البوابة نيوز:
2025-04-17@05:51:18 GMT

مصر بين ثوابت الدولة ورهانات القيادة

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

مصر ليست مجرد دولة عابرة في صفحات التاريخ، بل هي أمة ضاربة بجذورها في عمق الزمن، تحمل إرثًا حضاريًا يسبق كل العصور، وشعبًا تشكلت إرادته من مجد الفراعنة وصلابة الوطنيين الأحرار، لم تكن مواقف مصر يومًا رهينة لأشخاص أو أنظمة، بل كانت انعكاسًا لقناعات أمةٍ تعرف قدرها وتدرك مسؤولياتها تجاه قضاياها المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.

فمنذ أن ارتفع الأذان الأول في القدس، كانت مصر حاضرةً، سيفًا ودرعًا، لا تأخذها في الحق لومة لائم، ولا تثنيها العواصف عن نصرة المظلوم، وقفت بجيوشها في ميادين القتال، ودبلوماسيتها في ساحات التفاوض، وإعلامها في كشف الحقائق، وشعبها في أبهى صور التضامن والتكاتف، لم يكن الأمر مرتبطًا بزعيم دون آخر، أو مرحلة دون غيرها، فمصر هي الثابتة في معادلة الحق، بينما يتغير الرجال وتبقى المبادئ.

وفي عالمٍ تتلاعب به المصالح، وتباع فيه القضايا بثمنٍ بخس، هناك رجالٌ لا يساومون، ولا يبيعون، ولا ينحنون، وهناك أوطانٌ لا تُشترى، ولا تُرهن، ولا تُختزل في صفقات مشبوهة تُبرم في دهاليز السياسة، وفي مقدمة هؤلاء الرجال، يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي، قائدًا بحجم مصر، سدًا منيعًا أمام كل من تجرّأ على التفكير في تطويع الإرادة المصرية، أو التفريط في ثوابتها التاريخية.

حين اجتمعت قوى الظلام خلف الأبواب المغلقة، يحيكون المؤامرات، ويرسمون الخطط، ويتوهمون أن بإمكانهم طمس هوية فلسطين بتهجير أهلها قسرًا إلى سيناء، كانوا يجهلون أن مصر ليست مائدةً تُدار عليها المقامرات السياسية، ولا ورقةً في دفتر صفقات الغرب، جاء الرد المصري صارخًا كهدير النيل، قاطعًا كحد السيف، حاسمًا كحقيقة التاريخ: "لا تهجير، لا تفريط، لا تنازل عن الحق".

وقف الرئيس السيسي كجدارٍ صلد في وجه مخططات الغرب، وعلى رأسهم ذلك الذي يُدعى دونالد ترامب، والذي ظن أن العالم يخضع لحسابات الربح والخسارة كما في صفقاته العقارية، لقد حاول أن يمارس ضغوطه على مصر، معتقدًا أنه قادرٌ على ابتزازها، متوهمًا أن هذه الدولة العريقة سترضخ لإملاءاته كما رضخ غيرها، لكنه لم يفهم أن مصر ليست عاصمةً تُدار من خلف المحيط، ولا دولةً تُخضعها الوعود والتهديدات.

إن ترامب، بعنجهيته الفارغة، لم يدرك أنه أمام رئيسٍ يحمل إرث الحضارة، ويؤمن أن السيادة المصرية ليست سلعةً في سوق السياسة، بل عقيدةٌ لا تقبل المساومة، أراد أن يفرض واقعًا جديدًا، فإذا بالواقع يسحق أوهامه، وإذا بمصر تُلقنه درسًا قاسيًا: "نحنُ من نكتب التاريخ، ولسنا من يُملى علينا".

لقد أراد البعض أن يجعل من سيناء وطنًا بديلًا، وكأنها صحراء مهجورة، لا روح فيها ولا هوية، وكأن مصر لا تملك تاريخًا عريقًا كتبته بالدماء، وصانته بالأرواح، لكنهم نسوا أن هذه الأرض كانت، ولا تزال، مقبرةً لكل من ظن أنه قادرٌ على العبث بأمنها.

منذ أن نطقت القاهرة برفضها القاطع، تبددت أحلام المتآمرين كما يتبخر السراب، وسقطت أقنعتهم الزائفة، فمصر لم ولن تكون شريكًا في وأد القضية الفلسطينية، ولن تكون ممرًا لمشاريع تصفية الحقوق، لقد عاشت مصر، عبر تاريخها، حصنًا منيعًا للحق، وقلعةً تتكسر عندها أطماع الطامعين، وهي اليوم تُجدد عهدها بأنها لن تخذل فلسطين، ولن تفرّط في شرف العروبة.

في وقتٍ اختلطت فيه المواقف، جاء موقف السيسي كالنور الذي يشق العتمة، وكالمطر الذي يغسل أدران الخنوع، رجلٌ من طينة القادة العظام، لا يبدّل مواقفه، ولا يساوم على مبادئه، ولا يقبل أن يكون شاهدًا على خيانة العصر.

هو الرئيس الذي عرف متى يقول "لا"، وكيف يجعلها ترنّ في آذان العالم كالرعد، لم يكن رفضه مجرد بيان دبلوماسي، بل كان صرخةً مدويةً باسم مصر والعروبة والتاريخ، لم يكتفِ بإعلان الموقف، بل أرسله كرسالةٍ واضحة إلى الجميع.

مرت العواصف، وسقط كثيرون، لكن مصر بقيت كما كانت، جبلًا لا تهزه ريح، وإرادةً لا يطوعها الأقوياء، وسيفًا مشرعًا في وجه من يظنون أن بوسعهم ليّ ذراعها، لقد حاول ترامب، فسقط، حاول المتخاذلون، فذهبت ريحهم، وبقيت مصر، وبقي السيسي، وسيبقى التاريخ يكتب بأحرفٍ من ذهب أن هذا الرجل وقف حيث انحنى الآخرون، وحمى كرامة وطنٍ حينما سقطت كرامات البعض تحت أقدام سادتهم.

تحيةً إلى مصر، تحيةً إلى قائدها، تحيةً إلى موقفٍ سيظل شاهدًا على أن هناك رجالًا لا يُباعون، وأوطانًا لا تُكسر.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: عبد الفتاح السيسي الإرادة المصرية سيناء القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

حزم استثمارية كبرى في مصر.. أبرز نتائج زيارة السيسي الاقتصادية لقطر والكويت

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

جولة مهمة قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى قطر والكويت حيث التقي الرئيس خلال الزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير دولة قطر، وتم التباحث حول سبل تعزيز التعاون الثنائي في شتى المجالات، ومناقشة التطورات الإقليمية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية والجهود المبذولة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.

 السيسي يبحث مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري فرص التعاون الاقتصادي

 عقد الرئيس لقاءً مع ممثلي مجتمع الأعمال القطري حيث تم بحث فرص التعاون الاقتصادي.

كما زار الرئيس السيسي الكويت، المحطة الثانية في جولته الخليجية، حيث جاءت هذه الزيارة تأكيداً على عمق العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، وحرصهما المشترك على توسيع آفاق التعاون الاقتصادي والاستثماري.

والتقي الرئيس في الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، بالإضافة إلى الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولي العهد، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح، النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية ورئيس مجلس الوزراء بالإنابة.

وجاءت أبرز نتائج جولة الرئيس الاقتصادية :

بيان مشترك مصري قطري 

- صدر بيان مشترك مصري قطري عقب مباحثات الرئيس السيسي وأمير قطر حيث أكد الجانبان التزامهما بدعم الشراكة الاقتصادية بين البلدين، حيث جرى التوافق على العمل نحو حزمة من الاستثمارات القطرية المباشرة بقيمة إجمالية تصل إلى ٧.٥ مليار دولار أمريكي، تُنفذ خلال المرحلة المقبلة، بما يعكس متانة العلاقة بين البلدين ويُسهم في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة التي تخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

- التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي بالعاصمة القطرية الدوحة، بممثلي مجتمع الأعمال القطري وجاءت رسائل الرئيس :

- دعا الرئيس الشركات القطرية ورجال الأعمال القطريين إلى توسيع حجم استثماراتهم في مصر.

- مصر تُعد فرصة واعدة للمستثمرين، لما تمتلكه من موقع استراتيجي فريد، وقوى عاملة ماهرة بتكلفة تنافسية.

الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر

- نمتلك أسعار الطاقة الملائمة، واتفاقيات التجارة الحرة التي تربطها بالدول العربية والإفريقية، فضلًا عن البنية التشريعية المشجعة للاستثمار.

- تنوع الفرص الاستثمارية المتاحة في مصر، والتي تشمل قطاعات الإتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والصناعات التحويلية، والطاقة الجديدة والمتجددة، والسياحة، وغيرها من المجالات التي تسعى مصر إلى جذب المزيد من الاستثمارات فيها.

 - التركيز على توطين الصناعة وتعزيز الاعتماد على التكنولوجيا المتقدمة، لا سيما الذكاء الاصطناعي.

 - انفتاح الجانب المصري على شكل الشراكة التي يمكن الدخول فيها مع المستثمرين القطريين الراغبين في العمل في مصر ولدينا بيئة آمنة ومستقرة مواتية للاستثمار.

- مصر تواصل تنفيذ مشروعات البنية التحتية الكبرى، وبناء المدن الجديدة والذكية.

- تطوير منظومة النقل والمواصلات والموانئ في مختلف أنحاء البلاد، فضلًا عن تدشين ممرات ومراكز لوجستية دولية متكاملة بالقرب من الموانئ البحرية.

- الدولة اتخذت الإجراءات الإصلاحية اللازمة، وأنه لم تعد هناك مشكلة في تحويل العوائد بالعملات الصعبة إلى خارج مصر بالنسبة لأي مستثمر.

- أجهزة الدولة المعنية تسعى للحد من الإجراءات ذات الصلة لاستصدار التراخيص للمستثمرين وتعمل على تطبيق فكرة الشباك الواحد والرخصة الذهبية.

 زيادة عدد السائحين الذين تستقبلهم مصر سنويا من ١٦ إلى ٣٠ مليون سائح

- نستهدف زيادة عدد السائحين الذين تستقبلهم مصر سنويا من ١٦ إلى ٣٠ مليون سائح.

- الدولة أنشأت بالفعل سبع  محطات لوجستية للربط بين البحرين الأحمر والمتوسط، بما في ذلك الموانئ ذات الصلة والتي تم ربطها بشبكة طرق قوية، داعيا المستثمرين القطريين لزيارة تلك المحطات.

- توجد فرصة سانحة للمستثمرين القطريين للاستثمار فى مصر في مجال اللوجستيات.

- الدولة المصرية جهزت بالفعل حوالي من ٢ إلى ٣ مليون فدان للاستصلاح الزراعي، وأن الدولة منفتحة على الشراكة للعمل فيها مع مستثمرين، خاصة من قطر.

- الدولة منفتحة كذلك على الدخول في شراكة مع مستثمرين قطريين في مجال صناعة السيارات.

الدولة منفتحة كذلك لاستقبال استثمارات في مجالات التعليم خاصة بناء الجامعات، والصحة، والسياحة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والطاقة.

تسعى مصر إلى تحقيق هدف الوصول إلى نسبة ٤٢٪؜ من الطاقة المنتجة لتكون طاقة جديدة ومتجددة عام ٢٠٣٠.

 - العلاقات الاقتصادية المصرية - القطرية شهدت نقلة نوعية خلال السنوات القليلة الماضية  أبناء الشعب المصري يرحبون بهم في مصر كشركاء في مسيرة التنمية والازدهار

- كما أصدر الجانبان المصري والكويتي بيانا مشترك أكد خلاله الجانبان عزمهما تعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية خلال الفترة القادمة على نحو يحقق مصالحهما المشتركة مع تكليف المسؤولين في البلدين باتخاذ الخطوات اللازمة لتحقيق ذلك، والاحاطة علمًا بمخرجات اللجنة المشتركة الكويتية – المصرية التي عقدت في سبتمبر 2024 في القاهرة واللجان الفرعية الأخرى المنعقدة على هامشها، والتحضيرات الجارية لعقد الدورة الرابعة عشر للجنة المشتركة خلال الفترة المقبلة بما يسهم في  الارتقاء بمسار التعاون المشترك في مختلف المجالات.

- كما أشاد الجانب الكويتي بالطفرة التنموية غير المسبوقة التي تشهدها مصر في ظل القيادة الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسي، وكذلك بالجهود المبذولة في إطار تحسين المناخ الاستثماري وفقًا لرؤية مصر 2030، والعمل الجاد من أجل تذليل أية عقبات أمام المستثمرين الكويتيين في جمهورية مصر العربية.

- اتفق الجانبان على دفع العلاقات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية بين البلدين، حيث أعرب الجانب الكويتي عن عزمه تنفيذ استثمارات في الاقتصاد المصري والاستفادة من الفرص الاستثمارية المُتعددة في مصر في مجالات الطاقة والزراعة والصناعة وتكنولوجيا المعلومات والتطوير العقاري والقطاع المصرفي والصناعات الدوائية.


- كما رحب أمير دولة الكويت بالاستعدادات الجارية لاستضافة القاهرة للمنتدى الاستثماري المصري/ الخليجي خلال هذا العام، مؤكدًا اعتزام دولة الكويت المشاركة الفعالة في أعمال المنتدى بما يحقق المصالح المشتركة للجانبين المصري والخليجي، والبناء على مخرجات زيارة وفد مجلس التعاون الكويتي/ المصري إلى القاهرة يومي 23 و24 أبريل 2025.
 

مقالات مشابهة

  • حزم استثمارية كبرى في مصر.. أبرز نتائج زيارة السيسي الاقتصادية لقطر والكويت
  • أمين صناعة ”المصريين: زيارة الرئيس السيسي إلى الكويت تجسيد لحكمة القيادة وبوابة للتكامل العربي الاقتصادي
  • آي صاغة: عدم اليقين ورهانات خفض الفائدة يعززان استقرار الذهب فوق 3000 دولار
  • د. علي جمعة: برنامجي الرمضاني لا يغير ثوابت الدين.. وهذا موقفي من الجهاد المسلح ضد إسرائيل (حوار)
  • شاهد بالفيديو.. طفل سوداني يفاجئ المطربة عشة الجبل ويرمي عليها أموال النقطة أعلى المسرح الذي كانت تغني فيه وساخرون: (المشكلة بعد الحفلة تنتهي يبكي يقول عاوز قروشي)
  • تعزيز التعاون الاقتصادي الأبرز| نشاط الرئيس السيسي في الكويت.. صور
  • السيسي وولي عهد الكويت يرفضان تهجير الفلسطينيين من أرضهم
  • حزب "المصريين": زيارة الرئيس السيسي للكويت تعكس اهتمام القيادة السياسية بأمن واستقرار الخليج
  • زيارة ناجحة| حصاد نشاط الرئيس السيسي في قطر.. فيديو وصور
  • السيسي يدعو رجال الأعمال القطريين للاستثمار في مصر (فيديو وصور)