وضع وزير التربية والتعليم العالي الدكتور عباس الحلبي الحجر الأساس لبناء مدرسة رسمية في بلدة مجدليا في قضاء زغرتا، بهبة من البنك الالماني للتعمير، والتنفيذ من خلال منظمة اليونيسف، في حضور مديرة الارشاد والتوجيه في وزارة التربية الدكتورة هيلدا خوري، المستشار الاعلامي ألبير شمعون، وفريق عمل من الوزارة، رئيسة بلدية مجدليا جومانه بعيني، رئيس المنطقة التربوية في الشمال نقولا الخوري، ممثلة اليونيسف إلسي هيغن، مديرة المدرسة رينه القارح، عدد من افراد الهيئة التعليمية ورهبان وراهبات وحشد من ابناء البلدة.

 

وفي كلمة له قال الوزير الحلبي:" من لا يعرف عادات اهالي قرانا لا يعرف شيئًا، نحن اليوم في مجدليا،  نضيف لبنة جديدة في الاعمار في المناطق، والمدرسة هي التي تجعلنا نحافظ على الانسان، وهو ما نعمل عليه وحريصون عليه، وفكرة انشاء مدرسة في مجدليا كانت على ايام الوزير السابق مروان حماده، ونحن اليوم نطلق هذا المشروع، يؤمن للمنطقة الاطار الانسب للطالب والمعلم".

اضاف: "ما اريد ايصاله اليوم اننا بالرغم من الازمة الكبيرة التي نمر بها، مصرون ان يكون امام طلاب لبنان عام دراسي طبيعي، ورغم كل ما مررنا به استطعنا ان نؤمن الامتحانات الرسمية، وقد نجحنا في تنظيمها، وعشية الدورة الثانية اقول نحن ايضا جاهزون. وسنكون في خط الدفاع الاول لتحقيق حقوقكم". 

مزيارة

ثم انتقل الوزير الحلبي والوفد المرافق الى بلدة مزيارة في قضاء زغرتا، حيث ازاح الستارة عن لوحة تؤرخ لبناء الثانوية الرسمية في البلدة، في حضور النائب طوني فرنجيه، كاهن الرعية الخوري جوزاف فضول، الشيخ جيلبير الشاغوري وفاعليات.

وعبر الوزير الحلبي عن فرحه "للمبادرات الفردية التي تعزز الصمود لأبناء القرى والبلدات، بخاصة في بلدة مزياره الحبيبة، التي يعتمد اهلها في معظم الاحيان على المبادرات الفردية التي يقوم بها اشخاص خيرين. وما وجودنا اليوم في تدشين انطلاق العمل في ثانوية مزياره لاكبر دليل على ذلك".

بعد ذلك اقيم حفل عشاء على شرف الوزير الحلبي والوفد المرافق والمشاركين في حفل التدشين، القى خلاله كلمة قال فيها :" لم أر بلدة إقترن اسمها بالاغتراب كبلدة مزيارة، حيث يغترب أبناؤها إلى بقاع الأرض، ومزيارة تبقى في قلوبهم، يشدهم الحنين إليها وفي عقولهم اكتمال نهضتها بالمشاريع والتطوير ". 

اضاف: "يغادرون ويعودون في كل مناسبة ،ويستطلعون أحوال الأهل ويقدمون من القلب الى القلب، ليبقى المقيمون على أفضل حال ، متجذرين في أرضهم. وما الذي يجعلهم أكثر تعلقا ببلدتهم  وأعمق تجذرا في أرضهم غير المدرسة الرسمية التي تحتضن الجميع من دون تمييز".

تابع: "الفكرة ولدت خارج لبنان لا بل في لبنان لكنها تبلورت خارجه بين شقيقي فيصل ورونالد . وفيصل عندما يتبنى أحدا لا يكل عن متابعته، فكان صباحا ومساء، أيمتى بدك تشفلي رئيس البلدية لبحث موضوع الثانوية ، وصار ما شاء ، ولكن القدر شاء أيضا ألا يكون معنا بسبب وضعه الصحي". 

اردف: "نجتمع اليوم بفرح كبير لنضع الحجر الأساس لمبنى ثانوية مزيارة الرسمية التي تبرع بإقامتها سعادة السفير جيلبير شاغوري والشيخ رونالد شاغوري ، على جزء من العقار الذي قدمته البلدية برئاسة السيد مارون دينا". 

وقال: "سوف تكون هذه الثانوية المكتملة المراحل ، المؤسسة الوطنية الرسمية التي توفر العلم إلى جانب التربية ، وتبني الأجيال الجديدة بحسب مقتضيات الإطار الوطني لمناهج التعليم العام ما قبل الجامعي التي تتضمن سمات المتعلم المواطن المندفع والمنتج الذي يحترم القوانين والأنظمة ، ويحمل في نفسه القيم الوطنية والروحية والاجتماعية والأخلاقية ، التي تميزه وتصنع منه الشخصية المتألقة والمبدعة" .

أضاف: "لطالما كانت بلدة مزيارة العزيزة وفعالياتها تشكل  الداعم الكبير لقطاع التعليم في شكل دائم ومستمر، ويأتي احتفالنا اليوم تأكيدا لهذا النهج ، حيث نجتمع في هذا الموقع البديع الذي تم  تأمينه للثانوية، والذي  سيسمح بتأمين  كل الخدمات والتسهيلات المطلوبة، إضافة لتمكينها من الاستفادة من الملاعب الرياضية التابعة للنادي المجاور لها، وذلك ضمن الدوام الرسمي،  مما يجعلها  إحدى أفضل الثانويات الرسمية النموذجية في المنطقة لا بلا حتى على مستوى لبنان".

وقال: "مبروك لأهالي مزيارة الأبية ولتلامذتها  وأساتذتها، هذا الصرح التربوي ، الذي يشكل ثمرة حب بين لبنان المقيم ولبنان المنتشر ، ولكم تحتاج التربية إلى مثل هذه الأيادي البيض، في هذه الظروف المستحيلة ، حيث نواجه تحديات لم يسبق لنا مواجهتها حتى في أيام الحروب  ، لكننا نتمسك بإيمان اللبنانيين وإرادتهم الصلبة لبناء مؤسسات الدولة وتطويرها وتعزيز إمكاناتها ، لكي نعبر مرحلة الخطر الكبير على التربية وعلى المستقبل" .

تابع: "أود في هذه العشية المباركة أن أشكر من القلب أهل الكرم والعطاء السادة شاغوري جيلبير ورونالد ،وهما من رغبا في إقامة هذا الصرح ، وهما من يدعمان صمود اللبنانيين في أرضهم ، وهما من فتحا أبواب الرزق أمام الكثير من اللبنانيين ، وهما من شكلا نموذجا من نماذج ملحمة الإغتراب في العالم بالمشاريع والإنماء والتطوير والتقدم ، فإليهم أطيب التحية". 

ختم: "لقد نجحنا في إقناع مجلس الوزراء بتخصيص اعتمادات مبرمجة على دفعات للقطاع التربوي ، وأملنا بأن تصبح مبادرة آل شاغوري قدوة تنتقل عدواها بين جميع المنتشرين المقتدرين ، فتعاود المدارس الرسمية  تألقها وتجددها . ألف مبروك ثانوية مزيارة الرسمية الجديدة".

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الوزیر الحلبی

إقرأ أيضاً:

السيد علي الأمين: نتطلّع إلى اليوم الذي تصبح فيه الدّولة هي وحدها المسؤولة

وجه العلامة السيد علي الأمين رسالة إلى اللبنانيين "في هذه الظروف التي يمر بها لبنان" وقال: "منذ عهود مضت ولبنان كان واحة للحرية في العالم العربي وقد شكل نموذجاً حضارياً في العيش المشترك القائم على الانفتاح والتّسامح بين مختلف الطوائف اللبنانية وأعطى بذلك مثالاً على تجربة إنسانية ناجحة في احترام الآخر والقبول به ونبذ التّعصب الذي يشكل سمة من سمات الجهل والتخلف، وقد بقي رباط العيش المشترك يجمع اللبنانيين المتمسّكين بوطنهم لبنان على الرّغم من كل ما حصل على أرضه من حروب ونزاعات لا يتحمل الشّعب اللبناني المسؤوليّة عنها، إنّما كانت حروب الآخرين على أرضه الّذين استفادوا من ضعف الدّولة اللبنانية في تلك المرحلة ليقيموا دويلات الشّوارع و الزواريب و المناطق"

اضاف:"اللبنانيون اليوم كما في الأمس كانوا وما زالوا متمسّكين بلبنان الواحد ومشروع الدّولة الواحدة التّي تشكّل مرجعيّة لجميع اللبنانيين في مختلف الحقول والميادين من خلال نظام سياسي يجعل منها دولة الإنسان التي تحترم مختلف العقائد والمذاهب والأديان من دون أن يكون هناك امتيازات في الحقوق بين المواطنين بسبب الانتماء الديني والحزبي، بل يجب أن يكون الجميع متساوين أمام القانون في الحقوق و الواجبات. إن صيغة العيش المشترك التي قام عليها وطننا لبنان منذ الإعلان عنه في دولة لبنان الكبير الذي جمع اللبنانيين بكل طوائفهم تعتبر نموذجاً راقياً وحضارياً في عالم العلاقات الوطنية والانسانية لأنها تقوم على مبادئ التسالم والمحبّة والتعارف والعدل والمساواة بين البشر ونبذ الفوارق في الأعراق والمذاهب والأديان، وهي من المبادئ التي تسالم العقلاء في العالم على رفعة شأنها وسموّ قدرها، وهي من القيم التي لا تزال الميزان والمعيار في صحة الأفكار والمنظومات الأخلاقية في العلاقات الاجتماعية بين الناس. وقد حمل لبنان هذه الصيغة على أرضه وفي المنطقة، لذلك كان لبنان بهذه الصيغة التي بني عليها أكبر من وطن، إنه رسالة للعالم كما وصفه قداسة الراحل البابا يوحنا عندما زار لبنان في أواخر القرن الماضي· نعم، هذه رسالة لبنان وصورته التي عشناها صغاراً وعاشها الآباء والأجداد، وعنها قلت :  معاً عشنا بأرضِ الشرقِ دهراً نصارى إخوةً للمسلمينا  ونحنُ على خُطى الأجدادِ نمضي بإيمانٍ وعزمٍ لن يلينا  ونبقى الأوفياءَ لِمَا وَرِثْنَا بِسِلْمٍ وَاعْتِدالٍ مؤمنينا نصونُ بذاك عهدَ العيشِ أهلاً- ولن نرضى بغيرِ الحبّ دينا" .

تابع:"من صور هذا العيش أهلاً والحب بين اللبنانيين ما نراه من احتضان لأهلنا النازحين من ديارهم إلى المناطق اللبنانية الأخرى في هذه الأيام العصيبة التي تمر على وطننا لبنان بسبب الحرب المفروضة عليه.  ونعود لنقول بأن هذه الرسالة التي يمثلها لبنان تحتاج إلى الرسل والمبشرين كما كانت عليه حال الرسالات السماوية فإنها وصلت إلينا من خلال الرسل والمبشرين الذين جسدوا في سلوكياتهم تعاليم رسالاتهم. وأنتم أيها الناشطون والإخوة والأبناء والطلاب رسل هذه الرسالة اللبنانية الذين تعقد عليكم الآمال والذين نتطلع إليهم في الحفاظ على لبنان الوطن بالاستمرار بالتمسك بهذه القيم الإنسانية التي قام عليها البنيان. إنها المهمة التي تقع مسؤوليتها بالدرجة الأولى علينا نحن اللبنانيين مسيحيين ومسلمين، مسؤولين ومواطنين، علينا أن نعيد الألق لتلك الصورة المثالية،إلى تلك الصّيغة الإنسانية والوطنية للعيش والتعايش وأن نكون نحن لها النموذج الأمثل في منطقتنا والعالم بكل ما تعنيه تلك الصورة الرسالة من شراكة حقيقية في الآمال والآلام والمودة والاحترام وفي المشاريع السياسية الجامعة لكل مكونات الوطن ومن قبول كل منا بالآخر كما هو ،ومن تعاون وطيد على صيانة الوطن وبناء الدّولة المدنيّة التي تحقق العدالة للجميع في إطار حفظ وصون الحريات السياسية والدينية".

أضاف: " لذلك نقول اليوم ما قلناه في الماضي للأحزاب والقيادات المتصارعة على السلطة والنفوذ يجب علينا مسلمين ومسيحيين ألا نفكر مسيحياً أو إسلامياً وإنما يجب أن نفكر وطنياً وإنسانياً في عملية بناء الدولة الحاضنة للجميع والممثلة لهم بحيث تكون هي المسؤولة وحدها عن الجميع ومسؤولة أمام الجميع من خلال مؤسساتها القانونية والدستورية ويجب أن  تكون علاقات الطوائف في الداخل والخارج من خلال الدولة ومؤسساتها".

ختم:" نتطلّع إلى اليوم الذي تصبح فيه الدّولة اللبنانية هي المسؤولة وحدها عن الأمن  والدّفاع عن الأرض والشعب وعن السياسة الخارجية والمحلية،وعن الإقتصاد والتعليم وعن سائر المهام الّتي تقوم بها الدّول ذات السيادة في شعوبها وأوطانها،وأن تكون الدّولة هي الّتي ينخرط فيها الجميع وينضوي تحت لوائها الجميع وأن تكون وحدها من خلال مؤسساتها صاحبة القرار ومرجعية الحلول عند حصول الاختلاف بحيث يقبل الجميع بأحكامها وتنفيذ قراراتها بدون استثناء على قاعدة أن يكون الولاء للوطن والحكم لدولة المؤسسات والقانون، وبذلك نعزز حالة الانصهار الوطني والتنافس الديمقراطي في عملية إعادة بناء لبنان الذي نريد، لبنان الاستقرار والازدهار ليعود لبنان لؤلؤة الشرق ونموذجاً حضارياً في أرقى وأسمى العلاقات الإنسانية في المنطقة والعالم.عشتم وعاش لبنان". 

مقالات مشابهة

  • عرض فيلم" العام الجديد الذي لم يأت أبدًا" في مهرجان القاهرة 45.. اليوم
  • لبنان: استشهاد 8 أشخاص بينهم 7 من عائلة واحدة بغارات للعدو الإسرائيلي على النبطية والشعيتية
  • محافظ أسيوط يتفقد مشروع التوسعات بمدرستين ابتدائية وثانوية فى مركز أبنوب
  • العدو الإسرائيلي يجدد اعتداءاته على بلدات وقرى لبنان
  • العدو الإسرائيلي يجدد غاراته على الضاحية وجنوب لبنان في اليوم الـ 55 للعدوان
  • التصعيد الاسرائيلي مستمر.. وغارات صباحية على البقاع والجنوب
  • عرض فيلم «غزة التي تطل على البحر» في مهرجان القاهرة السينمائي اليوم
  • الطيران الإسرائيلي يشن غارات على بلدات جنوب لبنان
  • السيد علي الأمين: نتطلّع إلى اليوم الذي تصبح فيه الدّولة هي وحدها المسؤولة
  • التوتر مستمر جنوباً.. قصف واشتباكات بين العدو والحزب