يتواجد المحامي الدولي الدكتور رفعت الطويل في الولايات المتحدة الاميركية وحضر فعاليات سياسية مهمة على صعيد علاقاته الواسعة في عاصمة صنع القرار.

بشأن تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب التي تمحورت حول شراء أراضي قطاع غزة “عمون” سالت الطويل عن رؤيته لذلك فكانت له نظرة مختلفة عما سمعناه في هذه الأيام، حيث تبلورت اجابته من ٣ منابع رئيسية وبينت بعض الايجابيات في قرارات ترامب الاخيره تحديداً كيف استطاع وقف الحرب وإبرام صفقة تبادل اسرى رغم أنف نتنياهو.

اولاً من الناحية الوطنية اكد الدكتور رفعت على وقوفه وكافة ابناء وبنات الشعب الأردني من كافة الاصول والمنابت خلف قيادتهم الهاشمية وجلالة الملك عبدالله الثاني… فلا احد يستطيع ان يعبر عن موقف الأردن الحقيقي كالملك عبدالله حيث تجسد هذا الموقف باللاءات الثلاثة. القضية الفلسطينية تتجه نحو منعطف خطير منذ سنوات طويلة ولا أحد كان يقّدر خطورة الاحداث الاخيرة الا ان جلالة الملك وببعد نظره كان مدركاً لذلك منذ زمن طويل، فهيّئ شعبه حتى أصبحنا كاردنيين مستعدين لمواجهة هذه الضغوطات. وبفضل الله، الآن أدركوا أشقائنا في كافة الدول العربية بان موقف ملك الأردن هو الاقوى للتصدي لكل المؤامرات ليس فقط ضد فلسطين والقضية الفلسطينية، لا وبل المؤامرات التي تحاك ضد كل دول الجوار وتمس هويتنا العربية والإسلامية وحتى المحلية. نرى الان ولاول مرة منذ فترة طويلة موقف موّحد يتماشى مع موقف الملك عبدالله من كافة الدول العربية وحتى الحلفاء البعيدين مثل المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وكان له الأثر الإيجابي لتوحيد الامه عامه و جبهتنا الداخليه خاصه.

ثانياً على الصعيد القانوني فإن القوانين الدولية لا تسمح لصفقات مثل هذه ان تتم. حتى وإن غضت المحاكم الدولية البصر عن جرائم الحرب وجرائم ضد الانسانية طيلة هذه العقود، فذلك لا يعني بان اي صفقة قد تمحو حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره. منذ ما يقارب ثمانون عام والعالم يحاول نزع هذا الحق السماوي من الشعب الفلسطيني إلا أنه يأبى ان ينصع لغير الله، فكل هذه المحاولات باتت بالفشل إبتداءً بجولدا مائير وصولاً إلى نتنياهو. وعلى الفرض الساقط لو اعتبرنا بان الرئيس الامريكي مارس المزيد من الضغوطات لإتمام هذه الصفقة، فبمجرد تحديد لأطراف الصفقة ندرك بأن ليس هناك أي صفقة بالأصل!… في المؤتمر الصحفي الذي ابدى ترامب رغبته بشراء أراضي قطاع غزة، لم نجد بائع! اولاً، فهذا (وربما لأول مرة) إقرار صريح من الرئيس الأمريكي بأن تلك الأراضي هي أراضي فلسطينية وليست أراضي اسرائيلية. وثانياً ان كان ترامب هو المشتري، فمن البائع؟ من الواضح أنه لا يوجد بائع لان اصغر طفل في فلسطين لن يتخلى عن حجر واحد ولو بمال الدنيا! وبالتالي لا يوجد صفقة… فكيف لصفقة بيع أن تتم دون وجود بائع؟! بالاضافة الى ذلك، فان طرح ترامب لم يتضمن أي محاولة لتسلل الاسرائيليين الى اراضي غزة، فهذا مكسب لمناصري القضية الفلسطينية، لان حتى وان كان الطرح مرفوض من أساسه، إلا أنه يتضمن مكاسب يجب علينا التمسك بها.

ومع كل ذلك، يجب علينا والامة العربية أن نغتنم هذه الفرصة (وهي اعتراف واقرار ترامب الصريح بأن هذه اراضي فلسطينية) من اجل كسب المنافع لصالح القضية الفلسطينية. الحقيقة هي ان ترامب هو من حقق وقف لإطلاق النار بعد أكثر من عام، وهو ايضاً من قام بالتأكيد على صفقة تبادل الاسرى- رغم أنف نتنياهو- والتي حررت المئات من الاسرى الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية حتى هذه اللحظة…الآن علينا وعلى صناع القرار ان نحقق المزيد من المكاسب بواسطة الرئيس الأمريكي ترامب لانه هو الوحيد الذي اجبر نتنياهو على ابرام الصفقة قبل حتى تنصيبه كرئيس، عكس الرئيس بايدن الذي لم يتمكن من إتمام أي صفقة تحقن دماء أبناء الشعب الفلسطيني. والدليل على ذلك هو مئات الالاف من الجماهير الاسرائيليين المتواجدين الان في شوارع فلسطين المحتلة يطالبون ترامب بالضغط على نتنياهو لاتمام المرحلة الثانية من صفقة تبادل الاسرى.

واخيرا على الصعيد السياسي، فإن هذه حرب وليست معركة، والتاريخ يشهد بأنه ليس دائماً القوي من يفوز ويحقق أهدافه. الاحتلال الاسرائيلي لم يحقق اهدافه طيلة هذا الطوفان، ومن الواضح بأن خطة “شراء غزة” لن تتحقق ايضاً. هنا يأتي دور المطبخ السياسي في مساندة موقف جلالة الملك على المستويات الدبلوماسية والاقتصادية. بأقل من ٧٢ ساعة، استطاع جلالة الملك عبدالله بإيجاد بديل عن المساعدات الأمريكية، ولكن علينا دور كشعب اردني وعلى وزرائنا وصناع القرار بالتحرك من اجل الصعود نحو مستقبل مشرق للاردن والاردنيين. ربما آن الأوان لان نكثف جهودنا لخلق مستقبل مشرق من الداخل، لا مستقبل مليء بالقروض والفوائد والانصياع لمانحي المساعدات من الخارج. علينا التكثيف من جهود الدبلوماسيين للضغط على مراكز القوة في واشنطن ولندن وغيرهما من العواصم من أجل إيجاد حلول اقتصادية وسياسية جذرية لينهض بها الاردن. علينا أن نغتنم الفرص المتاحة الآن بعد التغييرات التي تمت على المنطقة خلال هذه الأشهر القليلة، فالاردن ربما ليس لديه النفط والغاز، لكن لديه الكثير من الموارد البشرية والاستراتيجية التي حتماً ستكون محّرك فعال على المستوى المحلي وايضا على مستوى التعاون الدولي مع اي جهة تقدر ذلك.

وكالة عمون الإخبارية

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الملک عبدالله

إقرأ أيضاً:

الملك عبدالله الثاني يبدأ زيارة عمل للولايات المتحدة ويستعد للقاء الرئيس ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلن الديوان الملكي الأردني أن الملك عبدالله الثاني بدأ، اليوم الأحد، زيارة عمل رسمية إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث من المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الثلاثاء المقبل في واشنطن.

وخلال الزيارة، سيعقد الملك سلسلة من اللقاءات الهامة مع كبار المسؤولين الأمريكيين، بينهم وزير الخارجية مايك بومبيو، ومستشار الأمن القومي روبرت أوبراين، والمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيفن ويتكوف، بالإضافة إلى أعضاء بارزين في لجان مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.

وقبل الوصول إلى واشنطن، سيتوجه الملك إلى مدينة بوسطن، حيث سيعقد اجتماعات غدًا الاثنين مع ممثلي شركات أمريكية رائدة، ومؤسسات تعليم عالي، وحاكمة ولاية ماساتشوستس مورا هيلي. وكانت هذه الاجتماعات قد أُجلت في شهر ديسمبر الماضي بسبب الظروف الجوية الصعبة التي سادت المنطقة آنذاك.

وتأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين الأردن والولايات المتحدة، ومناقشة القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتعزيز الاستقرار في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون لترمب: غزة بحاجة لحل سياسي وليس صفقة عقارية
  • نتنياهو: نؤيد موقف ترامب ورؤيته بشأن غزة
  • نتنياهو يطالب وزرائه بتقليل التصريحات حول موقف ترامب من غزة
  • ماذا سيبحث الملك عبدالله مع ترامب وسط رفض مصري أردني عربي لمخططات الأمريكي؟
  • وزير مالية الاحتلال يطالب نتنياهو بالتصويت على خطة ترامب لتهجير سكان غزة
  • عدتُ برؤية مختلفة.. نتنياهو يكشف كواليس اللقاء الأكثر أهمية مع ترامب
  • دبلوماسي سابق: المجتمع الدولي يدعم موقف الرئيس السيسي الرافض لتهجير الفلسطينيين
  • الملك عبدالله الثاني يبدأ زيارة عمل للولايات المتحدة ويستعد للقاء الرئيس ترامب
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: تصريحات نتنياهو مخالفة للقانون وتتناقض مع الشرعية الدولية