يصطدم سنة 2032.. العلماء يحذرون من كويكب في طريقه للأرض
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
في خطوة طارئة، اتخذت وكالات الفضاء العالمية قرارًا مهمًا نتيجة للارتفاع المحتمل في احتمال اصطدام الأرض بكويكب مدمر يدعى 2024 YR4.
وفقًا لعلماء الفلك، فإن هذا الكويكب لديه حاليًا فرصة واحدة من أصل 43، أي ما يعادل 2.3 في المائة، للاصطدام بالأرض في عام 2032.
استخدام جيمس ويبفي إطار هذه المخاطر المتزايدة، تم منح فريق دولي من علماء الفلك الفرصة لاستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي (JWST) لتحديد حجم الكويكب وأثره المحتمل.
يهدف العلماء إلى قياس الحجم الدقيق للكويكب وإجراء حسابات نهائية بشأن مداره. تشير التقديرات الأولية إلى أن الكويكب قد يصل عرضه إلى 90 مترًا، مما يجعله بحجم تمثال الحرية في نيويورك أو ساعة بيج بن في لندن.
لقياس حجم الكويكب، يعتمد العلماء على تلسكوبات قوية لقياس الضوء المنعكس عن سطحه. والحقيقة أن تقدير حجم الكويكب يعتمد على سطوعه، إلا أن هناك عوامل أخرى قد تؤثر على النتائج. يمكن أن يتراوح عرض 2024 YR4 ما بين 40 مترًا و90 مترًا، مما يستدعي مزيدًا من الدقة في التقديرات.
تلسكوب جيمس ويب الفضائي سيساهم في التغلب على هاتين المشكلتين من خلال التقاط الصور للكويكب من موقعه على بعد مليون ميل (1.5 مليون كيلومتر) من الأرض. هذا سيمكنه من تجنب أي تشويه ناتج عن الغلاف الجوي للأرض، مما يساعد العلماء في الحصول على معلومات أكثر دقة عن حجم الكويكب.
هل تتكرر واقعة تونغوسكا؟تثير هذه الأبعاد القلق، حيث إن تأثير الكويكب قد يعادل تأثير كويكب تونغوسكا الذي وقع في عام 1908، والذي دمر 2150 كيلومترًا مربعًا من غابات سيبيريا.
تم اكتشاف 2024 YR4 لأول مرة في أواخر ديسمبر العام الماضي بواسطة محطة نظام الإنذار الأخير لتأثير الكويكبات الممولة من وكالة ناسا في تشيلي، على الرغم من أن احتمالية تأثيره كانت تقدر بحوالي 1.3 في المائة في ذلك الوقت.
ما هو 2024 YR4؟من المعلومات المعروفة عن 2024 YR4:
اكتشف كويكب 2024 YR4 لأول مرة في 27 ديسمبر 2024.
الحجم المقدر يتراوح بين 40 و90 مترًا والسرعة بالنسبة للأرض تصل إلى 29000 ميل في الساعة.
تاريخ أقرب مرور متوقع هو 2 ديسمبر 2032 واحتمال الاصطدام يُقدر بـ2.3 في المائة.
ماذا يحدث إذا اصطدم بالأرض؟إذا ضرب الكويكب الأرض، يُعتقد أن قوة الاصطدام تتراوح بين 15 إلى 30 ميجا طن من مادة تي إن تي المتفجرة، وهو ما يعادل 100 مرة من قوة القنبلة النووية التي ألقيت على هيروشيما.
يُتوقع أن يتسبب الاصطدام في تسوية المباني السكنية ويسبب وفيات في نطاق يصل إلى ميلين من مركز الاصطدام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: كويكب كويكب يصطدم بالأرض جيمس ويب كوكب الأرض المزيد
إقرأ أيضاً:
سيناريو كارثي منتظر إذا ضرب كويكب بينو الأرض بعد 157 عاما
تُعرف كويكبات "أبولو" بمداراتها التي تتقاطع مع مدار الأرض أثناء دورانها حول الشمس، ويعد كويكب "بينو" واحدا من أبرز هذه الأجرام الفريدة، إذ يقترب من الأرض كل 6 سنوات، مشكّلا تهديدا محتملا يستدعي اهتمام العلماء.
وبناء على المحاكاة الرياضية، تُقدّر احتمالية اصطدامه بالأرض في عام 2182 بنسبة 1 من 2700، وهي نسبة رغم ضآلتها، لا يمكن تجاهلها نظرا للعواقب المحتملة لمثل هذا الحدث.
ولا يقف الأمر فقط على الدمار المباشر إثر اصطدامه بالكوكب، بل حتى التداعيات المناخية الطويلة الأمد، إذ تشير عمليات المحاكاة الحاسوبية إلى أن اصطدام كويكب بحجم بينو، الذي يبلغ قطره نحو 500 متر، قد يؤدي إلى إطلاق ما يتراوح بين 100 و400 مليون طن من الغبار في الغلاف الجوي.
وسيؤدي هذا الانبعاث الهائل إلى ما يُعرف بـ"الشتاء التصادمي"، حيث ستنخفض مستويات ضوء الشمس وتنخفض درجات الحرارة، كما ستتأثر أنماط هطول الأمطار على نحو كبير.
في السيناريو الأسوأ الذي حدده الباحثون في الدراسة المنشورة حديثا في دورية "ساينس أدفانسس"، قد تنخفض درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 4 درجات مئوية، مما يؤدي إلى انخفاض معدل هطول الأمطار بنسبة تصل إلى 15%.
إعلانوالأخطر من ذلك، أن عملية التمثيل الضوئي للنباتات قد تنخفض بمقدار 20% إلى 30%، في حين أن طبقة الأوزون قد تتآكل بنسبة تصل إلى 32%، مما يزيد من تعرض الكوكب للإشعاعات فوق البنفسجية الضارة.
كما أن الاصطدام الأولي سيؤدي إلى موجات صدمية هائلة، وزلازل عنيفة، وحرائق واسعة النطاق، فضلا عن إرسال كميات ضخمة من الحطام إلى الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى اضطرابات مناخية تستمر لسنوات.
وستكون العواقب البيئية والحيوية لهذا الحدث عميقة وطويلة الأمد، ففي حين أن النباتات على اليابسة قد تحتاج إلى عامين كاملين للتعافي، تشير التقديرات إلى أن النظم البيئية البحرية قد تشهد انتعاشا أسرع، فالعوالق النباتية قد تتعافى خلال 6 أشهر فقط، بل قد تشهد بعض أنواع الطحالب ازدهارا غير مسبوق نتيجة ترسب الغبار الغني بالحديد في المحيطات.
ومع ذلك، فإن هذا التعافي الجزئي في البيئات البحرية لن يمنع حدوث أزمة غذائية على اليابسة، إذ ستؤدي الآثار الطويلة الأمد إلى اضطرابات في الزراعة، مما يهدد الأمن الغذائي العالمي.
وبالنظر إلى تاريخ الأرض الضارب في القدم، لا يعد بينو أول كويكب يشكل تهديدا للكوكب، فقد اصطدم كويكب أكبر بكثير، يتراوح قطره بين 10 و15 كيلومترا، قبالة ساحل شبه جزيرة يوكاتان في المكسيك قبل 66 مليون سنة، مما تسبب في انقراض الديناصورات ونحو 75% من أشكال الحياة على الكوكب. ورغم أن اصطدام بينو لن يكون بالدرجة نفسها من التدمير، فإن قدرته على التأثير على الإنتاج الغذائي العالمي واستقرار المناخ تثير تساؤلات حول مدى جاهزية البشرية لمثل هذه التهديدات الفضائية.
رغم أن النيزك الذي أباد الديناصورات فيما سبق لا يسقط على كوكب الأرض إلا في فترات متباعدة تقدر بمرة واحدة كل 100 مليون سنة، فإنه بحسب دراسة النيازك وارتباطها بسطح الأرض وجد العلماء أن هناك نيازك تسقط بشكل دوري في فترات زمنية أقصر خلال 200 عام.
إعلانوفي إطار جهود التصدي لتهديدات الكويكبات، شرعت ناسا في اختبار إستراتيجيات الدفاع الكوكبي، ومن أبرزها المسبار الحركي الذي يعتمد على التصادم غير المتفجر لتغيير مسار النيزك.
وقد اختُبر هذا المبدأ عام 2005 في مهمة "ديب إمباكت"، حيث أطلقت ناسا قذيفة نحو مذنب "تمبل 9″، مما أحدث حفرة في سطحه، وهي تقنية مشابهة لما يمكن استخدامه مع الكويكبات الخطرة. كما نجحت مهمة "دارت" عام 2022 في تغيير مسار الكويكب "ديمورفوس"، مما أثبت إمكانية حرف مسار أي كويكب يهدد الأرض عند توفر التحضير الكافي.
ومن بين الحلول الأخرى المطروحة، اقتُرح استخدام الصواريخ النووية، إلا أن هذا السيناريو ظل أقرب إلى أفلام الخيال العلمي، إذ قد يؤدي الانفجار النووي إلى تفتيت النيزك بدلا من إبعاده، مما يزيد من خطر اصطدام عدة شظايا بالأرض. كما أن بعض هذه الشظايا قد تعود مستقبلا عبر ما يُعرف بـ"ثقب المفتاح الجاذبي"، وهي منطقة صغيرة في الفضاء حيث تؤدي جاذبية الأرض إلى تغيير مدار كويكب عابر، مما يجبره على العودة في المستقبل إلى مسار يؤدي إلى اصطدامه بالأرض.
وهناك أيضا طرق تعتمد على الجاذبية، إذ يمكن لمركبة فضائية ضخمة التحليق قرب الكويكب، مما يؤدي إلى انحرافه التدريجي بفعل جاذبيتها، إلا أن هذه الطريقة تتطلب سنوات من التأثير المستمر لإحداث تغيير بسيط في المدار.
كما يمكن الاستفادة من "تأثير ياركوفسكي"، الذي اكتشفه العالم الروسي إيفان ياركوفسكي في القرن الـ19، حيث يؤدي الإشعاع الحراري المنبعث من الأجسام الفضائية إلى تعديل مساراتها تدريجيا مع مرور الوقت. وقد اقترح العلماء استغلال هذا التأثير عبر تغيير لون النيزك، إذ تمتص الألوان المختلفة الحرارة بمعدلات متفاوتة، مما يمكن أن يعزز أو يقلل من تأثير ياركوفسكي. ومع ذلك، يتطلب تنفيذ هذا الحل موارد ضخمة، مما يجعله تحديا لوجستيا كبيرا.
إعلانورغم أن احتمالية اصطدام بينو بالأرض لا تتجاوز 0.037%، فإن العلماء يؤكدون أن حتى هذه النسبة الضئيلة تستدعي الاهتمام، ويشير عالم الفيزياء المناخية أكسل تيمرمان في بيان صحفي رسمي إلى أن التأثيرات المحتملة لمثل هذا الاصطدام قد تشبه التغيرات المناخية التي أعقبت بعض أكبر الثورات البركانية خلال المئة ألف سنة الماضية، مما يؤكد الحاجة إلى مزيد من البحث في مجال الدفاع الكوكبي.