تقرير رقابي يثير تساؤلات حول مستقبل المركبة الفضائية ستارلاينر
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
أشاد تقرير اللجنة الاستشارية لسلامة الفضاء (ASAP) بقرار ناسا القاضي بعدم إعادة رائدي الفضاء الأمريكيين على متن مركبة Boeing CST-100 Starliner بعد سلسلة من الأعطال خلال رحلتها التجريبية المأهولة الأولى إلى محطة الفضاء الدولية (ISS)، إلا أن التقرير كشف عن مشكلة إضافية ظهرت خلال رحلة العودة، وأثار تساؤلات حول حاجة الوكالة المستقبلية للمركبة.
واجهت ستارلاينر خلال رحلتها تسربات في نظام الهيليوم وفشلًا في عدد من محركات الدفع، مما جعل مهمة العودة برواد الفضاء محفوفة بالمخاطر.
قررت ناسا إبقاء الرائدين بوتش ويلمور وسوني ويليامز على متن المحطة الدولية لحين قدوم مركبة Crew Dragon التابعة لشركة SpaceX، التي من المقرر أن تنطلق في مارس المقبل ضمن مهمة Crew-10.
أشار التقرير إلى عدم وضوح المسؤوليات والصلاحيات بين ناسا وبوينغ في إدارة المخاطر.
وأوضح أن القرارات المتعلقة بالمخاطر قد تُترك للمقاولين، مما قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات لا تتماشى مع مصلحة سلامة رواد الفضاء.
من أبرز الإشكالات التي أوردها التقرير، عدم وضوح الجهة المسؤولة عن تقييم البيانات في الاجتماعات التي سبقت اتخاذ قرار عدم إعادة الطاقم، السماح باستخدام محركات دفع لم تثبت فعاليتها دون وجود بيانات تدعم سلامتها، غياب آلية واضحة لمعالجة الأعطال أثناء الرحلات التجريبية.
مشكلة إضافية أثناء العودةكشف التقرير عن عطل إضافي في أحد محركات الدفع الخاصة بوحدة الطاقم أثناء الهبوط، وهو عطل مختلف عن الأعطال السابقة التي حدثت خلال الرحلة المدارية.
وأكد التقرير أن هذا الخلل كان سيزيد بشكل كبير من مخاطر إعادة الرواد على متن المركبة، ما يثبت صحة قرار ناسا بإبقائهم في المحطة.
هل ستنجح بوينغ في الحصول على شهادة الاعتماد؟لا تزال بوينج تواجه تحديات كبيرة قبل أن تحصل مركبة ستارلاينر على شهادة الاعتماد الرسمية من ناسا، ومن بين المشكلات التي تحتاج إلى حل، إعادة تصميم البطاريات لضمان سلامتها خلال المهام الطويلة، تحسين نظام الهبوط، خصوصًا آلية عمل الوسائد الهوائية المستخدمة في امتصاص الصدمات أثناء الهبوط.
التحديات الزمنية والميزانية، حيث أن بوينغ لديها عقد لتنفيذ 6 مهمات مأهولة فقط قبل عام 2030، وهو موعد تقاعد محطة الفضاء الدولية.
ناسا قد تعيد تقييم الحاجة إلى "ستارلاينر"رغم أن ناسا كانت تسعى إلى امتلاك مزود ثانٍ لنقل الرواد إلى الفضاء بجانب "سبيس إكس"، فإن التقرير أوصى بمراجعة ما إذا كانت الحاجة إلى "ستارلاينر" لا تزال مبررة، خاصة مع قدرة "سبيس إكس" على تنفيذ المهمات المطلوبة بانتظام.
في الوقت الحالي، سبيس إكس تواصل تفوقها، حيث أكملت 9 رحلات ناجحة إلى محطة الفضاء الدولية، مع اقتراب الإطلاق العاشر ضمن مهمة Crew-10.
في ظل هذه التحديات، يبدو أن مستقبل "ستارلاينر" لا يزال غير واضح، وقد يكون معتمدًا على مدى قدرة بوينغ على إصلاح المشكلات التقنية وضمان سلامة المركبة للرحلات القادمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ناسا ستارلاينر المزيد
إقرأ أيضاً:
رحلة عبر الزمن.. المرصد الفضائي الفريد سفير إكس يبدأ العمل رسميا
ضمن جدول المهام الفضائية المزدحم لهذا العام، أعلنت وكالة الفضاء الأميركية ناسا بشكل رسمي بدء عمل تلسكوبها الفضائي الجديد "سفير إكس"، الثلاثاء الماضي في مهمة فريدة تهدف إلى البحث عن أصل الكون ورسم خريطة للمستودعات المائية الخفية داخل مجرة درب التبانة.
وكان قد حمل صاروخ "فالكون 9" التابع لشركة "سبيس إكس" المرصد الفضائي إلى الفضاء من قاعدة "فاندنبرغ" التابعة لقوات الفضاء الأميركية في ولاية كاليفورنيا نهاية الشهر الماضي، وخلال مهمته الممتدة على مدى عامين، سيجمع "سفير إكس" بيانات عن أكثر من 450 مليون مجرة، بالإضافة إلى أكثر من 100 مليون نجم داخل مجرة درب التبانة، موفرا خريطة ثلاثية الأبعاد للكون بـ102 طول موجي مختلف، في تحليل غير مسبوق لبنية الكون.
دراسة التضخم الكوني وفهم نشأة الكونيركّز "سفير إكس" على دراسة ظاهرة التضخم الكوني، وهي نظرية تفترض أن الكون شهد توسعا هائلا خلال جزء ضئيل من الثانية بعد الانفجار العظيم، قبل نحو 13.8 مليار عام، ويأمل العلماء أن يساعد هذا التلسكوب في تسليط الضوء على كيفية تأثير هذه العملية الأساسية في تشكّل بنية الكون.
وفي هذا السياق، قال "فيل كورنغوت"، عالم الأدوات في معهد كاليفورنيا للتقنية في تصريح لمجلة نيتشر العلمية: "يسعى سفير إكس إلى الوصول إلى أصل الكون، ما الذي حدث تحديدا في اللحظات الأولى القليلة بعد الانفجار العظيم؟" كما سيبحث التلسكوب عن صدى الانفجار العظيم من خلال تحليل أنماط الضوء القادمة من المجرات البعيدة، وهذا يساعد الباحثين على تحسين نماذج تطور الكون وفهم مراحله المبكرة.
إعلانوإلى جانب مهمته الكونية، سيوجه سفير إكس أنظاره نحو نطاق أقرب، حيث سيدرس المناطق "البين نجمية" داخل مجرتنا للكشف عن المستودعات الجليدية للمياه والمركبات الجزيئية الأساسية. ويعتقد العلماء أن الجليد المحاصر في حبيبات الغبار "البين نجمي" يلعب دورا حاسما في تكوين النجوم والأنظمة الكوكبية. ومن خلال تحليل التركيب الكيميائي لهذه السحب الجزيئية، يأمل الباحثون في فهم كيفية توزيع الماء والعناصر الأساسية للحياة في أنحاء المجرة.
وسيعمل سفير إكس على رسم خريطة للمياه، وثاني أكسيد الكربون، وأول أكسيد الكربون المتجمد على أسطح حبيبات الغبار داخل السحب الكثيفة من الغاز والغبار الكوني. وتُعد هذه السحب الجزيئية حاضنات طبيعية لتشكّل النجوم والأنظمة الكوكبية، الأمر الذي سيمنح فرصة قيّمة للفلكيين لفهم كيفية وصول المياه إلى كواكب مثل الأرض.
ويُعد الماء عنصرا أساسيا للحياة، ووجوده في الفضاء "البين نجمي" يثير تساؤلات مهمة حول إمكانية نشوء الحياة خارج الأرض. ويأمل الباحثون أن قدرة التلسكوب على اكتشاف الماء المتجمد على حبيبات الغبار بهذه المناطق قد تساعد العلماء في تحديد ما إذا كانت الأنظمة الكوكبية تحصل على الماء أثناء تكوّنها، أو إذا كان يصل إليها لاحقا عبر اصطدامات بالمذنبات والكويكبات.
وبالتزامن مع هذا الإطلاق، أرسلت ناسا أيضا مجموعة من الأقمار الصناعية ضمن مهمة "بنتش" التي تهدف إلى دراسة الهالة الشمسية، وهي الطبقة الخارجية من الغلاف الجوي للشمس. وتركز هذه المهمة على تحليل الرياح الشمسية، وهي التيارات المتدفقة من الجسيمات المشحونة القادمة من الشمس، والتي تؤثر بشكل كبير على الطقس الفضائي وحالة الأرض.
إعلانوتتكون المهمة من 4 أقمار صناعية بحجم حقيبة سفر، تعمل معا لتقديم صورة ثلاثية الأبعاد متكاملة للغلاف الجوي الخارجي للشمس، أو ما يعرف بالهالة الشمسية "الإكليل"، عند تحوله إلى الرياح الشمسية.
وتلعب الرياح الشمسية دورا رئيسا في الظواهر المرتبطة بالطقس الفضائي، والتي قد تؤثر على عمل الأقمار الصناعية، وتسبب اضطرابات في شبكات الكهرباء، بل وتشكل خطرا على رواد الفضاء. ومن خلال المراقبة الدقيقة لكيفية نشوء الرياح الشمسية وانتشارها عبر النظام الشمسي، يأمل العلماء في تحسين القدرة على التنبؤ بهذه الظواهر.