بمناسبة الفالنتاين.. هل يتمكن الذكاء الاصطناعي من قرصنة الحب وإنقاذ العلاقات؟
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
في عصر التكنولوجيا المتسارع، أصبح الذكاء الاصطناعي يتغلغل في تفاصيل حياتنا اليومية، حتى وصل إلى أعمق زوايانا العاطفية.
من تطبيقات المواعدة إلى أدوات تحليل الشخصية، يُروَّج للذكاء الاصطناعي اليوم على أنه الحل السحري لتحسين العلاقات العاطفية، بل وربما إصلاحها.
لكن هل يمكن حقاً لبرنامج تقني أن يفهم مشاعرنا المعقدة؟ وهل تستطيع الخوارزميات أن تحل محل الحدس البشري في بناء العلاقات العاطفية؟
وهم الحب المحسوبتلعب تطبيقات المواعدة دوراً محورياً في تسهيل التعارف بين الأفراد، إذ تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتقديم اقتراحات تطابق بين الأشخاص بناءً على بياناتهم الشخصية وتفضيلاتهم.
ووفقاً لموقع Psychology Today، فإن أكثر من ربع مستخدمي تطبيقات المواعدة يعتمدون على أدوات الذكاء الاصطناعي لتحليل شخصياتهم أو تحسين تواصلهم مع الآخرين. ومع ذلك، رغم أن هذه الأدوات تجعل المواعدة أسهل، فإنها لا تجعلها بالضرورة أفضل.
ويرى الباحثون أن هناك مفارقة جوهرية في استخدام الذكاء الاصطناعي في العلاقات العاطفية، إذ تعتمد هذه التقنيات على تحليل أنماط السلوك بناءً على البيانات المتاحة، لكنها تعجز عن فهم الجوانب العاطفية العميقة مثل الكيمياء الشخصية أو العواطف غير المعلنة التي تشكل جوهر العلاقات الإنسانية.
في الواقع، يمكن للذكاء الاصطناعي أن يسهّل اللقاء الأول، لكنه لا يستطيع ضمان الاستمرارية أو حل الخلافات العاطفية المعقدة. الذكاء الاصطناعي كمدرب عاطفي!
من بين التطبيقات الحديثة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، هناك أدوات تحلل المحادثات وتقترح ردوداً مناسبة لتعزيز التواصل العاطفي بين الشريكين.
فبحسب تقرير The Conversation، هناك بعض التطبيقات التي تقدم نصائح حول كيفية بدء محادثة جذابة أو كيفية التعامل مع الخلافات بأسلوب أكثر دبلوماسية، بل إن بعض الأدوات مثل "GPT-4" تُستخدم لكتابة رسائل رومانسية تعكس شخصية المستخدم، مما يمنح البعض ثقة إضافية عند التحدث مع شركائهم.
لكن هل يمكن حقاً الاعتماد على خوارزميات لا تملك مشاعر في تقديم نصائح عاطفية؟.. بالتأكيد لا، لأن المشكلة الأساسية تكمن في أن الذكاء الاصطناعي يعتمد على أنماط محادثات سابقة، ولا يستطيع فهم السياق العاطفي الفريد لكل علاقة.
بمعنى آخر، قد تقدم الخوارزميات نصائح عامة، لكنها لا تستطيع استيعاب التعقيدات النفسية العميقة التي تحكم العلاقات البشرية.
يعتقد البعض أن الذكاء الاصطناعي يمكنه تبسيط العلاقات العاطفية من خلال تحليل البيانات وتقديم اقتراحات مدروسة، لكن مقالًا في Seattle Times يشير إلى أن الحب ليس معادلة حسابية يمكن "اختراقها" أو "تحسينها" باستخدام التكنولوجيا، وأن العلاقات العاطفية تقوم على مشاعر غير قابلة للتقييد، مثل التفاهم العفوي، الجاذبية المتبادلة، والتفاعل العاطفي غير المخطط له.
وعلى الرغم من ذلك، هناك تجارب تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد في كشف أنماط السلوك السامة أو تحسين الوعي الذاتي لدى الأفراد.
على سبيل المثال، يمكن لبعض الأدوات تحليل محادثات الأزواج واستخلاص استنتاجات حول أساليب التواصل بينهما، مما يساعد على تحسين الفهم المتبادل، لكن هذا لا يعني أن الذكاء الاصطناعي قادر على خلق مشاعر الحب أو إصلاح العلاقات المتدهورة، بل إنه مجرد أداة تعزز الفهم، لكنها لا تحل محل العواطف الحقيقية.
وفقاً للتقرير، فإن الذكاء الاصطناعي يمكنه تقديم إجابات ذكية ومنطقية، لكنه لا يمتلك القدرة على الإحساس الحقيقي بالمشاعر.
بعبارة أخرى، يمكنه أن يخبرك كيف تتصرف بطريقة أفضل في علاقتك، لكنه لا يستطيع أن يجعلك تشعر بالحب أو الحزن أو الشغف.
في النهاية، يظل الذكاء الاصطناعي مجرد أداة، وليس بديلاً عن التفاعل الإنساني الحقيقي، صحيح أنه قد يساعدنا في تحسين تواصلنا أو فهم أنفسنا بشكل أعمق، لكنه لن يكون قادراً على خلق علاقات قائمة على المشاعر الحقيقية، ليظل الحب، بكل تعقيداته وجماله، تجربة إنسانية فريدة لا يمكن حصرها في رموز وأكواد برمجية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: عام المجتمع اتفاق غزة سقوط الأسد إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي عيد الحب أن الذکاء الاصطناعی العلاقات العاطفیة
إقرأ أيضاً:
كونسونتريكس تفتتح مختبرًا جديدًا للابتكار في الذكاء الاصطناعي بمراكش
افتتحت مجموعة كونسونتريكس، الرائدة عالمياً في مجال الحلول التكنولوجية وتجربة الزبون، مختبرها الثاني للابتكار “تيك لاب” بمدينة مراكش، وذلك على هامش فعاليات الدورة الثالثة من معرض “جيتكس إفريقيا المغرب”.
ويأتي هذا الافتتاح في إطار سعي المجموعة إلى ترسيخ موقع المغرب كمركز مرجعي للتكنولوجيا والابتكار على مستوى القارة الإفريقية، وتعزيز دينامية التحول الرقمي في المنطقة.
ويقع المختبر الجديد داخل موقع الشركة بالمنطقة الصناعية سيدي غانم، حيث يوفر فضاءً منفتحاً للتعاون بين المتعاونين والطلبة والمقاولات الناشئة والباحثين، بهدف تطوير مشاريع مشتركة وتجريب حلول رقمية متقدمة.
ويعكس “تيك لاب” التزام كونسونتريكس بدعم المواهب المغربية والإفريقية وتزويدهم بالمعرفة والخبرة الضرورية لمواكبة التطورات التكنولوجية المتسارعة.
وأكد رضوان مبشور، المدير العام للمجموعة بالمغرب والمغرب العربي، أن افتتاح هذا المختبر يشكل خطوة جديدة نحو جعل المغرب قاعدة متقدمة للتحول الرقمي في إفريقيا، مشيراً إلى أن “تيك لاب” سيضع بنيته التحتية المتطورة وخبراته العالمية رهن إشارة المتعاونين والمقاولات الناشئة لمساعدتهم على التكوين والتأهيل ورفع جاهزيتهم لسوق الشغل. كما أوضح أن المختبر يشكل أيضاً فرصة لدعم المقاولات الناشئة، خاصة تلك التي تواجه تحديات تكنولوجية أو مالية.
من جهتها، أبرزت رؤيا شرقاوي صالحي، مديرة الاستراتيجية والتحول لدى كونسونتريكس بالمغرب العربي، أن “تيك لاب” سيكون فضاءً للتكوين والانفتاح على التكنولوجيا الحديثة لفائدة الطلبة الجامعيين والمتعاونين، مع توفير إمكانية الاستفادة من برامج الاحتضان والتسريع عند نضج المشاريع المبتكرة.
وشهد حفل الافتتاح جولة إرشادية داخل مرافق المختبر، حيث تمكن الحضور من استكشاف تجهيزاته التكنولوجية، كما قُدمت مشاريع لمقاولات ناشئة مغربية سلطت الضوء على التحديات التي تواجهها في مسارها نحو الابتكار.
ويأتي هذا المشروع في سياق التزام مجموعة كونسونتريكس، التي تنشط بالمغرب منذ أكثر من اثنين وعشرين سنة وتوظف آلاف المتعاونين عبر 12 موقعاً، بتعزيز فرص الشغل ودعم التحول الرقمي في المملكة.
كما يعكس انخراطها الفعلي في الدينامية التي يشهدها معرض “جيتكس إفريقيا المغرب”، المنظم تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، والذي يكرس موقع المملكة كمنصة استراتيجية للابتكار الرقمي على صعيد القارة.