حوار خاص لـعربي21 مع مدير معهد الجيوفيزياء: هذه تفاصيل الهزة الأرضية الأخيرة
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
مباشرة عقب الهزّة الأرضية التي شهدها المغرب، في الساعة الأخيرة من يوم الاثنين، أعلن المعهد الوطني للجيوفيزياء، أنّ: "بؤرة الزلزال هذه المرة كانت على عمق 20 كيلوميترا في قرية "بريكشة" بإقليم وزان، بقوة بلغت 5.2 درجة على سلم ريشتر".
وروى عدد من المواطنين لـ"عربي21" من مناطق شمال المغرب، القريبة من بؤرة الزلزال، اللّحظات الأولى من شعورهم باهتزاز الأرض، بين من أكّد: "عرفت أنه زلزال، فيما هربت خارج المنزل رفقة أسرتي لحين إحساسي بالهدوء"؛ وبين من قال: "شعرت لوهلة بخوف مضاعف.
ولتقريب المواطنين ممّا جرى، ولضحظ جُملة من الأنباء الزائفة التي يتم تداولها بشكل متسارع على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، بخصوص مواعيد لتردّدات الهزّة الأرضية، تواصلت "عربي21" مع مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء التّابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، ناصر جبور، للإجابة على أهم الأسئلة.
تاليا نص الحوار:
بداية، كيف يمكن طمأنة الناس التي تتداول أنباء عن هزات ارتدادية اليوم وغدا؟
بما أنه لم يتم تسجيل أي هزّات أرضية ارتدادية ملموسة على شكل تسلسل، منذ توقيت وقوع الهزّة، مساء أمس الاثنين، فإن هذه الهزة هي: معزولة، وليس لها أي توابع، على عكس الزلازل الأخرى التي كانت لها مئات الهزات الارتدادية التي شعر بها المواطنين.
لهذا يجب على المواطنين، الانتباه ممّن يحصولون على المعلومة، والحرص على أخد الأخبار من أهل الاختصاص فقط، والابتعاد عن المواقع التي تقدّم شروحات غير منطقية وغير علمية.
هل هناك فعلا أي التوقعات المستقبلية لنشاط زلزالي في المنطقة؟
الآن، هناك احتمال ضعيف في أن تكون زلازل في نفس المنطقة التي شهدت الهزّة العنيفة يوم أمس، فيما ممكن أن تحصل في أماكن أخرى؛ لكن في الحالتين هناك احتمالات ضعيفة جدا.
وما يمكن التأكيد عليه مرّة أخرى هو أنّ: توقيت الهزّة الارتدادية قد انتهى، إذن هي غير موجودة.
هل هناك أنظمة إنذار مبكّر للزلازل في المغرب؟
لدينا بعض الأجهزة التي تعمل على الإنذار المبكّر، لكنّها قليلة؛ مستقبلا ممكن أن تكون لدينا أجهزة أكثر لإعلام الناس، قبل وصول الموجات الزلزالية، يعني تحسيس الناس من البؤرة، وإعلامهم كذلك قبل وصولها إلى أماكن تواجدهم.
هذا هو مفهوم الإنذار المبكر، يعني يتم ما بعد وقوع الزلزال مباشرة، فيتم إنذار الساكنة حول وصول الموجات الزلزالية، التي تحتاج لبعض الدقائق قبل وصولها، والنظر في كيفية التعامل. وهذا الأمر يحتاج لتحضير مُسبق وتوعية.
ما هي النصائح التي يمكن أن تقدمها للمواطنين للتعامل مع الزلازل في المستقبل؟
يجب التعامل مع الزلزال بعدد من الطرق، انطلاقا من اتّخاذ جُملة من التدابير الاحترازية، بشكل مباشر خلال الموجات الأولى من الهزّات الأرضية: انطلاقا من اللجوء إلى أسفل المكاتب أو الطاولات الخشبية المتواجدة في المنازل، أو أسفل إطارات الأبواب الخشبية، هي كذلك أماكن آمنة، ثم أركان المنزل.
هل للزلزال تأثيرات بيئية أخرى غير الأضرار المباشرة؟ من قبيل: التغيرات في التربة أو المياه.
نعم، لاحظنا أن الزلازل أحيانا يكون لها تأثير على منسوب المياه في الآبار سواء بالزيادة أو النقصان؛ أيضا تؤثّر على البيوت المتواجدة تحت الصخور حيث يمكن أن تنهار جرّاء الانهيارات الصخرية، وهو ما شاهدناه عقب زلزال الأطلس الكبير (زلزال الحوز)، قبل عام ونصف تقريبا.
أيضا، أحيانا يمكن أن يسبّب الزلزال موجات تسونامي، إذا ما كانت البؤرة في البحر، وهو ما يستلزم الابتعاد عن شواطئ البحر، عقب الشعور بالهزّة الأرضية، إلى حين التعرّف على مكان البؤرة بالضبط.
في الختام، هل يمكن أن تشاركنا بتجارب سابقة للتعامل مع زلازل في المغرب؟ وما هي الدروس المستفادة؟
الدرس الأول المستفاذ منذ زلزال أكادير خلال عام 1960 إلى زلزال الأطلس الكبير قبل عام ونصف، هو أنّ: البناء هو الذي يسبّب الضحايا إثر الزلزال، لأن الزلزال لا يقتل وإنّما البناء الذي شيّده الإنسان، لهذا نوصي ونكرر باختيار الأماكن الجيدة في البناء واعتماد البناء المضاد للزلازل، مع الابتعاد أيضا عن وسائل البناء غير الجيدة.
الدرس الثاني: اللجوء إلى المواقع التقنية والمؤكدة التي تبتعد عن الأخبار الزائفة، وتقدّم أيضا جُملة من النصائح الجيدة والمفيدة والمضبوطة. لهذا فإن التوعية المستمرة شيئ هام وملحّ.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية مقابلات المغرب شمال المغرب زلزال الحوز ناصر جبور المغرب شمال المغرب زلزال الحوز الاطلس الكبير ناصر جبور المزيد في سياسة مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ة الأرضیة یمکن أن الهز ة
إقرأ أيضاً:
مصادر لـعربي21: تركيا مطلعة وتشعر بارتياح إزاء اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل مهمة
كشف مصدر خاص لـ"عربي21"، الثلاثاء، اطلاع تركيا على وثيقة الاتفاق الموقع بين قوات سوريا الديمقراطية "قسد" والدولة السورية، لافتا إلى أن أنقرة تشعر بالارتياح لهذا التطور.
ومنذ سقوط نظام بشار الأسد في سوريا أواخر العام الماضي، دأب المسؤولون الأتراك على التلويح بعملية عسكرية ضد "قسد" شمالي شرق سوريا، لكن خطاب زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون في تركيا عبد الله أوجلان الداعي إلى حل التنظيم وإلقاء السلاح فتح الباب أمام العملية السياسية.
وكان حزب المساواة وديمقراطية الشعوب "ديم" المناصر للأكراد في تركيا كشف عن إرسال أوجلان ثلاث رسائل قبل خطابه "التاريخي" واحدة منها إلى "قسد"، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المدرج على قوائم الإرهاب لديها.
ومساء الاثنين، وقع الرئيس السوري أحمد الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية "قسد" مظلوم عبدي على اتفاق دمج الأخير في مؤسسات الدولة، وذلك ضمن مساعي دمشق لحل كافة الفصائل المسلحة وبسط سيطرتها على كافة التراب الوطني.
قبل ذلك بساعات، قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في كلمة له عقب اجتماع للحكومة في العاصمة أنقرة إن الشرع ينتهج سياسة شاملة منذ سقوط نظام المخلوع بشار الأسد في أواخر العام الماضي دون الوقوع في "فخ الانتقام"، مشيرا إلى أنه "إذا استمرت هذه القوة في التزايد، فستفسد المكائد ضد سوريا".
وشدد على أن أنقرة لن تسمح بإعادة رسم الخرائط في سوريا، موضحا أن "من ينظر إلى سوريا ولا يرى فيها إلا الطوائف والمذاهب والأعراق فهو حبيس التعصب الأعمى"، بحسب وكالة الأناضول.
وقال باحث في الشؤون السورية، طلب عدم الكشف عن هويته، إن التطورات في تركيا بخصوص إمكانية إلقاء حزب العمال الكردستاني سلاحه ساهمت في دفع "قسد" لتوقيع الاتفاق مع دمشق.
في سياق متصل، كشف مصدر آخر لـ"عربي21" أن الولايات المتحدة أخبرت حلفاءها الأكراد أنها ستنسحب من سوريا.
وتعد قوات سوريا الديمقراطية التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمودها الفقري، حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
كما تحظى هذه القوات التي تسيطر على مساحات شاسعة من شمال شرقي سوريا، بدعم عسكري من واشنطن.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دعا في تصريحات أدلى بها في كانون الثاني /يناير الماضي، الجميع إلى رفع أيديهم عن سوريا، في إشارة إلى القوات الأمريكية في سوريا.
وشدد أردوغان على قدرة بلاده على "سحق" التنظيمات "الإرهابية" في سوريا، بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية والمقاتلون الأكراد، الذين تراهم أنقرة خطرا على أمنها القومي.