صحيفة البلاد:
2025-02-12@02:17:24 GMT

ما ورد عن السرقة البيضاء

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

ما ورد عن السرقة البيضاء

اختلف الناس عبر العصور في نظرتهم إلى سرقة الكتب؛ فمنهم من يعدها سرقة مكتملة الأركان، ومن يعدها سرقة بيضاء، وثالث لا يعدها سرقة على الإطلاق! وفي استعراض قصير لما ورد عن ذلك في بعض الكتب، يتبدى اختلاف النظرة إلى سارق الكتب من زمن لآخر، ومن مجتمع لآخر.
يقول الكاتب الشهير، ومؤرخ القراءة ألبرتو مانغويل، في كتابه (تاريخ القراءة، ص 385): لم تكن سرقة الكتب جريمة يعاقَب عليها، إن لم يقم السارق ببيع الكتب، حسب رأي الكاتب الاجتماعي من القرن السابع عشر تالمان دي ريو.

ويضيف مانغويل: إن الشعور بحيازة كتاب ثمين، وتقليب صفحاته بهدوء، الصفحات التي لا يحق لكل من هبّ ودبّ أن يمسها، كان- دون شك- أحد الدوافع وراء أفعاله.
ويسمى المصاب بهوس سرقة الكتب علميًّا (bibliokleptomania) ببليوكليبتومانيا، وهو يختلف عن الوصف الذي يطلق على هوس جمع الكتب، الذي يسمى الببلومانيا، ويصنفه البعض أنه نوع من الوسواس القهري.
كما يورد مانغويل سرقات للكتب قام بها الرومان، حين سرقوا المكتبة المقدونية، ومكتبة مثريداس من بونتوس، ومكتبة آبيليكون من تيوس، ونقلوها برمتها إلى روما. (المصدر نفسه، ص 272).
ومن أطرف سرقات الكتب التي ذكرها، سرقتها من أجل استخراج الذهب من أغلفتها، ذلك أنه “خلال حملات السلب والنهب التي شنها الفايكنك على إنكلترا الأنغلو-سكسونية، سرقوا الكتب المصورة من الرهبان طمعًا في نزع الذهب من أغلفتها” (المصدر، ص 272).
وقد عُلق تحذير في مكتبة دير سان بدرو في برشلونة آنذاك، قد نراه اليوم لطيفًا، جاء فيه: من يسرق كتبًا، أو يحتفظ بكتب كان قد استعارها، عسى أن يتحول الكتاب الموجود في يده إلى أفعى رقطاء، وعسى أن يصاب بشلل ارتجافي قاهر، وأن تُشل جميع أطرافه، عسى أن يصرخ عاليًا طالبًا الرحمة، وعسى ألا تنقطع آلامه إلى أن يتحول إلى رمّة متفسخة، وأن تعشعش الديدان في أحشائه مثل دود الموتى الذي لا يفنى. وعندما يمثل أمام يوم الدين، لِتلتهمْه نار جهنم إلى الأبد. (ص 273)
أما الكاتب العراقي علي حسين فقد تحدث عما يسمى سرّاق المعرفة، في كتابه (غوايات القراءة، ص11)، وذكر أن الناقد الإنجليزي وليم هازلت يسميهم “سراق المعرفة الذين يطيلون الوقوف أمام أكوام الكتب ليقرؤوا بمتعة وتلذذ”، حيث يؤكد هازلت أن “سرقة المعرفة، هي السرقة المشروعة الوحيدة في حياة المجتمع”، وكان جبرا (يقصد الروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا)- باعترافه- واحدًا من هؤلاء السراق حين تختفي النقود من جيبه فلا يجد بديلًا من أن يقف ساعات ليقرأ بمتعة وتلذُّذ فقرة هنا أو فقرة هناك.
هذه مقتطفات فقط من بعض ما كُتب عن السرقات التي تسمى بيضاء، لكنها مقولة لا تصمد أمام التشريعات التي تجرّم ذلك، ولا تضعه في منزلة أخرى، رغم أن أهدافها نبيلة ومن أجل اكتساب المعرفة.
وتتبقى لدينا مقولة أن “القارئ لا يسرق، والسارق لا يقرأ”، التي لا تصمد أيضا أمام سيل من القصص التي تحكي عن قراء يسرقون كتبًا رغم قدرتهم على دفع أثمانها، وعن سراق رأيناهم يقرؤون، وربما سرقوا الكتب لكي يتكسبوا من بيعها.

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

المشدد 10 سنوات لـ3 متهمين سرقوا هواتف محمولة ونقود من شخصين تحت تهديد السلاح ببنها

قضت محكمة جنايات بنها، الدائرة الثانية، برئاسة المستشار عادل على ماهر، وعضوية المستشارين أحمد خلف محمد عبد اللطيف، مصطفي سعيد عبد الحميد الخدل، وسامح أحمد عبد الوهاب حليمة، وأمانة سر محمد الخضرى، ولطيف عبد الجواد، بالسجن المشدد لمدة 10 سنوات لـ3 عمال، وبراءة المتهم الرابع، لاتهامهم بسرقة هواتف محمولة ومبالغ مالية من شخصين ليلا تحت تهديد السلاح الناري بدائرة مركز شرطة بنها بمحافظة القليوبية.

وتضمن أمر الإحالة الخاص بالقضية رقم 17509 لسنة 2024 جنايات مركز بنها، والمقيدة برقم 4085 لسنة 2024 كلي شمال بنها، أن المتهمين "محمود م ا"، 27 سنة، صناعي سيراميك، مقيم مركز بنها، و"محمود ع س"، 33 سنة، عامل بفراشة، مقيم مركز قويسنا بالمنوفية، و"محمد ه ش"، 22 سنة، عامل بسوق الخضار، مقيم مركز بنها، و"أحمد ع أ"، 41 سنة، صاحب محل موبايلات، مقيم مركز بنها، لأنهم في يوم 23 / 9 / 2024، بدائرة مركز شرطة بنها بمحافظة القليوبية، المتهمين من الأول حتى الثالث، سرقوا المنقولات المبينة وصفا وقيمة بالاوراق والمملوكين للمجنى عليهما حسين سيد حسين خليف، محمد مصطفي عبد الله شرف الدين، وكان ذلك بالطريق العام ليلا حال حملهم لأسلحة نارية وبيضاء.

وتابع أمر الإحالة، أن المتهمين أشهروا في مواجهتهما الأسلحة النارية والبيضاء محل التهم التالية مما بث الرعب فى نفسهما، وتمكنوا بتلك الوسيلة القسرية من الوصول لغايتهم والاستيلاء على المسروقات على النحو المبين بالتحقيقات، كما حازوا وأحرزوا بغير ترخيص سلاحاً نارياً مششخناً "مسدس".

وأوضح أمر الإحالة، أن المتهمين حازوا وأحرزوا ذخائر "8 طلقات"، مما تستعمل علي السلاح الناري السالف البيان دون أن يكون مرخصاً لهم بحيازته أو إحرازه، كما حازوا وأحرزوا بغير ترخيص سلاحاً نارياً غير مششخن "فرد روسي"، وحازوا وأحرزوا ذخيرة "طلقة خرطوش"، مما تستعمل علي السلاح الناري السالف البيان دون أن يكون مرخصاً لهم بحيازته أو إحرازه، وحازوا وأحرزوا أداة "سنجة" مما تستخدم في الاعتداء على الأشخاص دون مسوغ قانوني أو مبرر من الضرورة المهنية أو الحرفية.

وأشار أمر الإحالة، أن المتهم الثاني أحرز جوهراً مخدراً "هيروين" بقصد التعاطي في غير الأحوال المصرح بها قانوناً، كما أحرز جوهراً مخدراً "ميثامفيتامين" بقصد التعاطي في غير الأحوال المصرح بها قانوناً.

واستطرد أمر الإحالة، أن المتهم الرابع أخفى المسروقات المتحصلة من جناية سرقة مع علمه بذلك على النحو المبين بالتحقيقات.

 







مشاركة

مقالات مشابهة

  • المشدد 15 عامًا لـ 3 أشخاص سرقوا منزلًا بالإكراه
  • اعترافات لصى المساكن فى القاهرة: نفذنا 5 جرائم بأسلوب كسر الكالون
  • اعترافات لصا المساكن في القاهرة: نفذنا 5 جرائم بأسلبو كسر الكالون
  • حبس عاطل بتهمة سرقة الشقق السكنية فى النزهة
  • حبس 3 عاطلين بتهمة سرقة هواتف المحمولة فى مدينة نصر
  • القبض على لصوص سرقوا مجوهرات وساعات يد
  • مبابي بعد التعادل في ديربي مدريد: لم تكن النتيجة التي نريدها
  • البراءة لمرقي عقاري و4 موظفين من تهمة سرقة شقتين بالشراقة
  • المشدد 10 سنوات لـ3 متهمين سرقوا هواتف محمولة ونقود من شخصين تحت تهديد السلاح ببنها