قائلة: "أنتم الحلم الأكبر لمصر تحت مظلة واحدة، هي مصر الحبيبة. أطلقنا فعاليات الأسبوع تحت عنوان سفر الأحلام، حيث يرتبط كل حلم بآخر، ونعمل على تحقيقها معا".
تفاصيل فعاليات اليوم الختاميبدأت الفعاليات بتفقد المعرض الفني الذي ضم نتاج الورش الفنية والحرفية المنفذة خلال الأسبوع، وهي ورش: "الرسم بالموسيقى" للفنان وائل عوض، "الأركيت" للمدرب حسني إبراهيم، "الشنط بالخرز" للمدربة منى عبد الوهاب، "الخيامية" للمدرب عماد عاشور، "إعادة التدوير" للمدربة نجوى عبد العزيز، "شنط الشبك" للمدربة نجلاء شحاتة. "الحلي والإكسسوار" للمدربة يارا محمد كمال.
وعلى المسرح، بدأت الفعاليات بالسلام الوطني، تلاه عرض فيلم وثائقي عن الورش الفنية والحرفية والزيارات الميدانية، تصوير تامر النطاط، مونتاج وإخراج إبراهيم يوسف.
ثم توالت فقرات الحفل بعرض نتاج الورش الأدائية والمسرحية، التي بدأت بورشة "المسرح" للمخرج أحمد خليفة، من خلال شخصية "عم بيكا"، وتضمنت أوبريت "انتباه" بأشعار الكاتب محمد ناصف، وصلاح عتريس، وعلاء المصري، وألحان الفنان وائل عوض، إعداد وإخراج أحمد خليفة.
ثم قدمت ورشة "الكتابة المسرحية" للكاتب وليد كمال، حيث كتب الأطفال نصا مسرحيا متكاملا تضمن عناصر البناء الدرامي من البداية، إلى الحبكة، فالصراع، ثم النهاية.
أعقبها ورشة "تحريك العرائس" للمدرب جمال الدين محمد، حيث قام الأطفال بتحريك العرائس وأدوا بها رقصات على أغاني "يا مدد"، و"رقصة التنورة"، و"نعناع الجنينة" لمحمد منير.
ثم ورشة "الأراجوز" للفنان ناصر عبد التواب، حيث قدم الأطفال عددًا من الفقرات باستخدام عرائس الأراجوز.
تلتها ورشة "إلقاء الشعر" للشاعر سعيد شحاتة، وألقى الأطفال خلالها قصيدة "على اسم مصر" للشاعر الكبير صلاح جاهين، ثم ورشة "الغناء" للفنان ماهر كمال، وقدم الأطفال مجموعة من الأغاني منها:
"يا أغلى اسم في الوجود"، "لما بدا يتثنى"، "أعطني الناي وغنِّي"، "كلمة حلوة وكلمتين"، "الحلوة دي"، "أهل مصر"، "أنا دمي فلسطيني".
واختتم الحفل بأوبريت "من كل شبر من أرض مصر"، الذي قدمه كورال أطفال الأسبوع الثقافي.
شارك في الأسبوع الثقافي نحو 200 طفل من محافظات: شمال سيناء، جنوب سيناء، البحر الأحمر (مدن حلايب، الشلاتين، أبو رماد)، الوادي الجديد، مطروح، أسوان، إلى جانب عدد من الأطفال من المناطق الجديدة الآمنة بالقاهرة.
وشمل البرنامج عددا من الزيارات الميدانية لأهم المعالم السياحية والأثرية بمدينة الخارجة، منها: معبد هيبس، مقابر البجوات، مركز التدريب على الحرف البيئية، حديقة 30 يونيو، إلى جانب تنظيم يوم رياضي ترفيهي.
نفذ الأسبوع الثقافي ضمن برنامج الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة الوادي الجديد.
ويعد مشروع "أهل مصر" أحد أبرز مشروعات وزارة الثقافة الموجهة لأبناء المحافظات الحدودية من الأطفال والشباب والمرأة، وينفذ في إطار البرنامج الرئاسي لبناء الوعي الوطني، وتعزيز قيم الانتماء، ودعم الموهوبين، وتحقيق العدالة الثقافية.