صحيفة البلاد:
2025-04-16@01:55:07 GMT

ما ورد عن السرقة البيضاء

تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT

ما ورد عن السرقة البيضاء

اختلف الناس عبر العصور في نظرتهم إلى سرقة الكتب؛ فمنهم من يعدها سرقة مكتملة الأركان، ومن يعدها سرقة بيضاء، وثالث لا يعدها سرقة على الإطلاق! وفي استعراض قصير لما ورد عن ذلك في بعض الكتب، يتبدى اختلاف النظرة إلى سارق الكتب من زمن لآخر، ومن مجتمع لآخر.
يقول الكاتب الشهير، ومؤرخ القراءة ألبرتو مانغويل، في كتابه (تاريخ القراءة، ص 385): لم تكن سرقة الكتب جريمة يعاقَب عليها، إن لم يقم السارق ببيع الكتب، حسب رأي الكاتب الاجتماعي من القرن السابع عشر تالمان دي ريو.

ويضيف مانغويل: إن الشعور بحيازة كتاب ثمين، وتقليب صفحاته بهدوء، الصفحات التي لا يحق لكل من هبّ ودبّ أن يمسها، كان- دون شك- أحد الدوافع وراء أفعاله.
ويسمى المصاب بهوس سرقة الكتب علميًّا (bibliokleptomania) ببليوكليبتومانيا، وهو يختلف عن الوصف الذي يطلق على هوس جمع الكتب، الذي يسمى الببلومانيا، ويصنفه البعض أنه نوع من الوسواس القهري.
كما يورد مانغويل سرقات للكتب قام بها الرومان، حين سرقوا المكتبة المقدونية، ومكتبة مثريداس من بونتوس، ومكتبة آبيليكون من تيوس، ونقلوها برمتها إلى روما. (المصدر نفسه، ص 272).
ومن أطرف سرقات الكتب التي ذكرها، سرقتها من أجل استخراج الذهب من أغلفتها، ذلك أنه “خلال حملات السلب والنهب التي شنها الفايكنك على إنكلترا الأنغلو-سكسونية، سرقوا الكتب المصورة من الرهبان طمعًا في نزع الذهب من أغلفتها” (المصدر، ص 272).
وقد عُلق تحذير في مكتبة دير سان بدرو في برشلونة آنذاك، قد نراه اليوم لطيفًا، جاء فيه: من يسرق كتبًا، أو يحتفظ بكتب كان قد استعارها، عسى أن يتحول الكتاب الموجود في يده إلى أفعى رقطاء، وعسى أن يصاب بشلل ارتجافي قاهر، وأن تُشل جميع أطرافه، عسى أن يصرخ عاليًا طالبًا الرحمة، وعسى ألا تنقطع آلامه إلى أن يتحول إلى رمّة متفسخة، وأن تعشعش الديدان في أحشائه مثل دود الموتى الذي لا يفنى. وعندما يمثل أمام يوم الدين، لِتلتهمْه نار جهنم إلى الأبد. (ص 273)
أما الكاتب العراقي علي حسين فقد تحدث عما يسمى سرّاق المعرفة، في كتابه (غوايات القراءة، ص11)، وذكر أن الناقد الإنجليزي وليم هازلت يسميهم “سراق المعرفة الذين يطيلون الوقوف أمام أكوام الكتب ليقرؤوا بمتعة وتلذذ”، حيث يؤكد هازلت أن “سرقة المعرفة، هي السرقة المشروعة الوحيدة في حياة المجتمع”، وكان جبرا (يقصد الروائي الفلسطيني جبرا إبراهيم جبرا)- باعترافه- واحدًا من هؤلاء السراق حين تختفي النقود من جيبه فلا يجد بديلًا من أن يقف ساعات ليقرأ بمتعة وتلذُّذ فقرة هنا أو فقرة هناك.
هذه مقتطفات فقط من بعض ما كُتب عن السرقات التي تسمى بيضاء، لكنها مقولة لا تصمد أمام التشريعات التي تجرّم ذلك، ولا تضعه في منزلة أخرى، رغم أن أهدافها نبيلة ومن أجل اكتساب المعرفة.
وتتبقى لدينا مقولة أن “القارئ لا يسرق، والسارق لا يقرأ”، التي لا تصمد أيضا أمام سيل من القصص التي تحكي عن قراء يسرقون كتبًا رغم قدرتهم على دفع أثمانها، وعن سراق رأيناهم يقرؤون، وربما سرقوا الكتب لكي يتكسبوا من بيعها.

yousefalhasan@

المصدر: صحيفة البلاد

إقرأ أيضاً:

بلحيف النعيمي: تحويل المعرفة أداة فاعلة لخدمة المجتمع وصناعة المستقبل

نظم مركز باحثي الإمارات للبحوث والدراسات الملتقى السنوي الخامس في مجلس الدكتور عبدالله بلحيف النعيمي، رئيس المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة ورئيس مجلس أمناء المركز.
حضر الملتقى الشيخ الدكتور عمار بن ناصر المعلا، الملحق الثقافي لدولة الإمارات العربية المتحدة بجمهورية مصر العربية لشؤون التعليم وعلوم التكنولوجيا، وعضو مجلس أمناء المركز، وعدد من المسؤولين، وممثلون عن القطاعات الأكاديمية والحكومية من داخل الدولة وخارجها.
أكد الدكتور النعيمي، في كلمة الافتتاح أن النمو المتسارع في الأداء البحثي للمركز ترجمة واقعية لرؤية القيادة الرشيدة في ترسيخ ثقافة التميز العلمي، وتحويل المعرفة إلى أداة فاعلة في خدمة المجتمع وصناعة المستقبل.
وأشار إلى أن تأسيس كيانات جديدة داخل المركز يعكس التزامه بالمسار الصحيح نحو استدامة التأثير العلمي والمعرفي.
وقال الدكتور فراس حبّال، رئيس المركز ونائب رئيس مجلس الأمناء، إن المركز حقق خلال عام 2024 نمواً بنسبة 28% في عدد المشاريع البحثية، إلى جانب نمو قاعدة أعضائه إلى نحو 37 ألف عضو من 72 دولة.
وقال الدكتور فواز حبّال، الأمين العام وعضو مجلس الأمناء، إن المركز يستهدف خلال المرحلة القادمة تحقيق زيادة 60% في معدل الاستشهاد العلمي والانضمام إلى 10 قواعد فهرسة علمية دولية جديدة بحلول عام 2026. وهذه الإنجازات تمضي بتناغم تام مع توجيهات القيادة الرشيدة للدولة، التي وضعت البحث العلمي في صميم استراتيجيات المستقبل، وهو ما يلتزم به المركز في جزء من رؤيته الوطنية والعالمية.
واستعرض المركز خلال الملتقى أبرز إنجازاته لعام 2024، كما قدم رؤيته الاستراتيجية للأعوام 2025 - 2026، تحت شعار «نحو تأثير علمي ومعرفي مستدام».
وشهد الحدث إطلاق مجموعة من المبادرات، من أبرزها إعلان تأسيس «أكاديمية باحثي الإمارات» الهادفة إلى تأهيل وتطوير الكفاءات الوطنية من خلال برامج تدريبية تخصصية، وتدشين «المكتبة الرقمية العلمية» التي توفر الوصول المفتوح لمجموعة متنامية من الدراسات والتقارير العلمية المحكمة، واستعراض الدليل الجديد للدورات التدريبية للعامين 2025 - 2026.
كما أُعلن تأسيس «مؤسسة الإمارات للعلوم والبحوث»، مؤسسة مستقلة تُعنى بتطوير المشاريع البحثية والتدريبية محلياً وإقليمياً، في انسجام مع رؤية الدولة نحو التحول إلى اقتصاد معرفي تنافسي ومستدام.
وفي سياق توسع المركز في النشر العلمي، أعلن خلال الملتقى إطلاق ثلاث مجلات علمية جديدة، ليصبح العدد الإجمالي 14 مجلة متخصصة، تتابع طيفاً واسعاً من مجالات العلوم الإنسانية، والسياسية، والاجتماعية، والتكنولوجية.
كما أعلن أن المكتبة الرقمية للمركز تضم 26 تقريراً ودراسة علمية متخصصة متاحة للباحثين والمهتمين من جميع أنحاء العالم.
وشهد الحدث إعلان انضمام أعضاء جدد إلى مجلس أمناء المركز.
وكرم الملتقى عدداً من الشركاء الاستراتيجيين بمنحهم دروع التقدير والعرفان، لدورهم في دعم مسيرة المركز وتعزيز موقعه العلمي محلياً ودولياً. (وام)

مقالات مشابهة

  • تفاصيل تجديد حبس عاطل بتهمة السرقة بالمطرية
  • القبض على ثلاثة أشخاص سرقوا متجرًا بطريقة هوليوودية
  • قرار جديد بشأن سائق وعاطل بتهمة السرقة في النزهة
  • أمن الحراش يطيح بشبكة إجرامية مختصة في سرقة الكوابل النحاسية 
  • الشرطة تصل إلى المتورطين في سرقة محل للذهب في طنجة
  • بلحيف النعيمي: تحويل المعرفة أداة فاعلة لخدمة المجتمع وصناعة المستقبل
  • ندوة تثقيفية بدار الكتب بطنطا حول «الأمراض المناعية: الأسباب والعلاج»
  • رئيس “كاكست”: المملكة تبني اقتصاد المعرفة وتحوّل البحث العلمي إلى قوة استثمارية
  • ​سرقوا أغراضه من داخل السيارة أثناء وجوده في محل الحلويات
  • كيف تحمى سيارتك من السرقة بعد سقوط عدد من التشكيلات العصابية؟.. تفاصيل